للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن علي رضي الله تعالى عنه، قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر ولأبي بكر: "مع أحدِكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل".

وعن أبي سعيد الخُدري قال: قال أبو بكر: ألست أول من أسلم؟ ألست أحق بهذا الأمر؟ ألست كذا؟ ألست كذا؟ رجاله ثقات.

ومن أعظم مناقبه أن ابن الدغنة سيد القارة لما ردَّ إليه جواره بمكة، وصفه بنظير ما وصفت به خديجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتواردا فيها على نعت واحد من غير أن يتواطآ على ذلك، وهذا غاية في مدحه؛ لأن صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ نشأ كانت أكمل الصفات.

وقال ابن إسحاق في "السيرة الكبرى": كان أبو بكر رجلًا مؤلِّفًا لقومه، محببًا، سهلًا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلمهم مما كان منها من خير وشر، وكان تاجرًا ذا خُلُق ومعروفٍ، وكانوا يألفونه لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإِسلام من وَثِقَ به، فأسلم على يديه من مرَّ ذكرهم.

وكان أبو بكر رجلًا نحيفًا أبيضَ خفيفَ العارضَيْن أجنى لا يستمسك، أزرتُه تسترخي عن حَقْويه، معروقَ الوجه، غائرَ العَيْنين، نَاتىءَ الجبهة، عاريَ الأشاجع، هكذا وصفته ابنته عائشة. ووصفه الزُّهري فقال: كان أبيض لطيفًا جعدًا مشرفَ الوركين.

بويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سقيفة بني ساعدة، ثم بويع بيعة العامة يوم الثلاث من غد ذلك اليوم، وتخلف عن بيعته سَعْد بن عُبادة، وطائفة من الخَزْرج، وفِرقة من قُريش، ثم بايعوه بعد غير سعد. وقيل: لم يتخلَّف عن بيعته يومئذ أحد من قريش، وقيل: تخلف عنه من قُريش علي والزُّبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهم، ثم بايعوه بعد ذلك. وقيل: إن عليًّا لم يبايعه إلاَّ بعد موت فاطمة، ثم لم يزل سامعًا مطيعًا له يثني عليه ويفضِّله.

وعن محمد بن سيرين، قال: لما بُويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبطأ

<<  <  ج: ص:  >  >>