عنه، وإمساك لسانه إلا فى خير ينفعه، وقد قال الله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد}(١).
واختلف السلف والعلماء: هل يكتب على العبد جميع ما يتكلم به؟ [أو](٢) إنما يكتب ما يجازى عليه من خير أو شر دون لغو الكلام، وما يعنى الإنسان منه. وإلى هذا ذهب ابن عباس وغيره فى تفسير الآية (٣).
(١) ق: ١٨.
قال الحافظ ابن كثير: أى ما يتكلم بكلمة {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد}: أى إلا ولها من يراقبها مُعْتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالىَ: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ. كِرَامًا كَاتِبِين. يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون} [الانفطار: ١٠ - ١٢].
(٢) فى الأصل: و، وأثبتت الهمزة ليستقيم المعنى.
(٣) والأول قول الحسن وقتادة، وهو ما يوافق ظاهر الآية، والمنقول عن ابن عباس هو أحد القولين له، فقد نقل ابن كثير ٧/ ٣٧٧ عن على بن أبى طلحة عن ابن عباس فى هذه الآية قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى إنه ليكتب قوله: أكلتُ وشربت، ذهبت، جئت، وهذا ما يوافق ظواهر بقية الأدلة.