جون كيرى

أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، التي أطلقها أثناء زيارته المملكة المغربية، العديد من علامات الاستفهام حول توجهات بلاده، وهل تتحرك وفق ما تزعم تبنيه من حريات، أم أنها دولة لا تحركها سوى مصالحها الخاصة، وأن الأمر لا يعدو «مناورات سياسية» مؤقتة ربما تعاود التغير بمرور الأيام!

كان الوزير الأمريكي وجه، خلال تصريحاته، انتقادات عنيفة لجماعة الإخوان في مصر، حيث اتهمها بسرقة «الثورة المصرية»، ووصفها بالجماعة «غير المشروعة» المسئولة عن أعمال العنف التي تشهدها مصر.

«البديل» التقت بعدد من الخبراء والمحللين، في محاولة لقراءة هذه التصريحات التي تشير إلى تغير موقف واشنطن من المشهد المصري، وإدانتها جماعة الإخوان، واعترافها بثورة الثلاثين من يونيو بشكل رسمي.

قال الدكتور حسن نافعة – أستاذ العلوم السياسية، إن الموقف الأمريكي بشأن المشهد السياسي والثوري في مصر لم يتغير بين ليلة وضحاها، وإنما جاء هذا التغير تدريجيًا, بعد أن كشفت الأيام الكثير من الأمور، مما ساهم في إدراك واشنطن أن ما حدث في 30 يونيو لم يكن انقلابا عسكريا كما زعم الإخوان، بل هو حراك شعبي دعمه جيش الشعب.

وأكد «نافعة» أن «كيري» أدرك أن دعم بلاده جماعة الإخوان لن يفيد، فتراجع عن موقفه، وتخلت أمريكا عن دعمها أنصار مرسي والجماعة، لاسيما وأنها رأت أن مصر ماضية قدما في تنفيذ خارطة الطريق، واقتربت من الاستحقاق الرئاسي حيث يتم انتخاب رئيس مصري جديد خلال شهور قليلة، وهذا التراجع يكشف أن الولايات المتحدة لا يهمها سوى مصالحها فقط، ولا يهمها أي فصيل أو تيار في مصر.

ورأى عماد جاد – نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن تغير الموقف الأمريكي تجاه ثورة 30 يونيو، جاء بعد متابعة أمريكا لحقيقة الأحداث في مصر، وبعد أن أدركت عدم جدوى دعمها للإخوان.

فيما قال الدكتور عمرو هاشم ربيع – الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن تراجع الموقف الأمريكي الداعم للإخوان واتهامهم بسرقة ثورة يناير يعد تغييرا كبيرا في الموقف الأمريكي، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان داخل مصر باتت بلا تأثير ولا وجود فاعل، لكن إعلان «كيري» عن ذلك في تصريحات رسمية يعني أنه يحذر كل الوطن العربي من دعمهم، لأنها جماعة إرهابية بالفعل يعتلون الثورات ويسرقونها.