الدولة الأموية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة] [نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
رفض التغيير النصي الأخير (ل‍Tahiraallawati) واستعادة المراجعة 9702131 ل‍Nageh Didamony
تدقيق سريع للمقدمة التمهيدية
 
سطر 1:
{{محمية|1}}
{{مرشح كمقالة مختارة|19 أغسطس 2012}}
{{ص.م بلد سابق
{{صندوق معلومات دولة سابقة
| الاسم_المحلي = الخِلَافَةُ الأُمَوِيَّةُ - دَولَةُ بَنِي = دولة بني أمية أُمَيَّة
| الاسم_الشائع = الدَّوْلَةُ الأُمَوِيَّةُ
|الاسم_التقليدي_المطول = الدولة الأموية
| خريطة =Caliphate 740-ar.svg
|الاسم_الشائع = الأمويون
| تسمية الخريطة = الدولة الأموية في أقصى اتساعٍ لها قُرابة سنة 750م.
|العاصمة = [[دمشق]]
| القارة = أفروأوراسيا أفرواسيا
| تسمية وصلة العلم = <small>راية بني أُميَّة البياض</small>
|البلد =
| نظام الحكم = خلافة وِراثيَّة
|نظام_الحكم = خلافة
| لقب الحاكم = [[أمير المؤمنين]]
|government_type = خلافة
| الحاكم1 = [[معاوية بن أبي سفيان|مُعاوية بن أبي سُفيان]]<sup>(1)</sup>
|41 هـ/year_start = م661
| فترة الحاكم1 = [[661]] - [[680]]
|132 هـ/year_end = م750
| الحاكم2 = [[مروان بن الحكم|مَروان بن الحَكَم]]<sup>(2)</sup>
|year_exile_start = 756
| فترة الحاكم2 = [[684]] - [[685]]
|year_exile_end = 1031
| الحاكم3 = [[مروان بن محمد|مُروان بن مُحمَّد]]<sup>(3)</sup>
|p1 = خلافة راشدة
| فترة الحاكم3 = [[744]] - [[750]]
|flag_p1 = Black flag.svg
| الدين = [[الإسلام]] (الدِّيانةُ الرَّسميَّة).<br /> <small>أقليَّات كُبرى وصُغرى: [[المسيحية|المسيحيَّة]]، و[[اليهودية|اليهوديَّة]]، و[[المندائية|الصابئيَّة]]، و[[الزرادشتية|المجوسيَّة]]</small>
|p2 = الإمبراطورية البيزنطية
| مساحة كم2 = 13400000
|flag_p2 = Simple Labarum.svg
| العملة = [[دينار|الدينار]] و[[درهم|الدرهم]]
|p3 = القوط الشرقيون
| العاصمة = [[دمشق]] <small>(661–744م)</small><br />[[حران (تركيا)|حرَّان]] <small>(744–750م)</small>
|flag_p3 =
| سنة البداية = 661
|s1 = الخلافة العباسية
| سنة النهاية = 750
|flag_s1 =
| لغة رسمية = لا
|s2 = الدولة الأموية في الأندلس
| بلد سابق1 = الخلافة الراشدة
|flag_s2 = Umayyad Flag.svg
| علم بلد سابق1 = BlackFlag.svg
|image_flag = Umayyad Flag.svg
| بلد سابق2 = الإمبراطورية البيزنطية
|image_map =الدولة الأموية في أقصى اتساعها.png
| علم بلد سابق2 = Labarum of Constantine the Great.svg
|image_map_caption = الدولة الأموية في أقصى اتساعها، في عهد الخليفة الأموي العاشر [[هشام بن عبد الملك]].
| بلد سابق3 = مملكة القوط الغربيين
|العاصمة = [[دمشق]]، [[الشام]]
| علم بلد سابق3 = Emblema del Reino de Asturias.svg
|عاصمة المنفى =
| بلد لاحق1 = الدولة العباسية
|اللغة = اللغة الرسمية والأساسية: [[لغة عربية|العربية]].{{قائمة مطوية
| علم بلد لاحق1 = Black flag.svg
| نكت = نعم
| بلد لاحق2 = الدولة الأموية في الأندلس
| وسع = نعم
| علم بلد لاحق2 = Umayyad Flag.svg
| عنوان = بالإضافة إلى
| صورة علم = [[ملف:Umayyad Flag.svg|حدود|150بك|مركز]]
| نمط عنوان = font-size: 110%
| ملاحظات = (1): أوَّل الخُلفاء الأُمويين، (2): مُؤسس السُلالة المروانيَّة، (3): آخر الخُلفاء.
|نمط إطار = border-bottom: 1px dotted #aaa
| اليوم = {{قائمة مخفية
|نمط قائمة = font-size: 90%
|عنوان = 46 دولة
| [[لغة آرامية|الآرامية]] و[[لغة أرمنية|الأرمينية]] و[[لغة أمازيغية|الأمازيغية]] و[[لغة قبطية|القبطية]] و[[لغة جورجية|الكرجية]] و[[لغة يونانية|الرومية]] و[[لغة عبرية|العبرية]] و[[لغة تركية|التركية]] و[[لغة كردية|الكردية]]<ref>http://www.historiansagainstwar.org/resources/Islamic_History&Literature.pdf</ref> و[[لغة مستعربة|المستعربة]] و[[لغة فارسية|الفارسية]].
|1 = {{علم|أفغانستان}}
}}
|2 = {{علم|الجزائر}}
|الدين = [[الإسلام]]، مذهب [[أهل السنة والجماعة]]
|3 = {{علم|أندورا}}
|العملة = [[دينار أموي|الدينار والدرهم الأموي]]
|4 = {{علم|أرمينيا}}
|leader1 = [[معاوية بن أبي سفيان]]
| leader2 5 = = [[يزيد بن معاوية]] {{علم|أذربيجان}}
| leader3 6 = = [[معاوية بن يزيد]] {{علم|البحرين}}
|7 = {{علم|تشاد}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| مؤلف =M.A. Al-Bakhit, L. Bazin and S.M. Cissoko| تاريخ =2008 | مسار أرشيف =http://web.archive.org/web/20150324150424/http://books.google.com/books?id=PvlthkbFU1UC&pg=PA1190&dq=niger+uqba+nafi&hl=en&sa=X&ei=C1A_UpKnLuv94AO_x4GgBQ&ved=0CEIQ6AEwBA |تاريخ أرشيف=24 مارس 2015| مسار =http://books.google.com/books?id=PvlthkbFU1UC&pg=PA1190&dq=niger+uqba+nafi&hl=en&sa=X&ei=C1A_UpKnLuv94AO_x4GgBQ&ved=0CEIQ6AEwBA#v=onepage&q=niger%20uqba%20nafi&f=false| عنوان =''The Peoples'', Sekene Mody Cissoko, '''History of Humanity:From the Seventh to the Sixteenth Century'''| المجلد=Vol. IV}}</ref>
|leader4 = [[مروان بن الحكم]]
|8 = {{علم|قبرص}}
|leader5 = [[عبد الملك بن مروان]]
|9 = {{علم|مصر}}
|leader6 = [[الوليد بن عبد الملك]]
|10 = {{علم|إريتريا}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| مسار أرشيف =http://web.archive.org/web/20150324152046/http://books.google.com/books?id=PMFVeWTWF0YC&pg=PA100&lpg=PA100&dq=dahlak+archipelago+umayyad&source=bl&ots=xXmmUqyiBG&sig=dr0kQxuP6pk0aYAnd3uH0RMYCj8&hl=en&sa=X&ei=GP-iUIPhAcLf0gHT2YGgAw&ved=0CDQQ6AEwAQ| تاريخ أرشيف =24 مارس 2015| مسار =http://books.google.com/books?id=PMFVeWTWF0YC&pg=PA100&lpg=PA100&dq=dahlak+archipelago+umayyad&source=bl&ots=xXmmUqyiBG&sig=dr0kQxuP6pk0aYAnd3uH0RMYCj8&hl=en&sa=X&ei=GP-iUIPhAcLf0gHT2YGgAw&ved=0CDQQ6AEwAQ#v=onepage&q=dahlak%20archipelago%20umayyad&f=false| عنوان =Red Sea Citizens: Cosmopolitan Society and Cultural Change in Massawa| صفحات =100| لغة =en| مؤلف =Jonathan Miran| ناشر =Indiana University Press}}</ref>
|leader7 = [[سليمان بن عبد الملك]]
|11 = {{علم|فرنسا}}
|leader8 = [[عمر بن عبد العزيز]]
|12 = {{علم|جورجيا}}
|leader9 = [[يزيد بن عبد الملك]]
|13 = {{علم|جبل طارق}}
|leader10 = [[هشام بن عبد الملك]]
|14 = {{علم|اليونان}}<ref group="la">Khalid Yahya Blankinship (1994) ''The End of the Jihad State: The Reign of Hisham Ibn 'Abd al-Malik and the Collapse of the Umayyads''. SUNY Press. p. 286</ref>
|leader11 = [[الوليد بن يزيد]]
|15 = {{علم|الهند}}<ref group="la">Khalid Yahya Blankinship (1994) ''The End of the Jihad State: The Reign of Hisham Ibn 'Abd al-Malik and the Collapse of the Umayyads''. SUNY Press. p. 147</ref>
|leader12 = [[يزيد بن الوليد]]
|16 = {{علم|إيران}}
|leader13 = [[إبراهيم بن الوليد]]
| leader14 17 = = [[مروان بن محمد]] {{علم|العراق}}
|18 = {{علم|فلسطين}}
|year_leader1 = [[41 هـ]] - [[60 هـ]] ([[661]] - [[680]])
|19 = {{علم|الأردن}}
|year_leader2 = [[60 هـ]] - [[64 هـ]] ([[680]] - [[683]])
|20 = {{علم|كازاخستان}}
|year_leader3 = [[64 هـ]] ([[683]] - [[684]])
|21 = {{علم|الكويت}}
|year_leader4 = [[64 هـ]] - [[65 هـ]] ([[684]] - [[685]])
|22 = {{علم|قيرغيزستان}}
|year_leader5 = [[65 هـ]] - [[86 هـ]] ([[685]] - [[705]])
|23 = {{علم|لبنان}}
|year_leader6 = [[86 هـ]] - [[96 هـ]] ([[705]] - [[715]])
|24 = {{علم|ليبيا}}
|year_leader7 = [[96 هـ]] - [[99 هـ]] ([[715]] - [[717]])
|25 = {{علم|موريتانيا}}
|year_leader8 = [[99 هـ]] - [[101 هـ]] ([[717]] - [[720]])
|26 = {{علم|المغرب}}
|year_leader9 = [[101 هـ]] - [[104 هـ]] ([[720]] - [[724]])
|27 = {{علم|النيجر}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| مؤلف =Stefan Goodwin| تاريخ =2006 | مسار = http://books.google.com/books?id=Wqidll-BE-wC&pg=PA85&dq=niger+uqba+nafi&hl=en&sa=X&ei=C1A_UpKnLuv94AO_x4GgBQ| عنوان =Africas Legacies Of Urbanization: Unfolding Saga of a Continent| ناشر=Rowman & Littlefield| صفحات =85| لغة =en|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191218192425/https://books.google.com/books?id=Wqidll-BE-wC|تاريخ أرشيف=2019-12-18}}</ref>
|year_leader10 = [[105 هـ]] - [[125 هـ]] ([[724]] - [[743]])
|28 = {{علم|عمان}}
|year_leader11 = [[125 هـ]] - [[126 هـ]] ([[743]] - [[744]])
| year_leader12 29 = [[126 هـ]] ([[744]]) {{علم|باكستان}}
| year_leader13 30 = [[126 هـ]] ([[744]]) {{علم|فلسطين}}
|31 = {{علم|البرتغال}}
|year_leader14 = [[126 هـ]] - [[132 هـ]] ([[744]] - [[750]])
| title_leader 32 = = [[خليفة {{علم| الخليفة]] قطر}}
|33 = {{علم|روسيا}}
|event_start = خلافة [[معاوية بن أبى سفيان|معاوية]]
| year_start 34 = 661 {{علم|السعودية}}
|35 = {{علم|الصومال}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| الأخير =Muktar| الأول =Mohamed Haji | المؤلفون =ed. Ali Jimale Ahmed| تاريخ =1995 | مسار أرشيف =http://web.archive.org/web/20160803223114/https://books.google.com/books?id=XpdAzRYruCwC&pg=PA3&dq=somalia+umayyad&hl=en&sa=X&ei=Wf-iUMu8K-WS0QHd5YCwDg&ved=0CDAQ6AEwAA | مسار =http://books.google.com/books?id=XpdAzRYruCwC&pg=PA3&dq=somalia+umayyad&hl=en&sa=X&ei=Wf-iUMu8K-WS0QHd5YCwDg&ved=0CDAQ6AEwAA#v=onepage&q=somalia%20umayyad&f=false| عنوان =''Islam in Somali History:Fact and Fiction''| تاريخ أرشيف=03 أغسطس 2016| ناشر=The Red Sea Press, Inc.| صفحات =3}}</ref>
|event_end = مقتل الخليفة الأموي الأخير [[مروان بن محمد]] وسقوط الدولة الأموية
| year_end 36 = 750 {{علم|إسبانيا}}
|37 = {{علم|سوريا}}
|event_pre = مقتل [[الحسين بن علي]] على يد جيش أموي بقيادة [[عمر بن سعد]] في [[واقعة كربلاء]]
| date_pre 38 = 9 أكتوبر 680 {{علم|طاجيكستان}}
| stat_year1 39 = 750 {{علم|تونس}}
| stat_area1 40 = 13000000 {{علم|تركيا}}
| stat_year2 41= = القرن السابع {{علم|تركمانستان}}
|42= {{علم|الإمارات العربية المتحدة}}
|stat_pop2 = 62000000
|43= {{علم|أوزبكستان}}
|44= {{علم|اليمن}}
|45= {{علم|الصحراء الغربية}}
|46= {{علم|الصين}}
|47= {{علم|قبرص الشمالية}}
|48= {{علم|إسرائيل}}
}}
| اللغة = [[اللغة العربية|العربيَّة]] (اللُّغةُ الرَّسميَّة)<br /> <small>لُغات أُخرى: [[اللغة الآرامية|الآراميَّة]]، [[اللغة الأرمنية|الأرمنيَّة]]، [[لغات أمازيغية|البربرية]]، [[اللغة الجورجية|الكرجيَّة]]، [[اللغة اليونانية|الروميَّة]]، [[اللغة القبطية|القبطيَّة]]، [[عبرية توراتية (لغة)|العبرانيَّة]]، [[لغات أتراكية|التُركيَّة]]، [[اللغة البهلوية|الفهلويَّة]]، [[اللغة الكردية|الكُرديَّة]]، [[اللغة المستعربية|المُستعربة]]</small>
| سكان البلد = 34000000
| سميت باسم = [[أمية بن عبد شمس|أُمَيَّة بن عبد شمس]]
}}
'''ٱلدَّوْلَةُ ٱلأُمَوِيَّةُ''' أو '''ٱلْخِلَافَةُ ٱلأُمَوِيَّةُ''' أو '''دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّة''' ([[41 هـ|41]] - [[132 هـ]] / [[662]] - [[750]] م) هي أكبر دولة وثاني [[خلافة إسلامية|خلافة في تاريخ الإسلام]]، وواحدةٌ من [[قائمة أكبر الإمبراطوريات|أكبر الدُّوَلِ الحاكِمة في التَّاريخ]]. كان بنو أُميَّة أُولى الأُسر [[الحجاز]]ية [[الإسلام|المُسلمة]] الحاكِمة؛ إذ حكموا من سنة [[41 هـ|41هـ]] ([[662]]م) إلى [[132 هـ]] ([[750]]م)، وكانت عاصمةُ الدَّولة في مدينة [[دمشق]]. بلغت الدَّولة الأُمويَّة ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر [[هشام بن عبد الملك]]؛ إذ امتدت حُدودها من أطراف [[الصين]] شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح [[إفريقية]] و[[المغرب العربي|المغرب]] و[[الأندلس|الأندلُس]] وجنوب [[بلاد الغال|الغال]] و[[السند (إقليم)|السند]] و[[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]].
 
يرجع نسب الأُمويّين إلى [[أمية بن عبد شمس|أميَّة بن عبد شمس]] من قبيلة [[قريش|قُريش]]، وكان لهم دورٌ هام في عهد [[جاهلية|الجاهلية]] وخلال العهد الإسلاميّ. أسلَم [[معاوية بن أبي سفيان]] في عهد [[محمد|الرَّسول مُحمد]]، وتأسست الدَّولة الأُمويَّة على يده، وكان قبل ذلك واليًا على [[بلاد الشام|الشام]] في عهدِ الخليفة [[عمر بن الخطاب|عُمر بن الخطَّاب]]، ثم نشب نزاع بينه وبين [[علي بن أبي طالب]] بعد [[فتنة مقتل عثمان]]، حتى تنازل ابنه [[الحسن بن علي|الحسن]] عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأمويَّة بذلك. أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة؛ إذ جعل الخلافة وراثيَّة عندما عهد لابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا، وأحاط نفسه بأبَّهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَّة في المسجد، كما أنشأ [[ديوان الخاتم]] ونظام البريد. بعد وفاة إبنه يزيد اضطربت الأمور؛ فطالب [[عبد الله بن الزبير]] بالخلافة، ثم تمكن [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك بن مروان بن الحكم]] من هزيمته وقتله في مكة سنة [[73 هـ|73]] هـ، فاستقرت الدولة مجددا.
'''الدولة الأموية''' أو '''الخِلافَةُ الأُمَوِيَّةُ''' أو '''دولة بني أمية''' ([[41 هـ|41]] - [[132 هـ]] / [[662]] - [[750]] م) هي ثاني [[خلافة إسلامية|خلافة في تاريخ الإسلام]]، وأكبر دولة في تاريخ الإسلام. كان بنو أمية أولى الأسر [[مسلمة|المسلمة]] الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة في مدينة [[دمشق]]. بلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح [[إفريقية]] و[[المغرب العربي|المغرب]] و[[الأندلس]] وجنوب [[غالة|الغال]] و[[السند]] و[[ما وراء النهر]].
 
جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد [[الوليد بن عبد الملك]]؛ فاستكمل فتح [[المغرب العربي|بلاد المغرب]]، و[[الفتح الإسلامي للأندلس|فُتحت الأندلس بكاملها]]، كما فُتحت [[الفتح الإسلامي للسند|السند]] بقيادة عدة قادة من أشهرهم [[سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي|سنان بن سلمة الهذلي]] و[[محمد بن القاسم الثقفي]] وبلاد ما وراء النهر بقيادة [[قتيبة بن مسلم الباهلي|قتيبة بن مسلم]]، ثم جاء بعده الخليفة [[سليمان بن عبد الملك]] الذي توفي مرابطًا في [[مرج دابق (حلب)|مرج دابق]] لإدارة [[حصار القسطنطينية (717-718)|حصار القسطنطينية]]، ثم الخليفة الزاهد [[عمر بن عبد العزيز]]، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرةً، ثم ابن عمه [[يزيد بن عبد الملك]]، ثم أخوه [[هشام بن عبد الملك|هشام]] الذي [[الفتح الإسلامي للغال|فُتح في عهده جنوب فرنسا]]، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر [[مروان بن محمد]] على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم، ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في [[معركة الزاب]] فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.
يرجع الأمويون في نسبهم إلى [[أمية بن عبد شمس|أميَّة بن عبد شمس]] من قبيلة [[قريش]]. وكان لهم دورٌ هام في عهد [[الجاهلية]] وخلال العهد الإسلامي. أسلَم [[معاوية بن أبي سفيان]] في عهد الرسول محمد، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبلاً واليًا على الشام في عهد الخليفة [[عمر بن الخطاب]]، ثم نشب نزاع بينه وبين [[علي بن أبي طالب]] بعد [[فتنة مقتل عثمان]]، حتى تنازل ابنه [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] عن الخلافة لمعاوية بعد مقتل أبيه، فتأسست الدولة بذلك. أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة إذ جعل الخلافة وراثيَّة عندما عهد لابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا وأحاط نفسه بأبَّهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَّة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد. بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور، فطالب [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] بالخلافة، ثم تمكن [[عبد الملك بن مروان بن الحكم]] من هزمه وقتله في مكة سنة 73 هـ، فاستقرت الدولة مجدداً.
 
شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتنا كثيرة، وكان منفذو أغلب هذه الثورات إما [[خوارج|الخوارج]] وإما [[الشيعة]]، كما اعترض [[الحسين بن علي]] على حكم [[يزيد بن معاوية|يزيد]] فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيبا لمن بايعوه {{بحاجة لمصدر أفضل}}<ref>{{استشهاد ويب
جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد [[الوليد بن عبد الملك]]، فاستكمل فتح المغرب، و[[فتح الأندلس|فتحت الأندلس بكاملها]]، وفتحت السند بقيادة [[محمد بن القاسم الثقفي]] وبلاد ما وراء النهر بقيادة [[قتيبة بن مسلم]]. خلفه [[سليمان بن عبد الملك]] الذي توفي على أرض المعركة خلال قيادته [[حصار القسطنطينية الثاني|حصار القسطنطينية]]، ثم الخليفة الزاهد [[عمر بن عبد العزيز]]، الذي يعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرة. وخلفه بعده ابن عمه [[يزيد بن عبد الملك|يزيد]]، ثم [[هشام بن عبد الملك|هشام]]، الذي [[فتح الغال|فتح في عهده جنوب فرنسا]]، وكان عهده طويلاً وكثير الاستقرار. وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر [[مروان بن محمد]] على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في [[معركة الزاب]] فهزم وقتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.
| مسار = https://ar.islamway.net/article/42105/حقائق-غائبة-حول-استشهاد-الحسين-وأحداث-كربلاء-1-خروج-الحسين?__ref=c-rel&__score=0.6
| عنوان = حقائق غائبة حول استشهاد الحسين وأحداث كربلاء (1) خروج الحسين - علي بن محمد الصلابي
| موقع = ar.islamway.net
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2019-06-02
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306222327/https://ar.islamway.net/article/42105/حقائق-غائبة-حول-استشهاد-الحسين-وأحداث-كربلاء-1-خروج-الحسين?__ref=c-rel&__score=3.3|تاريخ أرشيف=2019-12-11}}</ref>، فَتَصَدّتْ له جيوش الأمويين في [[معركة كربلاء]] التي انتهت بمقتله، وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له؛ منها [[ثورة التوابين]] و[[المختار الثقفي|ثورة المختار الثقفي]]، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة [[زيد بن علي]]. ثار الخوارج مرارا وتكرارا ولم يهدأوا إلا لقرابة عشرين عاما بين أواسط عهد عبد الملك وبداية عهد يزيد. وقد كان لأشهر ولاة الأمويين [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر [[قرن 1 هـ|القرن الأول الهجري]]، خصوصا أنه كان والي العراق والمشرق، الذي كان {{بدون لف|– وخصوصاً مدينة الكوفة –}} مركز ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمتهم، وكان من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية ثورتا [[عبد الله بن الزبير]] و[[عبد الرحمن بن الأشعث]].
 
سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية [[أهل البيت|آل البيت]] بِالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة [[علي بن أبي طالب]] بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة [[العباس بن عبد المطلب]] عم [[محمد|النبي محمد]] بالخلافة. وقد تطور الحزب العباسي تطورًا تدريجيًا، والتزم الهدوء طوال عهود القوة الأموية، واستغل ضعف الاقتصاد لتفجير ثورته، وفضلا عن ذلك يرى المؤرخ العراقي [[عبد العزيز الدوري]] أن العباسيين قد استغلوا أيضًا [[عنصرية|التمييز العنصري]] والطبقي الذي كان يمارسه الأمويون بين [[عرب|العرب]] وغير العرب في الوظائف و[[ضريبة|الضرائب]] و[[جيش|الجيش]]، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب، خصوصًا في أوساط فلاحي الريف وعمال المدن الفقراء. وقد قام [[أبو مسلم الخراساني]] بإعلان قيام الدولة العباسية في [[خراسان الكبرى|خراسان]]، وحارب [[نصر بن سيار الكناني|نصر بن سيار]] الوالي الأموي فيها، وانتصر عليه، ثم احتلّ [[مرو (مدينة)|مدينة مرو]]، ومنها انتقل زعيم الحركة [[أبو العباس السفاح|أبو العباس]] إلى [[الكوفة]] في [[أغسطس]] سنة [[742]]م بشكل سري، وظل مختفيًا حتى [[29 أكتوبر]] [[750]]م، الموافق فيه [[12 ربيع الأول]] سنة [[132 هـ|132هـ]] حين بايعه أهل [[الكوفة]] بالخلافة، لتدخل عملية خلق الدولة العباسية مرحلتها الأخيرة؛ إذ التقى على إثر ذلك الجيش الأموي بقيادة [[مروان بن محمد]] وجيش العباسيين بقيادة [[أبو العباس السفاح|أبي العباس]] قرب [[نهر الزاب الكبير|نهر الزاب]] شمال العراق بين [[الموصل]] و[[أربيل]]، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين أتموا فتح [[عراق العرب|العراق]] وانتقلوا منها إلى [[بلاد الشام]] و[[تاريخ مصر الإسلامية|مصر؛]] حيث طاردوا فلول الجيش الأموي، وقتلوا الخليفة [[مروان بن محمد]] في معركة بوصير. وبفتحهم [[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]] دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين، وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل [[خلافة إسلامية|تاريخ الخلافة]].
شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتناً كثيرة، وكان منفذوا أغلب هذه الثورات إما الخوارج أو الشيعة. من أبرز تلك الثورات ثورة [[الحسين بن علي]] على يزيد بن معاوية، عندما طالب بالخلافة، فالتقت معه جيوش الأمويين في [[معركة كربلاء]] التي انتهت بمقتله. وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له، منها [[ثورة التوابين]] و[[ثورة المختار الثقفي]]، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة [[زيد بن علي]]. كما ثار الخوارج مراراً وتكراراً، ولم يهدؤوا إلا لقرابة عشرين عاماً بين أواسط عهد عبد الملك وبداية عهد يزيد. وقد كان لأشهر ولاة الأمويين [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر القرن الأول الهجري، خصوصاً وأنه كان والي العراق والمشرق، التي كانت - وخصوصاً مدينة [[الكوفة]] - ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمتهم. من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية أيضاً ثورتا [[عبد الله بن الزبير]] و[[عبد الرحمن بن الأشعث]].
 
== التاريخ ==
=== التأسيس وخلافة معاوية ===
{{ طالعأيضا|فتنة مقتل عثمان|علي بن أبي طالب|معاوية بن أبي سفيان}}
{{إسلام}}
[[ملف:First Fitna map blank.svg|تصغير|280بك|يمين|الدولة الإسلامية بعد [[فتنة مقتل عثمان]]، المناطق الملونة باللون الأخضر هي التي يُسيطر عليها الخليفة [[علي بن أبي طالب]]، وأما الأحمر فهو ولاية الشام تحت سلطة [[معاوية بن أبي سفيان]]، والأزرق ولاية مصر تحت سلطة [[عمرو بن العاص]].]]
في أواسط عهد الخليفة [[عثمان بن عفان]] اشتعلت [[فتنة مقتل عثمان|الفتنة في الدولة الإسلامية]]، وأخذت بالانتشار شيئًا فشيئًا،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=66-76}}</ref> ثمَّ أدت إلى مقتله في [[ذو الحجة|شهر ذو الحجة]] من عام [[35 هـ|35هـ]] ([[يونيو]] عام [[656]]م)،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=72-74}}</ref> ولكن الفتنة لم تنته بذلك، فجاءَ عهد [[علي بن أبي طالب]] مليئًا بالقلاقل والنّزاعات الّتي فشل في إنهاء مُعظمها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=121}}</ref> وفي النهاية اتفق في [[رمضان (شهر)|شهر رمضان]] من عام [[40 هـ|40هـ]] ([[ديسمبر]] عام [[660]]م)<ref>[http://www.islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2011/08/17/132179.html مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]. مفكرة الإسلام. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170610000705/http://islammemo.cc:80/zakera/methl-haza-elyawm/2011/08/17/132179.html |date=10 يونيو 2017}}</ref><ref>كتاب «مقتل علي بن أبي طالب والحسين»، [[ابن تيمية|لابن تيميَّة]].</ref> ثلاثة من [[خوارج|الخوارج]] - هُم [[عبد الرحمن بن ملجم]] والبرك بن عبد الله التميميّ وعمرو بن بكر التميميّ السعديّ - على أن يَقتل الأول منهم عليَّ بن أبي طالب، وأن يقتل الثاني [[معاوية بن أبي سفيان|معاويةَ بن أبي سفيان]] -والي [[بلاد الشام|الشام]] آنذاك- وأن يقتل الثالث [[عمرو بن العاص]] -والي [[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]] آنذاك- معا في نفس الليلة، فنجح الأول في مهمّته، وأما الاثنان الآخران ففشلا وقُتلا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=387-394}}</ref> كان معاوية واليا على الشام منذ سنة 18 هـ، وذلك بعد أن عيَّنه [[عمر بن الخطاب]]،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، ص9. دار سفير، سنة 1996.</ref> وعلى الرَُغم من حصول بعض الخلافات بينه وبين عليّ، وخوضه [[معركة صفين]] ضده، أصرَّ على عدم ترك ولايته، وظلَّ والي الشام حتى مقتل علي.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=84-86}}</ref>
 
بعد مقتل علي مُباشرة بايع أهل [[عراق العرب|العراق]] ابنه [[الحسن بن علي|الحسن]] على الخلافة، فيما بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان. وهُنا حشد معاوية جيوشه، وسار إلى الحسن،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=402-405}}</ref><ref name="محمد الخضري بك 1969 100">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|محمد الخضري بك|1969|p=100}}</ref> غير أن الحسن رفضَ القتال، وراسل معاوية للصُّلح، فسر هذا سرورا كبيرا بالعرض ووافق عليه، وعُقد الصلح في شهر ربيع الثاني سنة 41 هـ (أغسطس سنة 661 م)، وهكذا تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=89}}</ref> وسُمّي ذلك العام [[عام الجماعة|بعام الجماعة]]؛ لأن المسلمين اتفقوا فيه على خليفة لهم بعد خلاف طويل دام لسنوات.<ref name="محمد الخضري بك 1969 100"/> كانت حركة [[فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]] قد توقّفت تماما منذ اشتعال فتنة مقتل [[عثمان (اسم)|عثمان]] سنة 35 هـ، وظلّت متوقفة طوال عهد علي بن أبي طالب؛ حيث كانت الدولة منشغلة بنزاعاتها الداخلية، لكن بعد الاجتماع مجددا على خلافة معاوية عادت الفتوحات من جديد، وقد ركّزت الفتوحات في عهده على [[الحروب الإسلامية البيزنطية|الحرب ضد البيزنطيين]] (في [[شمال إفريقيا|شمال أفريقيا]] والجبهات البحرية)، وفتوحات المشرق (في [[سجستان]] و[[خراسان الكبرى|خراسان]] و[[بلاد ما وراء النهر]]).<ref name="علي الصلابي">[http://www.hadielislam.com/arabic/?pg=articles/article&id=9098 الدروس المستفادة من فتوحات معاوية (الجزء الأول)]{{وصلة مكسورة}}. ل[[علي الصلابي|علي محمد الصلابي]]، موقع هدى الإسلام. تاريخ النشر: 05-10-2008. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{استشهاد ويب |مسار=http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9098 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=1 أبريل 2012 |تاريخ أرشيف=24 سبتمبر 2015 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150924024539/http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9098 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> توقّفت الفتوحات في أرض [[الأناضول]] منذ فترة طويلة قبل حكم معاوية عند سفوح [[جبال طوروس]] قربَ مدينة [[مرسين]]، وهُناك أقام كل من المسلمين والروم على جانبي الحدود حصونا وقلاعا كثيرة، وعلى الرَُغم من الغزوات الكثيرة التي شنّها المسلمون في عهد معاوية (خصوصًا الصوائف والشواتي) لم تتغير حدود الدولتين كثيرا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=100-101}}</ref> لكن من أبرز أحداث عهده تمكّن المسلمون من استعادة [[إمارة أرمينية|أرمينية]]، (وكانوا قد فتحوها سابقا، لكنهم خسروها في أيام الفتنة)، بالإضافة إلى بعض غزوات الصوائف والشواتي التي تمكّنت من التوغل في الأناضول حتى [[عمورية]] (وهي قريبة من مدينة [[أنقرة]]).<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=30-31}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=100}}</ref>
[[ملف:First Fitna map.png|تصغير|280بك|يمين|الدولة الإسلامية بعد [[فتنة مقتل عثمان]]، المناطق الملونة باللون الأخضر هي التي يُسيطر عليها الخليفة [[علي بن أبي طالب]]، وأما الأحمر فهو ولاية الشام تحت سلطة [[معاوية بن أبي سفيان]]، والأزرق ولاية مصر تحت سلطة [[عمرو بن العاص]].]]
 
كما أرسل [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] سنة 49 هـ<ref name="حصار القسطنينية">[http://www.hadielislam.com/arabic/?pg=articles/article&id=9096 الفتوحات والعلاقات في عهد معاوية]{{وصلة مكسورة}}. ل[[علي الصلابي|علي محمد الصلابي]]، موقع هدي الإسلام. تاريخ النشر: 05-10-2008. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{استشهاد ويب |مسار=http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9096 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=1 أبريل 2012 |تاريخ أرشيف=24 سبتمبر 2015 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150924024537/http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9096 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> (وقيل أيضاً سنة 50 هـ، أي 669 أو 670 م) حملته الأولى لفتح القسطنطينية، وكانت بقيادة [[سفيان بن عوف]] الأزديّ،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=458-459}}</ref> لكنها فشلت، ثم حل الشتاء وصعبت ظروف القتال،<ref name="حصار القسطنينية"/> وفي آخر الأمر عادت خاسرة إلى الشام، وقُتل فيها الكثير من المسلمين بينهم الصحابيّ [[أبو أيوب الأنصاري]].<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 102">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=102}}</ref> ثم أرسل حملته الثانية بقيادة [[فضالة بن عبيد|فضالة بن عبيد الأنصاري]] سنة 53 هـ (673 م)،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 102"/> وتمكّن الأسطول في طريقه من فتح جزيرتي [[أرواد]] و[[رودس]] الواقعتين على ساحل آسيا الغربيّ،<ref name="فتح رودس">[http://islamstory.com/فتح-جزيرة-رودس فتح جزيرة رودس.. قاعدة مهمة للبحرية الإسلامية]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 28-07-2010. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200511204526/http://islamstory.com/ |date=11 مايو 2020}}</ref><ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثاني 1979 497">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=497}}</ref> وقد أقام جيش المسلمين فيهما سبع سنين، وجعلهما قاعدتين لحصار القسطنطينية منهما، ولذلك سُميت أيضا بـ«حرب السنين السبع»،<ref name="حصار القسطنينية"/><ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثاني 1979 497"/> وكان المسلمون يُحاصرون المدينة خلال الصيف، ثم يرحلون في الشتاء، غير أن الروم صمدوا، واضطّرَّ معاوية بن أبي سفيان في النهاية إلى سحب الأسطول وإعادته إلى قواعده دون فتح القسطنطينية في سنة 60 هـ (680م).<ref name="حصار القسطنينية"/>
في أواسط عهد الخليفة [[عثمان بن عفان]] اشتعلت [[فتنة مقتل عثمان|الفتنة في الدولة الإسلامية]]، وأخذت بالانتشار شيئاً فشيئاً،<ref>{{Harvnb|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=66-76}}</ref> ثمَّ أدت في شهر ذي الحجة من عام 35 هـ (يونيو عام 656 م) إلى مقتله.<ref>{{Harvnb|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=72-74}}</ref> ولكن الفتنة لم تنتهي بذلك، فجاءَ عهد [[علي بن أبي طالب]] مليئاً بالقلاقل والنزاعات التي فشل في إنهاء مُعظمها.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=121}}</ref> وفي النهاية اتفق في شهر رمضان من عام 40 هـ (ديسمبر عام 660 م)<ref>[http://www.islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2011/08/17/132179.html مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]. مفكرة الإسلام. تاريخ الولوج: 01-04-2012.</ref><ref>كتاب "مقتل علي بن أبي طالب والحسين"، [[ابن تيمية|لابن تيميَّة]].</ref> ثلاثة من [[الخوارج]] - هُم [[عبد الرحمن بن ملجم]] والبرك بن عبد الله التميميّ وعمرو بن بكر التميميّ السعديّ - على أن يَقتل الأول منهم علياً بن أبي طالب والثاني [[معاوية بن أبي سفيان]] - والي [[الشام]] آنذاك - والثالث [[عمرو بن العاص]] - والي [[مصر]] آنذاك - معاً في نفس الليلة، فنجح الأول في مهمّته، وأما الاثنان الآخران ففشلا وقتلا.<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=387-394}}</ref> كان معاوية والياً على الشام منذ سنة 18 هـ بعد أن عيَّنه كذلك [[عمر بن الخطاب]]،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، ص9. دار سفير، سنة 1996.</ref> وعلى الرُّغم من حصول بعض الخلافات بينه وبين عليّ وخوضه [[معركة صفين]] معه، فقد أصرَّ على عدم ترك ولايته، وظلَّ والي الشام حتى مقتل علي.<ref>{{Harvnb|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=84-86}}</ref>
 
وضع معاوية بن أبي سفيان [[عقبة بن نافع]] قائدا لجيش المغرب، وكان هو الذي قادَ العديد من الحملات في عهد معاوية في تلك البلاد، وفيها بنى عقبة، بإذن من معاوية، مدينة [[القيروان]]، وذلك بين سنتي 50 و55 هـ لتُصبح مركزا للمسلمين تنطلق منه قواتهم للغزوات، وذلك بعد أن توسَّعت بلادهم وأصبحت أرض مصر بعيدة، كما عقدَ، هو و[[أبو المهاجر دينار]] من بعده، الكثير من اتفاقيات الصُّلح مع [[أمازيغ|بربر]] المغرب، وأقاما معهم علاقات طيّبة، ونجحا في إدخال الكثير من قبائلهم في الإسلام. وعسكرياً، تابعت فتوحات المغرب سيرها في عهد معاوية حتى فُتحَ أغلب [[المغرب الأوسط]]، ووصلت جيوش المسلمين إلى [[تلمسان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=16-17}}</ref> وأما في جبهة الشرق، فقد فتحَ المسلمون [[سجستان]] فقوهستان ([[قهستان]]) في سنتي 43 ـ 45 هـ، وغزو [[الأناضول|بلاد اللان]] و[[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] و[[السند (إقليم)|السند]] وجبال الغور، وأرسل [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية بن ابي سفيان]] القائد [[سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي|سنان بن سلمه الهذلي]] وولاه ثغر [[الهند]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب|مؤلف=[ابن عبد البر]|المجلد=2|صفحة=658|مسار= https://shamela.ws/book/12288/656|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230523181754/https://shamela.ws/book/12288/656|تاريخ أرشيف=2023-05-23}}</ref> وافتتح الكثير من المدن والمناطق غير أن أهالي هذه المناطق كانوا يَنكثون العهد مرة بعد أخرى، فعاد المسلمون لفتحها مجددا؛ مرارا وتكرارا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=109}}</ref> كان من أبرز التغيرات على الصَّعيد السياسيّ في عهد معاوية بن أبي سفيان، أنه نقلَ عاصمة الدولة من [[الكوفة]] إلى [[دمشق|دمشق،]] (بعد أن كان علي قد نقلها من المدينة إلى الكوفة)، وقد أثار هذا سخطَ بعض أهل [[عراق العرب|العراق]] و[[الحجاز]]. كما شهدت الدولة في عهده فترة من الاستقرار والرخاء، ومُتابعة الفتوحات بعد توقف طويل.<ref name="خلافة بني أمية">[http://faculty.ksu.edu.sa/souad/Pages/خلافةبنيأميةمنإهمالسلالاتالإسلاميةالتيحكمتمابين661الي750.aspx خلافة بني أمية من إهم السلالات الإسلامية التي حكمت مابين 661 الي 750]. لـ«سعاد العمري». تاريخ الولوج: 02-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170803235041/http://faculty.ksu.edu.sa/souad/Pages/خلافةبنيأميةمنإهمالسلالاتالإسلاميةالتيحكمتمابين661الي750.aspx |date=3 أغسطس 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وقد ألغى معاوية في عهده نظام مجلس الشورى، وقد أنشأ نظاما للشرطة لحمايته وحراسته يُعيِّنه بنفسه،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=138-140}}</ref> كما طوَّر ديوان البريد وأنشأ ديوانا جديدا لتنظيمه أكثر هو ديوان الخاتم.<ref name="ديوان البريد">[http://islamstory.com/ar/ديوان-البريد-والاتصالات-في-الحضارة-الإسلامية ديوان البريد والاتصالات في الحضارة الإسلامية]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 16-05-2010. تاريخ الولوج: 02-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161022013223/http://islamstory.com/ar/ديوان-البريد-والاتصالات-في-الحضارة-الإسلامية |date=22 أكتوبر 2016}}</ref>
بعد مقتل علي مُباشرة بايع أهل [[العراق]] ابنه [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] على الخلافة، فيما بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان. وهُنا حشد معاوية جيوشه وسار إلى الحسن،<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=402-405}}</ref><ref name="محمد الخضري بك 1969 100">{{Harvnb|محمد الخضري بك|1969|p=100}}</ref> غير أن الحسن رفضَ القتال، وراسل معاوية للصُّلح، فسر هذا سروراً كبيراً بالعرض ووافق عليه، وعُقد الصلح في شهر ربيع الثاني سنة 41 هـ (أغسطس سنة 661 م)، وهكذا تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية،<ref>{{Harvnb|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=89}}</ref> وسُمّي ذلك العام [[عام الجماعة|بعام الجماعة]] لأن المسلمين اتفقوا فيه على خليفة لهم بعد خلاف طويل دام سنوات.<ref name="محمد الخضري بك 1969 100"/>
 
كانت حركة [[الفتوحات الإسلامية]] قد توقّفت تماماً منذ اشتعال فتنة مقتل [[عثمان]] سنة 35 هـ، وظلّت متوقفة طوال عهد علي بن أبي طالب، حيث كانت الدولة منشغلة بنزاعاتها الداخلية. لكن بعد الاجتماع مجدداً على خلافة معاوية عادت الفتوحات من جديد، وقد ركّزت الفتوحات في عهده على [[الحرب العربية البيزنطية|الحرب مع البيزنطيين]] (في [[شمال أفريقيا]] والجبهات البحرية) وفتوحات المشرق (في سجستان و[[خراسان]] و[[بلاد ما وراء النهر]]).<ref name="علي الصلابي">[http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9098 الدروس المستفادة من فتوحات معاوية (الجزء الأول)]. ل[[علي محمد الصلابي]]، موقع هدى الإسلام. تاريخ النشر: 05-10-2008. تاريخ الولوج: 01-04-2012.</ref> توقّفت الفتوحات في أرض [[الأناضول]] منذ فترة طويلة قبل حكم معاوية عند سفوح [[جبال طوروس]] قربَ مدينة [[مرسين]]، وهُناك أقام كل من المسلمين والروم على جانبي الحدود حصوناً وقلاعاً كثيرة، وعلى الرُّغم من الغزوات الكثيرة التي شنّها المسلمون في عهد معاوية (خصوصاً الصوائف والشواتي) فلم تتغير حدود الدولتين كثيراً.<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=100-101}}</ref> لكن من أبرز أحداث عهده تمكّن المسلمين من استعادة [[أرمينيا]] (والتي كانوا قد فتحوها سابقاً، لكنهم خسروها في أيام الفتنة)، بالإضافة إلى أن بعض غزوات الصوائف والشواتي التي تمكّنت من التوغل في الأناضول حتى [[عمورية]] (وهي قريبة من مدينة [[أنقرة]]).<ref>{{Harvnb|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=30-31}}</ref><ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=100}}</ref>
 
كما أرسل [[معاوية]] سنة 49 هـ<ref name="حصار القسطنينية">[http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9096 الفتوحات والعلاقات في عهد معاوية]. ل[[علي محمد الصلابي]]، موقع هدي الإسلام. تاريخ النشر: 05-10-2008. تاريخ الولوج: 01-04-2012.</ref> (وقيل أيضاً سنة 50 هـ، أي 669 أو 670 م) حملته الأولى لفتح القسطنطينية، وكانت بقيادة [[سفيان بن عوف]] الأزديّ،<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=458-459}}</ref> لكنها فشلت وحل الشتاء وصعبت ظروف القتال،<ref name="حصار القسطنينية" /> وفي آخر الأمر عادت خاسرة إلى الشام، وقُتل فيها الكثير من المسلمين بينهم الصحابيّ [[أبو أيوب الأنصاري]].<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 102">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=102}}</ref> ثم أرسل حملته الثانية بقيادة [[فضالة بن عبيد الأنصاري]] سنة 53 هـ (673 م)،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 102"/> وتمكّن الأسطول في طريقه من فتح جزيرتي [[أرواد]] و[[رودس]] الواقعتين على ساحل آسيا الغربيّ،<ref name="فتح رودس">[http://islamstory.com/%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%AF%D8%B3 فتح جزيرة رودس.. قاعدة مهمة للبحرية الإسلامية]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 28-07-2010. تاريخ الولوج: 01-04-2012.</ref><ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثاني 1979 497">{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=497}}</ref> وقد أقام جيش المسلمين فيهما سبع سنين وجعلهما قاعدة لحصار القسطنطينية منها، ولذلك فقد سُميت أيضاً بـ"حرب السنين السبعة"،<ref name="حصار القسطنينية" /><ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثاني 1979 497"/> وكان المسلمون يُحاصرون المدينة خلال الصيف، ثم يرحلون في الشتاء، غير أن الروم صمدوا، واضطّرَّ معاوية بن أبي سفيان في النهاية إلى سحب الأسطول وإعادته إلى قواعده دون فتح القسطنطينية في سنة 60 هـ (680 م).<ref name="حصار القسطنينية" />
 
وضع معاوية بن أبي سفيان الصحابيَّ [[عقبة بن نافع]] قائداً على جيش المغرب، وكان هو الذي قادَ العديد من الحملات في عهد معاوية في تلك البلاد. بنى عقبة بإذن من معاوية مدينة [[القيروان]] بين سنتي 50 و55 هـ لتُصبح مركزاً للمسلمين تنطلق منه قواتهم للغزوات، وذلك بعد أن توسَّعت بلادهم وأصبحت أرض مصر بعيدة، كما عقدَ - هو و[[أبو المهاجر دينار]] من بعده - الكثير من الصُّلوح مع [[بربر]] المغرب، وأقاما معهم علاقات طيّبة، ونجحا في إدخال الكثير من قبائلهم في الإسلام. وعسكرياً، تتابعت فتوحات المغرب سيرها في عهد معاوية حتى فُتحَ أغلب [[المغرب الأوسط]]، ووصلت جيوش المسلمين إلى [[تلمسان]].<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=16-17}}</ref> وأما في جبهة الشرق، فقد فتحَ المسلمون سجستان فقوهستان في سنتي 43 ـ 45 هـ، وغزو بلاد اللان وما وراء النهر والسند وجبال الغور، غير أن أهالي هذه المناطق كانوا يَنكثون العهد مرة بعد أخرى، فعاد المسلمون لفتحها مجدداً مراراً وتكراراً.<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=109}}</ref>
 
كان من أبرز التغيرات على الصَّعيد السياسيّ في عهد معاوية بن أبي سفيان، أنه نقلَ عاصمة الدولة من [[الكوفة]] إلى [[دمشق]] (بعد أن كان علي قد نقلها من المدينة إلى الكوفة)، وقد أثار هذا سخطَ بعض أهل [[العراق]] و[[الحجاز]]. كما شهدت الدولة في عهده فترة من الاستقرار والرخاء، ومُتابعة الفتوحات بعد توقف طويل.<ref name="خلافة بني أمية">[http://faculty.ksu.edu.sa/souad/Pages/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9%D8%A8%D9%86%D9%8A%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%A9%D9%85%D9%86%D8%A5%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%86661%D8%A7%D9%84%D9%8A750.aspx خلافة بني أمية من إهم السلالات الإسلامية التي حكمت مابين 661 الي 750]. لـ"سعاد العمري". تاريخ الولوج: 02-04-2012.</ref> وقد ألغى معاوية في عهده نظام مجلس الشورى، وعلى الرغم من ذلك فقد ظلَّ يَستشير أصحابه ومن حوله دائماً في أغلب أفعاله.{{حقيقة}} وقد أنشأ نظاماً للشرطة لحماية وحراسته يُعيِّنه بنفسه،<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=138-140}}</ref> كما طوَّر ديوان البريد وأنشأ ديواناً جديداً لتنظيمه أكثر هو ديوان الخاتم.<ref name="ديوان البريد">[http://islamstory.com/ar/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9 ديوان البريد والاتصالات في الحضارة الإسلامية]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 16-05-2010. تاريخ الولوج: 02-04-2012.</ref>
 
=== إنتقال الحكم إلى المروانيين ===
{{طالع أيضا|يزيد بن معاوية|معاوية بن يزيد|مروان بن الحكم|عبد الله بن الزبير|الحسين بن علي}}
 
قامت - داخلياً - الكثير من القلاقل في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان، حيث حاولَ الخوارج أن يثوروا من جديد على الخلافة، ولذلك فقد قاتلهم معاوية، وبحلول عام 45 هـ نجحَ في إخماد ثورتهم وعادَ الاستقرار الداخليُّ إلى الدولة،<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=20-21}}</ref> وظلَّ الوضع كذلك حتى وفاة معاوية في شهر رجب سنة 60 هـ (شهر أبريل سنة 680 م). وكان معاوية قد جعل أهل الشام والمدينة يُبايعون ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] منذ سنة 50 هـ، فكان ذلك، وأصبح يزيد وليَّ العهد،<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=119-122}}</ref> وبما أنه كان بعيداً عن [[دمشق]] عند وفاة والده فقد أخذ البيعة له [[الضحاك بن قيس]]، وعندما عاد بدأت الوفود بالقدوم لتعزيته بوفاة أبية وتهنئته بالخلافة.<ref name="ReferenceA">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص10-11.</ref>
 
=== انتقال الحكم إلى المروانيين ===
{{أيضا|يزيد بن معاوية|معاوية بن يزيد|مروان بن الحكم|عبد الله بن الزبير|الحسين بن علي}}
[[ملف:Brooklyn Museum - Battle of Karbala - Abbas Al-Musavi - overall.jpg|تصغير|يمين|350بك|لوحة [[معركة كربلاء|لمعركة كربلاء]] معروضة في متحف بروكلين.]]
قامت -داخليًّا- الكثير من القلاقل في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان؛ حيث حاولَ الخوارج أن يثوروا من جديد على الخلافة، ولذلك قاتلهم معاوية، وبحلول عام 45هـ نجحَ في إخماد ثورتهم، وعادَ الاستقرار الداخليُّ إلى الدولة،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=20-21}}</ref> وظلَّ الوضع كذلك حتى وفاة معاوية في شهر رجب، سنة 60هـ، (شهر أبريل سنة 680 م). وكان معاوية قد جعل أهل الشام والمدينة يُبايعون ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] منذ سنة 50هـ، فكان ذلك، وأصبح يزيد وليَّ العهد،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=119-122}}</ref> وقد كان يزيد بن معاوية بعيدًا عن [[دمشق|دمشق،]] وقت وفاة والده، فأخذ [[الضحاك بن قيس الفهري|الضحاك بن قيس]] له البيعة، وعندما عاد بدأت الوفود بالقدوم لتعزيته في وفاة أبيه، وتهنئته بالخلافة.<ref name="ReferenceA">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص10-11.</ref>
 
أعاد يزيد تعيين [[عقبة بن نافع ]] قائداً قائدًا لجيوش المغرب، فقادَ هذا حملته الكبيرة سنة 62 هـ / 681 م، التي عبرَ فيها ساحل [[ شمال إفريقيا|شمال أفريقيا]] بأكمله حتى بلغ مدينة [[طنجة]] على سواحل [[المحيط الأطلسي]]، وهُناك قال مقولته الشهيرة: '' "الله «اللهم اشهد أني قد بلغت المجهول، ولولا هذا البحر لمضيتُ في البلاد، أقاتل من كفر بك حتى لا يُعبَد أحدٌ دونك " »''.<ref>{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=105-106}}</ref><ref name="الدولة الأموية: من الميلاد
إلى السقوط 2006 23-24">{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=23-24}}</ref> لكن عندما كان عائداً عائدًا من حملته هذه لم يَكن معه سوى جيش صغير من 300 مقاتل مقاتل، بعد أن سرَّحَ معظم جيشه وتركه يَسير أمامه على مسافة بعيدة، وعلمَ بذلك الرُّوم،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 23-24"/> فتحالفوا مع الأمير البربري [[ كسيلة|كسيلة بن كمرم]] (الذي كان قد أسلم، لكنه ضغن لعقبة لأنه كان قد أهانه قبل ذلك) ونصبوا كميناً كمينًا لجيش المسلمين،<ref>{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=107}}</ref> وقُتلَ في الكمين عقبة بن نافع وكل من كانوا معه، كما قتلَ في الكمين قائد المغرب السَّابق [[أبو المهاجر دينار، دينار]]،<ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثالث 1979 108">{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=108}}</ref> وكان ذلك في عام 63 هـ / 683 م.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 24">{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=24}}</ref> وإثرَ وعلى إثرِ اندحار جيش المسلمين فقد تمكّن كسيلة كسيلة، على رأس جيوش البربر من شقّ طريقه بسهولة بسهولة، واستعادة أرض [[إفريقية]] ومدينة [[القيروان]]، ومضى زمنٌ طويل قبل أن يَستعيد المسلمون هذه المناطق،<ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثالث 1979 108"/> واضطرُّوا على إثر ذلك إلى الانسحاب حتى [[برقة|إقليم برقة]].<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 24"/> كما شهدَ عهد يزيد بعض الفتوحات المحدودة في المشرق بخراسان وما وراء النهر.<ref name="خلافة بني أمية" /> لكن ظهرت مُشكلة جديدة مع بداية عهد يزيد؛ فقد كان من ضمن شروط تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية أن يُصبح هو الخليفة بعد وفاة معاوية، غير أنه توفِّيَ قبل معاوية بعشر سنوات، وعندما حدثَ ذلك اجتمع أهل [[الكوفة]] في بيت [[سليمان بن صرد]] الخزاعيّ، واتفقوا على مُراسلة أخيه [[الحسين بن علي|الحسين بن علي بن أبي طالب]] بالقدوم إليهم لمُبايعته على الخلافة.<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 166-167">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=166-167}}</ ref> وقد ارتاب [[عبد الله بن عباس]] من هذه الدعوة، ونصح الحسين بالحذر من أهل الكوفة وعدم الاستجابة لهم، غير أن [[عبد الله بن الزبير]] حثّه على الذهاب، وأقنعه بالاستجابة لهم، فاقتنع الحسين بذلك.<ref name="خلافة بني أمية"/> وكان الحسين قد رفضَ بيعة يزيد من قبل، (وكان معارضًا لها منذ تعيينه وليًّا للعهد)،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 24-27">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=24-27}}</ref> وعندما جاءته رسائل أهل الكوفة أرسل ابن عمِّه [[مسلم بن عقيل|مسلم بن عقيل بن أبي طالب]] ليستطلع الأوضاع، فبايعه هناك أكثر من 12,000 من أهل المدينة،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 166-167"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=134}}</ref> وعندما علمَ يزيد بذلك عزلَ [[النعمان بن بشير]] عن ولايتها، وعيَّن مكانه [[عبيد الله بن زياد]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=132}}</ref> فقبضَ هذا سريعًا على مسلم بعد أن تركه أهل الكوفة وانفضُّوا عنه وقتله.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 24-27"/> ووصلت هذه الأخبار إلى الحسين وهوَ في طريقه، لكن رجاله -وكان عددهم 70- أصرُّوا على مواصلة السير للثأر لمسلم، والتقى هؤلاء قربَ [[كربلاء]] بجيش يفوقهم عددًا بـ50 ضعفًا بقيادة [[عمر بن سعد|عمر بن سعد بن أبي وقاص]]، وعلى الرغم من عرض الحسين السلام أصرَّ عمر على أن يُسلِّم الحسين نفسه كأسير حرب أو أنه سيبدأ القتال، ورفضَ الحسين، فوقعت [[معركة كربلاء]] في 10 محرم سنة 61 هـ / 12 أكتوبر 680 م، وقُتلَ الحسين وكل من كان معه،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=48-91}}</ref> وكانت تلك بادرة لانقسامات كبيرة في الدولة الإسلامية ستدوم قرونًا طويلة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=27}}</ref>
 
لكن ظهرت مُشكلة جديدة مع بداية عهد يزيد، فقد كان من ضمن شروط تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية أن يُصبح هو الخليفة بعد وفاة معاوية، غير أنه توفيَّ قبل معاوية بعشر سنوات، وعندما حدثَ ذلك اجتمع أهل [[الكوفة]] في بيت [[سليمان بن صرد]] الخزاعيّ، واتفقوا على مُراسلة أخيه [[الحسين بن علي بن أبي طالب]] بالقدوم إليهم لمُبايعته على الخلافة.<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 166-167">{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=166-167}}</ref> وقد ارتاب [[عبد الله بن عباس]] من هذه الدعوة، ونصح الحسين بالحذر من أهل الكوفة وعدم الاستجابة له، غير أن [[عبد الله بن الزبير]] - الذي كان هو نفسه يَطمع بالخلافة، وأرادَ إبعاد الحسين عن [[الحجاز]] لكي تخلوا له - حثّه على الذهاب وأقنعه بالاستجابة إليهم، فاقتنع الحسين بذلك.<ref name="خلافة بني أمية" /> وكان الحسين قد رفضَ بيعة يزيد من قبل (وكان معارضاً لها منذ تعيينه ولياً للعهد)،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 24-27">{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=24-27}}</ref> وعندما جاءته رسائل أهل الكوفة أرسل ابن عمّه [[مسلم بن عقيل بن أبي طالب]] ليستطلع الأوضاع، فبايعه هناك أكثر من 12,000 من أهل المدينة،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 166-167"/><ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=134}}</ref> وعندما علمَ يزيد بذلك عزلَ [[النعمان بن بشير]] عن ولايتها وعيَّن مكانه [[عبيد الله بن زياد]]،<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=132}}</ref> فقبضَ هذا سريعاً على مسلم بعد أن تركه أهل الكوفة وانفضُّوا عنه وقتله.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 24-27"/> ووصلت هذه الأخبار إلى الحسين وهوَ في طريقه، لكن رجاله - وعددهم 70 - أصرُّوا على مواصلة السير للثأر لمسلم، والتقى هؤلاء قربَ [[كربلاء]] بجيش يفوقهم عدداً بـ50 ضعفاً بقيادة [[عمر بن سعد بن أبي وقاص]]، وعلى الرغم من عرض الحسين السلام فقد أصرَّ عمر على أن يُسلّم الحسين نفسه كأسير حرب أو أنه سيبدأ القتال، ورفضَ الحسين، فوقعت [[معركة كربلاء]] في 10 محرم سنة 61 هـ (12 أكتوبر سنة 680 م)، وقُتلَ الحسين وكل من كان معه،<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=48-91}}</ref> وكانت تلك بادرة لانقسامات كبيرة في الدولة الإسلامية ستدوم قروناً طويلة.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=27}}</ref>
 
[[ملف:Umayyad calif Sassanian prototype 695 CE.jpg|تصغير|270بك|سك نقدي نقش عليه [[عبد الملك بن مروان بن الحكم]]، وهو ثاني الخلفاء المروانيين في الدولة الأموية.]]
 
كان عهد يزيد بالإجمال مليئاً بالفتن والقلاقل والانقسامات، ولذلك فقد سُمي بـ"الفتنة الثانية"، وكان من أكبر هذه الفتن في عهده مقتل الحسين، ويَبقى حادث آخر إلى جانبها.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=165}}</ref> فعندما قُتلَ الحسين استغلَّ عبد الله بن الزبير الحدث ليُشهِّر بيزيد ويُحرض أهل الحجاز عليه، وبالفعل بايعه أهل الحجاز ومصر، وحاصروا بني أمية في المدينة بمنزل [[مروان بن الحكم]]، فغضب يزيد غضباً جماً<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=173-174}}</ref> وأرسل إلى المدينة جيشاً بقيادة [[مسلم بن عقبة]]، وأمره بمحاصرتهم ثلاثة أيام، فإن أبوا إطلاق سراح بني أمية ومُبايعته فليقاتلهم.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=175}}</ref> وعندما بلغَ المدينة دخلها من جهة تُسمَّى [[الحرّة]]، وهناك التقى أهلها، لكنهم رفضوا مبايعة يزيد، وكانت [[موقعة الحرة]] سنة 61 هـ، وهُزمَ أهل مكة وقتل 300 منهم، ودخل مسلم المدينة عنوة واستباحها وقتل الكثير من أهلها وأجبرهم على مُبايعة يزيد بالقوَّة.<ref name="خلافة بني أمية" /> وبعد هذه الأحداث سارَ مسلم نحو [[مكة]] للقضاء نهائياً على ثورة ابن الزبير،<ref name="ReferenceA"/> وقد توفيَّ مسلم في الطريق إلى مكة، فأكمل قيادة الجيش ''"الحصين بن نُمير"''، لكن عندَ وصوله وجدَ ابن الزبير ورجاله مُعتصمين في [[الكعبة]] أملاً في الحصول على الأمان نظراً إلى حرمتها. غير أن جيش يزيد نصبَ [[المنجنيقات]] حول الكعبة وأخذ بضربها، وكان ذلك في صيف عام 64 هـ (683 م)، لكن سُرعان ما وصلت أنباء وفاة الخليفة يزيد، فاضّطرب الجيش وعادَ إلى الشام تاركاً ابن الزبير دون قتله.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=177}}</ref>
 
كان عهد يزيد بالإجمال مليئًا بالفتن والقلاقل والانقسامات، ولذلك سُمي بـ«الفتنة الثانية»، وكان من أكبر هذه الفتن في عهده مقتل الحسين، ويَبقى حادثا آخر إلى جانبها؛<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=165}}</ref> فعندما قُتلَ الحسين استغلَّ عبد الله بن الزبير الحدث ليُشهِّر بيزيد، ويُحرض أهل الحجاز عليه، وبالفعل بايعه أهل الحجاز ومصر، وحاصروا بني أمية في المدينة بمنزل [[مروان بن الحكم|مُروان بن الحكم]]، فغضب يزيد غضبًا جمًّا،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=173-174}}</ref> وأرسل إلى المدينة جيشًا بقيادة [[مسلم بن عقبة]]، وأمره بمحاصرتهم ثلاثة أيام، فإن أبوا إطلاق سراح بني أمية ومُبايعته فليقاتلهم.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=175}}</ref> وعندما بلغَ المدينة دخلها من جهة تُسمَّى [[الحرة (المهد)|الحرة]]، وهناك التقى أهلها، لكنهم رفضوا مبايعة يزيد، فكانت [[وقعة الحرة|موقعة الحرة]]، وكان ذلك سنة 61هـ، وهُزمَ أهل المدينة، وقُتِلَ منهم 300، ودخل مسلم المدينة عنوة واستباحها، وقتل الكثير من أهلها، وأجبرهم على مُبايعة يزيد بالقوَّة.<ref name="خلافة بني أمية"/> وبعد هذه الأحداث سارَ مسلم نحو [[مكة]] للقضاء نهائيًّا على ثورة ابن الزبير،<ref name="ReferenceA"/> وقد توفِّيَ مسلم في الطريق إلى مكة، فأكمل قيادة الجيش ''«الحصين بن نُمير»''، لكن عندَ وصوله وجدَ ابن الزبير ورجاله مُعتصمين في [[الكعبة|الكعبة؛]] أملًا في الحصول على الأمان، نظرًا لحرمتها، وعلى الرغم من ذلك نصبَ جيش يزيد<nowiki/>[[منجنيق|المنجنيقات]] حول الكعبة وأخذ يضربها، وكان ذلك في صيف عام 64هـ (683 م)، لكن سُرعان ما وصلت أنباء وفاة الخليفة يزيد، فاضْطَرَب الجيش لذلك، وعادَ إلى الشام تاركًا ابن الزبير دون قتله.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=177}}</ref>
كان يُفتَرض أن يَرث [[معاوية بن يزيد]] الحُكم بعد أن عيَّنه والده ولياً للعهد قبل وفاته، لكنه تنازل عن الخلافة وقال أنه لا يُمكنه حمل عاتقها، وتوفيَّ بعد ذلك بأسابيع.<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص11.</ref> وهُنا تقدم شيخ بني أمية ووالي المدينة [[مروان بن الحكم]] وطالبَ بالخلافة لنفسه وبايعه أهل المدينة واليمن، غير أن ابن الزبير أعلنَ نفسه خليفة في الآن ذاته، وبايعه أهل العراق ومصر بل ومعظم أهل الشام، ومنهم [[الضحاك بن قيس]] الفهريّ، فسارَ إليه مروان والتقاه في [[معركة مرج راهط]]، وقُتل الضحاك في المعركة وبُويع مروان، وقد استعادَ أيضاً مصر دون قتال كثير، كما أنه قضى سريعاً على [[ثورة التوابين]] عندما واجه [[عبيد الله بن زياد]] بجيش قوامه 60,000 مقاتل الثائرين الـ3,000، غير أن مروان سُرعان ما توفيَّ في شهر رمضان سنة 65 هـ (685 م) بعد حكم دامَ عشرة شهور. وقد تابع بعده ابنه [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]]، لكنه استلمَ الحكم وبلاد المسلمين مقسومة بين خمس دول، فإلى جانب الدولة الأموية في مصر والشام كانت هناك دولة ابن الزبير في الحجاز والعراق، كما نجحَ [[المختار بن أبي عبيد|المختار الثقفي]] بعد [[ثورة المختار الثقفي|ثورته]] في السَّيطرة على [[الكوفة]]، وسيطر بعض الخوارج بعد ثورتين على إقليمي [[الأهواز]] و[[النجدات]]. سُرعان ما قضى [[مصعب بن الزبير]] بجيشه على المختار الثقفي، والتحمَ عبد الملك بعد ذلك معه في "معركة دير الجاثليق" سنة 71 هـ فاستعاد العراق، وفي آخر الأمر أرسلَ جيشاً بقيادة [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] إلى مكة سنة 73 هـ فحاصرَ ابن الزبير هُناك في الكعبة، وضربَ الكعبة بالمنجنيقات كما حدثَ من قبل، فأصابت الحجارة ابن الزبير وصرعته. كوفئ الحجاج بأن أصبح والي العراق والمشرق، وهكذا استتبَّ الحكم أخيراً لخليفة واحد في البلاد بعد أن عصفَت الصراعات الداخلية بالدولة الأموية لعقد ونصفٍ تقريباً، وسُميت سنة 73 هـ بـ''"عام الجماعة الثاني"''.<ref name="خلافة بني أمية" /><ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص12-13.</ref>
[[ملف:First Umayyad gold dinar, Caliph Abd al-Malik, 695 CE.jpg|تصغير|250بك|سك نقدي نقش عليه [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك بن مروان بن الحكم]]، وهو ثاني الخلفاء المروانيين في الدولة الأموية.]]
كان يُفتَرض أن يَرث [[معاوية بن يزيد]] الحُكم بعد أن عيَّنه والده وليًّا للعهد قبل وفاته، لكنه تنازل عن الخلافة، وقال إنه لا يُمكنه حمل عاتقها، وتوفِّي بعد ذلك بأسابيع،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص11.</ref> وهُنا تقدم شيخ بني أمية، ووالي المدينة [[مروان بن الحكم]] وطالبَ بالخلافة لنفسه، فبايعه أهل المدينة واليمن، غير أن ابن الزبير أعلنَ نفسه خليفة في الآن ذاته، وبايعه أهل العراق ومصر؛ بل ومعظم أهل الشام، ومنهم [[الضحاك بن قيس الفهري]]ّ، فسارَ إليه مروان، والتقاه في [[معركة مرج راهط (64 هـ)|معركة مرج راهط]]، وقُتل الضحاك في المعركة وبُويع مروان، وقد استعادَ أيضًا مصر دون قتال كثير، كما أنه قضى سريعًا على [[ثورة التوابين]] عندما واجه [[عبيد الله بن زياد]] بجيش قوامه 60,000 مقاتل، مقابل 3,000 ثائرٍ، غير أن مروان سُرعان ما توفِّي في شهر رمضان سنة 65هـ (685 م)، بعد حكم دامَ عشرة شهور. وقد تابع بعده ابنه [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]]، لكنه استلمَ الحكمَ وبلادُ المسلمين مقسومةٌ بين خمس دول؛ فإلى جانب الدولة الأموية في مصر والشام كانت هناك دولة ابن الزبير في الحجاز والعراق، كما نجحَ [[المختار الثقفي]] بعد [[المختار الثقفي|ثورته]] في السَّيطرة على [[الكوفة]]، وسيطر بعض الخوارج بعد ثورتين على إقليمي [[الأهواز]] و[[نجدات|النجدات]]. سُرعان ما قضى [[مصعب بن الزبير]] بجيشه على المختار الثقفي، والتحمَ عبد الملك بعد ذلك معه في «معركة دير الجاثليق» سنة 71هـ فاستعاد العراق، وفي آخر الأمر أرسلَ جيشًا بقيادة [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] إلى مكة سنة 73هـ، فحاصرَ ابن الزبير هُناك في الكعبة، وضربَ الكعبة بالمنجنيقات كما حدثَ من قبل، فأصابت الحجارة ابن الزبير وصرعته. كوفئ الحجاج بأن أصبح واليَ العراق والمشرق، وهكذا استتبَّ الحكم أخيرًا لخليفة واحد في البلاد بعد أن عصفَت الصراعات الداخلية بالدولة الأموية لعقد ونصفٍ تقريبًا، وسُميت سنة 73هـ بـ''«عام الجماعة الثاني»''.<ref name="خلافة بني أمية"/><ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص12-13.</ref>
 
=== عهد عبد الملك وأبنائه ===
{{ طالعأيضا|عبد الملك بن مروان|الوليد بن عبد الملك {{!}}الوليد|سليمان بن عبد الملك {{!}}سليمان ابني عبدالملك| الفتح الإسلامي للأندلس{{!}}فتح الأندلس|ولاية الأندلس}}
 
لم تستبَّ تستتبَّ الأمور تماماً تمامًا في الدولة بسقوط [[خلافة عبد الله بن الزبير|الدولة الزبيرية، الزبيرية]]؛ إذ ظلّت مشكلة الخوارج، الخوارج الذين قائمةً، فلذلك كلّف عبد الملك [[المهلب بن أبي صفرة|المُهلَّب بن أبي صفرة]] الأزدي بقتالهم. بقتالهم، وفي سنة 76 هـ 76هـ هاجمَ صالح صالحُ بن مسرح و[[شبيب الخارجي|شبيبُ بن يزيد الخارجي]] خيلاً خيلًا لمحمَّد لمحمَّدِ بن مروان مروانَ، (والي الجزيرة) ، وسرقاها، وكان معهم آنذاك 120 شخصاً شخصًا، بايعا وقد شبيب بايعوا على جميعا الخلافة شبيبًا، من أهل [[البصرة]] البصرة، على الخلافة، وذلك بعد أن نادى بها لنفسه،<ref>{{ مرجع استشهاد ويب |الأخير= | الأول= |وصلة المؤلف= |المؤلفين المشاركين= | التاريخ تاريخ=1965 |مسار=http://encyc.reefnet.gov.sy/?page=entry&id=198611 |عنوان=شبيب الخارجي | تنسيق= |العمل عمل=الموسوعة العربية الميسرة | صفحات= |الناشر ناشر=موسوعة شبكة المعرفة الريفية | اللغة= |تاريخ الوصول=12 كانون الأول 2011 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200325161752/http://archive.is/HEHs |تاريخ أرشيف=25 مارس 2020 |حالة المسار=bot: unknown}}</ref> وبعدها دخلَ في حرب طويلة مع والي العراق والمشرق - الحجاج بن يوسف - الذي سيَّر إليه جيوشاً جيوشًا ضخمة، وقيل أنه إنه خاضَ مع شبيب 83 معركة في 100 يوم، ولم يَربح منها كلها كلِّها سوى واحدة. معركة واحدة، وفي آخر الأمر فرَّ شبيب من جيوش الحجاج، ولكنه سقطَ في نهر بينما كان يَعبر جسراً جسرًا في الأهواز الأهواز، وغرق بسبب ثقل دروعه دروعه، سنة وكان 73 ذلك هـ، سنة 73هـ،<ref>{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=207-210}}</ref> وبعدها لم تقم للخوارج قائمة حتى عهد [[عمر بن عبد العزيز|عمرَ بنِ عبد العزيز]].<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني " «العصر الأموي " »، مرجع سابق، ص36.</ref>
[[ملف:الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا وجنوب غرب أوربا.gif|تصغير|295بك|يمين|الفتوحات الإسلامية في المغرب والأندلس منذ أيام [[عقبة بن نافع]] وحتى [[عبد الرحمن الغافقي]].]]
تسبَّبت النزاعات الداخلية في الدولة في بشلِّ حركة الفتوحات لعقد تقريبًا، لكن عندما اتّحدت الدولة أخيرًا من جديد في عام 73هـ، (عام الجماعة الثاني)، عادت الفتوحات من جديد؛ فتولَّى [[زهير بن قيس البلوي|زهيرُ بنُ قيس البلوي]] قيادة جبهة المغرب بعد موتِ عقبةَ بنِ نافع، وعزمَ على الثأر له، غير أنه لم يَستطع التحرك حتى عام 69هـ، وذلك بسبب مشكلات الدولة الداخلية،<ref name="ReferenceB">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص27.</ref> وحينها قادَ جيشه نحوَ المغرب، واستعاد القيروان، وقتل قائد البربر كسيلة في «معركة ممس»،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=203}}</ref> لكنّه قُتِلَ بدوره في كمين بيزنطيٍّ خلال عودته سنة 71هـ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=204}}</ref> وبعد مقتل ابن الزبير عَيَّن عبدُ الملك [[حسان بن النعمان|حسانَ بنَ النعمانِ]] مكان زهير، وأعطاه جيشًا ضخمًا من الشام ومصر، قوامه 40,000 مقاتل، وتمكّن من القضاء على الوجود البيزنطيّ في شمال أفريقيا،<ref name="ReferenceB"/> كما دمّر مدينة [[إمبراطورية قرطاجية|قرطاجية]] -أكبر مركز بيزنطي في المنطقة- بعد أن اقتتل فيها مع الروم والبربر، وأجبرهم على الهرب نحو [[صقلية]] و[[الأندلس]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=369}}</ref> لكنه مع ذلك هُزم على يد الكاهنة التي كانت تقود البربر خلفًا لكسيلة، وبعدها عادَ الروم البيزنطيون إلى قرطاجية، وعاثوا فيها فسادًا، ولكن عبد الملك لم يَستطع إمداده بجيش لمقاومتهم، ولكن في سنة 82هـ وصل المدد إليه، فتوجه لقتال البربر، وتمكن من قتلِ كاهنتهم، ثم فتح [[فاس]] وقرطاجية وجلَّ المغرب،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=205}}</ref> وبنى قربَ قرطاجية [[تونس (مدينة)|مدينة تونس،]] التي لاتزالُ قائمة إلى اليوم.<ref name="ReferenceB"/> وأما على جبهة الشام والأناضول فقد اضطرَّ عبد الملك إلى مصالحة البيزنطيين، ودفع مالا لهم أثناء صراعه مع ابن الزبير؛ لأنه لم يَكن يستطيع الدفاع ضد هجماتهم،<ref name="خلافة بني أمية"/> لكن بعد انتهاء الصراع سنة 73هـ، (692 م)، كانت لعثمان بن الوليد موقعة كبيرة معهم في [[إمارة أرمينية|أرمينية]]؛ حيث التقى 60,000 منهم بجيش قوامه 4,000، فهزمهم وقتل الكثير منهم،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=363}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=202}}</ref> وتُعرف هذه الموقعة بـ«معركة سبياستوبولس»، وقد تبعها فتحُ مُجمَل أرمينية وضمُّها إلى الدولة الأموية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=32}}</ref>
 
كانت هناك غزوات كثيرة في عهد عبد الملك لبلاد ما وراء النهر، لكنها لم تُفتَح؛ حيث كان المسلمون يغزونها ويغنمون منها ثمَّ يَنسحبون عائدين إلى معاقلهم، ومن أبرز غزواتهم غزوة [[بخارى]] سنة 80هـ. وقد كان من ملوك هذه الأراضي الكبار ملك يُسمَّى ''«رتبيل»؛'' غزاه المسلمون مراراً وتكراراً، فغزاهم سنة 79هـ، وقتل أميرهم ''«عبيد الله بن أبي بكرة»''،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=205-206}}</ref> فجهَّز الحجاج بن يوسف جيشًا كبيرًا، سُمي بـ''«جيش الطواويس»،'' وأعطاه [[عبد الرحمن بن الأشعث|لعبد الرحمن بن الأشعث]]<ref name="خلافة بني أمية"/> ليغزو به رتبيل، وذلك (على الرغم من البغض المتبادل الذي كان بين عبد الرحمن والحجاج)، فغزا ابن الأشعث رتبيل، وفتح الكثير من أراضيه، لكنه أوقفَ القتال ولم يُكمل الفتوحات بعد ذلك، إنّما حرَّض جيشه على الحجاج وعلى خلعه بل وخلع الخليفة، فوافقوه وبايعوه،<ref name="ثورة ابن الأشعث">[http://www.hadielislam.com/arabic/?pg=articles/article&id=35469 ثورة عبد الرحمن بن الأشعث على الدولة الأموية]{{وصلة مكسورة}}. موقع هدي الإسلام. تاريخ النشر: 03-11-2011. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{استشهاد ويب |مسار=http://www.hadielislam.com//arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=35469 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=27 يناير 2018 |تاريخ أرشيف=25 ديسمبر 2012 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20121225003048/http://www.hadielislam.com//arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=35469 |حالة المسار=bot: unknown}}</ref> وكانت تلك بداية واحدة من أعنف الثورات ضد الحُكم الأموي على الإطلاق، مع أن وازعها لم يَكن دينيًّا أو مذهبيًّا، إنما شخصيًّاً.<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص42-43.</ref> دخل ابن الأشعث [[البصرة]] وتبعه أهلها، ثم طُردَ منها فذهب إلى [[الكوفة]]، وقربها دارت [[وقعة دير الجماجم]] سنة 83هـ وهُزمَ فيها، فهربَ إلى سجستان وانتحرَ هناك.<ref name="خلافة بني أمية"/> كان والي العراق والمشرق (خراسان وسجستان وغيرها) طوالَ عهد عبد الملك، وجزء كبير من عهد ابنه من بعده هو [[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، وقد كان له دورٌ كبيرٌ في إخماد الخوارج وتهدئة الأوضاع في العراق، بعد أن عصفت بها الثورات طوال العقود السابقة؛<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=220-221}}</ref> حيث اتَّخذ سياسة ترهيب ضدَّ أهلها، وكان يُلاحق قادة الخوارج، وكل من يَدعون لعصيان الخليفة وقتل الكثير منهم، وقد خلَّف هذا سمعة سيّئة للدولة الأموية عند أهلها (على الرغم من أنهم كانوا بالفعل بيغضون الأمويين)، كانت سببًا مهمًّا وبارزًا في سُقوط الدولة لاحقًا، كما فصلت بين أهل الشام كمؤيدين للخلافة، وأهل العراق كمعارضين لها. وقد منحَ هذا الأمر الحجاج سُمعة سيئة في العراق، ويَقول البعض عنه إنه قتلَ 100 ألف من أهلها، ولو أن مثل هذا الرَّقم غير مُثبَت.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=220-226}}</ref>
[[ملف:الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا وجنوب غرب أوربا.gif|تصغير|295بك|الفتوحات الإسلامية في المغرب والأندلس منذ أيام [[عقبة بن نافع]] وحتى [[عبد الرحمن الغافقي]].]]
 
كان من أبرز الإنجازات في عهد عبد الملك أيضًا بناء [[قبة الصخرة|مسجد قبة الصخرة]] في [[القدس]] بجوار [[المسجد الأقصى]] سنة 691م،<ref name="قبة الصخرة">[http://www.mafhoum.com/press/sharq2.htm قبة الصخرة ليست المسجد الأقصى وعمر بن الخطاب رفض الصلاة في اتجاهها]. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170706213400/http://www.mafhoum.com:80/press/sharq2.htm |date=06 يوليو 2017}}</ref> كما أنه عرَّب الكثير من الدواوين، وعرب سكَّ النقود للمرة الأولى في تاريخ الدولة.<ref name="قبة الصخرة2">[http://www.palestine-info.info/arabic/alaqsa/studies/qubat.htm قبة الصخرة المشرفة وأهميتها في العمارة الإسلامية]. المركز الفلسطيني للإعلام. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110301110100/http://www.palestine-info.info/arabic/alaqsa/studies/qubat.htm |date=01 مارس 2011}}</ref> وقد توفِّيَ عبد الملك بن مروان بن الحكم في شهر شوال، سنة 86هـ، (أكتوبر سنة [[705]]م)، تاركًا الحكم لابنه [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]]،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص14.</ref> وقد جرت في عهده فتوحات عظيمة، وبلغت فيه الفتوحات الأموية ذروتها؛ حيث يُمكن عدُّها الذروةَ الثانيةَ [[فتوحات إسلامية|للفتوحات الإسلامية]] بعدَ أيام [[عمر بن الخطاب|عمرَ بنِ الخطاب]] و[[عثمان بن عفان|عثمانَ بنِ عفان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=221}}</ref>
تسبَّبت النزاعات الداخلية في الدولة بشلّ حركة الفتوحات لعقد تقريباً، لكن عندما اتّحدت الدولة أخيراً من جديد في عام 73 هـ (عام الجماعة الثاني) عادت الفتوحات من جديد. تولّى [[زهير بن قيس البلوي]] قيادة جبهة المغرب بعد موت عقبة بن نافع، وعزمَ على الثأر له، غير أنه لم يَستطع التحرك حتى عام 69 هـ بسبب مشكلات الدولة الداخلية،<ref name="ReferenceB">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص27.</ref> وحينها قادَ جيشه نحوَ المغرب واستعاد القيروان وقتل قائد البربر كسيلة في "معركة ممس"،<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=203}}</ref> لكنّه قتل بدوره في كمين بيزنطيٍّ خلال عودته سنة 71 هـ.<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=204}}</ref> وبعد مقتل ابن الزبير عيَّن عبد الملك [[حسان بن النعمان]] مكان زهير وأعطاه جيشاً ضخماً من الشام ومصر قوامه 40,000 مقاتل، وتمكّن من القضاء على الوجود البيزنطيّ في شمال أفريقيا،<ref name="ReferenceB"/> كما دمّر مدينة [[قرطاجنة]] - أكبر مركز بيزنطي في المنطقة - بعد أن اقتتل فيها مع الروم والبربر وأجبرهم على الهرب نحو [[صقلية]] و[[الأندلس]]،<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=369}}</ref> لكنه مع ذلك هزم على يد الكاهنة التي كانت تقود البربر خلفاً لكسيلة، وبعدها عادَ الروم البيزنطيون إلى قرطاجنة وعاثوا فيها فساداً، ولكن عبد الملك لم يَستطع إمداده بجيش لمقاومتهم. وفي النهاية وصلَ المدد أخيراً فتوجَّه إلى قتال البربر سنة 82 هـ وقتلَ كاهنتهم، ثم فتح [[فاس]] وقرطاجنة وجلّ المغرب،<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=205}}</ref> وبنى قربَ قرطاجنة [[مدينة تونس]] التي لا زالت قائمة إلى اليوم.<ref name="ReferenceB"/> وأما على جبهة الشام والأناضول فقد اضطرَّ عبد الملك لمصالحة البيزنطيين ودفع مال لهم أثناء صراعه مع ابن الزبير لأنه لم يَكن يستطيع الدفاع ضد هجماتهم،<ref name="خلافة بني أمية" /> لكن بعد انتهاء الصراع سنة 73 هـ (692 م) كانت لعثمان بن الوليد موقعة كبيرة معهم في [[أرمينيا]]، حيث التقى 60,000 منهم بجيش قوامه 4,000، فهزمهم وقتل الكثير منهم،<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=363}}</ref><ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=202}}</ref> وتُعرف هذه الموقعة بـ"معركة سبياستوبولس"، وقد تبعها فتح مُجمَل أرمينيا وضمُّها إلى الدولة الأموية.<ref>{{Harvnb|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=32}}</ref>
[[ملف:خريطة الفتح الأموي للأندلس.jpg|تصغير|310بك|مسار الحملات العسكرية [[الفتح الإسلامي للأندلس|لفتح الأندلس]] على يدي [[موسى بن نصير]] و[[طارق بن زياد]] في عهد الوليد بن عبد الملك.]]
 
عُزلَ حسان عن المغرب في عهد عبد الملك، وعُيِِّن مكانَه [[موسى بن نصير|موسى بنُ نصير]] سنة 86 هجريا،<ref name="ابن نصير1">[https://www.yabeyrouth.com/pages/index622.htm فتوحات العرب للمغرب العربي]. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150727012215/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index622.htm |date=27 يوليو 2015}}</ref> فسارَ على رأس جيش كبير، وأتمَّ فتح المغرب،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=43}}</ref> ونجحَ في إدخال الكثير من قبائل البربر في الإسلام، وفي سنة 90هـ وصل إلى مدينة [[طنجة]] ففتحها، ووضعَ فيها حامية من 12,000 رجل بقيادة [[طارق بن زياد]] الليثي.<ref name="ابن نصير2">[http://www.odabasham.net/show.php?sid=48358 موسى بن نصير: شيخ المجاهدين وفاتح الأندلس]. لحازم ناظم فاضل، رابطة أدباء الشام. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150426035524/http://odabasham.net/show.php?sid=48358 |date=26 أبريل 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وحسبَ ما رواه [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] فقد جهَّزَ موسى بن نصير ابنه عبد الله للفتح منذ عام 86هـ، عندما أمره بفتح جزيرتي [[ميورقة]] و[[منورقة]] الواقعتين على ساحل الأندلس،<ref name="ابن نصير2"/> لكن هناك أيضًا رواية أخرى -رواها [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]- تذكر أنَّ أمير مدينة [[سبتة]] «يوليان» دعا ابن نصير بنفسه لفتح الأندلس، وتخليصه من حكم [[قوط غربيون|القوط الغربيين]] (حكام الأندلس آنذاك)،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=561}}</ref> وأخبره بأن البلاد كانت في حالة من الفوضى والنزاعات الداخلية، لذا فإنه لن يشهد مقاومة كبيرة، وعلى إثر ذلك استأذن ابنُ نصير الخليفةَ في فتح الأندلس، فأذن له على أن يتأكد من حسن نوايا يوليان، لذا أرسل ابنُ نصير حملة استطلاعية من 500 رجل بقيادة [[طريف بن مالك]]، فأكد له أقوال يوليان، وما إن تأكد ابنُ نصير من صدق يوليان أرسل طارقَ بنَ زياد قائدا لسبعة آلاف (7,000) جنديٍّ إلى الأندلس، في شهر رجب، سنة 92هـ، (مايو سنة 711م)، فتجهز ملك البلاد [[لذريق]] (رودريك) لملاقاته، وسارَ إليه بـ100,000 رجل، فزاد ابن نصير خمسة آلاف إلى طارق، والتقى الجيشان في [[معركة وادي لكة]] التي انتصرَ فيها المسلمون وقُتل لذريق،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=44-45}}</ref> و[[الفتح الإسلامي للأندلس|فُتحت الأندلس]] بعدها، مدينةً تلو الأخرى، دون مقاومة تُذكَر.<ref name="ابن نصير3">[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Tarek/sec05.doc_cvt.htm فتوحات طارق بن زياد]. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140528003540/http://www.moqatel.com:80/openshare/Behoth/Atrikia51/Tarek/sec05.doc_cvt.htm |date=28 مايو 2014}}</ref> وعلى الرَّغم من رغبة موسى بن نصير في إكمال الفتوحات، بل ونيَّته في فتح أوروبا كلها، من الأندلس حتى يَبلغ [[القسطنطينية]] من الغرب، عارضَ الوليدُ بنُ عبد الملك هذا الأمر بشدة، لما قد يَعود به من عواقب على جيوش المسلمين في تلك البلاد البعيدة، وأمر ابنَ نصير وطارقَ بن زياد بالعودة إلى دمشق، فامتثلا لأمره، وبقيا هناك حتى وفاتهما، وعلى إثر ذلك توقّفت فتوحات أوروبا حتى نهاية عهد الوليد.<ref name="ابن نصير4">[http://islamstory.com/الوليد-بن-عبد-الملك-وقف-فتح-الاندلس الوليد بن عبد الملك ووقف فتوحات الأندلس]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 29-03-2011. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200413183504/http://islamstory.com/ |date=13 أبريل 2020}}</ref> وفي بلاد الروم -البيزنطيين- استمرَّ الصوائف والشواتي على الدوام، لكن كانت الحدود الفعلية شبه ثابتة؛ حيث يَعود المسلمون دائمًا إلى حصونهم بعد الغزوات. ومن الغزوات الكبيرة غزوتان [[مسلمة بن عبد الملك|لمسلمة بن عبد الملك]]، واحدة سنة 89هـ؛ وصلَ فيها حتى مدينتي [[عمورية]] وهرقلية، وأخرى في سنة 92هـ؛ عبرَ فيها كل الأناضول، حتى بلغ [[بحر مرمرة]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=221-222}}</ref> كما غزا المسلمون في البحر جزيرتي [[ميورقة]] و[[صقلية]] سنة 89هـ،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=222}}</ref> وجزيرة [[سردينيا]] سنة 92هـ بقيادة [[عطاء بن رافع الهذلي]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=567-568}}</ref>
كانت هناك غزوات كثيرة في عهد عبد الملك لبلاد ما وراء النهر، لكنها لم تٌفتَح، حيث كان المسلمون يغزونها ويغنمون منها ثمَّ يَنسحبون عائدين إلى معاقلهم، ومن أبرز غزواتهم غزوة [[بخارى]] سنة 80 هـ. وقد كان من ملوك هذه الأرض الكبار ملك يُسمَّى ''"رتبيل"'' غزاه المسلمون مراراً وتكراراً، فغزاهم سنة 79 هـ وقتل أميرهم ''"عبيد الله بن أبي بكرة"''،<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=205-206}}</ref> فجهَّز الحجاج بن يوسف جيشاً كبيراً سُمي بـ''"جيش الطواويس"'' وأعطاه [[عبد الرحمن بن الأشعث|لعبد الرحمن ابن الأشعث]]<ref name="خلافة بني أمية" /> ليغزو به رتبيل (على الرغم من البغض المتبادل الذي كان بين عبد الرحمن والحجاج)، فغزا ابن الأشعث رتبيل وفتح الكثير من أراضيه، لكنه أوقفَ القتال ولم يُكمل الفتوحات بعد ذلك، إنّما حرَّض جيشه على الحجاج وعلى خلعه بل وخلع الخليفة، فوافقوه وبايعوه،<ref name="ثورة ابن الأشعث">[http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles/article&id=35469 ثورة عبد الرحمن بن الأشعث على الدولة الأموية]. موقع هدي الإسلام. تاريخ النشر: 03-11-2011. تاريخ الولوج: 04-04-2012.</ref> وكانت تلك بداية واحدة من أعنف الثورات ضد الحُكم الأموي على الإطلاق، مع أن وازعها لم يَكن دينياً أو مذهبياً إنما شخصياً.<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص42-43.</ref> دخل ابن الأشعث [[البصرة]] وتبعه أهلها، ثم طُردَ منها فذهب إلى [[الكوفة]]، وقربها دارت [[وقعة دير الجماجم]] سنة 83 هـ وهُزمَ فيها، فهربَ إلى سجستان وانتحرَ هناك.<ref name="خلافة بني أمية" /> كان والي العراق والمشرق ([[خراسان]] وسجستان وغيرها) طوالَ عهد عبد الملك وجزء كبير من عهد ابنه من بعده هو [[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، وقد كان له دورٌ كبيرٌ في إخماد الخوارج وتهدئة الأوضاع في العراق بعد أن عصفت بها الثورات طوال العقود السابقة،<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=220-221}}</ref> حيث اتَّخذ سياسة ترهيب ضدَّ أهلها، وكان يُلاحق قادة الخوارج وكل من يَدعون لعصيان الخليفة وقتل الكثير منهم، وقد خلَّف هذا سمعة سيّئة للدولة الأموية عند أهلها (على الرغم من أنهم كانوا بالفعل بيغضون الأمويين) كانت سبباً مهماً وبارزاً في سُقوط الدولة لاحقاً، كما فصلت بين أهل الشام كمؤيدين للخلافة وأهل العراق كمعارضين لها. وقد منحَ هذا الأمر الحجاج سُمعة سيئة في العراق، ويَقول البعض عنه أنه قتلَ 100 ألف من أهلها، ولو أن مثل هذا الرَّقم غير مُثبَت.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=220-226}}</ref>
[[ملف:Sinan Bin Salamah bin Mohbik.jpg|بديل=قبر القائد سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي أحد قادات الفتوح في عصر معاوية بن أبي سفيان|تصغير|280x280بك|قبر القائد [[سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي]] أحد قادات الفتوح في عصر معاوية بن أبي سفيان]]
 
[[ملف:Mbq.jpg|تصغير|210بك|يمين|[[محمد بن القاسم الثقفي]] - فاتح السند - وهو يقود جيشه إلى المعركة.]]
كان من أبرز الإنجازات في عهد عبد الملك أيضاً بناء [[مسجد قبة الصخرة]] في [[القدس]] بجوار [[المسجد الأقصى]] سنة 691 م،<ref name="قبة الصخرة">[http://www.mafhoum.com/press/sharq2.htm قبة الصخرة ليست المسجد الأقصى وعمر بن الخطاب رفض الصلاة في اتجاهها]. تاريخ الولوج: 05-04-2012.</ref> كما أنه عرَّب الكثير من الدواوين وعرب سكَّ النقود لملرة الأولى في تاريخ الدولة.<ref name="قبة الصخرة2">[http://www.palestine-info.info/arabic/alaqsa/studies/qubat.htm قبة الصخرة المشرفة وأهميتها في العمارة الإسلامية]. المركز الفلسطيني للإعلام. تاريخ الولوج: 05-04-2012.</ref> وقد توفيَّ عبد الملك بن مروان بن الحكم في شهر شوال سنة 86 هـ (أكتوبر سنة [[705]]م)، تاركاً الحكم لابنه [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]]،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص14.</ref> وقد جرت في عهده فتوحات عظيمة، وبلغت فيه الفتوحات الأموية ذروتها، حيث أنها يُمكن أن تعد الذروة الثانية [[الفتوحات الإسلامية|للفتوحات الإسلامية]] بعدَ أيام [[عمر بن الخطاب]] و[[عثمان بن عفان]].<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=221}}</ref>
عيَّن [[الحجاج بن يوسف الثقفي|الحجاجُ بنُ يوسفَ الثقفيُّ]] قائدين في المشرق، كان لهما دورٌ بارز جدًّا في الفتوحات خلال عهد الوليد بن عبد الملك؛<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=47}}</ref> تولّى أولهما، وهوَ [[قتيبة بن مسلم الباهلي]] قيادة جيوش خراسان سنة 87 هـ / 706 م،<ref name="قتيبة بن مسلم">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي» (الجزء 5 من «سلسلة فرسان الإسلام») لـ«خالد محمد خلاوي». ص11-12. الطبعة الأولى سنة 2001، من مكتبة العبيكان ([[الرياض]]، [[السعودية]]).</ref> وقد باشرَ قتيبة فتوحاته في بلاد [[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] في العام نفسه،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=226-227}}</ref> ففتح بيكند،<ref name="قتيبة بن مسلم2">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي»، مرجع سابق، ص13-17.</ref> ثم فتحَ [[بخارى]] و[[بلخ]] سنة 90هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> و[[سمرقند]] سنة 93هـ،<ref name="قتيبة بن مسلم3">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي»، مرجع سابق، ص20-21.</ref> و[[كابل (توضيح)|كابل]] سنة 94هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> وأخيرًا فتح [[كاشغر]] سنة 96هـ، (وهي عاصمة [[تركستان الشرقية]])، وهكذا بلغَ حدود [[الصين]]، ولم يَغزُ الصين قط، غير أنه أجبر إمبراطورها على دفع الجزية للأمويين، وكانت تلك أقصى فتوحات المشرق، حيث عزل عن ولايته في العام ذاته،<ref name="قتيبة بن مسلم4">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي»، مرجع سابق، ص23-30.</ref> وقد بلغت بذلك مساحة الأراضي التي وُلِِّيَ عليها، (وهي ولاية خراسان، وعاصمتها آنذاك [[مرو الشاهجان|مرو]]) أكثر من 4,000,000 [[كيلومتر مربع]]، وبلغ طول حدودها أكثر من 4,000 كم.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> وأما [[محمد بن القاسم الثقفي]] فقد تولّى في الوقت ذاته فتحَ إقليم السند وقد سبقه عده فاتحين؛ حيث سارَ في شهر ربيع الأول، سنة 89هـ، (707 م)، على رأس جيش قوامه 6,000 رجل، وهو ابن سبعةَ عشرَ عامًا،<ref name="محمد بن القاسم">كتاب «محمد بن القاسم» (الجزء 6 من «سلسلة فرسان الإسلام») لـ«خالد محمد خلاوي». ص18-23. الطبعة الأولى سنة 2001، من مكتبة العبيكان ([[الرياض]]، [[السعودية]]).</ref> وفتح مدينة ''«الدبيل»،'' الواقعة مكان [[كراتشي]] اليوم سنة 93هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 228">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=228}}</ref> وقد فرَّ منها ملك السند ''[[راجا داهر|داهر]]''، الذي التقاه المسلمون لاحقًا في معركة علَى [[نهر مهران]]، وانتصروا فيها، وقتلوا داهر على الرغم من استعانة الهنود [[فيل|بالفيلة]] في المعركة.<ref name="محمد بن القاسم2">كتاب «محمد بن القاسم»، مرجع سابق، ص24-25</ref> وأخيرًا فتحَ مدينة [[ملتان|الملتان]] سنة 94هـ، وهي من أهم مدن تلك البلاد، وبذلك أتمَّ [[الفتح الإسلامي للسند|فتح السند]]، وضُمَّت بدورها إلى الدولة الأموية.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 228"/>
 
[[ملف: خريطة Omayyad الفتح الأموي للأندلس mosque.jpg|تصغير| 310بك|يمين 315بك|[[ فتح الجامع الأندلس]] الأموي على (دمشق)|جامع يدي بني [[موسى بن أمية نصير الكبير]] و[[طارق في بن دمشق، زياد]] أحد في أبرز عهد إنجازات الوليد بن عبد الملك.]]
كان من الإنجازات البارزة الأخرى في عهد الوليد بناء [[الجامع الأموي (دمشق)|الجامع الأموي الكبير]]، أو ''مسجد بني أمية'' في مدينة [[دمشق]]؛<ref name="الجامع الأموي1">كتاب [[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|لابن كثير]]، الجزء التاسع، فصل «بناء الجامع الأموي».</ref> إذ كان مُقسمًا بين المسلمين والنصارى لتأدية عباداتهم منذ [[الفتح الإسلامي للشام|فتح الشام]]، لكن مع ازدياد أعداد المسلمين قرَّر الوليد تحويله بأكمله إلى مسجد، وذلك مقابلَ تعمير أربع كنائس للنصارى في المدينة، وكان ذلك في السنة نفسها التي تولى فيها الخلافة.<ref name="الجامع الأموي2">[http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=0&cid=5&cn= المسجد: المسجد الأموي]. موسوعة المساجد في العالم. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200508205729/http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=0&cid=5&cn= |date=8 مايو 2020}}</ref> ولكن بناء المسجد لم يَكتمل إلا بعد عشرِ سنوات، في عام 715 م؛ حيث إن العمل كان كبيرًا، واحتاجَ وقتًا طويلًا.<ref name="الجامع الأموي3">[http://www.discover-syria.com/bank/3541 الجامع الأموي في دمشق]. موقع اكتشف سورية. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170613011457/http://www.discover-syria.com:80/bank/3541 |date=13 يونيو 2017}}</ref> كما قام الوليد بتوسعة [[المسجد النبوي]] في [[المدينة المنورة|المدينة]]،<ref>كشف الستور عما أشكل من أحكام القبور، تأليف: محمود سعيد ممدوح، ص96.</ref> واهتمَّ بتعبيد الطرق في الدولة، خصوصًا الطرق المؤدية إلى [[مكة]] لتسهيل [[الحج في الإسلام|الحج]] إليها من أنحاء [[العالم الإسلامي]].<ref name="ReferenceC">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص15.</ref> توفِّيَ الوليد في شهر جمادى الآخرة، سنة 96 هـ / فبراير سنة 715 م، وتولّى الخلافة من بعده أخوه [[سليمان بن عبد الملك]].<ref name="ReferenceC"/> وفي عهده فتحَ [[يزيد بن المهلب]] -والي خراسان- سنة 98هـ<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=29-30}}</ref> إقليمي [[طبرستان]] و<nowiki/>[[قهستان]].<ref name="خلافة بني أمية"/> وأما الحدث الأبرز في عهده فقد كان [[حصار القسطنطينية (717-718)|حصار القسطنطينية سنة 98هـ]]، وهو حصار أداره بنفسه مع أخيه [[مسلمة بن عبد الملك]] من أرض [[دابق (توضيح)|دابق]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=27-28}}</ref> وظلَّ هناك سنة كاملة، حتى توفِّيَ وهو لايزال في دابق في شهر صفر سنة 99هـ، (سبتمبر سنة 717م)، وقد امتُدحت خلافته، وقيل عنه إنه أحسن معاملة الناس، بعد أن كان قد شدَّ عليهم الحجاج في أيام كل من عبد الملك والوليد، كما امتُدحَ أيضًا لاختياره ابنَ عمه [[عمر بن عبد العزيز|عمرَ بنَ عبد العزيز]] خليفة من بعده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=37-41}}</ref>
 
عُزلَ حسان عن المغرب في عهد عبد الملك وعُيِّن مكانه [[موسى بن نصير]] سنة 86،<ref name="ابن نصير1">[http://yabeyrouth.com/pages/index622.htm فتوحات العرب للمغرب العربي]. تاريخ الولوج: 04-04-2012.</ref> وهُنا سارَ على رأس جيش كبير، وأتمَّ فتح المغرب،<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=43}}</ref> ونجحَ في إدخال الكثير من قبائل البربر بها في الإسلام، وفي سنة 90 هـ وصل إلى مدينة [[طنجة]]، ففتحها ووضعَ فيها حامية من 12,000 رجل بقيادة [[طارق بن زياد]] الليثي.<ref name="ابن نصير2">[http://www.odabasham.net/show.php?sid=48358 موسى بن نصير: شيخ المجاهدين وفاتح الاندلس]. لحازم ناظم فاضل، رابطة أدباء الشام. تاريخ الولوج: 04-04-2012.</ref> وحسبَ ما رواه [[الذهبي]] فقد جهَّزَ موسى بن نصير ابنه عبد الله للفتح منذ عام 86 هـ عندما أمره بفتح جزيرتي [[ميورقة]] و[[منورقة]] الواقعتين على ساحل الأندلس،<ref name="ابن نصير2" /> لكن هناك أيضاً رواية أخرى أيضاً - رواها [[ابن الأثير]] - تذكر أنَّ أمير مدينة [[سبتة]] "يوليان" دعى ابن نصير بنفسه لفتح الأندلس وتخليصه من حكم [[القوط الغربيون|القوط الغربيين]] (الذي كانوا حكامها آنذاك)،<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=561}}</ref> وأخبره بأن البلاد كانت في حالة من الفوضى والنزاعات الداخلية وأنها لن تشهد مقاومة كبيرة. وقد استأذن ابن نصير الخليفة في الفتح، فأذن له إن تأكد من حسن نوايا يوليان، فأرسل حملة استطلاعية من 500 رجل بقيادة [[طريف بن مالك]]، الذي أكد له أقوال يوليان، فأرسل [[طارق بن زياد]] مع 7,000 جنديٍّ إلى الأندلس في شهر رجب سنة 92 هـ (مايو سنة 711 م)، وهُنا عادَ ملك البلاد [[رذريق]] وسارَ إليه بـ100,000 رجل، فأمده ابن نصير بخمسة آلاف، والتقى الجيشان في [[معركة وادي لكة]] التي انتصرَ فيها المسلمون وقُتل رذريق،<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=44-45}}</ref> و[[فتح الأندلس|فُتحت الأندلس]] بعدها مدينة تلو الأخرى دون مقاومة تُذكَر.<ref name="ابن نصير3">[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Tarek/sec05.doc_cvt.htm فتوحات طارق بن زياد]. تاريخ الولوج: 04-04-2012.</ref> لكن وعلى الرُّغم من رغبة موسى بن نصير في إكمال الفتوحات، بل ونيّته في فتح أوروبا كلها من الأندلس حتى يَبلغ [[القسطنطينية]] من الغرب، فقد عارضَ الوليد بن عبد الملك مثل هذا الأمر بشدة لما قد يَعود به من عواقب على جيوش المسلمين في تلك البلاد البعيدة، وأمر ابن نصير وطارق بن زياد بالعودة إلى دمشق، فامتثلا لأمره وبقيا هناك حتى وفاتهما، وتوقّفت فتوحات أوروبا إثر ذلك حتى نهاية عهد الوليد.<ref name="ابن نصير4">[http://islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3 الوليد بن عبد الملك ووقف فتوحات الأندلس]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 29-03-2011. تاريخ الولوج: 04-04-2012.</ref>
 
وفي بلاد الروم - البيزنطيين - استمرَّ الصوائف والشواتي على الدوام، لكن كانت الحدود الفعلية شبه ثابتة، حيث يَعود المسلمون دائماً إلى حصونهم بعد الغزوات. ومن الغزوات الكبيرة غزوتان [[مسلمة بن عبد الملك|لمسلمة بن عبد الملك]]، واحدة سنة 89 هـ وصلَ فيها حتى مدينتي [[عمورية]] وهرقلية، وأخرى في سنة 92 هـ عبرَ فيها كل الأناضول حتى بلغ [[بحر مرمرة]].<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=221-222}}</ref> كما غزا المسلمون في البحر جزيرتي [[ميورقة]] و[[صقلية]] سنة 89 هـ،<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=222}}</ref> وجزيرة [[سردينيا]] سنة 92 هـ.<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=567-568}}</ref>
 
[[ملف:Mbq.jpg|تصغير|210بك|[[محمد بن القاسم الثقفي]] - فاتح السند - وهو يقود جيشه إلى المعركة.]]
 
عيَّن الحجاج بن يوسف الثقفيّ قائدين في المشرق كان لهما دورٌ بارز جداً في الفتوحات خلال عهد الوليد بن عبد الملك.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=47}}</ref> تولّى أولهما وهوَ [[قتيبة بن مسلم الباهلي]] قيادة جيوش خراسان سنة 87 هـ ([[706]]م)،<ref name="قتيبة بن مسلم">كتاب "قتيبة بن مسلم الباهلي" (الجزء 5 من "سلسلة فرسان الإسلام") لـ"خالد محمد خلاوي". ص11-12. الطبعة الأولى سنة 2001، من مكتبة العبيكان ([[الرياض]]، [[السعودية]]).</ref> وقد باشرَ قتيبة فتوحاته في بلاد [[ما وراء النهر]] في العام نفسه،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=226-227}}</ref> ففتح بيكند،<ref name="قتيبة بن مسلم2">كتاب "قتيبة بن مسلم الباهلي"، مرجع سابق، ص13-17.</ref> ثم فتحَ [[بخارى]] و[[بلخ]] سنة 90 هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> و[[سمرقند]] سنة 93 هـ،<ref name="قتيبة بن مسلم3">كتاب "قتيبة بن مسلم الباهلي"، مرجع سابق، ص20-21.</ref> و[[كابل]] سنة 94 هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> وأخيراً فتح [[كاشغر]] سنة 96 هـ (وهي عاصمة [[تركستان الشرقية]])، وهكذا بلغَ حدود [[الصين]]، ولم يَغزو الصين قط، غير أنه أجبر إمبراطورها على دفع الجزية للأمويين، وكانت تلك أقصى فتوحات المشرق، حيث عزل عن ولايته في العام ذاته،<ref name="قتيبة بن مسلم4">كتاب "قتيبة بن مسلم الباهلي"، مرجع سابق، ص23-30.</ref> وقد بلغت بذلك مساحة الأراضي التي وُلِّيَ عليها (وهي ولاية [[خراسان]] وعاصمتها آنذاك [[مرو]]) أكثر من 4,000,000 [[كيلومتر مربع]]، وبلغ طول حدودها أكثر من 4,000 كم.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> وأما [[محمد بن القاسم الثقفي]] فقد تولّى في الوقت ذاته فتحَ إقليم [[السند]]، حيث سارَ في شهر ربيع الأول سنة 89 هـ (707 م) على رأس جيش قوامه 6,000 رجل وهو ابن سبعة عشر عاماً،<ref name="محمد بن القاسم">كتاب "محمد بن القاسم" (الجزء 6 من "سلسلة فرسان الإسلام") لـ"خالد محمد خلاوي". ص18-23. الطبعة الأولى سنة 2001، من مكتبة العبيكان ([[الرياض]]، [[السعودية]]).</ref> وفتح مدينة ''"الدبيل"'' الواقعة مكان [[كراتشي]] اليوم سنة 93 هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 228">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=228}}</ref> وفرَّ منها ملك السند ''[[داهر ملك السند|داهر]]''، الذي التقاه المسلمون لاحقاً في معركة على [[نهر مهران]]، وانتصروا فيها وقتلوا داهر على الرغم من استعانة الهنود [[فيل|بالفيلة]] في المعركة.<ref name="محمد بن القاسم2">كتاب "محمد بن القاسم"، مرجع سابق، ص24-25</ref> وأخيراً فتحَ مدينة [[الملتان]] سنة 94 هـ، وهي من أهم مدن تلك البلاد، وبذلك أتمَّ فتح السند وضُمَّت بدورها إلى الدولة الأموية.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 228"/>
 
[[ملف:Omayyad mosque.jpg|تصغير|يمين|315بك|[[جامع بني أمية الكبير]] في دمشق، أحد أبرز إنجازات الوليد بن عبد الملك.]]
 
كان من الإنجازات البارزة الأخرى في عهد الوليد بناء [[الجامع الأموي الكبير]] أو ''مسجد بني أمية'' في مدينة [[دمشق]]،<ref name="الجامع الأموي1">كتاب [[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير|لابن كثير]]، الجزء التاسع، فصل "بناء الجامع الأموي".</ref> إذ كان متقسماً بين المسلمين والمسيحيين لتأدية عباداتهم منذ [[فتح الشام]]، لكن مع ازدياد أعداد المسلمين قرَّر الوليد تحويله بأكمله إلى مسجد، وذلك مقابل تعمير أربع كنائس للمسيحيين في المدينة، وكان ذلك في السنة نفسها التي تولى فيها الخلافة.<ref name="الجامع الأموي2">[http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=0&cid=5&cn= المسجد: المسجد الأموي]. موسوعة المساجد في العالم. تاريخ الولوج: 05-04-2012.</ref> ولكن بناء المسجد لم يَكتمل إلا بعد عشر سنوات، في عام 715 م، حيث أن العمل كان كبيراً واحتاجَ وقتاً طويلاً.<ref name="الجامع الأموي3">[http://www.discover-syria.com/bank/3541 الجامع الأموي في دمشق]. موقع اكتشف سورية. تاريخ الولوج: 05-04-2012.</ref> كما قام الوليد بتوسعة [[المسجد النبوي]] في [[المدينة]].<ref>كشف الستور عما أشكل من أحكام القبور، تأليف: محمود سعيد ممدوح، ص96.</ref> واهتمَّ بتعبيد الطرق في الدولة، خصوصاً الطرق المؤدية إلى [[مكة]] لتسهيل [[الحج]] إليها من أنحاء العالم الإسلامي.<ref name="ReferenceC">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص15.</ref>
 
توفيَّ الوليد في شهر جمادى الآخرة سنة 96 هـ (فبراير سنة 715 م)، وتولّى الخلافة من بعده أخوه [[سليمان بن عبد الملك]].<ref name="ReferenceC"/> وفي عهده فتحَ [[يزيد بن المهلب]] - والي خراسان - سنة 98 هـ<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=29-30}}</ref> إقليمي [[طبرستان]] وقهستان.<ref name="خلافة بني أمية" /> وأما الحدث الأبرز في عهده فقد كان [[حصار القسطنطينية الثاني|حصار القسطنطينية سنة 98 هـ]]، وهو حصار أداره بنفسه مع أخيه [[مسلمة بن عبد الملك]] من أرض [[دابق]]،<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=27-28}}</ref> وظلَّ هناك سنة كاملة، حتى توفيَّ وهو لا يزال في دابق في شهر صفر سنة [99 هـ (سبتمبر سنة 717 م)، وقد امتُدحت خلافته وقيل عنه أنه أحسن إلى الناس ومعاملتهم بعد أن كان قد شدَّ عليهم الحجاج في أيام عبد الملك والوليد، كما امتُدحَ أيضاً لاختياره ابن عمه [[عمر بن عبد العزيز]] خليفة من بعده.<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=37-41}}</ref>
 
=== عهد عمر بن عبد العزيز ===
{{ طالعأيضا|عمر بن عبد العزيز|يزيد بن عبد الملك}}
اشتُهرَ عهد [[عمر بن عبد العزيز]] بأنه عهد عمَّ فيه رخاءٌ واستقرارٌ عظيم في أنحاء الدولة الأموية، وسادَ فيه العدل، حتى إنه يُقال إن المتصدقين كانوا يبحثون فيه عن فقراء ليعطوهم المال فلا يَجدون،<ref name="مرجع أ"/> كما أنه كثيرًا ما يُلقب، نظرًا إلى ذلك، بـ''«الخليفة الزاهد»''<ref name="مرجع أ">كتاب «[[سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد]]»، [[ابن الجوزي|لابن الجوزي]].</ref> أو ''«خامس الخلفاء الراشدين»؛'' حيث قيل إن أيام [[الخلافة الراشدة]] قد عادت في عهده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=56-58}}</ref> عندما بُويع عمر بالخلافة قرَّر وقف الفتوحات نظرًا للاتساع الكبير للدولة، وتوجَّه بدلًا من ذلك إلى توطيد الحكم وإصلاحه، والاهتمام بأمور الناس، ودعوة أهل المناطق المفتوحة إلى الإسلام، بدلًا من فتح المزيد من البلاد.<ref name="مولد تلقائيا3">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص16-17.</ref>
[[ملف:Greekfire-madridskylitzes1.jpg|تصغير|315بك|سفن بيزنطية تستخدم سلاح [[النار الإغريقية]] الذي صعَّب كثيراً على المسلمين فتح القسطنطينية في [[حصار القسطنطينية (717-718)|حصارها سنة 98 هـ]]، وهو الحصار الذي توفيَّ الخليفة الأموي السابع [[سليمان بن عبد الملك]] عندما كان يُديره.]]
وقد أخذ عمر بن عبد العزيز أيضًا من أقربائه من بني أمية ما في أيديهم من مال، وأعاده إلى بيت مال المسلمين، ووصفه بأنه «مظالم»، وقد أغضبَ ذلك بني أمية، فجاؤوا إلى بيته يَشكون، غير أنه رفضَ رفضًا شديدًا، وقال:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=64}}</ref>
 
{{اقتباس|إن الله بعثَ [[محمد|محمَّدًا]] {{صلى الله عليه وسلم}} رحمة، ولم يبعثه عذابًا إلى الناس كافّة، ثم اختار له ما عنده فقبضه إليه، وترك لهم نهرا شربهم فيه شربا، ثم قام [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] فترك النهر على حاله، ثم قام [[عمر (توضيح)|عمر]] فعمل على أمر صاحبه، فلما ولي عثمان اشتق من ذلك النهر نهرا، ثم ولي معاوية فاشتق الأنهار، ثم لم يزل ذلك النهر يشتق منه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] و[[مروان (توضيح)|مروان]] و[[عبد الملك (اسم)|عبد الملك]] و[[وليد (اسم)|الوليد]] و[[سليمان]] حتى أفضي الأمر إليَّ وقد يبسَ النهر الأعظم، ولن يُروَى أصحابُ النهر حتى يعود النهر الأعظم إلى ما كان عليه.}}
اشتُهرَ عهد [[عمر بن عبد العزيز]] بأنه عهد عمَّ فيه رخاءٌ واستقرارٌ عظيم في أنحاء الدولة الأموية، وسادَ فيه العدل، حتى أنه يُقال أن المتصدقين كانوا يبحثون فيه عن فقراء ليعطوهم المال فلا يَجدون،<ref name="مرجع أ"/> كما أنه كثيراً ما يُلقب نظراً إلى ذلك بـ''"الخليفة الزاهد"''<ref name="مرجع أ">كتاب "[[سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد]]"، [[ابن الجوزي|لابن الجوزي]].</ref> أو ''"خامس الخلفاء الراشدين"''، حيث قيل أن أيام [[الخلافة الراشدة]] قد عادت في عهده.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=56-58}}</ref> عندما بُويع عمر على الخلافة قرَّر وقف الفتوحات نظراً لاتساع الدولة الكبير، وتوجَّه بدلاً من ذلك لتوطيد الحكم وإصلاحه والاهتمام بأمور الناس ودعوة أهل المناطق المفتوحة إلى الإسلام بدلاً من فتح المزيد من البلاد.<ref name="مرجع أ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص16-17.</ref>
 
كما قال [[سفيان الثوري]]: ''«الخلفاء خمسة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، وما كان سواهم فهم منتزون»''.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=65}}</ref> ومما يُروى أيضًا عن زهده أنه لم يَكن يُنفق على نفسه سوى [[درهم إسلامي|درهمين]] اثنين في اليوم،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 244">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=244}}</ref> ومرَّة دخلَ عليه ابن عمه مسلمة فوجده بقميص بالٍ ومتسخ، فأمر زوجته فاطمة بإعطائه قميصًا نظيفًا، وعندما عادَ مجددًا وجده على الحال نفسها، فعاتبها، فأخبرته أنه لم يَكن يملك قميصًا غيره.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=62}}</ref> وقد أصلح عمر بن عبد العزيز الأراضي الزراعية، وحفر [[بئر|الآبار]]، ومهَّد الطرقات، وعمَّر الخانات (الفنادق) لأبناء السبيل، كما بنى [[مسجد|المساجد]]، وحكمَ بعودة الأراضي المغتصبة غير المُسجَّلة إلى بيت مال المسلمين، وأسهمت إصلاحاته المختلفة هذه في القضاء على الفقر في أنحاء الدولة.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 244"/>
[[ملف:Greekfire-madridskylitzes1.jpg|تصغير|350بك|سفن بيزنطية تستخدم سلاح [[النار الإغريقية]] الذي صعَّب كثيراً على المسلمين فتح القسطنطينية في [[حصار القسطنطينية الثاني|حصارها سنة 98 هـ]]، وهو الحصار الذي توفيَّ الخليفة الأموي السابع [[سليمان بن عبد الملك]] عندما كان يُديره.]]
[[ملف:Ramla white tower 1913.jpg|تصغير|180بك|يمين|[[المسجد الأبيض (الرملة)|الجامع الأبيض]] في [[الرملة]]، [[فلسطين]]. تم بناؤه بأمر من الخليفة [[عمر بن عبد العزيز]].]]
شهدَ عهد [[عمر بن عبد العزيز|عمرَ بنِ عبد العزيز]] أول تحرك جديدٍ للخوارج منذ أيام عبد الملك، بعد أن استكانوا لزهاء ثلاثة عقود منذ أيام الحجاج، وقد أرسل إليهم عمر جيشًا، غير أنه أمره بعدم الهُجوم، وفي حال سفك الخوارج دماءً أو اعتدوا على الناس فَلْيَحُلْ الجيش دون ذلك، وفي الآن ذاته بعث رسولًا إلى قائد الخوارج [[بسطام اليشكري]]ّ يدعوه إلى التوقف، وبعد عدَّة مراسلات بينهما اقتنع بسطام بالتخلي عن التمرد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=248-249}}</ref> وأما الفتوحات والحروب فكانت محدودة في عهده؛ حيث أمرَ الجيش الذي أرسله سليمان لمحاصرة القسطنطينية بالرُّجوع، وقام ببعض الغزوات في الأناضول و[[أذربيجان|أذربيجان؛]] (كما اعتادَ المسلمون مع الروم في معظم أيام الأمويين).<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 250">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=250}}</ref>
 
توفِّيَ عمرُ بنُ عبد العزيز في شهر رجب، سنة 101هـ، (يناير سنة 720م)، بعدَ أن دامت خلافته لسنتين ونصف تقريبًا، وقد تولّى الخلافة بعده ابنُ عمِّه [[يزيد بن عبد الملك|يزيدُ بنُ عبد الملك]]،<ref name="مرجع أ"/> ويَعتبر الكثير من المؤرخين؛ مثل [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، أن يزيدَ تأثر بعمر في بداية خلافته، وأرادَ اتباعه في خلافته وحسن سيرته، غير أن أقران السوء أفسدوه.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 255-256">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=255-256}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=59-60}}</ref> وعلى أية حال فإن يزيد بن عبد الملك لم يَكن ذا خبرة ومُقَدَّرَات تؤهله للخلافة؛ إذ كان شابًّا لا يزيد عمره عن 29 عامًا، قضى أغلب حياته في اللهو والترف، وقد كان يُمكن لعهده أن يَشهد انحطاطًا كبيرًا للدولة، لولا بعض رجالها الذين حافظوا على قوتها؛ مثل [[مسلمة بن عبد الملك]]، وقد كان عهده بالفعل عهدَ ضعف نسبيٍّ للدولة.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 255-256"/>
وقد أخذ عمر بن عبد العزيز أيضاً من أقربائه من بني أمية ما في أيديهم من مال وأعاده إلى بيت مال المسلمين، ووصفه بأنه "مظالم"، وقد أغضبَ ذلك بني أمية وجاءوا إلى بيته يَشتكون، غير أنه رفضَ رفضاً شديداً، وقال:<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=64}}</ref>
 
غزا المسلمون إقليم [[صغد|الصغد]] في [[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] عدَّة مرات، خلال خلافة يزيد، بعد أن نقض أهله عهدهم مع المسلمين (في سنتي 102 و104هـ)، كما استمرُّوا بغزواتهم المعتادة في الصوائف والشواتي ضد البيزنطيين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 261">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=261}}</ref> كما كانت هناك موقعتان كبيرتان في [[فرنسا]]؛ حيث عبرَ [[السمح بن مالك الخولاني]] [[البرانس|جبال البرانس]] بجيشه سنة 102هـ، وحاصرَ [[تولوز]]، فسار إليه دوق فرنسا والتقيا في [[معركة تولوز|معركة طولوشة]] التي انتهت بهَزيمة المُسلمين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 250"/> كما سار أمير الأندلس -[[عنبسة بن سحيم الكلبي]]- بعدها على رأس جيش إلى فرنسا، وفتح [[سبتمانيا]]، و<nowiki/>[[ليون]] وتوغل في منطقة [[برغونية|بورغونية]]، وغزا في فترة مقاربة محمد بن يزيد جزيرة [[صقلية]].<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 261"/> وكان من أكبر الأحداث التي شهدها عهد يزيد ثورة ضخمة للخوارج، قادها [[يزيد بن المهلب|يزيد بن المُهلَّب؛]] حيثُ ثار على الخليفة، ودعا إلى خلعه، وبايعه أهل [[البصرة]]، ثم امتدَّ نفوذه إلى [[الجزيرة الفراتية]] و[[البحرين]] و[[بلاد فارس|فارس]] و[[الأهواز]]، غير أنه هُزمَ وقُتلَ ضد مسلمة -أخو يزيد- في معركة عفر قرب الكوفة، في شهر صفر، سنة 102 هـ / أغسطس سنة 720 م).<ref name="مرجع أأ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص43-44.</ref>
{{اقتباس|إن الله بعثَ [[محمد|محمَّداً]] - - رحمة ولم يبعثه عذاباً إلى الناس كافّة، ثم اختار له ما عند وترك للناس نهر شربهم سواء، ثم وليَ [[أبو بكر]] فترك النهر على حاله، ثم وليَ [[عمر بن الخطاب|عمر]] فعمل عملهما، ثم لم يزل النهر يستقي منه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] و[[مروان بن الحكم|مروان]] و[[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] ابنه و[[الوليد بن عبد الملك|الوليد]] و[[سليمان بن عبد الملك|سليمان]] ابنا عبد الملك حتى أفضي الأمر إليَّ وقد يبسَ النهر الأعظم، فلم يُروَ أصحابُه حتى يعود إلى ما كان عليه.}}
 
=== ذروة اتساع الدولة ===
كما قال [[سفيان الثوري]]: ''"الخلفاء خمسة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، وما كان سواهم فهم منتزون"''.<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=65}}</ref> ومما يُروى أيضاً عن زهده أنه لم يَكن يُنفق على نفسه سوى [[درهم إسلامي فضي|درهمين]] اثنين في اليوم،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 244">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=244}}</ref> ومرَّة دخلَ عليه ابن عمه مسلمة فوجده بقميص بالٍ ومتسخ، فأمر زوجته فاطمة بإعطائه قميصاً نظيفاً، وعندما عادَ مجدداً وجده على الحال نفسها، فعاتبها، فأخبرته أنه لم يَكن يملك قميصاً غيره.<ref>{{Harvnb|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=62}}</ref> وقد أصلح عمر بن عبد العزيز الأراضي الزراعية وحفر [[الآبار]] ومهَّد الطرقات وعمَّر الخانات (الفنادق) لأبناء السبيل، كما بنى [[المساجد]]، وحكمَ بعودة الأراضي المغتصبة غير المُسجَّلة إلى بيت مال المسلمين، وساهمت إصلاحاته المختلفة هذه في القضاء على الفقر في أنحاء الدولة.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 244"/>
{{أيضا|هشام بن عبد الملك|الفتح الإسلامي للغال}}
 
[[ملف:Steuben - Bataille de Poitiers.png|تصغير|260بك|يمين|رسم [[معركة بلاط الشهداء|لمعركة بلاط الشهداء]] سنة 112 هـ، التي حسمت التوغل الإسلامي في بلاد الفرنجة بالعهد الأموي.]]
[[ملف:Ramla white tower 1913.jpg|تصغير|180بك|يمين|[[الجامع الأبيض]] في [[الرملة]]، [[فلسطين]]. تم بناؤه بأمر من الخليفة [[عمر بن عبد العزيز]].]]
توفِّيَ يزيدُ بنُ عبد الملك في أواخر شهر شعبان من سنة 105هـ / يناير سنة 724 م، وكان قد وَصَّى بالخلافة من بعده لأخيه هشام، فابنه الوليد.<ref name="مرجع أبأ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص18.</ref> كان [[هشام بن عبد الملك]]، على عكس أخيه الذي سبقه، خليفة قويًّا ذا خبرة وحنكة سياسية، فأدار الدولة لذلك بكفاءة عالية، وقد تمكن من الحفاظ على استقرارها طيلة عهده الطويل.<ref name="مرجع أبأ"/> وعلى الرَّغم من عدم حدوث فتوحات كبيرة في عهده بضمِّ أراض جديدة للدولة، كتلك التي كانت في عهد الوليد، كانت الغزوات واسعة جدًّا، وكان القتال محتدمًا على جبهة الشرق في السند و[[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر،]] والشمال في [[الأناضول]] و[[القوقاز|القوقاز،]] والغرب في [[الأندلس]] وجنوب [[بلاد الغال|غالة]] (فرنسا).<ref name="خلافة بني أمية"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=273-277}}</ref> كما شهدَ عهد هشام بن عبد الملك بلوغ الدولة الأموية ذروة اتساعها وأقصى حدودها؛ حيث امتدَّت من أطراف [[الصين]] شرقًا إلى جنوب فرنسا غربًا.<ref name="مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية">[http://www.ibnamin.com/Tarikh/umayad_abbasi.htm مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية]. تاريخ الولوج: 07-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170701231712/http://ibnamin.com:80/Tarikh/umayad_abbasi.htm |date=01 يوليو 2017}}</ref>
 
[[ملف:الدولة الأموية.jpg|تصغير|315بك|الدولة الأموية في أقصى اتساعها (باللون الأخضر الفاتح) في عهد [[هشام بن عبد الملك]].]]
شهدَ عهد [[عمر بن عبد العزيز]] أول تحرك جديدٍ للخوارج منذ أيام عبد الملك، بعد أن استكانوا لزهاء ثلاثة عقود منذ أيام الحجاج. وقد أرسل إليهم عمر جيشاً، غير أنه أمره بعدم الهُجوم، وفي حال سفك الخوارج دماءً أو اعتدوا على الناس فليحول الجيش دون ذلك، وفي الآن ذاته بعث رسولاً إلى قائد الخوارج "بسطام اليشكوريّ" يدعوه إلى التوقف، وبعد عدَّة مراسلة بينهما اقتنع بسطام بالتخلي عن التمرد.<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=248-249}}</ref> وأما الفتوحات والحروب فكانت محدودة في عهده، حيث أمرَ الجيش الذي أرسله سليمان لمحاصرة القسطنطينية بالرُّجوع، وعدى عن ذلك فلم تحدث في خلافته سوى بعض الغزوات في الأناضول و[[أذربيجان]] (كما اعتادَ المسلمون مع الروم في معظم أيام الأمويين).<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 250">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=250}}</ref>
كان المسلمون قد بسطوا سيطرتهم على [[سبتمانيا|إقليم سبتمانية]] منذ سنة 101هـ، وأصبحَ منذ ذلك الوقت مركزًا لهم للإغارة على مدينتي [[برغونية|بورغندية]] و[[أوكستانيا|أقطانية]] في جنوب فرنسا الحالية، وقد انتصرَ عليهم دوق أقطانية في معركة طولوشة (تولوز) على أيام يزيد،<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=34}}</ref> وقتل قائدهم [[عنبسة بن سحيم الكلبي]]، غير أن المسلمين استأنفوا القتال بعدَ أن عين [[عبد الرحمن الغافقي]] واليًا جديدًا للأندلس، والذي قادهم على رأس جيش من 8,000 جندي،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 274">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=274}}</ref> سنة 112هجريا، (730 م)، فنهبوا [[عنابة|بونة،]] وفرضوا الجزية على سان وفتحوا [[أفنيون|أبينيون]].<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34"/> وقد تابع المسلمون تقدمهم، فانطلق عبد الرحمن على رأس جيش سنة 112هـ، و[[معركة بوردو|فتح برديل (بوردو)]] فأقطانية وبرديل وغيرها،<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34"/> وفي النهاية خاض [[معركة بلاط الشهداء]] سنة 114هـ، (732 م)، التي انهزم فيها المسلمون، ولم يُتابعوا زحفهم، فوصلت بذلك فتوحات الأمويين في المغرب أقصاها في عهد هشام، وظلَّ المسلمون محتفظين بحدودهم هذه بجنوب بلاد الفرنجة، (عندَ سفوح [[البرانس|جبال البرانس]] الشمالية)، حتى سنة 181 هـ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=35}}</ref>
 
توفيَّ عمر بن عبد العزيز في شهر رجب سنة 101 هـ (يناير سنة 720 م)، بعدَ أن دامت خلافته لسنتين ونصف تقريباً. وقد تولّى الخلافة بعده ابن عمِّه [[يزيد بن عبد الملك]].<ref name="مرجع أ"/> يَعتبر الكثير من المؤرخين - مثل [[ابن كثير]] - أن يزيد تأثر بعمر في بداية خلافته، وأرادَ اتباعه في خلافته وحسن سيرته، غير أن أقران السوء أفسدوه.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 255-256">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=255-256}}</ref><ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=59-60}}</ref> وعلى أي حال فإن يزيد بن عبد الملك لم يَكن ذا خبرة ومقدرات تؤهله للخلافة، إذ كان شاباً لا يزيد عمره عن 29 عاماً قضى أغلب حياته في اللهو والترف، وقد كان يُمكن لعهده أن يَشهد انحطاطاً كبيراً للدولة لولا بعض رجالها الذين حافظوا على قوتها مثل [[مسلمة بن عبد الملك]]، وقد كان عهده بالفعل عهد ضعف نسبيٍّ للدولة.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 255-256"/>
 
غزا المسلمون إقليم [[الصغد]] في ما وراء النهر عدَّة مرات خلال خلافة يزيد بعد أن نقض أهله عهدهم مع المسلمين (في سنتي 102 و104 هـ)، كما استمرُّوا بغزواتهم المعتادة في الصوائف والشواتي ضد البيزنطيين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 261">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=261}}</ref> كما كانت هناك موقعتان كبيرتان في [[فرنسا]]، حيث عبرَ [[السمح بن مالك الخولاني]] [[جبال البرانس]] بجيشه سنة 102 هـ وحاصرَ [[طولوز]]، فسار إليه دوق فرنسا والتقيا في [[معركة تولوز]] التي انتهت بهَزيمة المُسلمين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 250"/> كما سار أمير الأندلس - [[عنبسة بن سحيم الكلبي]] - بعدها على رأس جيش إلى فرنسا وفتح سبتمانيا و[[ليون]] وتوغل في منطقة [[بورغونيا]]، وغزا في فترة مقاربة محمد بن يزيد جزيرة [[صقلية]].<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 261"/> وكان من أكبر الأحداث التي شهدها عهد يزيد ثورة ضخمة للخوارج قادها [[يزيد بن المهلب]]، خيثُ ثار على الخليفة ودعا إلى خلعه، وبايعه أهل [[البصرة]]، ثم امتدَّ نفوذه إلى [[الجزيرة الفراتية]] و[[البحرين]] و[[فارس]] و[[الأهواز]]، غير أنه هُزمَ وقُتلَ ضد مسلمة - أخو يزيد - في معركة عفر قرب الكوفة بشهر صفر سنة 102 هـ (أغسطس سنة [[720]]م).<ref name="مرجع أأ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص43-44.</ref>
 
=== ذروة إتساع الدولة ===
{{طالع أيضا|هشام بن عبد الملك|فتح الغال}}
 
[[ملف:الدولة الأموية.jpg|تصغير|380بك|الدولة الأموية في أقصى اتساعها (باللون الأخضر الفاتح) في عهد [[هشام بن عبد الملك]].]]
 
توفيَّ يزيد بن عبد الملك في أواخر شهر شعبان من سنة 105 هـ (يناير سنة 724 م)، وكان قد وَصَّى بالخلافة من بعده لأخيه هشام، فابنه الوليد.<ref name="مرجع أبأ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص18.</ref> كان [[هشام بن عبد الملك]] - على عكس أخيه الذي سبقه - خليفة قوياً ذا خبرة وحنكة سياسية، وأدار الدولة بكفاءة عالية، وقد تمكن من الحفاظ على استقرارها طيلة عهده الطويل.<ref name="مرجع أبأ"/> وعلى الرُّغم من عدم حدوث فتوحات كبيرة في عهده بضمِّ أراض جديدة للدولة - كتلك في عهد الوليد - فقد كانت الغزوات واسعة جداً، وكان القتال محتدماً على جبهة الشرق في [[السند]] و[[ما وراء النهر]] والشمال في [[الأناضول]] و[[القوقاز]] والغرب في [[الأندلس]] وجنوب [[غالة]] (فرنسا).<ref name="خلافة بني أمية" /><ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=273-277}}</ref> وعلى الرُّغم من ذلك فقد شهدَ عهد هشام بلوغ الدولة الأموية ذروة اتساعها وأقصى حدودها، التي امتدَّت من أطراف [[الصين]] شرقاً إلى جنوب فرنسا غرباً.<ref name="مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية">[http://www.ibnamin.com/Tarikh/umayad_abbasi.htm مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية]. تاريخ الولوج: 07-04-2012.</ref>
 
[[ملف:Steuben - Bataille de Poitiers.png|تصغير|260بك|يمين|رسم [[معركة بلاط الشهداء|لمعركة بلاط الشهداء]] سنة 112 هـ، التي حسمت التوغل الإسلامي في فرنسا بالعهد الأموي.]]
 
كان المسلمون قد بسطوا سيطرتهم على {{وإو|لغ=en|تر=Septimania|عر=سبتمانيا|نص=إقليم سبتمانيا}} منذ سنة 101 هـ، وأصبحَ منذ ذلك الوقت مركزاً لهم للإغارة على مدينتي برغاندي و[[أوكسيطانيا|أقيتانية]] في جنوب فرنسا الحالية، وقد انتصرَ عليهم دوق أقيتانية في معركة طولوز على أيام يزيد<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34">{{Harvnb|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=34}}</ref> وقتل قائدهم [[عنبسة بن سحيم الكلبي]]، غير أن المسلمين استأنفوا القتال بعدَ أن عين [[عبد الرحمن الغافقي]] والياً جديداً للأندلس، والذي قادهم على رأس جيش من 8,000 جندي<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 274">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=274}}</ref> سنة 112 هـ (730 م)، فنهبوا [[بونة]] وفرضوا الجزية على سان وفتحوا [[أفينيون]].<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34"/> وقد تابع المسلمون تقدمهم، فانطلق عبد الرحمن على رأس جيش سنة 112 هـ و[[معركة بوردو|فتح بوردو]] فأقيتانيا وبرديل وغيرها،<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34"/> وفي النهاية خاض [[معركة بلاط الشهداء]] سنة 114 هـ (732 م)، ووصلت بذلك فتوحات الأمويين في المغرب أقصاها في عهد هشام، وظلَّ المسلمون محتفظين بحدودهم هذه بجنوب فرنسا (عندَ سفوح [[جبال البرانس]] الشمالية) حتى سنة 181 هـ.<ref>{{Harvnb|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=35}}</ref>
 
إستمرَّت الغزوات والصوائف والشواتي ضد البيزنطيين في عهد هشام بن عبد الملك كما كانت الحال طوال العهد الأموي، غير أن هذه الغزوات - كالعادة أيضاً - لم تغير حدود الدولتين الأموية والبيزنطية. وقد قطعت صائفة سنة 107 هـ البحر إلى جزيرة [[قبرص]]، وفتحَ مسلمة بن عبد الملك مدينة [[قيصرية]] سنة 108 هـ، ووصلَ سعيد وسليمان بن هشام إليها أيضاً في سنة 111 هـ، وقد نجحَ الثاني في هزم [[قسطنطين]] وأسره خلال الغزوة.<ref>{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=273}}</ref> وفي [[البحر الأبيض المتوسط]] غزا أمير إفريقية ''"حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع"'' جزيرة [[صقلية]] وفتح بها مدينة [[سرقوسة]] سنة 121 هـ، كما غزا [[عبيد الله بن الحبحاب]] جزيرة [[سردينيا]] سنة 117 هـ وتمكن من السطيرة على قلعتها.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 274"/> غزا المسلمون أيضاً منطقة أرمينيا والقوقاز مراراً وتكراراً في عهد هشام، حيث غزاها [[الحجاج بن عبد الملك]] بداية وفرضَ عليها الجزية، غير أن غزوها أعيد بعدَ نقضها العهد مرات كثيرة،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=276}}</ref> فقد حدث ذلك في سنة 110 هـ، ثم 112 هـ، ثم 113 هـ، فقتلَ ابن خاقان الترك في الأخيرة، فتوجَّه لقتال المسلمين انتقاماً لابنه سنة 114 هـ غير أنه هزم، ثم نقض العهد مجدداً سنة 117 هـ فغزاهم المسلمون مجدداً، ثم تكرَّر الأمر ذاته سنة 120 هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276"/> وأخيراً غزى [[مروان بن محمد]] بلاد السرير سنة 121 هـ وفرض عليها الجزية، كما شهدَ ذلك العام وفاة مسلمة بن عبد الملك بعد أن قاتل بشدة لعقود ضد الأتراك والبينزطيين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276"/>
 
استمرَّت الغزوات والصوائف والشواتي ضد البيزنطيين في عهد هشام بن عبد الملك كما كانت الحال طوال العهد الأموي، غير أن هذه الغزوات، كالعادة أيضًا، لم تغير حدود الدولتين الأموية والبيزنطية. وقد قطعت صائفة سنة 107هـ البحر إلى جزيرة [[قبرص]]، وفتحَ مسلمة بن عبد الملك مدينة [[قيصرية (تركيا)|قيصرية]] سنة 108هـ، ووصلَ سعيد وسليمان بن هشام إليها أيضًا في سنة 111هـ، وقد نجحَ الثاني في هزم [[قسطنطين الخامس|قسطنطين]] وأسره خلال الغزوة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=273}}</ref> وفي [[البحر الأبيض المتوسط]] غزا أمير إفريقية ''«حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع»'' جزيرة [[صقلية|صقلية،]] وفتح بها مدينة [[سرقوسة]] سنة 121هـ، كما غزا [[عبيد الله بن الحبحاب]] جزيرة [[سردينيا]] سنة 117هـ، وتمكن من السيطرة على قلعتها.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 274"/> غزا المسلمون أيضًا منطقة أرمينية والقوقاز مرارًا وتكرارًا في عهد هشام؛ حيث غزاها [[الحجاج بن عبد الملك]] بداية، وفرضَ عليها الجزية، غير أن غزوها أعيد بعدَ نقضها العهدَ مراتٍ كثيرةً؛<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=276}}</ref> فقد حدث ذلك في سنة 110هـ، ثم 112هـ، ثم 113هـ، فقتلَ ابن خاقان الترك في الأخيرة، فتوجَّه لقتال المسلمين انتقامًا لابنه سنة 114هـ، غير أنه هزم، ثم نقض العهد مجددًا سنة 117هـ فغزاهم المسلمون مجددًا، ثم تكرَّر الأمر ذاتُه سنة 120هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276"/> وأخيرًا غزا [[مروان بن محمد|مروانُ بنُ محمد]] بلاد السرير سنة 121هـ، وفرض عليها الجزية، كما شهدَ ذلك العام وفاة مسلمة بن عبد الملك، بعد أن قاتل بشدة لعقود ضد الأتراك والبيزنطيين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276"/>
[[ملف:Rusafa gate.jpg|تصغير|يمين|260بك|البوابة الشمالية [[الرصافة (سوريا)|لمدينة الرصافة]]، التي اعتنى بها هشام وبنى فيها قصوراً كبيرة.]]
[[ملف:20100923 amman58.JPG|تصغير|يسار|200بك|[[القصر الأموي (عمان)|القصر الأموي]] على [[جبل القلعة]]، في [[ عمّان عمان (مدينة)|عمان]]. تم بناؤه عام 730 م.]]
وعلى جبهة الشرق استمرَّت الغزوات طوال الوقت، لكن دون تحقيق فتوحاتٍ كبيرةٍ؛ فقد غزا المسلمون فرغانة سنة 106هـ، ثم بلاد الجبل، وجبال هراة وبلاد الختل، غير أن أهل الأخيرة نقضوا العهد فأُعيدَ غزوُها سنة 112هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 277">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=277}}</ref> فرد سكانها بالأتراك بأن جاءوا وغزوا [[سمرقند|سمرقند،]] فاقتتل معهم المسلمون قتالًا شديدًا وانتصروا عليهم. وأعيد غزو بلاد الختل سنة 119هـ، وقُتلَ ملكها ''«بدر طرخان»''، كما قتل ملك الترك سنة 120هـ. وقد غزا المسلمون ما وراء النهر ثلاثَ مراتٍ سنة 121هـ، و[[فرغانة]] مرتين سنة 123هـ.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 277"/>
 
لم تتوقف ثورات الخوارج في عهد هشام، كما كانت الحال في أغلب فترة حكم الأمويين، وكان من أبرز ثوراتهم عليه ثورة ''«شبيب بن صحاري»'' الذي قُتلَ في معركة بالعراق سنة 119هـ، كما شهدت السنةُ نفسُها ثورةً في الجزيرة، وشهدَ عهد هشام أيضًا ثورتين في المغرب، وثالثة في الأندلس للخوارج.<ref name="خلافة بني أمية"/> غير أن أكبر الثورات في عهده، على الإطلاق، كانت ثورة [[زيد بن علي|زيدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ،]] وقد بدأت ثورته بأن أرسلَ إليه أهل الكوفة يقولون له: ''«إنا لنرجو أن تكون المنصور، وأن يَكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية»،''<ref name="مرجع أبأب">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص40.</ref> فردَّ عليهم: ''«إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلتكم بأبي وجدي»، و''على الرغم من ذلك استجاب لدعوتهم، وأعلنَ الثورة على هشامٍ سنة 121هـ، وبايعه 15,000 رجل،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 62-63">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=62-63}}</ref> وكانت تلك أول ثورة للشيعة منذ عهد مروان بن الحكم. وقد أمرَ هشامٌ واليَ الكوفةِ ''«يوسفَ بنَ عمرَ الثقفيَّ»'' بإخماد الثورة، فتوجَّه إلى زيدِ بنِ عليٍّ،<ref name="مرجع أبأب"/> وهُنا انفضَّ عنه أغلب من بايعه، فلم يبقَ ممن كان معه سوى 200 رجل، وقد هُزمَ وقُتلَ زيد في المعركة، ومع ذلك فقد حزنَ هشامٌ على موته، لكرهه سفكَ الدماء.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 62-63"/>
وعلى جبهة الشرق استمرَّت الغزوات طوال الوقت لكن دون تحقيق فتوحات كبيرة، فقد غزى المسلمون فرغانة سنة 106 هـ، ثم بلاد الجبل وجبال هراة وبلاد الختل، غير أن أهل الأخيرة نقضوا العهد فأعيد غزوها سنة 112 هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 277">{{Harvnb|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=277}}</ref> فرد سكانها بالأتراك بأن جاءوا وغزوا [[سمرقند]] فاقتتل معهم المسلمون قتالاً شديداً وانتصروا عليهم. وأعيد غزو بلاد الختل سنة 119 هـ وقُتلَ ملكها ''"بدر طرخان"''، كما قتل ملك الترك سنة 120 هـ. وقد غزى المسلمون ما وراء النهر ثلاث مرات سنة 121 هـ و[[فرغانة]] مرتين سنة 123 هـ.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 277"/>
 
لم تتوقف ثورات الخوارج في عهد هشام كما كانت الحال في أغلب فترة حكم الأمويين، وكان من أبرز ثوراتهم عليه ثورة ''"شبيب بن صحاري"'' الذي قُتلَ في معركة بالعراق سنة 119 هـ، كما شهدت السنة نفسها ثورة في الجزيرة، وشهدَ عهد هشام أيضاً ثورتين في المغرب وثالثة في الأندلس للخوارج.<ref name="خلافة بني أمية" /> غير أن أكبر الثورات في عهده على الإطلاق كانت ثورة [[زيد بن علي بن الحسين]]. وقد بدأت ثورته بأن أرسلَ إليه أهل الكوفة يقولون له: ''"إنا لنرجو أن تكون المنصور وأن يَكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية"''.<ref name="مرجع أبأب">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص40.</ref> فردَّ عليهم: ''"إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلتكم بأبي وجدي"''. لكنه استجابَ لهم على الرغم من ذلك وأعلنَ الثورة على هشام سنة 121 هـ وبايعه 15,000 رجل،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 62-63">{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=62-63}}</ref> وكانت تلك أول ثورة للشيعة منذ عهد مروان بن الحكم. وقد أمرَ هشام والي الكوفة ''"يوسف بن عمر الثقفي"'' بإخماد الثورة، فتوجَّه إلى زيد بن علي،<ref name="مرجع أبأب"/> وهُنا انفضَّ عنه أغلب من بايعه فلم يبقى ممن كان معه سوى 200 رجل، وقد هُزمَ وقُتلَ زيد في المعركة، ومع ذلك فقد حزنَ هشام على موته لكرهه سفك الدماء.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 62-63"/>
 
=== مرحلة السقوط ===
{{ طالعأيضا|الوليد بن يزيد|يزيد بن الوليد|إبراهيم بن الوليد|مروان بن محمد| الدولة العباسية{{!}}الخلافة العباسية|الدولة الأموية في الأندلس}}
 
توفيَّ توفِّيَ هشام هشامُ بن بنُ عبد الملك في شهر ربيع الآخر الآخر، سنة 125 هـ 125هـ، (فبراير سنة 743 م 743م)،<ref name="مرجع أبأبأ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني " «العصر الأموي " »، مرجع سابق، ص19-20.</ref> وكان آخر من حكمَ من أبناء عبد الملك بن مروان، وبعده آل آلَ الحكم الحكمُ إلى جيل الأحفاد، وكانت تلك بادرة انحطاط الدولة.<ref>{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=64-67}}</ref> وقد كان حُكم جيل الأحفاد - المرحلة الثانية من عصر المروانيين - عهداً عهدًا توقَّفت فيه الفتوحات بعد كل ما حقّقته حقَّقته في العقود الماضية، وغرقت الدولة عوضاً بدلًا عن من ذلك في صراعاتها ونزاعاتها الداخلية.<ref name="خلافة بني أمية" /> وقد كان وليُّ عهد هشام هو [[الوليد بن يزيد]] ، ؛ حيث عينه والده يزيد يزيدُ بن بنُ عبد الملك ولي وليَّ عهد ثانٍ ثانٍ، نظراً نظرًا إلى صغر سنه آنذاك،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 301-302">{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=301-302}}</ref> ولكن حتى عندما توفي تُوُفِّيَ هشام بعد عقدين كان لا لايَزال يَزال شاباً شابًّا يعيش حياة لهو وترف على شاكلة والده، ولم تكن لديه مؤهلات مؤهلاتٌ كافية كافيةٌ للخلافة،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 302-303">{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=302-303}}</ref> وقد كان عهد الوليد الثاني هو بداية بدايةَ انحطاط انحطاطِ وسقوط الدولة الأموية.<ref name="مرجع أبأبأج">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني " «العصر الأموي " »، مرجع سابق، ص19.</ref>
 
كان هشام يُخطط في عهده لوضع ابنه مسلمة ولياً وليًّا للعهد بدلاً بدلًا من الوليد، الذي لم يَرى يَرَ فيه أهلاً أهليَّةً للخلافة للخلافة؛ (على الرغم من أن مسلمة لم يَكن مختلفاً مختلفًا كثيراً كثيرًا في لهوه وترفه عن الوليد في الواقع)، وقد أيَّده بعض من حوله في ذلك، مما أخاف الوليد من أن يُدبر هشام لقتله، لكن الأجل وافى هشام هشامًا قبل أن يَحدث ذلك،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 301-302"/> فاستغلَّ الوليد الفرصة وأخذ الخلافة لنفسه، ثمَّ أخذ بملاحقة من أيَّد تنصيب مسلمة ولياً وليًّا للعهد مكانه مكانه، وانتقمَ منهم مستغلاً مستغلًّا سلطاته سلطاتِه كخليفة.<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 302-303"/> وقد أدَّت انتقامات الوليد هذه إلى ثوران بعض القبائل التي انتمى إليها ضحاياه، ضحاياه؛ والتي حيث طالبت بالثأر، فاجتمع عدد كبيرٌ منها،<ref>{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=302}}</ref> وأيَّد [[ قدرية|القدرية]] الثورة لأنها كانت ضد حكم بني أمية، وقد استمال هؤلاء [[يزيد بن الوليد|يزيدَ بنَ الوليد]] ، فقادهم فقادهم، وجمعَ 1,000 رجل في دمشق بعدَ أن عرض عليهم الكثير من المال، ثمَّ سار إلى منزل الخليفة<ref>{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=303}}</ref> فقبضَ على الوليد وقتله وقتله؛ إذ أنه إنه لم يَكن يملك حامية كبيرة،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 304">{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=304}}</ref> وكان ذلك في شهر جمادى الآخرة الآخرة، سنة 126 هـ 126هـ، (أبريل سنة 744 م 744م)، وقد فتحَ مقتله باب فتن كبيرة عصفت بالدولة.<ref name="مرجع أبأبأج"/> حاولَ يزيد يزيدُ الثالث أن يَكون خليفة صالحاً صالحًا وزاهداً وزاهدًا على طريقة عمر عمرَ بن بنِ عبد العزيز، العزيز؛ فحاول التقشف،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 304"/> وأعادَ رواتب الجند إلى ما كانت عليه بعد أن رفعها الوليد في عهده، فأغضبَ هذا ذلك الجند الجندَ الذين منحوه لقب '' " «الناقص " »''،<ref name="مرجع أبأبأج"/> وقد فجعَ كثيرون آخرون بمقتل الخليفة ولم يُبايعوا يزيد، ولذلك فقد أخذت الدولة بالتدهور سريعاً سريعًا في عهده، وسُرعان ما توفيَّ توفِّيَ بعد حكم دام ستة أشهر أشهر، وفي السنة نفسها نفسها؛ تلك التي تولى فيها الخلافة، بعدَ أن نصَّب أخاه [[إبراهيم بن الوليد|إبراهيمَ بنَ الوليد]] ولياً وليًّا للعهد بناءً على طلب القدرية.<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 304"/>
[[ملف:Greater Zab River near Erbil Iraqi Kurdistan.jpg|تصغير|يمين|260بك|[[نهر الزاب الكبير]] اليوم في شمال العراق، وقد وقعت قُربه [[معركة الزاب|معركة الزاب الكبير]] التي أدَّت إلى سقوط الدولة الأموية سنة 132 هـ.]]
اضْطَربت الأوضاع كثيرًا بعد وفاة يزيد؛ حيث رفضَ الكثير من الناس بيعة أخيه إبراهيم، واعتبروه هو ويزيد مسؤولَيْن أساسيَّيْن عن مقتل الوليد، والفتن التي فجَّرها مقتلُه،<ref name="مرجع أد">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص20.</ref> وهُنا تدخل [[مروان بن محمد|مروانُ بنُ محمَّد]] (ابن عم إبراهيم ويزيد، ووالي أرمينية وأذربيجان)، وسارَ إلى دمشق على رأس جيش من 80,000 جنديّ،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 66-67">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=66-67}}</ref> وكان قد أتاها من قبل في أيام يزيد، لكن ذاك استرضاه ووعده بالإصلاح، ولكنه عزمَ هذه المرة على خلع الخليفة،<ref name="مرجع أد"/> ودخل المدينة في شهر ربيع الآخر، سنة 127هـ، (745م)، فهربَ منها إبراهيم، وبويع مروان بالخلافة.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 66-67"/>
[[ملف:الدولة الأموية في الأندلس.jpg|تصغير|280بك|خريطة [[الدولة الأموية في الأندلس]] التي عاشت زهاء ثلاثة قرون بعدَ سقوط الخلافة الأموية في دمشق سنة 132 هـ.]]
كان مروان بن محمد خليفة قويًّا، ذا حنكة وكفاءة عاليتين في إدارة الدولة، كما كان قائدًا عسكريًّا ذا خبرة عالية؛ خاضَ حروبًا طويلة مع البيزنطيين،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=305-306}}</ref> وميَّزه ذلك عن الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، غير أن الأوان كان قد فاتَ لإصلاح أمور الدولة، وكانت قد سقطت بالفعل في فوضى ونزاعات داخلية عارمة، ولذلك فقد كانت نهايتها في عهده هو.<ref name="مولد تلقائيا1">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص19-21.</ref> عندما بُويع مروان بالخلافة كان من الأشياء الأولى التي فعلها هي نقل العاصمة من دمشق إلى [[حران (تركيا)|مدينة حران]] في الجزيرة؛<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 308-309">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=308-309}}</ref> إذ إنه لم يَثق بمن في الشام، وكانت ثقته محصورة بمساعديه وقادته الذين عرفهم وتعامل معهم لسنوات طويلة خلال ولايته على أرمينية وأذربيجان،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 308-309"/> غير أن هذا التصرف جاء بعواقب وخيمة؛ حيثُ ثار عليه أهل الشام، فبدأت الثورة من [[فلسطين]]، ثم زحفت إلى [[دمشق]] [[حمص|فحمص]]، وبذلك خسرَ تأييد أهل الشام أنفسهم، وهم أنصار الأمويين الأساسيين، مع أنه سُرعان ما سار وقمع الثورة،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=309}}</ref> لكن لم تستكن الأمور؛ فقامت الثورات واحدة تلو الأخرى، مرة في الجزيرة واليمن سنة 127هـ، وأخرى في [[الموصل]] سنة 129هـ، ثم في إفريقية في سنتي 131هـ و132 هـ،<ref name="خلافة بني أمية"/> فضلًا عن الانقسامات الداخلية بين القبائل العربية المختلفة وداخل البيت الأمويّ نفسه. وقد أنهكت هذه الثورات المتتالية مروان؛ فأخذ يَتنقل من منطقة إلى أخرى يُحاول السيطرة على الدولة ومنْعَها من الانهيار،<ref name="مولد تلقائيا2">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص20-21.</ref> ولكنه تفاجأ، وهو غارق في صراعاته الداخلية يَقمعها واحدًا تلو الآخر، [[الثورة العباسية|بالمدّ العباسي]] يأتي من المشرق، فيكتسح خراسان [[عراق العرب|فالعراق]]،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 68">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=68}}</ref> فسار إليهم ووقعت [[معركة الزاب|معركة الزاب الكبير]] في شهر جمادى الآخرة، سنة 132 هـ / فبراير 750 م،<ref name="الزاب الكبير">كتاب «[[سير أعلام النبلاء]]» [[شمس الدين الذهبي|للذهبي]]، فصل «مروان بن محمد».</ref> وقد كانت هذه المعركة هي نهايةَ الدولة الأموية وسُقوطها،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 68"/> وقُتلَ مروان بعدها ببضعة شهور.<ref name="الزاب الكبير"/> أخذ [[الدولة العباسية|العبَّاسيُّون]] بعدَ قيام [[الدولة العباسية|دولتهم]] بمُلاحقة بني أمية وقتلهم، ولذلك فرَّ الكثير منهم بعيدًا، محاولين النجاة بأنفسهم. وقد كان من بين هؤلاء [[عبد الرحمن الداخل]]، الذي فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها،<ref name="عهد الولاة">{{استشهاد ويب | الأخير = السرجاني | الأول =راغب | مؤلف-وصلة = راغب السرجاني | مسار = http://www.islamstory.com/عهد_الولاة_في_الأندلس | عنوان = قصة الإسلام | عمل = عهد الولاة - قصة الأندلس | تاريخ الوصول =18 يوليو 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160305173544/http://islamstory.com/عهد_الولاة_في_الأندلس|تاريخ أرشيف=2016-03-05}}</ref> وتأسيس إمارة أموية في [[قرطبة]] سنة 138 هـ / 755 م.<ref name="الداخل">{{استشهاد ويب | الأخير = السرجاني | الأول =راغب | مؤلف-وصلة =راغب السرجاني | مسار = http://www.islamstory.com/عبد_الرحمن_الداخل_صقر_قريش | عنوان =قصة الإسلام | عمل =عبد الرحمن الداخل صقر قريش - قصة الأندلس | تاريخ الوصول = 18 يوليو 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20161013111151/http://islamstory.com:80/عبد_الرحمن_الداخل_صقر_قريش|تاريخ أرشيف=2016-10-13}}</ref> وقد تمكَّن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة؛ فأسسوا [[الدولة الأموية في الأندلس]]، وظلُّوا يحكمونها زهاء ثلاثة قرون، غير أن مصيرها في النهاية كان السُّقوط سنة 422 هـ / 1031 م، بعد أن تفككت الأندلس إلى إمارات صغيرة مستقلة.<ref name="أمويو الأندلس1">[http://www.reefnet.gov.sy/reef/index.php?option=com_content&view=article&id=1670&Itemid=275 دولة الأمويين في الأندلس]. تاريخ الولوج: 09-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150525161012/http://www.reefnet.gov.sy/reef/index.php?option=com_content&view=article&id=1670&Itemid=275 |date=25 مايو 2015}}</ref><ref name="أمويو الأندلس2">[https://www.yabeyrouth.com/pages/index2552.htm تاريخ الدولة الأندلسية]. تاريخ الولوج: 09-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150107004302/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index2552.htm |date=07 يناير 2015}}</ref>
 
== المجتمع ==
[[ملف:Greater Zab River near Erbil Iraqi Kurdistan.jpg|تصغير|يمين|260بك|[[نهر الزاب الكبير]] اليوم في شمال العراق، وقد وقعت قُربه [[معركة الزاب الكبير]] التي أدَّت إلى سقوط الدولة الأموية سنة 132 هـ.]]
[[ملف:Anjar vu du palais.jpg|تصغير|340بك|بقايا وآثار مدينة [[عنجر]] الأموية، التي تقع اليوم في [[لبنان]].]]
 
يُمكن القول بأن المجتمع في عهد الدولة الأموية -على الرغم من عدم امتلاكه تدرجًا اجتماعيًّا دقيقًا أو صارمًا- قد تألف من خمس طبقات أساسية؛ هي: الخلفاء والولاة والعلماء والأثرياء والعامة، فالطبقة الأولى هي الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا في الدولة، ولهم الصلاحيات المطلقة بها، ثم يليهم كبار الولاة والقادة وكاتبو [[الديوان]] فالعلماء، وقد كان احترام العامة للعلماء يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم، على الرغم من أنهم يأتون في الطبقة الثالثة، ثم كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر، وأخيرًا تأتي الطبقة الخامسة وهي عامة الناس؛ مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم.<ref name="سفير233">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص73.</ref>
اضطَّربت الأوضاع كثيراً عند وفاة يزيد، حيث رفضَ الكثير من الناس بيعة أخيه إبراهيم واعتبروه هو ويزيد مسؤولين أساسيَّين عن مقتل الوليد والفتن التي فجَّرها،<ref name="مرجع أد">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص20.</ref> وهُنا تدخل [[مروان بن محمد|مروان بن محمَّد]] (ابن عم إبراهيم ويزيد ووالي أرمينيا وأذربيجان) وسارَ إلى دمشق على رأس جيش من 80,000 جنديّ،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 66-67">{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=66-67}}</ref> وكان قد أتاها من قبل في أيام يزيد، لكن ذاك استرضاه ووعده بالإصلاح، ولكنه عزمَ هذه المرة على خلع الخليفة،<ref name="مرجع أد"/> ودخل المدينة في شهر ربيع الآخر سنة 127 هـ (745 م)، فهربَ منها إبراهيم، وبويع مروان بالخلافة.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 66-67"/>
 
لقد عاش العرب عمومًا حياة بسيطة في أيام الإسلام وقبله؛ فكان طعامهم على سبيل المثال يتألف من بضعة أصناف فحسب، أفخرها على الإطلاق هو [[لحم|اللحم]] مع [[ثريد|الثريد]]، ولكنهم مع توسع الفتوحات في العصر الأموي، وترامي أطراف الدولة وازدهارها، اختلفوا حالا، واقتبسوا عادات الكثير من الثقافات التي احتكوا بها نتيجة الفتوحات؛ فأصبحوا يستخدمون أدواتٍ فخاريةً وخشبية لتناول الطعام، كانت تأتيهم من [[الصين|الصين؛]] مثل الشوك والملاعق، وأصبحوا يتناولون طعامهم على موائدَ وكراسٍ خشبية بدلًا من أن يجلسوا على الأرض ويتناولوه بأيديهم كما في السّابق، وقد أسهم في نقل مثل هذه العادات الحياتية والاجتماعية إلى العرب إحضارهم الكثيرَ من الجواري إلى بلادهم، فنقلن إلى العرب عاداتٍ وتقاليدَ شعوبهن.<ref name="سفير243">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص78-79.</ref>
[[ملف:الدولة الأموية في الأندلس.jpg|تصغير|280بك|خريطة [[الدولة الأموية في الأندلس]] التي عاشت لزهاء ثلاثة قرون بعدَ سقوط الخلافة الأموية في دمشق سنة 132 هـ.]]
 
[[ملف:20100922 qasr amra14.JPG|تصغير|270بك|يمين|[[قصر عمرة]] الصحراوي، شرق [[الأردن]]. كان يُستخدم لرحلات الصيد التي يقوم بها خلفاء وأمراء بني أمية.]]
كان مروان بن محمد خليفة قوياً ذو حنكة وكفاءة عاليتين في إدارة الدولة، وكان قائداً عسكرياً ذا خبرة عالية خاضَ حروباً طويلة مع البيزنطيين،<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=305-306}}</ref> وميَّزه ذلك عن الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، غير أن الأوان كان قد فاتَ لإصلاح أمور الدولة، وكانت قد سقطت بالفعل في فوضى ونزاعات داخلية عارمة، ولذلك فقد كانت نهايتها في عهده هو.<ref name="مرجع أد">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص19-21.</ref> عندما بُويع مروان بالخلافة كان من الأشياء الأولى التي فعلها هي نقل العاصمة من دمشق إلى [[حران (تركيا)|مدينة حران]] في الجزيرة،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 308-309">{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=308-309}}</ref> إذ أنه لم يَثق بمن في الشام، وكانت ثقته محصورة بمساعديه وقادته الذين عرفهم وتعامل معهم لسنوات طويلة خلال ولايته على أرمينيا وأذربيجان،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 308-309"/> غير أن هذا التصرف جاء بعواقب وخيمة. حيثُ ثار عليه أهل الشام، فبدأت الثورة من [[فلسطين]]، ثم زحفت إلى [[دمشق]] [[حمص|فحمص]]، وبذلك خسرَ تأييد أهل الشام أنفسهم وهم أنصار الأمويين الأساسيين، مع أنه سُرعان ما سار وقمع الثورة.<ref>{{Harvnb|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=309}}</ref> لكن لم تستكن الأمور، فقامت الثورات واحدة تلو الأخرى، مرة في الجزيرة واليمن سنة 127 هـ، وأخرى في [[الموصل]] سنة 129 هـ، ثم في أفريقية في سنتي 131 هـ و132 هـ،<ref name="خلافة بني أمية" /> فضلاً عن الانقسامات الداخلية بين القبائل العربية المختلفة وداخل البيت الأمويّ نفسه. وقد أنهكت هذه الثورات المتتالية مروان، فأخذ يَتنقل من منطقة إلى منطقة يُحاول السيطرة على الدولة ومنعها من الانهيار،<ref name="مرجع أد">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص20-21.</ref> لكنه تفاجأ وهو غارق في صراعاته الداخلية يَقمعها واحداً تلو الآخر [[الخلافة العباسية#التأسيس (750 - 785)|بالمدّ العباسي]] يأتي من المشرق فيكتسح [[خراسان]] [[العراق|فالعراق]]،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 68">{{Harvnb|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=68}}</ref> فسار إليهم ووقعت [[معركة الزاب الكبير]] في شهر جمادى الآخرة سنة 132 هـ (750 م)،<ref name="الزاب الكبير">كتاب "[[سير أعلام النبلاء]]" [[الذهبي|للذهبي]]، فصل "مروان بن محمد".</ref> وقد كانت هذه المعركة هي نهاية الدولة الأموية وسُقوطها،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 68"/> وقُتلَ مروان بعدها ببضعة شهور.<ref name="الزاب الكبير"/>
 
كانت المناسبات الإسلامية، وأبرزها عيدا [[عيد الفطر|الفطر]] و[[عيد الأضحى|الأضحى]]، ذاتَ صدى كبير في أنحاء الدولة الأموية؛ فكان يَخرج الخليفة في موكب مهيب وسط رجال الدولة الكبار، يتقدمهم الجند لأداء صلاة العيد. كما أن الأعراس والأفراح، بعد أن كانت بسيطة جدًا في عهود الخلفاء الراشدين وما قبل الإسلام، باتت مترفة جدًّا، وتُنفق عليها أموال طائلة؛ فكانوا يقيمون ولائم عظيمة في الأعراس، ثم يلعب الفتيان بالرماح ويتسابقون بالخيل، فيما يجلس النساء يتحدث بعضهن إلى بعض، وأما العروس فكانت تزين بزينة عظيمة، ويُحيط بها خدمها يُغنون لها حتى تذهب إلى بيت زوجها.<ref name="سفير244">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص80.</ref> وقد كان من وسائل الترفيه والتسلية الشائعة في تلك الحقبة جلب المغنين أو «المضحكين» الذين يلقون النكات ويُضحِكون الناس. كما كانت ألعاب النرد و[[شطرنج|الشطرنج]] شائعة أيضًا، وقد أخذهما العرب من [[فرس (قوم)|الفرس]]. كما كانوا يرفهون عن أنفسهم بالصيد والرياضة، وقد أقامت الدولة في عهد هشام بن عبد الملك سباقات كبيرة للخيل، بلغ عدد المشاركين فيها 4,000 حصان في إحداها.<ref name="سفير2(44">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص81.</ref>
أخذ [[العباسيون]] بعدَ قيام دولتهم بمُلاحقة بني أمية وقتلهم، ولذلك فقد فرَّ الكثير منهم بعيداً محاولين النجاة بأنفسهم. وقد كان من بين هؤلاء [[عبد الرحمن الداخل]]، الذي فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها<ref name="عهد الولاة">{{مرجع وب | الأخير = السرجاني | الأول =راغب | وصلة المؤلف = راغب السرجاني | مسار = http://www.islamstory.com/عهد_الولاة_في_الأندلس | عنوان = قصة الإسلام | العمل = عهد الولاة - قصة الأندلس | تاريخ الوصول =18 يوليو 2011}}</ref> وتأسيس ولاية أموية في [[قرطبة]] سنة 138 هـ (755 م).<ref name="الداخل">{{مرجع وب | الأخير = السرجاني | الأول =راغب | وصلة المؤلف =راغب السرجاني | مسار =http://www.islamstory.com/عبد_الرحمن_الداخل_صقر_قريش | عنوان =قصة الإسلام | العمل =عبد الرحمن الداخل صقر قريش - قصة الأندلس | تاريخ الوصول = 18 يوليو 2011}}</ref> وقد تمكَّن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة، فأسسوا [[الدولة الأموية في الأندلس]]، وظلُّوا يحكمونوها زهاء ثلاثة قرون، غير أن مصيرها في النهاية كان السُّقوط سنة 422 هـ بعد أن تفككت الأندلس إلى إمارات صغيرة مستقلة.<ref name="أمويو الأندلس1">[http://www.reefnet.gov.sy/reef/index.php?option=com_content&view=article&id=1670&Itemid=275 دولة الأمويين في الأندلس]. تاريخ الولوج: 09-04-2012.</ref><ref name="أمويو الأندلس2">[http://www.yabeyrouth.com/pages/index2552.htm تاريخ الدولة الأندلسية]. تاريخ الولوج: 09-04-2012.</ref>
 
عمومًا امتاز المجتمع في العصر الأموي بالترف الكثير، على النقيض من عهود الإسلام السابقة، ولم ينعكس ذلك على المناسبات والعادات الاجتماعية فحسب؛ فقد انعكس على ملابس العامة أيضًا، فتنافس الناس وخصوصًا الخلفاء وكبار رجال البلاط في شراء الملابس الجديدة والفاخرة والمتميزة، وأصبحَ الجميع يرتدون جِبابًا وأردية وسراويل وعمائم وقلانس، ومع ازدياد الإسراف أصبح التجار يجلبون معهم إلى البلاد الإسلامية مختلف أنواع [[حرير|الحرير]] و[[صوف|الصوف،]] بين موشّى ومطرّز، ومحاك [[ذهب|بالذهب]] و[[فضة|الفضة]]، ومرصع بالأحجار الكريمة.<ref name="الملابس1">[https://wakae3.com/2019/04/24/%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84/ في ذكري سقوطها …”الوقائع اليوم” تحوم بالدولة الأموية]. بقلم: منار الأزهري. موقع جريدة الوقائع. تاريخ النشر: 24 أبريل 2019. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201001223306/https://wakae3.com/2019/04/24/في-ذكري-سقوطها-الوقائع-اليوم-تحوم-بال/ |date=1 أكتوبر 2020}}</ref> وكان خلفاء بني أمية يرتدون ملابس بيضاء على الأغلب، ومن أفخر أنواع القماش المطرز.<ref name="الملابس4">[https://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/f7f60988-1070-4841-8f0b-472eff368794 الملابس تحكي سيرة التمدن]. جريدة الخليج. تاريخ النشر: 30-08-2015. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200224101235/http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/f7f60988-1070-4841-8f0b-472eff368794 |date=24 فبراير 2020}}</ref> وكان من قطع الملابس التي ارتداها الأمويون: القباء (رداء أو زي خارجي مفتوح عند الرقبة، أو يقفل بأزرار، وهو ضيق الكمين، وفي بعض الأحيان متوسط الاتساع)، والدُّرَّاعة (جبة مشقوقة من الأمام)، والطيلسان (الطرح التي تغطي الرأس)، والغلالة (ثوب رقيق شفاف يشبه القميص الذي ترتديه المرأة)، والملحفة (ملاية)، والإزار (لباس لستر العورة)، والشاشية (قبعة)، والتكة (رباط السروال).<ref name="الملابس2">د. سامية إبراهيم لطفي السمان ود. عزة إبراهيم علي، ''«تاريخ وتطور الملابس عبر العصور»''، [[الإسكندرية]]: [[جامعة الإسكندرية]]، 1992، ص 84- 85.</ref> كما أن أسلوب إنتاج [[نسيج (قماش)|الأقمشة]] الخاصة المطرزة في المناسج الملكية قد ولد في العصر الأموي، ثم تطور لاحقًا وساد في أنحاء الدولة الإسلامية خلال [[العصور الوسطى]]، وكان أول خليفة أموي يؤسس مصانع خاصة للنسيج المطرز هو هشام بن عبد الملك. وقد كان من الظواهر المهمة في العصر الأموي أن أصبحَ غير المسلمين يرتدون ملابس العرب الفاخرة، حتى جاء عهد عمرَ بنِ عبد العزيز الذي حَرّم على أهل الذمة ارتداء لباس الرأس العربي، ومنه العمامة والعصب والطيلسان والملابس العسكرية العربية والأردية الخاصة مثل القبعة، وكان على هؤلاء أن يرتدوا حزامًا متميزًا يسمى المِنْطَق وأحيانًا الزُنّار.<ref name="الملابس4"/>
== الدولة والحضارة ==
=== المجتمع ===
[[ملف:Anjar vu du palais.jpg|تصغير|340بك|بقايا وآثار مدينة [[عنجر]] الأموية، التي تقع اليوم في [[لبنان]].]]
 
== العلوم والفنون ==
يُمكن القول أن المجتمع في عهد الدولة الأموية - على الرغم من عدم امتلاكه تدرجاً اجتماعياً دقيقاً أو صارماً - قد تألف من خمس طبقات أساسية، هي: الخلفاء والولاة والعلماء والأثرياء والعامة. فالطبقة الأولى هي الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا في الدولة ولهم الصلاحيات المطلقة بها. ثم يليهم كبار الولاة والقادة وكاتبو [[ديوان|الدواوين]]. فالعلماء، الذين مع أنهم يأتون في الطبقة الثالثة فقد كان احترام العامة لبضعهم يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم. ثم كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر. وأخيراً تأتي الطبقة الخامسة وهي عامة الناس، مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم.<ref name="سفير233">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص73.</ref>
 
عاش العرب بشكل عام حياة بسيطة في أيام الإسلام وقبله، فكان طعامهم على سبيل المثال يتألف من بضعة أصناف فحسب، أفخرها على الإطلاق هو [[اللحم]] مع [[ثريد|الثريد]]. لكن مع توسع الفتوحات في العصر الأموي وترامي أطراف الدولة وازدهارها اختلفت الحال، إذ اقتبس العرب عادات الكثير من الثقافات التي احتكوا بها نتيجة الفتوحات، فأصبحوا يستخدمون أدوات فخارية وخشبية لتناول الطعام كانت تأتيهم من [[الصين]] مثل الشوك والملاعق، وأصبحوا يتناولون طعامهم على موائد وكراس خشبية بدلاً من أن يجلسوا على الأرض ويتناولوه بأيديهم كما في السّابق. وقد ساهم في نقل مثل هذه العادات الحياتية والاجتماعية إلى العرب إحضارهم الكثير من الجواري إلى بلادهم، فنقلن إلى العرب عادات وتقاليد شعوبهن.<ref name="سفير243">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص78-79.</ref>
 
[[ملف:20100922 qasr amra14.JPG|تصغير|270بك|يمين|[[قصر عمرة]] الصحراوي، شرق [[الأردن]]. كان يُستخدم لرحلات الصيد التي يقوم بها خلفاء وأمراء بني أمية. ]]
 
كانت المناسبات الإسلامية وأبرزها عيدا [[عيد الفطر|الفطر]] و[[عيد الأضحى|الأضحى]] ذات صدى كبير في أنحاء الدولة الأموية، فكان يَخرج الخليفة في موكب مهيب وسط رجال الدولة الكبار يتقدمهم الجند لأداء صلاة العيد. كما أن الأعراس والأفراح وبعد أن كانت بسيطة جداً في عهود الخلفاء الراشدين وما قبل الإسلام باتت مترفة جداً وتُنفق عليها أموال طائلة، فكانوا يقيمون ولائم عظيمة في الأعراس، ثم يلعب الفتيان بالرامح ويتسابقون بالخيل فيما تجلس النساء يتحدثن إلى بعضهن البعض، وأما العروس فكانت تزين بزينة عظيمة، ويُحيط بها خدمها يُغنون لها حتى تذهب إلى بيت زوجها.<ref name="سفير244">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص80.</ref> وقد كان من وسائل الترفيه والتسلية الشائعة في تلك الحقبة جلب المغنين أو "المضحكين" الذين يلقون النكات ويضحكون الناس. كما كانت ألعاب النرد و[[الشطرنج]] شائعة أيضاً، اللتين أخذهما العرب من [[الفرس]]. كما كانوا يرفهون عن أنفسهم بالصيد والرياضة، وأقامت الدولة في عهد هشام بن عبد الملك سباقات كبيرة للخيل بلغ عدد المشاركين فيها 4,000 حصان في إحداها.<ref name="سفير2(44">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص81.</ref>
 
بشكل عام امتاز المجتمع في العصر الأموي بالترف الكثير على النقيض من عهود الإسلام السابقة. ولم ينعكس ذلك على المناسبات والعادات الاجتماعية فحسب، إنما على ملابس العامة أيضاً، فتنافس الناس وخصوصاً الخلفاء وكبار رجال البلاط في شراء الملابس الجديدة والفاخرة والمتميزة، وأصبحَ الجميع يرتدون جباباً وأردية وسراويل وعمائم وقلانس. ثم ومع ازدياد الإسراف أصبح التجار يجلبون معهم إلى البلاد الإسلامية مختلف أنواع [[الحرير]] و[[الصوف]] بين موشّى ومطرّز ومحاك [[ذهب|بالذهب]] و[[الفضة]] ومرصع بالأحجار الكريمة.<ref name="الملابس1">[http://www.almasalik.com/locationPassage.do?locationId=29854&languageId=ar&passageId=9940 الملابس في العصر الأموي]. موقع رحلات المسالك. تاريخ الولوج: 19-05-2012.</ref> وكان خلفاء بني أمية يرتدون ملابس بيضاء على الأغلب ومن أفخر أنواع القماش المطرز.<ref name="الملابس4">[http://www.almasalik.com/locationPassage.do?locationId=30657&languageId=ar&passageId=4067 تشريعات الملابس في العصر الأموي]. موقع رحلات المسالك. تاريخ الولوج: 19-05-2012.</ref> وكان من قطع الملابس التي ارتداها الأمويون: القباء (رداء أو زي خارجي مفتوح عند الرقبة أو يقفل بأزرار وهو ضيق الكمين وفي بعض الأحيان متوسط الاتساع) والدراعة (جبة مشقوفة من الأمام) والطيلسان (الطرح التي تغطي الرأس) والغلالة (ثوب رقيق شفاف يشبه القميص الذي ترتديه المرأة) الملحفة (ملاية) والإزار (لباس لستر العورة) والشاشية (قبعة) والتكة (رباط السروال).<ref name="الملابس2">د. سامية إبراهيم لطفي السمان ود. عزة إبراهيم علي، ''"تاريخ وتطور الملابس عبر العصور"''، [[الإسكندرية]]: [[جامعة الإسكندرية]]، 1992، ص 84- 85.</ref> كما أن أسلوب إنتاج [[قماش|الأقمشة]] الخاصة المطرزة في المناسج الملكية ولد في العصر الأموي، ثم تطور لاحقاً وساد في أنحاء الدولة الإسلامية خلال [[العصور الوسطى]]، وكان أول خليفة أموي يؤسس مصانع خاصة للنسيج المطرز هشام بن عبد الملك.<ref name="الملابس3">[http://www.almasalik.com/locationPassage.do?locationId=30657&languageId=ar&passageId=4068 الملابس المطرزة والفاخرة عند الأمويين]. موقع رحلات المسالك. تاريخ الولوج: 19-05-2012.</ref> وقد كان من الظواهر المهمة في العصر الأموي أن أصبحَ غير المسلمين يرتدون ملابس العرب الفاخرة، حتى جاء عهد عمر بن عبد العزيز الذي حَرّم على أهل الذمة ارتداء لباس الرأس العربي ومنه العمامة والعصب والطيلسان والملابس العسكرية العربية والأردية الخاصة مثل القبعة، وكان على هؤلاء أن يرتدوا حزاماً متميزاً يسمى المِنْطَق وأحياناً الزُنّار.<ref name="الملابس4"/>
 
=== الحركة العلمية ===
{{ رئيسي مفصلة|الحركة العلمية في العصر الأموي}}
 
[[ملف:Al Andalus dirham 76119.jpg|تصغير|260بك|يمين|شملت حركة التعريب في العصر الأموي تعريب سك النقود، وتظهر في الصورة دراهم أندلسية من القرن الهجري الثاني.]]
 
على الرُّغم الرَّغم من أن [[العصر الذهبي للإسلام|العصر الذهبي للعلوم والحضارة الإسلاميَّين الإسلاميَّيْن]] كان في العهد العباسيّ فقد العباسيِّ كان للأمويين دورٌ بارز في التمهيد لهذا الازدهار والتهيأة والتهيئة له، له؛ إذ أنهم إنهم أرسوا أرسَوا أسس التراث العلميّ العلميِّ الذي بنى عليه العباسيون. ومن أهم هذه التطوُّرات التي هيأت هيَّأت للنهضة العلمية العباسية حركة التعريب في عهد [[عبد الملك بن مروان]]،<ref name="الحركة العلمية1">[ http https:// www ar.shafaqna.com/ arabic/component/k2 administrator/ ?option=com_k2&view=item / &cid=5292 .html العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوروبية]. لعمر كوش. تاريخ النسر: 26-03-2012. تاريخ الولوج: 10-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200526223422/http://ar.shafaqna.com/administrator/?option=com_k2&view=item&cid=5292 |date=26 مايو 2020}}</ref> الذي جعل من [[اللغة العربية]] [[لغة رسمية]] للدولة أصبحت فأصبحت بذلك تستخدم في كل أصقاعها من المشرق إلى المغرب، كما ساهمَ أسهمَ الوليد كثيراً أيضاً كثيرًا بإنشائه المدارس المدارسَ والمستشفيات والمستشفياتِ تحت تحتَ رعاية الدولة التي ساهمت أسهمت هي الأخرى في النهضة الإسلامية اللاحقة.<ref name="الحركة العلمية2">[http://www.islammemo.cc/Tahkikat/Tahkekat/2007/05/07/41550.html ندوة علمية تبرز دور المسلمين في تقدم العلم والتكنولوجيا]. تاريخ النسر: 07-07-2007. تاريخ الولوج: 10-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170109022843/http://islammemo.cc/Tahkikat/Tahkekat/2007/05/07/41550.html |date=09 يناير 2017}}</ref> وقد كان من أهم الإنجازات في تطوير الحركة العلمية في العصر الأمويّ تدوين العلوم وتعريبها للمرَّة الأولى، وهو ما أتاح [[ ملحق:قائمة عالم العلماء المسلمين (إسلام)|لعلماء العرب والمسلمين]] الاطلاع عليها بسُهولة، كمان أن اتساع الدولة ودخول شعوب جديدة في الإسلام أتاح التعرف الفرصة للتعرف على حضاراتها حضاراتها، والاستفادة من تلك المعارف في تطوير الحضارة الإسلامية.<ref name="الحركة العلمية4">[ http https:// www.yemen-nic.info/contents/studies/detail.php?ID=4381 الحركة العلمية في العصر الأموي في المشرق الإسلامي]. لعبد الرحمن أحمد حفظ الدين المصنف. المركز الوطني للمعلومات، الجمهورية اليمنية. تاريخ الولوج: 10-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170109022427/http://www.yemen-nic.info/contents/studies/detail.php?ID=4381 |date=09 يناير 2017}}</ref>
 
[[ملف:Umayyad Bowl.jpg|تصغير|280بك|آنية أموية تعود إلى سنة 96 هـ، صنعت في مدينة الحيرة.]]
 
كان أول من أنشأ مدارس منظمة تعمل برعاية الدولة وتحتَ إشرافها في [[ تاريخ إسلامي|التاريخ الإسلامي]] هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وساعد وقد ساعد انتشار المدارس كثيرا على التهيأة التهيئة أكثر لنهضة للنهضة علمية عظيمة في العصر الأموي، لتكون النهضة العلمية العباسية، فيما بعد؛ في العصر العباسي، أشمل وأعظم. كما كان من إنجازات الوليد الأخرى أنه أول من أنشأ [[مستشفى|المستشفيات]] في التاريخ، وأنشأ إلى جانبها البيرامستانات، البيمارستانات، وهي دور وظيفتها إيواء المعاقين وذوي [[ مرض اضطراب عقلي نفسي|الأمراض العقلية]] والعصبية، وقد اعتمدت الكثير من المشافي التي أنشأت أُنْشِئَت لاحقاً لاحقًا في قارة [[أوروبا]] على نمط وأسس مشافي الوليد بن عبد الملك، وأصبح الأطباء الجدد الأجدَّاءُ يتتلمذون على أيدي أطباء هذه المشافي، وكان ذلك البادرة البادرةَ الأولى لولادة المدارس الطبية في التاريخ.<ref name="الحركة العلمية2"/>
 
كانت حركات تدوين تاريخ العصر النبوي والراشدي والراشدي، وحتى الأمويّ الأمويُّ نفسه نفسه، في العصر العباسي في معظمها، غير أنَّ حركة تناقل الأخبار وتسجيلها على نحوٍ محدود بدأت منذ العهد الأموي، وحُفظت بذلك استعداداً استعدادًا لتدوينها في أيام العباسيين. وقد ساهمت أسهمت في هذه الحركة عدَّة عوامل، عوامل؛ منها دخول الكثير من الناس من الأمم الأخرى في الإسلام،<ref name="فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية 1969 156-158">{{ Harvnb استشهاد بهارفارد دون أقواس|فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية|1969|p=156-158}}</ref> وقد نقلَ هؤلاء أخبار تواريخ أممهم إلى العرب ورووها لهم، كما ألَّف بعضهم كتباً كتبًا خاصة تتحدث عن التاريخ التاريخن ومغازي الرَّسول منذ تلك الفترة، الفترة؛ منهم: [[وهب بن منبه |وهب بن مُنَبِّه،]] وعروة بن الزبير بن العوام ( أوَّل الذي يُعَدُّ أوَّلَ من دون صنَّف في سيرة باب الرسول المغازي) ، وكذلك [[أبان بن عثمان بن عفان]] وشهاب الزهريّ الزهريُّ.<ref name="فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية 1969 156-158"/>
 
=== فن العمارة ===
[[ملف:DomeOfTheRock053011.jpg|تصغير|280بك|مسجد قبة الصخرة في القدس، الذي بناه الخيفة الأموي عبد الملك، وهو أحد أبرز المنجزات المعمارية في العصر الأموي.]]
 
قبل العصر الأمويّ كان [[عمارة عربية|فن العمارة العربي]] بسيطاً جداً ولم يتسم بالكثير من المعالم والمميزات، ولم تبدأ [[العمارة الإسلامية]] باكتساب نمط مختلف أكثر تعقيداً حتى العهد الأموي،<ref name="العمارة الأموية1"/> غير أن العمارة الأموية جاءت متأثرة كثيراً وشديدة الشبه [[عمارة بيزنطية|بالعمارة البيزنطية]] التي كانت سائدة قبلها في [[بلاد الشام]]، بل إنها استتسخت تقريباً معالم الفن المعماريّ البيزنطي في الكثير من الأحيان دون تغيير كبير أو إضفاء صبغة مميزة عليه.<ref name="العمارة الأموية2">[http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=print&sid=21945 العمـــارة فــي العصـــر الأمــــوي*]. قراءة في كتاب "العمارة الأموية: الإنجازات والتآويل" (لـ"خالد السلطاني")، في مقال لـ"آزاد أحمد علي". جريدة الاتحاد. تاريخ الولوج: 30-04-2012.</ref> ويُمكن ملاحظة هذا التأثير على سبيل المثال في [[مسجد قبة الصخرة]]، فنمطه المعماريّ يشبه إلى حد بعيد النمط البيزنطي المسيحي، ولو أنه مع ذلك يتسم ببعض المميزات الإضافية المتسمدَّة من العمارة الإسلامية، فقد أضيفت إليه بعض المعالم الإسلامية مثل [[القبة]] و[[المئذنة]] فضلاً عن [[آية|الآيات]] [[قرآن|القرآنية]] و[[حديث نبوي|الأحاديث النبويَّة]] التي أضيفت إلى زخرفاته، وبهذا مزجَ الأمويون الطراز المعماريّ البيزنطي مع العربي فيما أصبحَ ''الطراز المعماريّ الأمويّ''.<ref name="العمارة الأموية1">[http://www.landcivi.com/new_page_484.htm أسس ومبادئ العمارة الإسلامية]. موقع "أرض الحضرات"، مقال لـ"محمد هشام النعسان". تاريخ الولوج: 30-04-2012.</ref> وقد تميَّز هذا الطراز المعماريّ [[زخرفة|بالزخارف]] و[[الفسيفساء]]. وقد اهتمَّ بالعمارة من الخلفاء الأمويين بشكل خاص هشام بن عبد الملك، الذي كان النشاط العمرانيّ في عهده في ذروته.<ref name="العمارة الأموية5">[http://www.al-hakawati.net/arabic/Civilizations/civil37.asp دولة بني أمية]. موقع "الحكواتي". تاريخ الولوج: 03-05-2012.</ref>
 
[[ملف:Bab al Mardum. Cristo de la Luz. MPLC 01.jpg|تصغير|يمين|280بك|[[مسجد باب المردوم]] في مدينة [[طليطلة]] [[إسبانيا|بإسبانيا]]، التي عمّرها الأمويون في أيام سيطرتهم على الأندلس.]]
قبل العصر الأمويِّ كان [[عمارة عربية|فن العمارة العربي]] بسيطًا جدًّا، ولم يتسم بالكثير من المعالم والمميزات، ولم تبدأ [[عمارة إسلامية|العمارة الإسلامية]] باكتساب نمط مختلف أكثر تعقيدًا حتى العهد الأموي،<ref name="العمارة الأموية1"/> غير أن العمارة الأموية جاءت متأثرة كثيرًا، وشديدة الشبه [[عمارة بيزنطية|بالعمارة البيزنطية]] التي كانت سائدة قبلها في [[بلاد الشام]]، بل إنها استنسخت تقريبًا معالم الفن المعماريّ البيزنطي في كثير من الأحيان، دون تغيير كبير، أو إضفاء صبغة مميزة عليه.<ref name="العمارة الأموية2">[http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=print&sid=21945 العمـــارة فــي العصـــر الأمــــوي*] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141204202848/http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=print&sid=21945 |date=4 ديسمبر 2014 }}. قراءة في كتاب «العمارة الأموية: الإنجازات والتآويل» (لـ«خالد السلطاني»)، في مقال لـ«آزاد أحمد علي». جريدة الاتحاد. تاريخ الولوج: 30-04-2012. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{استشهاد ويب |مسار=http://alitthad.com/paper.php?file=print&name=news&sid=21945 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=15 يوليو 2017 |تاريخ أرشيف=6 مارس 2016 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160306192115/http://alitthad.com/paper.php?file=print&name=news&sid=21945 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>
[[ملف:DomeOfTheRock053011.jpg|تصغير|280بك|مسجد قبة الصخرة في القدس، الذي بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهو أحد أبرز المنجزات المعمارية في العصر الأموي.]]
ويُمكن ملاحظة هذا التأثير على سبيل المثال في [[قبة الصخرة|مسجد قبة الصخرة]]؛ فنمطه المعماريّ يشبه إلى حد بعيد النمط البيزنطي المسيحي، ولو أنه مع ذلك يتسم ببعض المميزات الإضافية المستمدَّة من العمارة الإسلامية؛ فقد أضيفت إليه بعض المعالم الإسلامية، مثل: [[قبة|القبة]] و[[مئذنة|المئذنة،]] فضلًا عن [[آية|الآيات]] [[القرآن]]ية و[[الحديث النبوي|الأحاديث النبويَّة]] التي أضيفت إلى زخرفاته، وبهذا مزجَ الأمويون الطراز المعماريّ البيزنطي بالعربي فيما أصبحَ (''الطرازَ المعماريَّ الأمويَّ)،''<ref name="العمارة الأموية1">[http://www.landcivi.com/new_page_484.htm أسس ومبادئ العمارة الإسلامية]. موقع «أرض الحضرات»، مقال لـ«محمد هشام النعسان». تاريخ الولوج: 30-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160803081811/http://landcivi.com:80/new_page_484.htm |date=03 أغسطس 2016}}</ref> وقد تميَّز هذا الطراز المعماريُّ [[زخرفة|بالزخارف]] و[[فسيفساء|الفسيفساء]]. وقد اهتمَّ بالعمارة من الخلفاء الأمويين خصوصًا هشامُ بنُ عبد الملك، الذي كان النشاط العمرانيّ في عهده في ذروته.<ref name="العمارة الأموية5">[https://www.greatsciences.com/19710/aldwlt-alamwyt دولة بني أمية]. تاريخ النشر: 31-5-2020. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201001224126/https://www.greatsciences.com/19710/aldwlt-alamwyt |date=1 أكتوبر 2020}}</ref>
 
نظراً ونظرًا إلى ترامي أطراف الدولة الأموية فبطبيعة الحال تفاوتت كثيراً كثيرًا الأنماط والطرازات المعمارية بين في أنحائها المختلفة، المختلفة؛ التي إذ كانت على النحو الذي اعتدات اعتادت عليها عليه شعوب المناطق المفتوحة حديثاً، المفتوحة، وأما " «العمارة الأموية " » فظهرت في جلها بمنطقة [[بلاد الشام]] ، ؛ مركز الدولة. وقد كانت القصور الأموية التي بنيت في هذه المنطقة فريدة، فريدة؛ إذ لا توجد أي دلائل تاريخية أو أثرية على وجود مبانٍ مثلها مثلِها وبمثل طرازها في الشام قبل الحكم الأموي.<ref name="العمارة الأموية3">[ http https:// www.elaph.com/Web/Culture/2012/3/721876.html عمارة القصور الاموية: البيئة المعمارية في بلاد الشام قبل الحكم الاموي]. مقال لـ " «خالد السلطان " ». تاريخ الولوج: 02-05-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161117105704/http://elaph.com:80/Web/Culture/2012/3/721876.html |date=17 نوفمبر 2016}}</ref> وبشكل عام تُعد القصور والمساجد الجامعة الكبيرة أبرز أبرزَ الإنجازات الإنجازاتِ المعمارية المعماريةِ في العصر الأموي.<ref name="العمارة الأموية4">[ http https:// www classic.aawsat.com/details.asp?issueno=9532&article=292195 العمارة في العصر الأموي الحلقة الأهم في مسار العمارة العربية ـ الإسلامية]. مقال لـ " «خالد السلطان " »، في [[ الشرق الأوسط (جريدة)|جريدة الشرق الأوسط]]. تاريخ الولوج: 03-05-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20121103181415/http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=9532&article=292195 |date=03 نوفمبر 2012}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>
 
يُعد كل من [[ قبة الصخرة|مسجد قبة الصخرة]] في مدينة [[القدس]] (المبنيّ في عهد عبد الملك بن مروان) و[[ الجامع الأموي (دمشق)|جامع بني أمية الكبير]] في [[دمشق]] (المبنيّ في عهد الوليد بن عبد الملك) اثنين من أشهر وأهم الإنجازات المعمارية الأموية على الإطلاق، الإطلاق.<ref name="قبة الصخرة"/><ref name="الجامع الأموي2"/> كما أن من ومن أبرز الإنجازات المعمارية الأموية أيضاً أيضًا توسعتا توسعة كل من [[المسجد الحرام]] في [[مكة]] و[[المسجد النبوي]] في [[المدينة المنورة]]، بالإضافة إلى [[قصر عمرة|قصري عمرة]] (قرب [[عمّان]] عمَّان) ، و[[قصر المشتى|المشتى]] (قرب [[ أريحا (فلسطين)|أريحا]])، كما أنشؤوا مدناً مدنًا كثيرة كثيرة؛ من أبرزها : [[الرصافة (سوريا)|الرصافة]] في الشام الشام، و[[ واسط (توضيح)|واسط]] في العراق العراق، و[[قم]] في فارس فارس، و[[حلوان]] في مصر مصر، و[[القيروان]] في تونس.<ref name="سفيرA">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني " «العصر الأموي " »، مرجع سابق، ص89-97.</ref>
 
=== الإقتصاد الاقتصاد ===
{{ رئيسي مفصلة|اقتصاد الدولة الأموية|دينار أموي}}
 
[[ملف:Al-Walid ibn Abdul-Rahman - Inscribed Pound Weight - Walters 476 - Three Quarter Left.jpg|تصغير| 320 320px|قطعة متميزة من الزجاج الأخضر تعد واحدة من أقدم القطع الإسلامية المعروفة على الإطلاق. معروضة في ''متحف وولترز آرت'' الأمريكي.]]
 
إزدهر ازدهر الإقتصاد الاقتصاد في عهد الدولة الأموية ازدهاراً ازدهارًا كبيراً كبيرًا نتيجة [[ الفتوحات فتوحات الإسلامية إسلامية|للفتوحات الإسلامية]] الكبيرة الكبيرة، التي أدَّت إلى توسيع رقعة الدولة الدولة، ووفَّرت لها موارد هائلة أغنتها ووفرت لها كل حاجاتها. يُوجد عدد محدودٌ من المصادر التاريخية التي تتناول موضوع الاقتصاد الأمويّ، الأمويِّ، غير أن مثل هذه الكتب تركّز على الاقتصاد من الناحية الفقهية، وأما المصادر التي تبحث ميزانية الدولة وأحوالها المالية في العصر الأموي فهي معدومة تماماً، تمامًا، ولذلك فإن الوسيلة الأساسية لمعرفة الأحوال الاقتصادية في عصر الدولة الأموية هي في دراسة المستوى المعيشيّ العامّ للأفراد مما نقلته كتب التاريخ.<ref name="موسوعة سفير1">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني " «العصر الأموي " »، ص82. دار سفير، سنة 1996.</ref>
 
وعموماً وعمومًا؛ فقد كان الاقتصاد الأمويّ كبيراً كبيرًا ومزدهراً، ومزدهرًا؛ حيث غذته كثيراً كثيرًا [[ فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]] الواسعة، فأصبحت الدولة الأموية مسيطرة على أغلب {{وإو|لغ=en|تر=Trade [[طريق route تجاري| عر=طرق تجارية |نص=الطرق التجارية }} ]] الأساسية في العالم القديم، وسيطرت من ثمَّ على الحركة التجارية فيها، فضلاً فضلًا عن أن ربوعها شملت الكثير من المراكز الزراعية والصناعية الهامة الهامة، التي أغنت وأثرت اقتصادها، مكا كما أن توسعها أتاحَ نمو حركة تجارية ضخمة بين ولاياتها بدون عوائق، جعلت نقل البضائع والمتاجرة بها سهلاً سهلًا ويسيراً، ويسيرًا، فازدهرت الحركة التجارية في الدولة. الدولة؛<ref name="موسوعة سفير11">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني " «العصر الأموي " »، ص82-88. دار سفير، سنة 1996.</ref> إذ شهدت الدولة الأموية حركة تجارية نشطة عبرَ أنحائها المختلفة الواسعة الواسعة، ومع الدول والإمبراطوريات الأخرى المجاورة على حد سواء. سواء، ولم تُقم الدولة أي قيود من أي شكل على كافة أشكال التجارة بين ولايات الدولة نفسها، كما لم تفرض قيوداً قيودًا، أو تقنن بأي شكل التداولات التجارية مع الدول المجاورة، ولم تحتكر أي نوع من البضائع التجارية، وبذلك فإن القوانين التجارية لم تختلف في العهد الأموي كثيراً كثيرًا عما عمَّا كانت عليه في عهد [[الخلافة الراشدة]].<ref name="الزراعة والتجارة الأمويين">[http://islamstory.com/ar/ %D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A9 الزراعة- %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9 والتجارة- %D9%81%D9%8A في- %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%B1 العصر- %D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%8A الأموي الزراعة والتجارة في العصر الأموي]. موقع قصة الإسلام، ل[[راغب السرجاني]]. تاريخ النشر 28-04-2010. تاريخ الولوج 05-05-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200530084833/http://islamstory.com/ |date=30 مايو 2020}}</ref>
 
بشكل وبشكل عام عام؛ فقد كانت أغلب المبادلات التجارية في العالم القديم تدور بين أراضي الدولتين الأموية والبيزنطية الكبيرتين المتنازعتين، وقد أدَّت القطيعة بينهما نتيجة الحرب إلى شلل كبير في الحركة الاقتصادية الاقتصادية، خصوصاً خصوصًا في منطقة حوض المتوسط.<ref name=" العلاقات العمارة الأموية البيزنطية الأموية5" /> [http://www.al-hakawati.net/arabic/Civilizations/trade_arab_world_Byzantine.asp حوض البحر المتوسط: صراع تجاري بين بيزنطية والعرب]. موقع الحكواتي. تاريخ الولوج 05-05-2012.</ref> وقد بلغ الاقتصاد الأمويّ ذروة ازدهاره في عهد الخليفة [[عمر بن عبد العزيز]]، حتى أنه إنه يُحكى عن عهده أن عمال الصدقات كانوا يَبحثون عن فقراء فقراءَ ليعطوهم المال فلا يَجدون. يَجدون، وقد وفّرت الدولة في عهده للأفراد خدمات كثيرة كثيرة، وساعدت على توفير العلاج العلاج، وإعالة المحتاجين، كما ساعدت الشباب على الزواج الزواج، وأعانت من يريد تأدية [[الحج]]، الحج، وغير ذلك من الحاجات.<ref name="موسوعة سفير1"/>
 
=== القضاء ===
{{ رئيسي مفصلة|القضاء في العصر الأموي}}
[[ملف:Model.JPG|تصغير|300بك|يمين|مجسم يصور ''قصر الحير الغربي'' عند اكتشافه، وهو يقع في [[بادية الشام]] على بعد 80 كم جنوب غرب [[تدمر]]. يُعد القصر واحداً من 36 قصراً أموياً أقيم في ضواحي وأرياف وصحاري بلاد الشام، وقد بني في أيام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. هذا المجسم محفوظ في [[المتحف الوطني بدمشق|متحف دمشق الوطني]].]]
 
يعتقد بعض الباحثين أن [[الشريعة الإسلامية]] لم تُطبَّق في الأنظمة القضائية والقانونية في الدولة الإسلامية إلا في عهد [[الخلافة الراشدة]]؛ حيث يعتقدون أنها توقفت مع مطلع العصر الأموي، بينما يرى آخرون؛ منهم: [[راغب السرجاني]]، أن تطبيق الشريعة الإسلامية في القضاء قد استمرَّ لأكثر من ذلك بكثير، خلال العصر الأموي كله؛ بل وما بعده أيضًا.<ref name="القضاء والقانون1">[http://islamstory.com/ar/الدولة-الاموية-وتحكيم-الشريعة الدولة الأموية وتحكيم الشريعة الإسلامية]. موقع قصة الإسلام، ل[[راغب السرجاني]]. تاريخ النشر 14-10-2010. تاريخ الولوج 05-05-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160317005720/http://islamstory.com/ar/الدولة-الاموية-وتحكيم-الشريعة |date=17 مارس 2016}}</ref> ومن أبرز التطوُّرات، على الصعيد القضائي والقانوني، التي شهدها العهد الأموي أن الخلفاء قد توقفوا عن التدخل بأنفسهم في شؤون القضاء؛ فلم يفعلوا كما كان النبي [[محمد]] والخلفاء الراشدون من بعده يفعلون، فقد كان النبي محمدٌ مشرعا بوصفه نبيا، فكان لذلك يصدر الأحكام القضائية بنفسه، ويؤسس لها، بينما كان الخلفاء الراشدون من بعده كثيرا ما يُصدرون الأحكام القضائية بأنفسهم، أو يضعون أسسها، وعلى الرَّغم من توقف الخلفاء الأمويين عن التدخل بأنفسهم في شؤون القضاء، نجد أنهم قد استمرُّوا في توجيه قضاء الدولة في ثلاثة أمور، لأهميتها الكبيرة، وهذه الأمور الثلاثة هي: تعيين القضاة مُباشرة في عاصمة الدولة دمشق، وتعيين وعزل قضاة الدولة، والإشراف على أعمالهم والأحكام التي يُصدرونها، والتأكد من التزام القضاة بالأسلوب القضائي القويم. كما مارس الخلفاء الأمويون، بالإضافة إلى ذلك، قضاء المظالم وقضاء [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|الحسبة]].<ref name="القضاء والقانون2">[http://islamstory.com/ar/مؤسسة-القضاء-ابتكارها-وتطويرها مؤسسة القضاء.. ابتكارها وتطويرها]. موقع قصة الإسلام، ل[[راغب السرجاني]]. تاريخ النشر 16-05-2010. تاريخ الولوج 05-05-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200511204601/http://islamstory.com/ |date=11 مايو 2020}}</ref>
[[ملف:Model.JPG|تصغير|300بك|مجسم يصور ''قصر الحير الغربي'' عند اكتشافه، وهو يقع في [[بادية الشام]] على بعد 80 كم جنوب غرب [[تدمر]]. يُعد القصر واحداً من 36 قصراً أموياً أقيم في ضواحي وأرياف وصحاري بلاد الشام، وقد بني في أيام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. هذا المجسم محفوظ في [[متحف دمشق الوطني]].]]
 
وقد كان للقضاة دورٌ كبيرٌ في ضمان سير العدل في الدولة الأموية، وقد خالفوا الخلفاء والولاة أنفسهم عندما لزمَ ذلك، ووجهوهم إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية؛ مثلما حدثَ عندما أراد والي مصر [[عبد العزيز بن مروان]] (65 - 85هـ) أخذ الجزية من المسلمين الأَجِدَّاء، فعارضه قاضي مصر آنذاك «ابن حجيرة» قائلاً: ''«أعيذك بالله أيها الأمير أن تكون أول من سنَّ ذلك بمصر»''. وقد تحقَّق عدل شبه كامل في كل الجوانب المالية بالدولة عندما جاء عهد عمرَ بنِ عبد العزيز،<ref name="سفير23">موسوعة سفير، المجلد الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص76.</ref> وعلى الرغم من أن دخول المال إلى [[بيت المال|بيت مال المسلمين]] كان يَخضع لرقابة كبيرة من طرف القضاة، لم يكن خروجها منه بالمثل؛ إذ إن خلفاء بني أمية لم يَبعوا الخلفاء الراشدين في هذا الأمر؛ فقد امتنع الخلفاء الراشدون تمامًا عن الاقتراب من بيت المال أو لمس ما فيه، وأما الخلفاء الأمويون فلم يعد في عهدهم فرق بين بيت مال الدولة وأموالهم الخاصة، وأصبحوا يأخذون منه ما يشاؤون، ويغدقون المال على أغراضهم الخاصة، وأصبحوا أثرياء، هم وأبناؤهم وعائلاتهم، ولم يتغير هذا الوضع حتى جاء عهد [[عمر بن عبد العزيز|عمرَ بنِ عبد العزيز]]، الذي كبحَ جماح بني أمية، ومنعهم من لمس بيت المال، وردَّ الأموال إلى أصحابها، وتحرَّى العدل في مختلف جوانب الدولة، وعلى الرغم من ذلك انحرف أواخر الخلفاء الأمويين مجددًا؛ فحادوا عن هذا الطريق، وأسرفوا في امتلاك أموال الدولة كثيرًا.<ref name="سفير24">موسوعة سفير، المجلد الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص76-77.</ref>
يعتقد بعض الباحثين أن [[الشريعة الإسلامية]] لم تُطبَّق في الأنظمة القضائية والقانونية في الدولة إلا في عهد [[الخلافة الراشدة]]، ثمَّ توقفت مع مطلع العصر الأموي، لكن على الرغم من ذلك فإن بعض الباحثين الآخرين - مثل [[راغب السرجاني]] - يَميلون في المقابل إلى أن تطبيق الشريعة الإسلامية في القضاء استمرَّ أكثر من ذلك بكثير، خلال العصر الأموي كله بل وما بعده أيضاً.<ref name="القضاء والقانون1">[http://islamstory.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9 الدولة الأموية وتحكيم الشريعة الإسلامية]. موقع قصة الإسلام، ل[[راغب السرجاني]]. تاريخ النشر 14-10-2010. تاريخ الولوج 05-05-2012.</ref> من أبرز التطوُّرات على الصعيد القضائي والقانوني التي شهدها العهد الأموي أن الخلفاء توقفوا عن التدخل بأنفسهم في القضاء كما كان يَفعل النبي [[محمد]] والخلفاء الراشدون من بعده، الذين كثيراً ما كانوا يُصدرون الأحكام القضائية بأنفسهم أو يضعون أسسها، غير أن الخلفاء الأمويين استمرُّوا بتوجيه قضاء الدولة في ثلاثة أمور لأهميتها الكبيرة، وهي: تعيين القضاة مُباشرة في عاصمة الدولة دمشق، وتعيين وعزل قضاة الدولة والإشراف على أعمالهم والأحكام التي يُصدرونها، والتأكد من التزامهم بالأسلوب القضائي القويم. كما مارس الخلفاء الأمويون بالإضافة إلى ذلك قضاء المظالم وقضاء [[الحسبة]].<ref name="القضاء والقانون2">[http://islamstory.com/ar/%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1%D9%87%D8%A7 مؤسسة القضاء.. ابتكارها وتطويرها]. موقع قصة الإسلام، ل[[راغب السرجاني]]. تاريخ النشر 16-05-2010. تاريخ الولوج 05-05-2012.</ref>
 
اتَّبعَ الأمويون نفس أسلوب الخلفاء الراشدين في تعيين القضاة؛ حيث يَقوم الخلفاء بتعيين قاضٍ على كل إقليم من أقاليم الدولة، حسبَ كفاءته وأهليته للعمل. وقد دوَّن بعض هؤلاء القضاة أحكامهم؛ مثل قاضي مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان «سليم التجيبي»، الذي كان أوَّل قاض يدون أحكامه، وقد أصبحت بعض هذه الأحكام، فيما بعد، قواعد فقهية عندَ تدوين [[فقه إسلامي|الفقه]] في العصر العباسي. ومن أبرز القضاة الأمويين: [[عامر الشعبي|عامر بن شراحيل الشعبي،]] وعبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي، وأبو إدريس الخولاني، وعبد الرحمن بن حجيرة، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وعبد الرحمن بن أذينة، وهشام بن هبيرة، وآخرون غيرهم.<ref name="سفير22">موسوعة سفير، المجلد الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص69.</ref>
كان للقضاة دور كبيرٌ في ضمان سير العدل في الدولة الأموية، وقد خالفوا الخلفاء والولاة أنفسهم عندما لزمَ ذلك ووجهوهم إلى اللالتزام بالشريعة الإسلامية، مثل ما حدثَ عندما أراد والي مصر [[عبد العزيز بن مروان]] (65 - 85 هـ) أخذ الجزية من المسلمين الجدد، فعارضه قاضي مصر آنذاك "ابن حجيرة" قائلاً: ''"أعيذك بالله أيها الأمير أن تكون أول من سنَّ ذلك بمصر"''. وقد تحقَّق عدل شبه كامل في كل الجوانب المالية بالدولة عندما جاء عهد عمر بن عبد العزيز.<ref name="سفير23">موسوعة سفير، المجلد الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص76.</ref> لكن على الرغم من أن دخول المال إلى [[بيت مال المسلمين]] كان يَخضع لرقابة كبيرة من طرف القضاة، فإن خروجها منه لم يَكن بالمثل، إذ أن خلفاء بني أمية لم يَتبعوا الخلفاء الراشدين في هذا الأمر، حيث امتنع أولئك تماماً عن الاقتراب من بيت المال أو لمس ما فيه، وأما الخلفاء الأمويون فلم يعد في عهدهم فرق بين بيت مال الدولة وأموالهم الخاصة، وأصبحوا يأخذون منه ما يشاؤون ويغدقون المال على أغراضهم الخاصة، وأصبحوا أثرياء هم وأبناؤهم وعائلاتهم. ولم يُصلَح هذا الوضع حتى جاء عهد [[عمر بن عبد العزيز]]، الذي كبحَ بني أمية ومنعهم من لمس بيت المال، وردَّ الأموال إلى أصحابها، وتحرَّى العدل في مختلف جوانب الدولة. غير أن أواخر الخلفاء الأمويين مع ذلك انحرفوا مجدداً عن هذا الطريق وأسرفوا في أموال الدولة كثيراً.<ref name="سفير24">موسوعة سفير، المجلد الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص76-77.</ref>
 
اتَّبعَ الأمويون نفس أسلوب الخلفاء الراشدين في تعيين القضاة. حيث يَقوم الخلفاء بتعيين قاضٍ على كل إقليم من أقاليم الدولة حسبَ كفاءته وأهليته للعمل. وقد دوَّن بعض هؤلاء القضاة أحاكمهم، مثل قاضي مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان "سليم التجيبي" الذي كان أوَّل قاض يدون أحكامه، وقد أصبحت بعض هذه الأحكام فيما بعد قواعد فقهية عندَ تدوين [[الفقه]] في العصر العباسي. ومن أبرز القضاة الأمويين: [[عامر بن شراحيل الشعبي]] و[[عبد الله بن عامر|عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي]] وأبو إدريس الخولاني وعبد الرحمن بن حجيرة وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري وعبد الرحمن بن أذينة وهشام بن هبيرة، وآخرون غيرهم.<ref name="سفير22">موسوعة سفير، المجلد الثاني "العصر الأموي"، مرجع سابق، ص69.</ref>
 
== نظام الحكم ==
=== جدول الخلفاء والحكام الأمويين ===
{{مفصلة|قائمة الخلفاء الأمويين}}
{|style=font-size:100%;text-align:center;width:100% class="wikitable"
|- align="center"
! الحاكم || فترة الحكم
|-bgcolor="#C0C0C0"
|align="center"|'''الخلفاء في دمشق'''<ref>تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ [[محمد فريد (حقوقي مصري)|محمد فريد بك المحامي]]، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: [[1427 هـ]] - [[2006]] م، صفحة: 30، [[بيروت]] - [[لبنان]] ISBN 9953-18-084-9
</ref>||
|-
السطر 308 ⟵ 286:
| [[مروان بن محمد]] (تولى الحكم في [[حران (تركيا)|حران]] [[الجزيرة الفراتية|بإقليم الجزيرة الفراتية]]) || [[744]]&nbsp;–&nbsp;[[750]]
|-bgcolor="#C0C0C0"
|align="center"|'''أمراء قرطبة'''<ref name="أمراء وخلفاء قرطبة">{{ cite استشهاد book بكتاب | url مسار= http://books.google.com/books?id=iRAsAQAAIAAJ&q=oath+of+allegiance | title عنوان=أخبار إسبانيا الإسلامية | first الأول=سيّد | last الأخير=عزيز الرحمن | publisher ناشر=Goodword Books | year سنة=2001 | isbn ردمك=978-81-87570-57-8 | page صفحة=129 | quote اقتباس=[توفي الأمير عبد الله في] السادس عشر من أكتوبر، سنة 912 بعد أن أمضى 26 سنة من الحكم المغمور الشائن تاركًا المتجزءة والمُفلسة إلى حفيده عبد الرحمن. وفي اليوم التالي، جرت مراسم تتويج السلطان الجديد في " «المجلس الكامل " » في القصر. |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200319022636/https://books.google.com/books?id=iRAsAQAAIAAJ&q=oath+of+allegiance&hl=es|تاريخ أرشيف=2020-01-28}}</ref> ||
|-
| [[عبد الرحمن الداخل]] || [[756]]&nbsp;–&nbsp;[[788]]
السطر 316 ⟵ 294:
| [[الحكم بن هشام]] || [[796]]&nbsp;–&nbsp;[[822]]
|-
| [[ عبد الرحمن الأوسط|عبد الرحمن بن الحكم]] || [[822]]&nbsp;–&nbsp;[[852]]
|-
| [[ محمد بن عبد الرحمن|محمد بن عبد الرحمن الأوسط]] || [[852]]&nbsp;–&nbsp;[[886]]
|-
| [[المنذر بن محمد]] || [[886]]&nbsp;–&nbsp;[[888]]
السطر 326 ⟵ 304:
| [[عبد الرحمن الناصر لدين الله]] || [[912]]&nbsp;–&nbsp;[[929]]
|-bgcolor="#C0C0C0"
|align="center"|'''الخلفاء في قرطبة'''<ref name="أمراء وخلفاء قرطبة" /> ||
|-
| [[عبد الرحمن الناصر لدين الله]]، بصفته خليفة || [[929]]&nbsp;–&nbsp;[[961]]
السطر 342 ⟵ 320:
| [[سليمان المستعين بالله]]، أُعيد تنصيبه || [[1012]]&nbsp;–&nbsp;[[1017]]
|-
| [[ عبد الرحمن المرتضي بالله|عبد الرحمن المرتضى]] || [[1021]]&nbsp;–&nbsp;[[1022]]
|-
| [[ عبد الرحمن المستظهر بالله|عبد الرحمن بن هشام المستظهر بالله]] || [[1022]]&nbsp;–&nbsp;[[1023]]
|-
| [[ محمد المستكفي بالله|محمد المستكفي]] || [[1023]]&nbsp;–&nbsp;[[1024]]
|-
| [[ هشام المعتد بالله|هشام بن محمد المعتد بالله]] || [[1027]]&nbsp;–&nbsp;[[1031]]
|}
 
=== الخلافة ===
[[ملف:الأمويون.png|تصغير|خلفاء بني أمية.]]
كان [[الخلفاء الراشدون]] يعيشون حياةً بعيدة عن الأبّهة، الأبَّهة، ولم تكن تختلف عن حياة أي مواطن عادي في عهدهم، عهدهم؛ فلم يكن [[ أبو بكر الصديق|أبو بكر]] على سبيل المثال، يتقاضى راتبًا، وكان [[عمر بن الخطاب| عمر عمر،]] إبَّان خلافته، يستعين على الانفاق الإنفاق على نفسه أبّان خلافته بما يربحه من التجارة. التجارة، وعندما فلما أعلن [[معاوية بن أبي سفيان]] نفسه خليفةً، إثر مقتل الإمام [[علي بن أبي طالب]]، تأثّر بنظم الحكم التي كان [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطيون]] يطبقونها في [[بلاد الشام|الشام]] ، فعاش حياة الملوك، واتخذ عرشًا للملك، وأقام الشرطة لحراسته، ودفعه مقتل ثلاثة خلفاء من قبله إلى أن يبني مقصورةً خاصةً في المسجد يُصلي بها منفردًا عن الناس. وحين عُهد بولاية العهد إلى ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] استحدث للدولة الإسلامية تقليدًا جديدًا، جديدًا؛ فقد أصبحت الخلافة ملكًا وراثيًا بعد أن كانت انتخابية باختيار تقوم أهل على الحل مبدأ والعقد المبايعة لأبي الحرّة بكر والتعيين لعمر والاختيار من أصحاب الشورى الستة لعثمان.<ref name="الخليفة" /> وقد عارض اعترض على ذلك أهل [[الحجاز]] ، وخاصة المدينة المنورة، بما فيهم أبناء الصحابة [[عبد الرحمن بن أبي بكر]]، و[[ عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]]، و[[عبد الله بن الزبير]]، و[[عبد الله بن عباس]]، و[[عبد الله بن جعفر بن أبي طالب]] ، ؛ فقد عارضوا جعل [[ خلافة إسلامية|الخلافة الإسلامية]] وراثية، فأعلن عبد الرحمن بن أبي بكر استنكاره لولاية العهد قائلاً: "{{خط /عربي دولي|ما الخيار أردتم لأمة محمد، ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل}} . كما قال وقال عبد الله بن عمر: "{{خط /عربي دولي|إن هذه الخلافة ليست بهرقلية ولا قيصرية ولا كسروية يتوارثها الأبناء عن الآباء، ولو كانت كذلك كنت القائم بها بعد أبي}} ". وقد عُرف التوريث بالهرقلية أو الكسروية تشبهًا بنظام أباطرة الروم وأكاسرة فارس الوراثي.<ref>الدولة العربية الإسلامية الأولى (1-41 هـ / 623-661 م). الطبعة الثالثة 1995 م. دكتور عصام شبارو. دار النهضة العربية، بيروت - لبنان. صفحة: 370</ref> وكان الخليفة طوال عهد الأسرة الأموية ملكًا لا يتقيد، في حكم البلاد، بدستور. بدستور، وكانت جميع السلطات تجتمع في شخصه، فهو رئيس الدولة، وجميع الذين ينوبون عنه في إدارة الولايات، مسؤولون تجاهه.<ref name="الخليفة">المصور في التاريخ، الجزء التاسع. حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى. تأليف: شفيق جحا، [[بهيج عثمان]]، [[منير البعلبكي]]. الطبعة التاسعة عشر، أيلول/سبتمبر 1999. [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]] - [[لبنان]]. صفحة: 355</ref>
 
=== الوالي أو العامل ===
{{ رئيسي مفصلة| ملحق:قائمة ولاة الدولة الأموية}}
كانت الدولة الأموية مقسمة إلى [[ ملحق:قائمة ولاة الدولة الأموية|عدّة ولايات]] ذات حدود غير ثابتة، ثابتة؛ فقد كانت تتغير بين الحين والآخر والآخر، وفق توسع الدولة. الدولة، وقد كان النظام الإداري في عهد الأمويين بسيطًا، بسيطًا؛ فكان الأمويون يختارون ولاتهم ولاتِهم من [[عرب|العرب]] الخلّص. واشتهر من عمّال الأمويين: [[عمرو بن العاص]] والي [[ تاريخ مصر الإسلامية|مصر]]، و[[زياد بن أبيه |زياد بن أَبِيه]]، وبعده [[ الحجاج بن يوسف الثقفي|الحجاج بن يوسف]] على العراقين العراقين؛ الشمالي والجنوبي. والجنوبي،<ref name="الوالي">المصور في التاريخ، الجزء التاسع. حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى. تأليف: شفيق جحا، [[بهيج عثمان]]، [[منير البعلبكي]]. الطبعة التاسعة عشر، أيلول/سبتمبر 1999. [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]] - [[لبنان]]. صفحة: 366</ref> وقد كانت سلطة كل من هؤلاء مطلقة في ولايته. وكانت مهمة الوالي في العصر الأموي تتمثل في إمامة الصلاة، وقيادة الجيش، وجباية الخراج، وإدارة البريد، وسائر الأعمال الإدارية.<ref name="الوالي" /> وكانت مصاريف الولاية يتم إخراجها تُسْتَخْرَجُ من الضرائب المحلية، والفائض منها يُرسل إلى [[دمشق]] ليوضع في [[بيت المال]]. غير أنه في أواخر العهد الأموي، عندما أخذت سلطة الخليفة في دمشق تضعف، أخذ عدد من الولاة يحتفظون بالفائض لأنفسهم، فكونوا فكَوَّنُوا ثروات بذلك طائلة ثرواتٍ طائلةً.<ref name group=" Ochsenwald 2004 57 la">{{ cite استشهاد book بكتاب| last الأخير=Ochsenwald| first الأول=William| title عنوان=The Middle East, A History| year مسار= https://archive.org/details/middleeasthistor0000fish_u9b8|سنة=2004| publisher ناشر=McGraw Hill| isbn ردمك=0-07-244233-6| pages صفحات= [https://archive.org/details/middleeasthistor0000fish_u9b8/page/57 57]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220715031523/https://archive.org/details/middleeasthistor0000fish_u9b8|تاريخ أرشيف=2022-07-15}}</ref> ولم يكن منصب الوزارة معروفًا في العصر الأموي، الأموي؛ فقد كان الخلفاء يستيعنون ببعض المساعدين، ولكنهم لم يسموا أحدًا منهم وزيرًا، ما عدا زياد بن أبيه أبيه؛ الذي فقد لقبه بعضهم بالوزير في عهد معاوية.<ref>المصور في التاريخ، الجزء التاسع. حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى. تأليف: شفيق جحا، [[بهيج عثمان]]، [[منير البعلبكي]]. الطبعة التاسعة عشر، أيلول/سبتمبر 1999. [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]] - [[لبنان]]. صفحة: 356</ref>
 
=== الكاتب ===
ترجع مهنة الكتابة إلى عهد الرسول [[محمد]]، عندما كان يتخذ كتابًا يدونون له آيات [[القرآن|القرآن الكريم]]. ولمّا توسعت الدولة الإسلامية في العهد الأموي، وبلغت مشارف [[الصين]] شرقًا و[[فرنسا]] غربًا، أخذ كل خليفة يعتمد على كاتبه لإنشاء الرسائل التي يبعث بها إلى الولاة والقادة والملوك الآخرين، وأن يتلقى الرسائل التي ترد إلى الخليفة. ولمّا تشعبت أمور الدولة إزداد ازداد اعتماد الخلفاء على كتبتهم، وتساهل سليمان بن عبد الملك الملك؛ فأمر كاتبه مرة أن يوقع عنه رسالة إلى قائد من قادة الجيش. الجيش، ولم يلبث الكاتب أن أصبح موضع ثقة الخليفة، واكتفى الخليفة بأن يوقع على الرسائل. وقبل أن ينقضي العصر الأموي كانت الكتابة قد أصبحت صناعة ذات ذاتَ قواعد قواعدَ وشروط وشروطٍ ذكرها عبد الحميد بن يحيى، كاتب [[مروان بن محمد]] ، في رسالة معروفة في تاريخ [[ نثر|النثر]] العربي. وقد بلغت الثقة الممنوحة للكاتب للكاتب، منذ آخر العصر الأموي، حدًا حدًّا جعله وكأنه وزير وزيرٌ، له رأي في أمور الدولة، وكان الكتّاب الكَّاب يمتازون بسعة بسَعة العلم العلم، وصواب الفكر الفكر، وطول الخبرة. وإلى جانب كاتب الرسائل، كان هناك أصناف أصنافٌ أخرى من الكتّاب الكتَّاب، أقل أقلُّ شأنًا شأنًا؛ مثل مثلُ كاتب الخراج الخراج، وكاتب الجند الجند، وكاتب القضاء.<ref>المصور في التاريخ، الجزء التاسع. حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى. تأليف: شفيق جحا، [[بهيج عثمان]]، [[منير البعلبكي]]. الطبعة التاسعة عشر، أيلول/سبتمبر 1999. [[دار العلم للملايين]]، [[بيروت]] - [[لبنان]]. صفحة: 357</ref>
 
== طالع كذلك أيضًا ==
* [[ الدولة الأموية في الأندلس|الخلافة الأموية في الأندلس]] .
* [[الدولة العباسية]] .
* [[قائمة الخلفاء]]
* [[قائمة السلالات الحاكمة الإسلامية السنية|قائمة السلالات الإسلامية السنية]]
* [[جيش الدولة الأموية]]
 
== المراجع ==
=== باللغة العربية ===
{{ثبت_المراجع وإطار}}
{{مراجع}}
 
=== بلغاتٍ أجنبيةٍ ===
{{مراجع|مجموعة="la"|2|محاذاة=نعم}}
 
== الكتب ==
* {{ cite استشهاد book|ref=harv بكتاب| title الأول=عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني| given الأخير=[[ ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]| surname عنوان=[[الكامل في التاريخ]] – المجلد الثاني| publisher ناشر=دار صادر| year سنة=1979 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book|ref=harv بكتاب| title الأول=عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني| given الأخير=[[ ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]| surname عنوان=[[الكامل في التاريخ]] – المجلد الثالث| publisher ناشر=دار صادر| year سنة=1979 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book|ref=harv بكتاب| title الأول=عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني| given الأخير=[[ ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]| surname عنوان=[[الكامل في التاريخ]] – المجلد الرابع| publisher ناشر=دار صادر| year سنة=1979 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book بكتاب| ref الأول= harv العش| title الأخير=يوسف العش|given=| surname عنوان=الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان| publisher ناشر=دار الفكر| year سنة=الطبعة الثانية سنة 1985 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book بكتاب| ref الأول= harv شاكر| title الأخير=محمود|مؤلف-وصلة= [[محمود شاكر ]] (مؤرخ)| given=|surname عنوان=التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي| publisher ناشر=المكتب الإسلامي| year سنة=الطبعة الأولى سنة 1982 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book بكتاب| ref الأول= harv قباني| title الأخير=محمد قباني| given=|surname عنوان=الوجيز في الخلافة الراشدة| publisher ناشر=دار الفاتح - دار وحي القلم| year سنة=الطبعة الأولى سنة 2006 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book بكتاب| ref الأول= harv قباني| title الأخير=محمد قباني|given=| surname عنوان=الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط| publisher ناشر=دار الفاتح - دار وحي القلم| year سنة=2006 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book بكتاب| ref الأول= harv|title=محمد الضخري الخضري بك| given الأخير= محمد| surname عنوان=تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية| publisher ناشر=المكتبة التجارية الكبرى| year سنة=1969 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book بكتاب| ref الأول= harv برجاوي| title الأخير=سعيد أحمد برجاوي|given=| surname عنوان=الحروب الصليبية في المشرق| publisher ناشر=دار الآفاق الجديدة| year سنة=الطبعة الأولى سنة 1984 |isbn=}}
* {{ cite استشهاد book بكتاب| ref الأول= harv أمين| title الأخير= [[أحمد أمين]]| given مؤلف-وصلة= أحمد أمين (مفكر)| surname عنوان=فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية| publisher ناشر=دار الكتاب العربي| year سنة=الطبعة العاشرة سنة 1969 |isbn=}}
 
== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [http://islam-call.com/records/viewGroup/Id/66 التاريخ السياسي للدولة الأموية].
* [https://web.archive.org/web/20170817121144/http://islam-call.com/records/viewGroup/Id/66 التاريخ السياسي للدولة الأموية].
* [http://www.hukam.net/family.php?fam=14 الأمويون].
 
{{مواضيع الدولة الأموية}}
{{معارك الدولة الأموية}}
{{الدول التاريخية الإسلامية}}
{{مواضيع الإسلام}}
{{السلالات الإسلامية الحاكمة لمنطقة المشرق العربي}}
{{أجناد الشام}}
{{مواضيع إيران|state=autocollapse}}
{{غزوات ومعارك القرن الأول الهجري}}
{{مواضيع المغرب}}
{{مواضيع السعودية}}
{{إمبراطوريات}}
{{تاريخ الإسلام}}
{{شريط بوابات|تاريخ إسلامي|إسلام|تاريخ الشرق الأوسط}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الدولة الأموية|دمشق}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=9734009|التاريخ=24 أكتوبر 2012}}
{{لا للتصنيف المعادل}}
{{لا لربط البوابات المعادل}}
 
[[تصنيف:الدولة الأموية| ]]
[[تصنيف: سلالات عربية أمويون]]
[[تصنيف: أسر الحجاز حاكمة في مسلمة القرن 7]]
[[تصنيف:إمبراطوريات عربية]]
[[تصنيف:تأسيسات القرن 7 في آسيا]]
[[تصنيف:تأسيسات القرن 7 في إفريقيا]]
[[تصنيف:تاريخ الحجاز الإسلامي]]
[[تصنيف:دول سابقة في العالم الإسلامي]]
[[تصنيف:دول وأقاليم أسست في عقد 660]]
 
[[تصنيف:دول عظمى سابقة]]
[[af:Omajjadiese Kalifaat]]
[[als:Umayyaden]]
[[an:Omeya]]
[[ast:Dinastía Omeya]]
[[be:Амеяды]]
[[bg:Умаяди]]
[[bs:Emevije]]
[[ca:Omeia (llinatge)]]
[[ceb:Dinastiyang Omeya]]
[[ckb:دەوڵەتی ئەمەوی]]
[[cs:Umajjovci]]
[[da:Umayyade-kalifatet]]
[[de:Umayyaden]]
[[en:Umayyad Caliphate]]
[[eo:Umajadoj]]
[[es:Califato Omeya]]
[[eu:Omeiatar Kaliferria]]
[[fa:امویان]]
[[fi:Umaijadit]]
[[fr:Omeyyades]]
[[fy:Omajjaden]]
[[gl:Dinastía Omeia]]
[[he:בית אומיה]]
[[hi:उमय्यद]]
[[hr:Omejidi]]
[[hu:Omajjádok]]
[[id:Kekhalifahan Umayyah]]
[[it:Omayyadi]]
[[ja:ウマイヤ朝]]
[[jv:Bani Umayah]]
[[ka:ომაიანები]]
[[kk:Омейя әулеті]]
[[ko:우마이야 왕조]]
[[ku:Umeye]]
[[la:Caliphatus Omayadarum]]
[[lt:Omejadų kalifatas]]
[[lv:Umajādu kalifāts]]
[[mg:Kalifaty Omaiada]]
[[mk:Омејади]]
[[ms:Kerajaan Bani Umayyah]]
[[nl:Omajjaden]]
[[nn:Omajadane]]
[[no:Umajjadene]]
[[oc:Califat Omeia]]
[[pl:Umajjadzi]]
[[pnb:بنو امیہ]]
[[pt:Omíadas]]
[[ru:Омейяды]]
[[scn:Omayyadi]]
[[sh:Omejadi]]
[[simple:Umayyad Empire]]
[[sk:Umajjovci]]
[[sl:Umajadski kalifat]]
[[so:Khilaafadii Umawiyiinta]]
[[sr:Омејадски калифат]]
[[sv:Umayyaderna]]
[[sw:Wamuawiya]]
[[ta:உமையா கலீபகம்]]
[[th:ราชวงศ์อุมัยยะฮ์]]
[[tl:Dinastiyang Omeya]]
[[tr:Emevîler]]
[[uk:Омейяди]]
[[ur:خلافت امویہ]]
[[vi:Nhà Omeyyad]]
[[zh:倭马亚王朝]]