الدولة الأموية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
رفض التغيير النصي الأخير (لTahiraallawati) واستعادة المراجعة 9702131 لNageh Didamony
|
Riad Salih (نقاش | مساهمات)
تدقيق سريع للمقدمة التمهيدية
|
||
سطر 1:
{{محمية|1}}
{{ص.م بلد سابق
|
الاسم_المحلي
=
الخِلَافَةُ
الأُمَوِيَّةُ
-
دَولَةُ
بَنِي
| الاسم_الشائع = الدَّوْلَةُ الأُمَوِيَّةُ
| خريطة =Caliphate 740-ar.svg
| تسمية الخريطة = الدولة الأموية في أقصى اتساعٍ لها قُرابة سنة 750م.
|
القارة
| تسمية وصلة العلم = <small>راية بني أُميَّة البياض</small>
| نظام الحكم = خلافة وِراثيَّة
| لقب الحاكم = [[أمير المؤمنين]]
| الحاكم1 = [[معاوية بن أبي سفيان|مُعاوية بن أبي سُفيان]]<sup>(1)</sup>
| فترة الحاكم1 = [[661]] - [[680]]
| الحاكم2 = [[مروان بن الحكم|مَروان بن الحَكَم]]<sup>(2)</sup>
| فترة الحاكم2 = [[684]] - [[685]]
| الحاكم3 = [[مروان بن محمد|مُروان بن مُحمَّد]]<sup>(3)</sup>
| فترة الحاكم3 = [[744]] - [[750]]
| الدين = [[الإسلام]] (الدِّيانةُ الرَّسميَّة).<br /> <small>أقليَّات كُبرى وصُغرى: [[المسيحية|المسيحيَّة]]، و[[اليهودية|اليهوديَّة]]، و[[المندائية|الصابئيَّة]]، و[[الزرادشتية|المجوسيَّة]]</small>
| مساحة كم2 = 13400000
| العملة = [[دينار|الدينار]] و[[درهم|الدرهم]]
| العاصمة = [[دمشق]] <small>(661–744م)</small><br />[[حران (تركيا)|حرَّان]] <small>(744–750م)</small>
| سنة البداية = 661
| سنة النهاية = 750
| لغة رسمية = لا
| بلد سابق1 = الخلافة الراشدة
| علم بلد سابق1 = BlackFlag.svg
| بلد سابق2 = الإمبراطورية البيزنطية
| علم بلد سابق2 = Labarum of Constantine the Great.svg
| بلد سابق3 = مملكة القوط الغربيين
| علم بلد سابق3 = Emblema del Reino de Asturias.svg
| بلد لاحق1 = الدولة العباسية
| علم بلد لاحق1 = Black flag.svg
| بلد لاحق2 = الدولة الأموية في الأندلس
| علم بلد لاحق2 = Umayyad Flag.svg
| صورة علم = [[ملف:Umayyad Flag.svg|حدود|150بك|مركز]]
| ملاحظات = (1): أوَّل الخُلفاء الأُمويين، (2): مُؤسس السُلالة المروانيَّة، (3): آخر الخُلفاء.
| اليوم = {{قائمة مخفية
|عنوان = 46 دولة
|1 = {{علم|أفغانستان}}
|2 = {{علم|الجزائر}}
|3 = {{علم|أندورا}}
|4 = {{علم|أرمينيا}}
|
|
|7 = {{علم|تشاد}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| مؤلف =M.A. Al-Bakhit, L. Bazin and S.M. Cissoko| تاريخ =2008 | مسار أرشيف =http://web.archive.org/web/20150324150424/http://books.google.com/books?id=PvlthkbFU1UC&pg=PA1190&dq=niger+uqba+nafi&hl=en&sa=X&ei=C1A_UpKnLuv94AO_x4GgBQ&ved=0CEIQ6AEwBA |تاريخ أرشيف=24 مارس 2015| مسار =http://books.google.com/books?id=PvlthkbFU1UC&pg=PA1190&dq=niger+uqba+nafi&hl=en&sa=X&ei=C1A_UpKnLuv94AO_x4GgBQ&ved=0CEIQ6AEwBA#v=onepage&q=niger%20uqba%20nafi&f=false| عنوان =''The Peoples'', Sekene Mody Cissoko, '''History of Humanity:From the Seventh to the Sixteenth Century'''| المجلد=Vol. IV}}</ref>
|8 = {{علم|قبرص}}
|9 = {{علم|مصر}}
|10 = {{علم|إريتريا}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| مسار أرشيف =http://web.archive.org/web/20150324152046/http://books.google.com/books?id=PMFVeWTWF0YC&pg=PA100&lpg=PA100&dq=dahlak+archipelago+umayyad&source=bl&ots=xXmmUqyiBG&sig=dr0kQxuP6pk0aYAnd3uH0RMYCj8&hl=en&sa=X&ei=GP-iUIPhAcLf0gHT2YGgAw&ved=0CDQQ6AEwAQ| تاريخ أرشيف =24 مارس 2015| مسار =http://books.google.com/books?id=PMFVeWTWF0YC&pg=PA100&lpg=PA100&dq=dahlak+archipelago+umayyad&source=bl&ots=xXmmUqyiBG&sig=dr0kQxuP6pk0aYAnd3uH0RMYCj8&hl=en&sa=X&ei=GP-iUIPhAcLf0gHT2YGgAw&ved=0CDQQ6AEwAQ#v=onepage&q=dahlak%20archipelago%20umayyad&f=false| عنوان =Red Sea Citizens: Cosmopolitan Society and Cultural Change in Massawa| صفحات =100| لغة =en| مؤلف =Jonathan Miran| ناشر =Indiana University Press}}</ref>
|11 = {{علم|فرنسا}}
|12 = {{علم|جورجيا}}
|13 = {{علم|جبل طارق}}
|14 = {{علم|اليونان}}<ref group="la">Khalid Yahya Blankinship (1994) ''The End of the Jihad State: The Reign of Hisham Ibn 'Abd al-Malik and the Collapse of the Umayyads''. SUNY Press. p. 286</ref>
|15 = {{علم|الهند}}<ref group="la">Khalid Yahya Blankinship (1994) ''The End of the Jihad State: The Reign of Hisham Ibn 'Abd al-Malik and the Collapse of the Umayyads''. SUNY Press. p. 147</ref>
|16 = {{علم|إيران}}
|
|18 = {{علم|فلسطين}}
|19 = {{علم|الأردن}}
|20 = {{علم|كازاخستان}}
|21 = {{علم|الكويت}}
|22 = {{علم|قيرغيزستان}}
|23 = {{علم|لبنان}}
|24 = {{علم|ليبيا}}
|25 = {{علم|موريتانيا}}
|26 = {{علم|المغرب}}
|27 = {{علم|النيجر}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| مؤلف =Stefan Goodwin| تاريخ =2006 | مسار = http://books.google.com/books?id=Wqidll-BE-wC&pg=PA85&dq=niger+uqba+nafi&hl=en&sa=X&ei=C1A_UpKnLuv94AO_x4GgBQ| عنوان =Africas Legacies Of Urbanization: Unfolding Saga of a Continent| ناشر=Rowman & Littlefield| صفحات =85| لغة =en|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191218192425/https://books.google.com/books?id=Wqidll-BE-wC|تاريخ أرشيف=2019-12-18}}</ref>
|28 = {{علم|عمان}}
|
|
|31 = {{علم|البرتغال}}
|
|33 = {{علم|روسيا}}
|
|35 = {{علم|الصومال}}<ref group="la">{{استشهاد ويب| الأخير =Muktar| الأول =Mohamed Haji | المؤلفون =ed. Ali Jimale Ahmed| تاريخ =1995 | مسار أرشيف =http://web.archive.org/web/20160803223114/https://books.google.com/books?id=XpdAzRYruCwC&pg=PA3&dq=somalia+umayyad&hl=en&sa=X&ei=Wf-iUMu8K-WS0QHd5YCwDg&ved=0CDAQ6AEwAA | مسار =http://books.google.com/books?id=XpdAzRYruCwC&pg=PA3&dq=somalia+umayyad&hl=en&sa=X&ei=Wf-iUMu8K-WS0QHd5YCwDg&ved=0CDAQ6AEwAA#v=onepage&q=somalia%20umayyad&f=false| عنوان =''Islam in Somali History:Fact and Fiction''| تاريخ أرشيف=03 أغسطس 2016| ناشر=The Red Sea Press, Inc.| صفحات =3}}</ref>
|
|37 = {{علم|سوريا}}
|
|
|
|
|42= {{علم|الإمارات العربية المتحدة}}
|43= {{علم|أوزبكستان}}
|44= {{علم|اليمن}}
|45= {{علم|الصحراء الغربية}}
|46= {{علم|الصين}}
|47= {{علم|قبرص الشمالية}}
|48= {{علم|إسرائيل}}
}}
| اللغة = [[اللغة العربية|العربيَّة]] (اللُّغةُ الرَّسميَّة)<br /> <small>لُغات أُخرى: [[اللغة الآرامية|الآراميَّة]]، [[اللغة الأرمنية|الأرمنيَّة]]، [[لغات أمازيغية|البربرية]]، [[اللغة الجورجية|الكرجيَّة]]، [[اللغة اليونانية|الروميَّة]]، [[اللغة القبطية|القبطيَّة]]، [[عبرية توراتية (لغة)|العبرانيَّة]]، [[لغات أتراكية|التُركيَّة]]، [[اللغة البهلوية|الفهلويَّة]]، [[اللغة الكردية|الكُرديَّة]]، [[اللغة المستعربية|المُستعربة]]</small>
| سكان البلد = 34000000
| سميت باسم = [[أمية بن عبد شمس|أُمَيَّة بن عبد شمس]]
}}
'''ٱلدَّوْلَةُ ٱلأُمَوِيَّةُ''' أو '''ٱلْخِلَافَةُ ٱلأُمَوِيَّةُ''' أو '''دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّة''' ([[41 هـ|41]] - [[132 هـ]] / [[662]] - [[750]] م) هي أكبر دولة وثاني [[خلافة إسلامية|خلافة في تاريخ الإسلام]]، وواحدةٌ من [[قائمة أكبر الإمبراطوريات|أكبر الدُّوَلِ الحاكِمة في التَّاريخ]]. كان بنو أُميَّة أُولى الأُسر [[الحجاز]]ية [[الإسلام|المُسلمة]] الحاكِمة؛ إذ حكموا من سنة [[41 هـ|41هـ]] ([[662]]م) إلى [[132 هـ]] ([[750]]م)، وكانت عاصمةُ الدَّولة في مدينة [[دمشق]]. بلغت الدَّولة الأُمويَّة ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر [[هشام بن عبد الملك]]؛ إذ امتدت حُدودها من أطراف [[الصين]] شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح [[إفريقية]] و[[المغرب العربي|المغرب]] و[[الأندلس|الأندلُس]] وجنوب [[بلاد الغال|الغال]] و[[السند (إقليم)|السند]] و[[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]].
يرجع نسب الأُمويّين إلى [[أمية بن عبد شمس|أميَّة بن عبد شمس]] من قبيلة [[قريش|قُريش]]، وكان لهم دورٌ هام في عهد [[جاهلية|الجاهلية]] وخلال العهد الإسلاميّ. أسلَم [[معاوية بن أبي سفيان]] في عهد [[محمد|الرَّسول مُحمد]]، وتأسست الدَّولة الأُمويَّة على يده، وكان قبل ذلك واليًا على [[بلاد الشام|الشام]] في عهدِ الخليفة [[عمر بن الخطاب|عُمر بن الخطَّاب]]، ثم نشب نزاع بينه وبين [[علي بن أبي طالب]] بعد [[فتنة مقتل عثمان]]، حتى تنازل ابنه [[الحسن بن علي|الحسن]] عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأمويَّة بذلك. أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة؛ إذ جعل الخلافة وراثيَّة عندما عهد لابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا، وأحاط نفسه بأبَّهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَّة في المسجد، كما أنشأ [[ديوان الخاتم]] ونظام البريد. بعد وفاة إبنه يزيد اضطربت الأمور؛ فطالب [[عبد الله بن الزبير]] بالخلافة، ثم تمكن [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك بن مروان بن الحكم]] من هزيمته وقتله في مكة سنة [[73 هـ|73]] هـ، فاستقرت الدولة مجددا.
جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد [[الوليد بن عبد الملك]]؛ فاستكمل فتح [[المغرب العربي|بلاد المغرب]]، و[[الفتح الإسلامي للأندلس|فُتحت الأندلس بكاملها]]، كما فُتحت [[الفتح الإسلامي للسند|السند]] بقيادة عدة قادة من أشهرهم [[سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي|سنان بن سلمة الهذلي]] و[[محمد بن القاسم الثقفي]] وبلاد ما وراء النهر بقيادة [[قتيبة بن مسلم الباهلي|قتيبة بن مسلم]]، ثم جاء بعده الخليفة [[سليمان بن عبد الملك]] الذي توفي مرابطًا في [[مرج دابق (حلب)|مرج دابق]] لإدارة [[حصار القسطنطينية (717-718)|حصار القسطنطينية]]، ثم الخليفة الزاهد [[عمر بن عبد العزيز]]، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرةً، ثم ابن عمه [[يزيد بن عبد الملك]]، ثم أخوه [[هشام بن عبد الملك|هشام]] الذي [[الفتح الإسلامي للغال|فُتح في عهده جنوب فرنسا]]، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر [[مروان بن محمد]] على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم، ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في [[معركة الزاب]] فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.
شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتنا كثيرة، وكان منفذو أغلب هذه الثورات إما [[خوارج|الخوارج]] وإما [[الشيعة]]، كما اعترض [[الحسين بن علي]] على حكم [[يزيد بن معاوية|يزيد]] فلم يبايعه، بل قاومه وخرج إلى العراق مستجيبا لمن بايعوه {{بحاجة لمصدر أفضل}}<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://ar.islamway.net/article/42105/حقائق-غائبة-حول-استشهاد-الحسين-وأحداث-كربلاء-1-خروج-الحسين?__ref=c-rel&__score=0.6
| عنوان = حقائق غائبة حول استشهاد الحسين وأحداث كربلاء (1) خروج الحسين - علي بن محمد الصلابي
| موقع = ar.islamway.net
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2019-06-02
|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306222327/https://ar.islamway.net/article/42105/حقائق-غائبة-حول-استشهاد-الحسين-وأحداث-كربلاء-1-خروج-الحسين?__ref=c-rel&__score=3.3|تاريخ أرشيف=2019-12-11}}</ref>، فَتَصَدّتْ له جيوش الأمويين في [[معركة كربلاء]] التي انتهت بمقتله، وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له؛ منها [[ثورة التوابين]] و[[المختار الثقفي|ثورة المختار الثقفي]]، ثم هدأوا بعد قمعهما أكثر من نصف قرن حتى ثورة [[زيد بن علي]]. ثار الخوارج مرارا وتكرارا ولم يهدأوا إلا لقرابة عشرين عاما بين أواسط عهد عبد الملك وبداية عهد يزيد. وقد كان لأشهر ولاة الأمويين [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] دور كبير في إخماد هذه الثورات وتهدئتها خلال أواخر [[قرن 1 هـ|القرن الأول الهجري]]، خصوصا أنه كان والي العراق والمشرق، الذي كان {{بدون لف|– وخصوصاً مدينة الكوفة –}} مركز ألد أعداء الحكم الأموي، فيما كانت الشام تعد حليفة الأمويين وعاصمتهم، وكان من أشرس الثورات التي قامت على الدولة الأموية ثورتا [[عبد الله بن الزبير]] و[[عبد الرحمن بن الأشعث]].
سقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية [[أهل البيت|آل البيت]] بِالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة [[علي بن أبي طالب]] بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة [[العباس بن عبد المطلب]] عم [[محمد|النبي محمد]] بالخلافة. وقد تطور الحزب العباسي تطورًا تدريجيًا، والتزم الهدوء طوال عهود القوة الأموية، واستغل ضعف الاقتصاد لتفجير ثورته، وفضلا عن ذلك يرى المؤرخ العراقي [[عبد العزيز الدوري]] أن العباسيين قد استغلوا أيضًا [[عنصرية|التمييز العنصري]] والطبقي الذي كان يمارسه الأمويون بين [[عرب|العرب]] وغير العرب في الوظائف و[[ضريبة|الضرائب]] و[[جيش|الجيش]]، فكونوا بذلك قاعدة شعبية عريضة لدى غير العرب، خصوصًا في أوساط فلاحي الريف وعمال المدن الفقراء. وقد قام [[أبو مسلم الخراساني]] بإعلان قيام الدولة العباسية في [[خراسان الكبرى|خراسان]]، وحارب [[نصر بن سيار الكناني|نصر بن سيار]] الوالي الأموي فيها، وانتصر عليه، ثم احتلّ [[مرو (مدينة)|مدينة مرو]]، ومنها انتقل زعيم الحركة [[أبو العباس السفاح|أبو العباس]] إلى [[الكوفة]] في [[أغسطس]] سنة [[742]]م بشكل سري، وظل مختفيًا حتى [[29 أكتوبر]] [[750]]م، الموافق فيه [[12 ربيع الأول]] سنة [[132 هـ|132هـ]] حين بايعه أهل [[الكوفة]] بالخلافة، لتدخل عملية خلق الدولة العباسية مرحلتها الأخيرة؛ إذ التقى على إثر ذلك الجيش الأموي بقيادة [[مروان بن محمد]] وجيش العباسيين بقيادة [[أبو العباس السفاح|أبي العباس]] قرب [[نهر الزاب الكبير|نهر الزاب]] شمال العراق بين [[الموصل]] و[[أربيل]]، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين أتموا فتح [[عراق العرب|العراق]] وانتقلوا منها إلى [[بلاد الشام]] و[[تاريخ مصر الإسلامية|مصر؛]] حيث طاردوا فلول الجيش الأموي، وقتلوا الخليفة [[مروان بن محمد]] في معركة بوصير. وبفتحهم [[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]] دانت لهم سائر الأمصار التي كانت تابعة للأمويين، وتأسست الدولة العباسية، ثالث مراحل [[خلافة إسلامية|تاريخ الخلافة]].
== التاريخ ==
=== التأسيس وخلافة معاوية ===
{{
{{إسلام}}
[[ملف:First Fitna map blank.svg|تصغير|280بك|يمين|الدولة الإسلامية بعد [[فتنة مقتل عثمان]]، المناطق الملونة باللون الأخضر هي التي يُسيطر عليها الخليفة [[علي بن أبي طالب]]، وأما الأحمر فهو ولاية الشام تحت سلطة [[معاوية بن أبي سفيان]]، والأزرق ولاية مصر تحت سلطة [[عمرو بن العاص]].]]
في أواسط عهد الخليفة [[عثمان بن عفان]] اشتعلت [[فتنة مقتل عثمان|الفتنة في الدولة الإسلامية]]، وأخذت بالانتشار شيئًا فشيئًا،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=66-76}}</ref> ثمَّ أدت إلى مقتله في [[ذو الحجة|شهر ذو الحجة]] من عام [[35 هـ|35هـ]] ([[يونيو]] عام [[656]]م)،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=72-74}}</ref> ولكن الفتنة لم تنته بذلك، فجاءَ عهد [[علي بن أبي طالب]] مليئًا بالقلاقل والنّزاعات الّتي فشل في إنهاء مُعظمها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=121}}</ref> وفي النهاية اتفق في [[رمضان (شهر)|شهر رمضان]] من عام [[40 هـ|40هـ]] ([[ديسمبر]] عام [[660]]م)<ref>[http://www.islammemo.cc/zakera/methl-haza-elyawm/2011/08/17/132179.html مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]. مفكرة الإسلام. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170610000705/http://islammemo.cc:80/zakera/methl-haza-elyawm/2011/08/17/132179.html |date=10 يونيو 2017}}</ref><ref>كتاب «مقتل علي بن أبي طالب والحسين»، [[ابن تيمية|لابن تيميَّة]].</ref> ثلاثة من [[خوارج|الخوارج]] - هُم [[عبد الرحمن بن ملجم]] والبرك بن عبد الله التميميّ وعمرو بن بكر التميميّ السعديّ - على أن يَقتل الأول منهم عليَّ بن أبي طالب، وأن يقتل الثاني [[معاوية بن أبي سفيان|معاويةَ بن أبي سفيان]] -والي [[بلاد الشام|الشام]] آنذاك- وأن يقتل الثالث [[عمرو بن العاص]] -والي [[تاريخ مصر الإسلامية|مصر]] آنذاك- معا في نفس الليلة، فنجح الأول في مهمّته، وأما الاثنان الآخران ففشلا وقُتلا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=387-394}}</ref> كان معاوية واليا على الشام منذ سنة 18 هـ، وذلك بعد أن عيَّنه [[عمر بن الخطاب]]،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، ص9. دار سفير، سنة 1996.</ref> وعلى الرَُغم من حصول بعض الخلافات بينه وبين عليّ، وخوضه [[معركة صفين]] ضده، أصرَّ على عدم ترك ولايته، وظلَّ والي الشام حتى مقتل علي.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=84-86}}</ref>
بعد مقتل علي مُباشرة بايع أهل [[عراق العرب|العراق]] ابنه [[الحسن بن علي|الحسن]] على الخلافة، فيما بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان. وهُنا حشد معاوية جيوشه، وسار إلى الحسن،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=402-405}}</ref><ref name="محمد الخضري بك 1969 100">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|محمد الخضري بك|1969|p=100}}</ref> غير أن الحسن رفضَ القتال، وراسل معاوية للصُّلح، فسر هذا سرورا كبيرا بالعرض ووافق عليه، وعُقد الصلح في شهر ربيع الثاني سنة 41 هـ (أغسطس سنة 661 م)، وهكذا تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الوجيز في الخلافة الراشدة|2006|p=89}}</ref> وسُمّي ذلك العام [[عام الجماعة|بعام الجماعة]]؛ لأن المسلمين اتفقوا فيه على خليفة لهم بعد خلاف طويل دام لسنوات.<ref name="محمد الخضري بك 1969 100"/> كانت حركة [[فتوحات إسلامية|الفتوحات الإسلامية]] قد توقّفت تماما منذ اشتعال فتنة مقتل [[عثمان (اسم)|عثمان]] سنة 35 هـ، وظلّت متوقفة طوال عهد علي بن أبي طالب؛ حيث كانت الدولة منشغلة بنزاعاتها الداخلية، لكن بعد الاجتماع مجددا على خلافة معاوية عادت الفتوحات من جديد، وقد ركّزت الفتوحات في عهده على [[الحروب الإسلامية البيزنطية|الحرب ضد البيزنطيين]] (في [[شمال إفريقيا|شمال أفريقيا]] والجبهات البحرية)، وفتوحات المشرق (في [[سجستان]] و[[خراسان الكبرى|خراسان]] و[[بلاد ما وراء النهر]]).<ref name="علي الصلابي">[http://www.hadielislam.com/arabic/?pg=articles/article&id=9098 الدروس المستفادة من فتوحات معاوية (الجزء الأول)]{{وصلة مكسورة}}. ل[[علي الصلابي|علي محمد الصلابي]]، موقع هدى الإسلام. تاريخ النشر: 05-10-2008. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{استشهاد ويب |مسار=http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9098 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=1 أبريل 2012 |تاريخ أرشيف=24 سبتمبر 2015 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150924024539/http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9098 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> توقّفت الفتوحات في أرض [[الأناضول]] منذ فترة طويلة قبل حكم معاوية عند سفوح [[جبال طوروس]] قربَ مدينة [[مرسين]]، وهُناك أقام كل من المسلمين والروم على جانبي الحدود حصونا وقلاعا كثيرة، وعلى الرَُغم من الغزوات الكثيرة التي شنّها المسلمون في عهد معاوية (خصوصًا الصوائف والشواتي) لم تتغير حدود الدولتين كثيرا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=100-101}}</ref> لكن من أبرز أحداث عهده تمكّن المسلمون من استعادة [[إمارة أرمينية|أرمينية]]، (وكانوا قد فتحوها سابقا، لكنهم خسروها في أيام الفتنة)، بالإضافة إلى بعض غزوات الصوائف والشواتي التي تمكّنت من التوغل في الأناضول حتى [[عمورية]] (وهي قريبة من مدينة [[أنقرة]]).<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=30-31}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=100}}</ref>
كما أرسل [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] سنة 49 هـ<ref name="حصار القسطنينية">[http://www.hadielislam.com/arabic/?pg=articles/article&id=9096 الفتوحات والعلاقات في عهد معاوية]{{وصلة مكسورة}}. ل[[علي الصلابي|علي محمد الصلابي]]، موقع هدي الإسلام. تاريخ النشر: 05-10-2008. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{استشهاد ويب |مسار=http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9096 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=1 أبريل 2012 |تاريخ أرشيف=24 سبتمبر 2015 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20150924024537/http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=9096 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> (وقيل أيضاً سنة 50 هـ، أي 669 أو 670 م) حملته الأولى لفتح القسطنطينية، وكانت بقيادة [[سفيان بن عوف]] الأزديّ،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=458-459}}</ref> لكنها فشلت، ثم حل الشتاء وصعبت ظروف القتال،<ref name="حصار القسطنينية"/> وفي آخر الأمر عادت خاسرة إلى الشام، وقُتل فيها الكثير من المسلمين بينهم الصحابيّ [[أبو أيوب الأنصاري]].<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 102">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=102}}</ref> ثم أرسل حملته الثانية بقيادة [[فضالة بن عبيد|فضالة بن عبيد الأنصاري]] سنة 53 هـ (673 م)،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 102"/> وتمكّن الأسطول في طريقه من فتح جزيرتي [[أرواد]] و[[رودس]] الواقعتين على ساحل آسيا الغربيّ،<ref name="فتح رودس">[http://islamstory.com/فتح-جزيرة-رودس فتح جزيرة رودس.. قاعدة مهمة للبحرية الإسلامية]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 28-07-2010. تاريخ الولوج: 01-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200511204526/http://islamstory.com/ |date=11 مايو 2020}}</ref><ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثاني 1979 497">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثاني|1979|p=497}}</ref> وقد أقام جيش المسلمين فيهما سبع سنين، وجعلهما قاعدتين لحصار القسطنطينية منهما، ولذلك سُميت أيضا بـ«حرب السنين السبع»،<ref name="حصار القسطنينية"/><ref name="الكامل في التاريخ – المجلد الثاني 1979 497"/> وكان المسلمون يُحاصرون المدينة خلال الصيف، ثم يرحلون في الشتاء، غير أن الروم صمدوا، واضطّرَّ معاوية بن أبي سفيان في النهاية إلى سحب الأسطول وإعادته إلى قواعده دون فتح القسطنطينية في سنة 60 هـ (680م).<ref name="حصار القسطنينية"/>
وضع معاوية بن أبي سفيان [[عقبة بن نافع]] قائدا لجيش المغرب، وكان هو الذي قادَ العديد من الحملات في عهد معاوية في تلك البلاد، وفيها بنى عقبة، بإذن من معاوية، مدينة [[القيروان]]، وذلك بين سنتي 50 و55 هـ لتُصبح مركزا للمسلمين تنطلق منه قواتهم للغزوات، وذلك بعد أن توسَّعت بلادهم وأصبحت أرض مصر بعيدة، كما عقدَ، هو و[[أبو المهاجر دينار]] من بعده، الكثير من اتفاقيات الصُّلح مع [[أمازيغ|بربر]] المغرب، وأقاما معهم علاقات طيّبة، ونجحا في إدخال الكثير من قبائلهم في الإسلام. وعسكرياً، تابعت فتوحات المغرب سيرها في عهد معاوية حتى فُتحَ أغلب [[المغرب الأوسط]]، ووصلت جيوش المسلمين إلى [[تلمسان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=16-17}}</ref> وأما في جبهة الشرق، فقد فتحَ المسلمون [[سجستان]] فقوهستان ([[قهستان]]) في سنتي 43 ـ 45 هـ، وغزو [[الأناضول|بلاد اللان]] و[[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] و[[السند (إقليم)|السند]] وجبال الغور، وأرسل [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية بن ابي سفيان]] القائد [[سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي|سنان بن سلمه الهذلي]] وولاه ثغر [[الهند]].<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب|مؤلف=[ابن عبد البر]|المجلد=2|صفحة=658|مسار= https://shamela.ws/book/12288/656|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230523181754/https://shamela.ws/book/12288/656|تاريخ أرشيف=2023-05-23}}</ref> وافتتح الكثير من المدن والمناطق غير أن أهالي هذه المناطق كانوا يَنكثون العهد مرة بعد أخرى، فعاد المسلمون لفتحها مجددا؛ مرارا وتكرارا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=109}}</ref> كان من أبرز التغيرات على الصَّعيد السياسيّ في عهد معاوية بن أبي سفيان، أنه نقلَ عاصمة الدولة من [[الكوفة]] إلى [[دمشق|دمشق،]] (بعد أن كان علي قد نقلها من المدينة إلى الكوفة)، وقد أثار هذا سخطَ بعض أهل [[عراق العرب|العراق]] و[[الحجاز]]. كما شهدت الدولة في عهده فترة من الاستقرار والرخاء، ومُتابعة الفتوحات بعد توقف طويل.<ref name="خلافة بني أمية">[http://faculty.ksu.edu.sa/souad/Pages/خلافةبنيأميةمنإهمالسلالاتالإسلاميةالتيحكمتمابين661الي750.aspx خلافة بني أمية من إهم السلالات الإسلامية التي حكمت مابين 661 الي 750]. لـ«سعاد العمري». تاريخ الولوج: 02-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170803235041/http://faculty.ksu.edu.sa/souad/Pages/خلافةبنيأميةمنإهمالسلالاتالإسلاميةالتيحكمتمابين661الي750.aspx |date=3 أغسطس 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وقد ألغى معاوية في عهده نظام مجلس الشورى، وقد أنشأ نظاما للشرطة لحمايته وحراسته يُعيِّنه بنفسه،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=138-140}}</ref> كما طوَّر ديوان البريد وأنشأ ديوانا جديدا لتنظيمه أكثر هو ديوان الخاتم.<ref name="ديوان البريد">[http://islamstory.com/ar/ديوان-البريد-والاتصالات-في-الحضارة-الإسلامية ديوان البريد والاتصالات في الحضارة الإسلامية]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 16-05-2010. تاريخ الولوج: 02-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161022013223/http://islamstory.com/ar/ديوان-البريد-والاتصالات-في-الحضارة-الإسلامية |date=22 أكتوبر 2016}}</ref>
=== انتقال الحكم إلى المروانيين ===
{{أيضا|يزيد بن معاوية|معاوية بن يزيد|مروان بن الحكم|عبد الله بن الزبير|الحسين بن علي}}
[[ملف:Brooklyn Museum - Battle of Karbala - Abbas Al-Musavi - overall.jpg|تصغير|يمين|350بك|لوحة [[معركة كربلاء|لمعركة كربلاء]] معروضة في متحف بروكلين.]]
قامت -داخليًّا- الكثير من القلاقل في بداية عهد معاوية بن أبي سفيان؛ حيث حاولَ الخوارج أن يثوروا من جديد على الخلافة، ولذلك قاتلهم معاوية، وبحلول عام 45هـ نجحَ في إخماد ثورتهم، وعادَ الاستقرار الداخليُّ إلى الدولة،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=20-21}}</ref> وظلَّ الوضع كذلك حتى وفاة معاوية في شهر رجب، سنة 60هـ، (شهر أبريل سنة 680 م). وكان معاوية قد جعل أهل الشام والمدينة يُبايعون ابنه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] منذ سنة 50هـ، فكان ذلك، وأصبح يزيد وليَّ العهد،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=119-122}}</ref> وقد كان يزيد بن معاوية بعيدًا عن [[دمشق|دمشق،]] وقت وفاة والده، فأخذ [[الضحاك بن قيس الفهري|الضحاك بن قيس]] له البيعة، وعندما عاد بدأت الوفود بالقدوم لتعزيته في وفاة أبيه، وتهنئته بالخلافة.<ref name="ReferenceA">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص10-11.</ref>
أعاد يزيد تعيين
[[عقبة بن نافع
]]
إلى السقوط 2006 23-24">{{
كان عهد يزيد بالإجمال مليئًا بالفتن والقلاقل والانقسامات، ولذلك سُمي بـ«الفتنة الثانية»، وكان من أكبر هذه الفتن في عهده مقتل الحسين، ويَبقى حادثا آخر إلى جانبها؛<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=165}}</ref> فعندما قُتلَ الحسين استغلَّ عبد الله بن الزبير الحدث ليُشهِّر بيزيد، ويُحرض أهل الحجاز عليه، وبالفعل بايعه أهل الحجاز ومصر، وحاصروا بني أمية في المدينة بمنزل [[مروان بن الحكم|مُروان بن الحكم]]، فغضب يزيد غضبًا جمًّا،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=173-174}}</ref> وأرسل إلى المدينة جيشًا بقيادة [[مسلم بن عقبة]]، وأمره بمحاصرتهم ثلاثة أيام، فإن أبوا إطلاق سراح بني أمية ومُبايعته فليقاتلهم.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=175}}</ref> وعندما بلغَ المدينة دخلها من جهة تُسمَّى [[الحرة (المهد)|الحرة]]، وهناك التقى أهلها، لكنهم رفضوا مبايعة يزيد، فكانت [[وقعة الحرة|موقعة الحرة]]، وكان ذلك سنة 61هـ، وهُزمَ أهل المدينة، وقُتِلَ منهم 300، ودخل مسلم المدينة عنوة واستباحها، وقتل الكثير من أهلها، وأجبرهم على مُبايعة يزيد بالقوَّة.<ref name="خلافة بني أمية"/> وبعد هذه الأحداث سارَ مسلم نحو [[مكة]] للقضاء نهائيًّا على ثورة ابن الزبير،<ref name="ReferenceA"/> وقد توفِّيَ مسلم في الطريق إلى مكة، فأكمل قيادة الجيش ''«الحصين بن نُمير»''، لكن عندَ وصوله وجدَ ابن الزبير ورجاله مُعتصمين في [[الكعبة|الكعبة؛]] أملًا في الحصول على الأمان، نظرًا لحرمتها، وعلى الرغم من ذلك نصبَ جيش يزيد<nowiki/>[[منجنيق|المنجنيقات]] حول الكعبة وأخذ يضربها، وكان ذلك في صيف عام 64هـ (683 م)، لكن سُرعان ما وصلت أنباء وفاة الخليفة يزيد، فاضْطَرَب الجيش لذلك، وعادَ إلى الشام تاركًا ابن الزبير دون قتله.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=177}}</ref>
[[ملف:First Umayyad gold dinar, Caliph Abd al-Malik, 695 CE.jpg|تصغير|250بك|سك نقدي نقش عليه [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك بن مروان بن الحكم]]، وهو ثاني الخلفاء المروانيين في الدولة الأموية.]]
كان يُفتَرض أن يَرث [[معاوية بن يزيد]] الحُكم بعد أن عيَّنه والده وليًّا للعهد قبل وفاته، لكنه تنازل عن الخلافة، وقال إنه لا يُمكنه حمل عاتقها، وتوفِّي بعد ذلك بأسابيع،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص11.</ref> وهُنا تقدم شيخ بني أمية، ووالي المدينة [[مروان بن الحكم]] وطالبَ بالخلافة لنفسه، فبايعه أهل المدينة واليمن، غير أن ابن الزبير أعلنَ نفسه خليفة في الآن ذاته، وبايعه أهل العراق ومصر؛ بل ومعظم أهل الشام، ومنهم [[الضحاك بن قيس الفهري]]ّ، فسارَ إليه مروان، والتقاه في [[معركة مرج راهط (64 هـ)|معركة مرج راهط]]، وقُتل الضحاك في المعركة وبُويع مروان، وقد استعادَ أيضًا مصر دون قتال كثير، كما أنه قضى سريعًا على [[ثورة التوابين]] عندما واجه [[عبيد الله بن زياد]] بجيش قوامه 60,000 مقاتل، مقابل 3,000 ثائرٍ، غير أن مروان سُرعان ما توفِّي في شهر رمضان سنة 65هـ (685 م)، بعد حكم دامَ عشرة شهور. وقد تابع بعده ابنه [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]]، لكنه استلمَ الحكمَ وبلادُ المسلمين مقسومةٌ بين خمس دول؛ فإلى جانب الدولة الأموية في مصر والشام كانت هناك دولة ابن الزبير في الحجاز والعراق، كما نجحَ [[المختار الثقفي]] بعد [[المختار الثقفي|ثورته]] في السَّيطرة على [[الكوفة]]، وسيطر بعض الخوارج بعد ثورتين على إقليمي [[الأهواز]] و[[نجدات|النجدات]]. سُرعان ما قضى [[مصعب بن الزبير]] بجيشه على المختار الثقفي، والتحمَ عبد الملك بعد ذلك معه في «معركة دير الجاثليق» سنة 71هـ فاستعاد العراق، وفي آخر الأمر أرسلَ جيشًا بقيادة [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] إلى مكة سنة 73هـ، فحاصرَ ابن الزبير هُناك في الكعبة، وضربَ الكعبة بالمنجنيقات كما حدثَ من قبل، فأصابت الحجارة ابن الزبير وصرعته. كوفئ الحجاج بأن أصبح واليَ العراق والمشرق، وهكذا استتبَّ الحكم أخيرًا لخليفة واحد في البلاد بعد أن عصفَت الصراعات الداخلية بالدولة الأموية لعقد ونصفٍ تقريبًا، وسُميت سنة 73هـ بـ''«عام الجماعة الثاني»''.<ref name="خلافة بني أمية"/><ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص12-13.</ref>
=== عهد عبد الملك وأبنائه ===
{{
لم
[[ملف:الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا وجنوب غرب أوربا.gif|تصغير|295بك|يمين|الفتوحات الإسلامية في المغرب والأندلس منذ أيام [[عقبة بن نافع]] وحتى [[عبد الرحمن الغافقي]].]]
تسبَّبت النزاعات الداخلية في الدولة في بشلِّ حركة الفتوحات لعقد تقريبًا، لكن عندما اتّحدت الدولة أخيرًا من جديد في عام 73هـ، (عام الجماعة الثاني)، عادت الفتوحات من جديد؛ فتولَّى [[زهير بن قيس البلوي|زهيرُ بنُ قيس البلوي]] قيادة جبهة المغرب بعد موتِ عقبةَ بنِ نافع، وعزمَ على الثأر له، غير أنه لم يَستطع التحرك حتى عام 69هـ، وذلك بسبب مشكلات الدولة الداخلية،<ref name="ReferenceB">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص27.</ref> وحينها قادَ جيشه نحوَ المغرب، واستعاد القيروان، وقتل قائد البربر كسيلة في «معركة ممس»،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=203}}</ref> لكنّه قُتِلَ بدوره في كمين بيزنطيٍّ خلال عودته سنة 71هـ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=204}}</ref> وبعد مقتل ابن الزبير عَيَّن عبدُ الملك [[حسان بن النعمان|حسانَ بنَ النعمانِ]] مكان زهير، وأعطاه جيشًا ضخمًا من الشام ومصر، قوامه 40,000 مقاتل، وتمكّن من القضاء على الوجود البيزنطيّ في شمال أفريقيا،<ref name="ReferenceB"/> كما دمّر مدينة [[إمبراطورية قرطاجية|قرطاجية]] -أكبر مركز بيزنطي في المنطقة- بعد أن اقتتل فيها مع الروم والبربر، وأجبرهم على الهرب نحو [[صقلية]] و[[الأندلس]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=369}}</ref> لكنه مع ذلك هُزم على يد الكاهنة التي كانت تقود البربر خلفًا لكسيلة، وبعدها عادَ الروم البيزنطيون إلى قرطاجية، وعاثوا فيها فسادًا، ولكن عبد الملك لم يَستطع إمداده بجيش لمقاومتهم، ولكن في سنة 82هـ وصل المدد إليه، فتوجه لقتال البربر، وتمكن من قتلِ كاهنتهم، ثم فتح [[فاس]] وقرطاجية وجلَّ المغرب،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=205}}</ref> وبنى قربَ قرطاجية [[تونس (مدينة)|مدينة تونس،]] التي لاتزالُ قائمة إلى اليوم.<ref name="ReferenceB"/> وأما على جبهة الشام والأناضول فقد اضطرَّ عبد الملك إلى مصالحة البيزنطيين، ودفع مالا لهم أثناء صراعه مع ابن الزبير؛ لأنه لم يَكن يستطيع الدفاع ضد هجماتهم،<ref name="خلافة بني أمية"/> لكن بعد انتهاء الصراع سنة 73هـ، (692 م)، كانت لعثمان بن الوليد موقعة كبيرة معهم في [[إمارة أرمينية|أرمينية]]؛ حيث التقى 60,000 منهم بجيش قوامه 4,000، فهزمهم وقتل الكثير منهم،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=363}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=202}}</ref> وتُعرف هذه الموقعة بـ«معركة سبياستوبولس»، وقد تبعها فتحُ مُجمَل أرمينية وضمُّها إلى الدولة الأموية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=32}}</ref>
كانت هناك غزوات كثيرة في عهد عبد الملك لبلاد ما وراء النهر، لكنها لم تُفتَح؛ حيث كان المسلمون يغزونها ويغنمون منها ثمَّ يَنسحبون عائدين إلى معاقلهم، ومن أبرز غزواتهم غزوة [[بخارى]] سنة 80هـ. وقد كان من ملوك هذه الأراضي الكبار ملك يُسمَّى ''«رتبيل»؛'' غزاه المسلمون مراراً وتكراراً، فغزاهم سنة 79هـ، وقتل أميرهم ''«عبيد الله بن أبي بكرة»''،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=205-206}}</ref> فجهَّز الحجاج بن يوسف جيشًا كبيرًا، سُمي بـ''«جيش الطواويس»،'' وأعطاه [[عبد الرحمن بن الأشعث|لعبد الرحمن بن الأشعث]]<ref name="خلافة بني أمية"/> ليغزو به رتبيل، وذلك (على الرغم من البغض المتبادل الذي كان بين عبد الرحمن والحجاج)، فغزا ابن الأشعث رتبيل، وفتح الكثير من أراضيه، لكنه أوقفَ القتال ولم يُكمل الفتوحات بعد ذلك، إنّما حرَّض جيشه على الحجاج وعلى خلعه بل وخلع الخليفة، فوافقوه وبايعوه،<ref name="ثورة ابن الأشعث">[http://www.hadielislam.com/arabic/?pg=articles/article&id=35469 ثورة عبد الرحمن بن الأشعث على الدولة الأموية]{{وصلة مكسورة}}. موقع هدي الإسلام. تاريخ النشر: 03-11-2011. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{استشهاد ويب |مسار=http://www.hadielislam.com//arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=35469 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=27 يناير 2018 |تاريخ أرشيف=25 ديسمبر 2012 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20121225003048/http://www.hadielislam.com//arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=35469 |حالة المسار=bot: unknown}}</ref> وكانت تلك بداية واحدة من أعنف الثورات ضد الحُكم الأموي على الإطلاق، مع أن وازعها لم يَكن دينيًّا أو مذهبيًّا، إنما شخصيًّاً.<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص42-43.</ref> دخل ابن الأشعث [[البصرة]] وتبعه أهلها، ثم طُردَ منها فذهب إلى [[الكوفة]]، وقربها دارت [[وقعة دير الجماجم]] سنة 83هـ وهُزمَ فيها، فهربَ إلى سجستان وانتحرَ هناك.<ref name="خلافة بني أمية"/> كان والي العراق والمشرق (خراسان وسجستان وغيرها) طوالَ عهد عبد الملك، وجزء كبير من عهد ابنه من بعده هو [[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، وقد كان له دورٌ كبيرٌ في إخماد الخوارج وتهدئة الأوضاع في العراق، بعد أن عصفت بها الثورات طوال العقود السابقة؛<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=220-221}}</ref> حيث اتَّخذ سياسة ترهيب ضدَّ أهلها، وكان يُلاحق قادة الخوارج، وكل من يَدعون لعصيان الخليفة وقتل الكثير منهم، وقد خلَّف هذا سمعة سيّئة للدولة الأموية عند أهلها (على الرغم من أنهم كانوا بالفعل بيغضون الأمويين)، كانت سببًا مهمًّا وبارزًا في سُقوط الدولة لاحقًا، كما فصلت بين أهل الشام كمؤيدين للخلافة، وأهل العراق كمعارضين لها. وقد منحَ هذا الأمر الحجاج سُمعة سيئة في العراق، ويَقول البعض عنه إنه قتلَ 100 ألف من أهلها، ولو أن مثل هذا الرَّقم غير مُثبَت.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=220-226}}</ref>
كان من أبرز الإنجازات في عهد عبد الملك أيضًا بناء [[قبة الصخرة|مسجد قبة الصخرة]] في [[القدس]] بجوار [[المسجد الأقصى]] سنة 691م،<ref name="قبة الصخرة">[http://www.mafhoum.com/press/sharq2.htm قبة الصخرة ليست المسجد الأقصى وعمر بن الخطاب رفض الصلاة في اتجاهها]. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170706213400/http://www.mafhoum.com:80/press/sharq2.htm |date=06 يوليو 2017}}</ref> كما أنه عرَّب الكثير من الدواوين، وعرب سكَّ النقود للمرة الأولى في تاريخ الدولة.<ref name="قبة الصخرة2">[http://www.palestine-info.info/arabic/alaqsa/studies/qubat.htm قبة الصخرة المشرفة وأهميتها في العمارة الإسلامية]. المركز الفلسطيني للإعلام. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110301110100/http://www.palestine-info.info/arabic/alaqsa/studies/qubat.htm |date=01 مارس 2011}}</ref> وقد توفِّيَ عبد الملك بن مروان بن الحكم في شهر شوال، سنة 86هـ، (أكتوبر سنة [[705]]م)، تاركًا الحكم لابنه [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]]،<ref>موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص14.</ref> وقد جرت في عهده فتوحات عظيمة، وبلغت فيه الفتوحات الأموية ذروتها؛ حيث يُمكن عدُّها الذروةَ الثانيةَ [[فتوحات إسلامية|للفتوحات الإسلامية]] بعدَ أيام [[عمر بن الخطاب|عمرَ بنِ الخطاب]] و[[عثمان بن عفان|عثمانَ بنِ عفان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=221}}</ref>
[[ملف:خريطة الفتح الأموي للأندلس.jpg|تصغير|310بك|مسار الحملات العسكرية [[الفتح الإسلامي للأندلس|لفتح الأندلس]] على يدي [[موسى بن نصير]] و[[طارق بن زياد]] في عهد الوليد بن عبد الملك.]]
عُزلَ حسان عن المغرب في عهد عبد الملك، وعُيِِّن مكانَه [[موسى بن نصير|موسى بنُ نصير]] سنة 86 هجريا،<ref name="ابن نصير1">[https://www.yabeyrouth.com/pages/index622.htm فتوحات العرب للمغرب العربي]. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150727012215/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index622.htm |date=27 يوليو 2015}}</ref> فسارَ على رأس جيش كبير، وأتمَّ فتح المغرب،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=43}}</ref> ونجحَ في إدخال الكثير من قبائل البربر في الإسلام، وفي سنة 90هـ وصل إلى مدينة [[طنجة]] ففتحها، ووضعَ فيها حامية من 12,000 رجل بقيادة [[طارق بن زياد]] الليثي.<ref name="ابن نصير2">[http://www.odabasham.net/show.php?sid=48358 موسى بن نصير: شيخ المجاهدين وفاتح الأندلس]. لحازم ناظم فاضل، رابطة أدباء الشام. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150426035524/http://odabasham.net/show.php?sid=48358 |date=26 أبريل 2015}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref> وحسبَ ما رواه [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] فقد جهَّزَ موسى بن نصير ابنه عبد الله للفتح منذ عام 86هـ، عندما أمره بفتح جزيرتي [[ميورقة]] و[[منورقة]] الواقعتين على ساحل الأندلس،<ref name="ابن نصير2"/> لكن هناك أيضًا رواية أخرى -رواها [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]- تذكر أنَّ أمير مدينة [[سبتة]] «يوليان» دعا ابن نصير بنفسه لفتح الأندلس، وتخليصه من حكم [[قوط غربيون|القوط الغربيين]] (حكام الأندلس آنذاك)،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=561}}</ref> وأخبره بأن البلاد كانت في حالة من الفوضى والنزاعات الداخلية، لذا فإنه لن يشهد مقاومة كبيرة، وعلى إثر ذلك استأذن ابنُ نصير الخليفةَ في فتح الأندلس، فأذن له على أن يتأكد من حسن نوايا يوليان، لذا أرسل ابنُ نصير حملة استطلاعية من 500 رجل بقيادة [[طريف بن مالك]]، فأكد له أقوال يوليان، وما إن تأكد ابنُ نصير من صدق يوليان أرسل طارقَ بنَ زياد قائدا لسبعة آلاف (7,000) جنديٍّ إلى الأندلس، في شهر رجب، سنة 92هـ، (مايو سنة 711م)، فتجهز ملك البلاد [[لذريق]] (رودريك) لملاقاته، وسارَ إليه بـ100,000 رجل، فزاد ابن نصير خمسة آلاف إلى طارق، والتقى الجيشان في [[معركة وادي لكة]] التي انتصرَ فيها المسلمون وقُتل لذريق،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=44-45}}</ref> و[[الفتح الإسلامي للأندلس|فُتحت الأندلس]] بعدها، مدينةً تلو الأخرى، دون مقاومة تُذكَر.<ref name="ابن نصير3">[http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Atrikia51/Tarek/sec05.doc_cvt.htm فتوحات طارق بن زياد]. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140528003540/http://www.moqatel.com:80/openshare/Behoth/Atrikia51/Tarek/sec05.doc_cvt.htm |date=28 مايو 2014}}</ref> وعلى الرَّغم من رغبة موسى بن نصير في إكمال الفتوحات، بل ونيَّته في فتح أوروبا كلها، من الأندلس حتى يَبلغ [[القسطنطينية]] من الغرب، عارضَ الوليدُ بنُ عبد الملك هذا الأمر بشدة، لما قد يَعود به من عواقب على جيوش المسلمين في تلك البلاد البعيدة، وأمر ابنَ نصير وطارقَ بن زياد بالعودة إلى دمشق، فامتثلا لأمره، وبقيا هناك حتى وفاتهما، وعلى إثر ذلك توقّفت فتوحات أوروبا حتى نهاية عهد الوليد.<ref name="ابن نصير4">[http://islamstory.com/الوليد-بن-عبد-الملك-وقف-فتح-الاندلس الوليد بن عبد الملك ووقف فتوحات الأندلس]. ل[[راغب السرجاني]]، موقع قصة الإسلام. تاريخ النشر: 29-03-2011. تاريخ الولوج: 04-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200413183504/http://islamstory.com/ |date=13 أبريل 2020}}</ref> وفي بلاد الروم -البيزنطيين- استمرَّ الصوائف والشواتي على الدوام، لكن كانت الحدود الفعلية شبه ثابتة؛ حيث يَعود المسلمون دائمًا إلى حصونهم بعد الغزوات. ومن الغزوات الكبيرة غزوتان [[مسلمة بن عبد الملك|لمسلمة بن عبد الملك]]، واحدة سنة 89هـ؛ وصلَ فيها حتى مدينتي [[عمورية]] وهرقلية، وأخرى في سنة 92هـ؛ عبرَ فيها كل الأناضول، حتى بلغ [[بحر مرمرة]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=221-222}}</ref> كما غزا المسلمون في البحر جزيرتي [[ميورقة]] و[[صقلية]] سنة 89هـ،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=222}}</ref> وجزيرة [[سردينيا]] سنة 92هـ بقيادة [[عطاء بن رافع الهذلي]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الثالث|1979|p=567-568}}</ref>
[[ملف:Sinan Bin Salamah bin Mohbik.jpg|بديل=قبر القائد سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي أحد قادات الفتوح في عصر معاوية بن أبي سفيان|تصغير|280x280بك|قبر القائد [[سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي]] أحد قادات الفتوح في عصر معاوية بن أبي سفيان]]
[[ملف:Mbq.jpg|تصغير|210بك|يمين|[[محمد بن القاسم الثقفي]] - فاتح السند - وهو يقود جيشه إلى المعركة.]]
عيَّن [[الحجاج بن يوسف الثقفي|الحجاجُ بنُ يوسفَ الثقفيُّ]] قائدين في المشرق، كان لهما دورٌ بارز جدًّا في الفتوحات خلال عهد الوليد بن عبد الملك؛<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=47}}</ref> تولّى أولهما، وهوَ [[قتيبة بن مسلم الباهلي]] قيادة جيوش خراسان سنة 87 هـ / 706 م،<ref name="قتيبة بن مسلم">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي» (الجزء 5 من «سلسلة فرسان الإسلام») لـ«خالد محمد خلاوي». ص11-12. الطبعة الأولى سنة 2001، من مكتبة العبيكان ([[الرياض]]، [[السعودية]]).</ref> وقد باشرَ قتيبة فتوحاته في بلاد [[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] في العام نفسه،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=226-227}}</ref> ففتح بيكند،<ref name="قتيبة بن مسلم2">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي»، مرجع سابق، ص13-17.</ref> ثم فتحَ [[بخارى]] و[[بلخ]] سنة 90هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> و[[سمرقند]] سنة 93هـ،<ref name="قتيبة بن مسلم3">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي»، مرجع سابق، ص20-21.</ref> و[[كابل (توضيح)|كابل]] سنة 94هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> وأخيرًا فتح [[كاشغر]] سنة 96هـ، (وهي عاصمة [[تركستان الشرقية]])، وهكذا بلغَ حدود [[الصين]]، ولم يَغزُ الصين قط، غير أنه أجبر إمبراطورها على دفع الجزية للأمويين، وكانت تلك أقصى فتوحات المشرق، حيث عزل عن ولايته في العام ذاته،<ref name="قتيبة بن مسلم4">كتاب «قتيبة بن مسلم الباهلي»، مرجع سابق، ص23-30.</ref> وقد بلغت بذلك مساحة الأراضي التي وُلِِّيَ عليها، (وهي ولاية خراسان، وعاصمتها آنذاك [[مرو الشاهجان|مرو]]) أكثر من 4,000,000 [[كيلومتر مربع]]، وبلغ طول حدودها أكثر من 4,000 كم.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 226-227"/> وأما [[محمد بن القاسم الثقفي]] فقد تولّى في الوقت ذاته فتحَ إقليم السند وقد سبقه عده فاتحين؛ حيث سارَ في شهر ربيع الأول، سنة 89هـ، (707 م)، على رأس جيش قوامه 6,000 رجل، وهو ابن سبعةَ عشرَ عامًا،<ref name="محمد بن القاسم">كتاب «محمد بن القاسم» (الجزء 6 من «سلسلة فرسان الإسلام») لـ«خالد محمد خلاوي». ص18-23. الطبعة الأولى سنة 2001، من مكتبة العبيكان ([[الرياض]]، [[السعودية]]).</ref> وفتح مدينة ''«الدبيل»،'' الواقعة مكان [[كراتشي]] اليوم سنة 93هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 228">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=228}}</ref> وقد فرَّ منها ملك السند ''[[راجا داهر|داهر]]''، الذي التقاه المسلمون لاحقًا في معركة علَى [[نهر مهران]]، وانتصروا فيها، وقتلوا داهر على الرغم من استعانة الهنود [[فيل|بالفيلة]] في المعركة.<ref name="محمد بن القاسم2">كتاب «محمد بن القاسم»، مرجع سابق، ص24-25</ref> وأخيرًا فتحَ مدينة [[ملتان|الملتان]] سنة 94هـ، وهي من أهم مدن تلك البلاد، وبذلك أتمَّ [[الفتح الإسلامي للسند|فتح السند]]، وضُمَّت بدورها إلى الدولة الأموية.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 228"/>
[[ملف:
كان من الإنجازات البارزة الأخرى في عهد الوليد بناء [[الجامع الأموي (دمشق)|الجامع الأموي الكبير]]، أو ''مسجد بني أمية'' في مدينة [[دمشق]]؛<ref name="الجامع الأموي1">كتاب [[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|لابن كثير]]، الجزء التاسع، فصل «بناء الجامع الأموي».</ref> إذ كان مُقسمًا بين المسلمين والنصارى لتأدية عباداتهم منذ [[الفتح الإسلامي للشام|فتح الشام]]، لكن مع ازدياد أعداد المسلمين قرَّر الوليد تحويله بأكمله إلى مسجد، وذلك مقابلَ تعمير أربع كنائس للنصارى في المدينة، وكان ذلك في السنة نفسها التي تولى فيها الخلافة.<ref name="الجامع الأموي2">[http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=0&cid=5&cn= المسجد: المسجد الأموي]. موسوعة المساجد في العالم. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200508205729/http://www.masaged.info/jam3.php?jid=4&nid=0&cid=5&cn= |date=8 مايو 2020}}</ref> ولكن بناء المسجد لم يَكتمل إلا بعد عشرِ سنوات، في عام 715 م؛ حيث إن العمل كان كبيرًا، واحتاجَ وقتًا طويلًا.<ref name="الجامع الأموي3">[http://www.discover-syria.com/bank/3541 الجامع الأموي في دمشق]. موقع اكتشف سورية. تاريخ الولوج: 05-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170613011457/http://www.discover-syria.com:80/bank/3541 |date=13 يونيو 2017}}</ref> كما قام الوليد بتوسعة [[المسجد النبوي]] في [[المدينة المنورة|المدينة]]،<ref>كشف الستور عما أشكل من أحكام القبور، تأليف: محمود سعيد ممدوح، ص96.</ref> واهتمَّ بتعبيد الطرق في الدولة، خصوصًا الطرق المؤدية إلى [[مكة]] لتسهيل [[الحج في الإسلام|الحج]] إليها من أنحاء [[العالم الإسلامي]].<ref name="ReferenceC">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص15.</ref> توفِّيَ الوليد في شهر جمادى الآخرة، سنة 96 هـ / فبراير سنة 715 م، وتولّى الخلافة من بعده أخوه [[سليمان بن عبد الملك]].<ref name="ReferenceC"/> وفي عهده فتحَ [[يزيد بن المهلب]] -والي خراسان- سنة 98هـ<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=29-30}}</ref> إقليمي [[طبرستان]] و<nowiki/>[[قهستان]].<ref name="خلافة بني أمية"/> وأما الحدث الأبرز في عهده فقد كان [[حصار القسطنطينية (717-718)|حصار القسطنطينية سنة 98هـ]]، وهو حصار أداره بنفسه مع أخيه [[مسلمة بن عبد الملك]] من أرض [[دابق (توضيح)|دابق]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=27-28}}</ref> وظلَّ هناك سنة كاملة، حتى توفِّيَ وهو لايزال في دابق في شهر صفر سنة 99هـ، (سبتمبر سنة 717م)، وقد امتُدحت خلافته، وقيل عنه إنه أحسن معاملة الناس، بعد أن كان قد شدَّ عليهم الحجاج في أيام كل من عبد الملك والوليد، كما امتُدحَ أيضًا لاختياره ابنَ عمه [[عمر بن عبد العزيز|عمرَ بنَ عبد العزيز]] خليفة من بعده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=37-41}}</ref>
=== عهد عمر بن عبد العزيز ===
{{
اشتُهرَ عهد [[عمر بن عبد العزيز]] بأنه عهد عمَّ فيه رخاءٌ واستقرارٌ عظيم في أنحاء الدولة الأموية، وسادَ فيه العدل، حتى إنه يُقال إن المتصدقين كانوا يبحثون فيه عن فقراء ليعطوهم المال فلا يَجدون،<ref name="مرجع أ"/> كما أنه كثيرًا ما يُلقب، نظرًا إلى ذلك، بـ''«الخليفة الزاهد»''<ref name="مرجع أ">كتاب «[[سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد]]»، [[ابن الجوزي|لابن الجوزي]].</ref> أو ''«خامس الخلفاء الراشدين»؛'' حيث قيل إن أيام [[الخلافة الراشدة]] قد عادت في عهده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=56-58}}</ref> عندما بُويع عمر بالخلافة قرَّر وقف الفتوحات نظرًا للاتساع الكبير للدولة، وتوجَّه بدلًا من ذلك إلى توطيد الحكم وإصلاحه، والاهتمام بأمور الناس، ودعوة أهل المناطق المفتوحة إلى الإسلام، بدلًا من فتح المزيد من البلاد.<ref name="مولد تلقائيا3">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص16-17.</ref>
[[ملف:Greekfire-madridskylitzes1.jpg|تصغير|315بك|سفن بيزنطية تستخدم سلاح [[النار الإغريقية]] الذي صعَّب كثيراً على المسلمين فتح القسطنطينية في [[حصار القسطنطينية (717-718)|حصارها سنة 98 هـ]]، وهو الحصار الذي توفيَّ الخليفة الأموي السابع [[سليمان بن عبد الملك]] عندما كان يُديره.]]
وقد أخذ عمر بن عبد العزيز أيضًا من أقربائه من بني أمية ما في أيديهم من مال، وأعاده إلى بيت مال المسلمين، ووصفه بأنه «مظالم»، وقد أغضبَ ذلك بني أمية، فجاؤوا إلى بيته يَشكون، غير أنه رفضَ رفضًا شديدًا، وقال:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=64}}</ref>
{{اقتباس|إن الله بعثَ [[محمد|محمَّدًا]] {{صلى الله عليه وسلم}} رحمة، ولم يبعثه عذابًا إلى الناس كافّة، ثم اختار له ما عنده فقبضه إليه، وترك لهم نهرا شربهم فيه شربا، ثم قام [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] فترك النهر على حاله، ثم قام [[عمر (توضيح)|عمر]] فعمل على أمر صاحبه، فلما ولي عثمان اشتق من ذلك النهر نهرا، ثم ولي معاوية فاشتق الأنهار، ثم لم يزل ذلك النهر يشتق منه [[يزيد بن معاوية|يزيد]] و[[مروان (توضيح)|مروان]] و[[عبد الملك (اسم)|عبد الملك]] و[[وليد (اسم)|الوليد]] و[[سليمان]] حتى أفضي الأمر إليَّ وقد يبسَ النهر الأعظم، ولن يُروَى أصحابُ النهر حتى يعود النهر الأعظم إلى ما كان عليه.}}
كما قال [[سفيان الثوري]]: ''«الخلفاء خمسة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، وما كان سواهم فهم منتزون»''.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=65}}</ref> ومما يُروى أيضًا عن زهده أنه لم يَكن يُنفق على نفسه سوى [[درهم إسلامي|درهمين]] اثنين في اليوم،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 244">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=244}}</ref> ومرَّة دخلَ عليه ابن عمه مسلمة فوجده بقميص بالٍ ومتسخ، فأمر زوجته فاطمة بإعطائه قميصًا نظيفًا، وعندما عادَ مجددًا وجده على الحال نفسها، فعاتبها، فأخبرته أنه لم يَكن يملك قميصًا غيره.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الكامل في التاريخ – المجلد الرابع|1979|p=62}}</ref> وقد أصلح عمر بن عبد العزيز الأراضي الزراعية، وحفر [[بئر|الآبار]]، ومهَّد الطرقات، وعمَّر الخانات (الفنادق) لأبناء السبيل، كما بنى [[مسجد|المساجد]]، وحكمَ بعودة الأراضي المغتصبة غير المُسجَّلة إلى بيت مال المسلمين، وأسهمت إصلاحاته المختلفة هذه في القضاء على الفقر في أنحاء الدولة.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 244"/>
[[ملف:Ramla white tower 1913.jpg|تصغير|180بك|يمين|[[المسجد الأبيض (الرملة)|الجامع الأبيض]] في [[الرملة]]، [[فلسطين]]. تم بناؤه بأمر من الخليفة [[عمر بن عبد العزيز]].]]
شهدَ عهد [[عمر بن عبد العزيز|عمرَ بنِ عبد العزيز]] أول تحرك جديدٍ للخوارج منذ أيام عبد الملك، بعد أن استكانوا لزهاء ثلاثة عقود منذ أيام الحجاج، وقد أرسل إليهم عمر جيشًا، غير أنه أمره بعدم الهُجوم، وفي حال سفك الخوارج دماءً أو اعتدوا على الناس فَلْيَحُلْ الجيش دون ذلك، وفي الآن ذاته بعث رسولًا إلى قائد الخوارج [[بسطام اليشكري]]ّ يدعوه إلى التوقف، وبعد عدَّة مراسلات بينهما اقتنع بسطام بالتخلي عن التمرد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=248-249}}</ref> وأما الفتوحات والحروب فكانت محدودة في عهده؛ حيث أمرَ الجيش الذي أرسله سليمان لمحاصرة القسطنطينية بالرُّجوع، وقام ببعض الغزوات في الأناضول و[[أذربيجان|أذربيجان؛]] (كما اعتادَ المسلمون مع الروم في معظم أيام الأمويين).<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 250">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=250}}</ref>
توفِّيَ عمرُ بنُ عبد العزيز في شهر رجب، سنة 101هـ، (يناير سنة 720م)، بعدَ أن دامت خلافته لسنتين ونصف تقريبًا، وقد تولّى الخلافة بعده ابنُ عمِّه [[يزيد بن عبد الملك|يزيدُ بنُ عبد الملك]]،<ref name="مرجع أ"/> ويَعتبر الكثير من المؤرخين؛ مثل [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، أن يزيدَ تأثر بعمر في بداية خلافته، وأرادَ اتباعه في خلافته وحسن سيرته، غير أن أقران السوء أفسدوه.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 255-256">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=255-256}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=59-60}}</ref> وعلى أية حال فإن يزيد بن عبد الملك لم يَكن ذا خبرة ومُقَدَّرَات تؤهله للخلافة؛ إذ كان شابًّا لا يزيد عمره عن 29 عامًا، قضى أغلب حياته في اللهو والترف، وقد كان يُمكن لعهده أن يَشهد انحطاطًا كبيرًا للدولة، لولا بعض رجالها الذين حافظوا على قوتها؛ مثل [[مسلمة بن عبد الملك]]، وقد كان عهده بالفعل عهدَ ضعف نسبيٍّ للدولة.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 255-256"/>
غزا المسلمون إقليم [[صغد|الصغد]] في [[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر]] عدَّة مرات، خلال خلافة يزيد، بعد أن نقض أهله عهدهم مع المسلمين (في سنتي 102 و104هـ)، كما استمرُّوا بغزواتهم المعتادة في الصوائف والشواتي ضد البيزنطيين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 261">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=261}}</ref> كما كانت هناك موقعتان كبيرتان في [[فرنسا]]؛ حيث عبرَ [[السمح بن مالك الخولاني]] [[البرانس|جبال البرانس]] بجيشه سنة 102هـ، وحاصرَ [[تولوز]]، فسار إليه دوق فرنسا والتقيا في [[معركة تولوز|معركة طولوشة]] التي انتهت بهَزيمة المُسلمين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 250"/> كما سار أمير الأندلس -[[عنبسة بن سحيم الكلبي]]- بعدها على رأس جيش إلى فرنسا، وفتح [[سبتمانيا]]، و<nowiki/>[[ليون]] وتوغل في منطقة [[برغونية|بورغونية]]، وغزا في فترة مقاربة محمد بن يزيد جزيرة [[صقلية]].<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 261"/> وكان من أكبر الأحداث التي شهدها عهد يزيد ثورة ضخمة للخوارج، قادها [[يزيد بن المهلب|يزيد بن المُهلَّب؛]] حيثُ ثار على الخليفة، ودعا إلى خلعه، وبايعه أهل [[البصرة]]، ثم امتدَّ نفوذه إلى [[الجزيرة الفراتية]] و[[البحرين]] و[[بلاد فارس|فارس]] و[[الأهواز]]، غير أنه هُزمَ وقُتلَ ضد مسلمة -أخو يزيد- في معركة عفر قرب الكوفة، في شهر صفر، سنة 102 هـ / أغسطس سنة 720 م).<ref name="مرجع أأ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص43-44.</ref>
=== ذروة اتساع الدولة ===
{{أيضا|هشام بن عبد الملك|الفتح الإسلامي للغال}}
[[ملف:Steuben - Bataille de Poitiers.png|تصغير|260بك|يمين|رسم [[معركة بلاط الشهداء|لمعركة بلاط الشهداء]] سنة 112 هـ، التي حسمت التوغل الإسلامي في بلاد الفرنجة بالعهد الأموي.]]
توفِّيَ يزيدُ بنُ عبد الملك في أواخر شهر شعبان من سنة 105هـ / يناير سنة 724 م، وكان قد وَصَّى بالخلافة من بعده لأخيه هشام، فابنه الوليد.<ref name="مرجع أبأ">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص18.</ref> كان [[هشام بن عبد الملك]]، على عكس أخيه الذي سبقه، خليفة قويًّا ذا خبرة وحنكة سياسية، فأدار الدولة لذلك بكفاءة عالية، وقد تمكن من الحفاظ على استقرارها طيلة عهده الطويل.<ref name="مرجع أبأ"/> وعلى الرَّغم من عدم حدوث فتوحات كبيرة في عهده بضمِّ أراض جديدة للدولة، كتلك التي كانت في عهد الوليد، كانت الغزوات واسعة جدًّا، وكان القتال محتدمًا على جبهة الشرق في السند و[[بلاد ما وراء النهر|ما وراء النهر،]] والشمال في [[الأناضول]] و[[القوقاز|القوقاز،]] والغرب في [[الأندلس]] وجنوب [[بلاد الغال|غالة]] (فرنسا).<ref name="خلافة بني أمية"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=273-277}}</ref> كما شهدَ عهد هشام بن عبد الملك بلوغ الدولة الأموية ذروة اتساعها وأقصى حدودها؛ حيث امتدَّت من أطراف [[الصين]] شرقًا إلى جنوب فرنسا غربًا.<ref name="مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية">[http://www.ibnamin.com/Tarikh/umayad_abbasi.htm مقارنة بين الخلافة الأموية والخلافة العباسية]. تاريخ الولوج: 07-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170701231712/http://ibnamin.com:80/Tarikh/umayad_abbasi.htm |date=01 يوليو 2017}}</ref>
[[ملف:الدولة الأموية.jpg|تصغير|315بك|الدولة الأموية في أقصى اتساعها (باللون الأخضر الفاتح) في عهد [[هشام بن عبد الملك]].]]
كان المسلمون قد بسطوا سيطرتهم على [[سبتمانيا|إقليم سبتمانية]] منذ سنة 101هـ، وأصبحَ منذ ذلك الوقت مركزًا لهم للإغارة على مدينتي [[برغونية|بورغندية]] و[[أوكستانيا|أقطانية]] في جنوب فرنسا الحالية، وقد انتصرَ عليهم دوق أقطانية في معركة طولوشة (تولوز) على أيام يزيد،<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=34}}</ref> وقتل قائدهم [[عنبسة بن سحيم الكلبي]]، غير أن المسلمين استأنفوا القتال بعدَ أن عين [[عبد الرحمن الغافقي]] واليًا جديدًا للأندلس، والذي قادهم على رأس جيش من 8,000 جندي،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 274">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=274}}</ref> سنة 112هجريا، (730 م)، فنهبوا [[عنابة|بونة،]] وفرضوا الجزية على سان وفتحوا [[أفنيون|أبينيون]].<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34"/> وقد تابع المسلمون تقدمهم، فانطلق عبد الرحمن على رأس جيش سنة 112هـ، و[[معركة بوردو|فتح برديل (بوردو)]] فأقطانية وبرديل وغيرها،<ref name="الحروب الصليبية في المشرق 1984 34"/> وفي النهاية خاض [[معركة بلاط الشهداء]] سنة 114هـ، (732 م)، التي انهزم فيها المسلمون، ولم يُتابعوا زحفهم، فوصلت بذلك فتوحات الأمويين في المغرب أقصاها في عهد هشام، وظلَّ المسلمون محتفظين بحدودهم هذه بجنوب بلاد الفرنجة، (عندَ سفوح [[البرانس|جبال البرانس]] الشمالية)، حتى سنة 181 هـ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الحروب الصليبية في المشرق|1984|p=35}}</ref>
استمرَّت الغزوات والصوائف والشواتي ضد البيزنطيين في عهد هشام بن عبد الملك كما كانت الحال طوال العهد الأموي، غير أن هذه الغزوات، كالعادة أيضًا، لم تغير حدود الدولتين الأموية والبيزنطية. وقد قطعت صائفة سنة 107هـ البحر إلى جزيرة [[قبرص]]، وفتحَ مسلمة بن عبد الملك مدينة [[قيصرية (تركيا)|قيصرية]] سنة 108هـ، ووصلَ سعيد وسليمان بن هشام إليها أيضًا في سنة 111هـ، وقد نجحَ الثاني في هزم [[قسطنطين الخامس|قسطنطين]] وأسره خلال الغزوة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=273}}</ref> وفي [[البحر الأبيض المتوسط]] غزا أمير إفريقية ''«حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع»'' جزيرة [[صقلية|صقلية،]] وفتح بها مدينة [[سرقوسة]] سنة 121هـ، كما غزا [[عبيد الله بن الحبحاب]] جزيرة [[سردينيا]] سنة 117هـ، وتمكن من السيطرة على قلعتها.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 274"/> غزا المسلمون أيضًا منطقة أرمينية والقوقاز مرارًا وتكرارًا في عهد هشام؛ حيث غزاها [[الحجاج بن عبد الملك]] بداية، وفرضَ عليها الجزية، غير أن غزوها أعيد بعدَ نقضها العهدَ مراتٍ كثيرةً؛<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=276}}</ref> فقد حدث ذلك في سنة 110هـ، ثم 112هـ، ثم 113هـ، فقتلَ ابن خاقان الترك في الأخيرة، فتوجَّه لقتال المسلمين انتقامًا لابنه سنة 114هـ، غير أنه هزم، ثم نقض العهد مجددًا سنة 117هـ فغزاهم المسلمون مجددًا، ثم تكرَّر الأمر ذاتُه سنة 120هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276"/> وأخيرًا غزا [[مروان بن محمد|مروانُ بنُ محمد]] بلاد السرير سنة 121هـ، وفرض عليها الجزية، كما شهدَ ذلك العام وفاة مسلمة بن عبد الملك، بعد أن قاتل بشدة لعقود ضد الأتراك والبيزنطيين.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 276"/>
[[ملف:Rusafa gate.jpg|تصغير|يمين|260بك|البوابة الشمالية [[الرصافة (سوريا)|لمدينة الرصافة]]، التي اعتنى بها هشام وبنى فيها قصوراً كبيرة.]]
[[ملف:20100923 amman58.JPG|تصغير|يسار|200بك|[[القصر الأموي (عمان)|القصر الأموي]] على [[جبل القلعة]]، في [[
وعلى جبهة الشرق استمرَّت الغزوات طوال الوقت، لكن دون تحقيق فتوحاتٍ كبيرةٍ؛ فقد غزا المسلمون فرغانة سنة 106هـ، ثم بلاد الجبل، وجبال هراة وبلاد الختل، غير أن أهل الأخيرة نقضوا العهد فأُعيدَ غزوُها سنة 112هـ،<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 277">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي|1982|p=277}}</ref> فرد سكانها بالأتراك بأن جاءوا وغزوا [[سمرقند|سمرقند،]] فاقتتل معهم المسلمون قتالًا شديدًا وانتصروا عليهم. وأعيد غزو بلاد الختل سنة 119هـ، وقُتلَ ملكها ''«بدر طرخان»''، كما قتل ملك الترك سنة 120هـ. وقد غزا المسلمون ما وراء النهر ثلاثَ مراتٍ سنة 121هـ، و[[فرغانة]] مرتين سنة 123هـ.<ref name="التاريخ الإسلامي - 4 -: العهد الأموي 1982 277"/>
لم تتوقف ثورات الخوارج في عهد هشام، كما كانت الحال في أغلب فترة حكم الأمويين، وكان من أبرز ثوراتهم عليه ثورة ''«شبيب بن صحاري»'' الذي قُتلَ في معركة بالعراق سنة 119هـ، كما شهدت السنةُ نفسُها ثورةً في الجزيرة، وشهدَ عهد هشام أيضًا ثورتين في المغرب، وثالثة في الأندلس للخوارج.<ref name="خلافة بني أمية"/> غير أن أكبر الثورات في عهده، على الإطلاق، كانت ثورة [[زيد بن علي|زيدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ،]] وقد بدأت ثورته بأن أرسلَ إليه أهل الكوفة يقولون له: ''«إنا لنرجو أن تكون المنصور، وأن يَكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية»،''<ref name="مرجع أبأب">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص40.</ref> فردَّ عليهم: ''«إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلتكم بأبي وجدي»، و''على الرغم من ذلك استجاب لدعوتهم، وأعلنَ الثورة على هشامٍ سنة 121هـ، وبايعه 15,000 رجل،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 62-63">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=62-63}}</ref> وكانت تلك أول ثورة للشيعة منذ عهد مروان بن الحكم. وقد أمرَ هشامٌ واليَ الكوفةِ ''«يوسفَ بنَ عمرَ الثقفيَّ»'' بإخماد الثورة، فتوجَّه إلى زيدِ بنِ عليٍّ،<ref name="مرجع أبأب"/> وهُنا انفضَّ عنه أغلب من بايعه، فلم يبقَ ممن كان معه سوى 200 رجل، وقد هُزمَ وقُتلَ زيد في المعركة، ومع ذلك فقد حزنَ هشامٌ على موته، لكرهه سفكَ الدماء.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 62-63"/>
=== مرحلة السقوط ===
{{
كان هشام يُخطط في عهده لوضع ابنه مسلمة
[[ملف:Greater Zab River near Erbil Iraqi Kurdistan.jpg|تصغير|يمين|260بك|[[نهر الزاب الكبير]] اليوم في شمال العراق، وقد وقعت قُربه [[معركة الزاب|معركة الزاب الكبير]] التي أدَّت إلى سقوط الدولة الأموية سنة 132 هـ.]]
اضْطَربت الأوضاع كثيرًا بعد وفاة يزيد؛ حيث رفضَ الكثير من الناس بيعة أخيه إبراهيم، واعتبروه هو ويزيد مسؤولَيْن أساسيَّيْن عن مقتل الوليد، والفتن التي فجَّرها مقتلُه،<ref name="مرجع أد">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص20.</ref> وهُنا تدخل [[مروان بن محمد|مروانُ بنُ محمَّد]] (ابن عم إبراهيم ويزيد، ووالي أرمينية وأذربيجان)، وسارَ إلى دمشق على رأس جيش من 80,000 جنديّ،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 66-67">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=66-67}}</ref> وكان قد أتاها من قبل في أيام يزيد، لكن ذاك استرضاه ووعده بالإصلاح، ولكنه عزمَ هذه المرة على خلع الخليفة،<ref name="مرجع أد"/> ودخل المدينة في شهر ربيع الآخر، سنة 127هـ، (745م)، فهربَ منها إبراهيم، وبويع مروان بالخلافة.<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 66-67"/>
[[ملف:الدولة الأموية في الأندلس.jpg|تصغير|280بك|خريطة [[الدولة الأموية في الأندلس]] التي عاشت زهاء ثلاثة قرون بعدَ سقوط الخلافة الأموية في دمشق سنة 132 هـ.]]
كان مروان بن محمد خليفة قويًّا، ذا حنكة وكفاءة عاليتين في إدارة الدولة، كما كان قائدًا عسكريًّا ذا خبرة عالية؛ خاضَ حروبًا طويلة مع البيزنطيين،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=305-306}}</ref> وميَّزه ذلك عن الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، غير أن الأوان كان قد فاتَ لإصلاح أمور الدولة، وكانت قد سقطت بالفعل في فوضى ونزاعات داخلية عارمة، ولذلك فقد كانت نهايتها في عهده هو.<ref name="مولد تلقائيا1">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص19-21.</ref> عندما بُويع مروان بالخلافة كان من الأشياء الأولى التي فعلها هي نقل العاصمة من دمشق إلى [[حران (تركيا)|مدينة حران]] في الجزيرة؛<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 308-309">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=308-309}}</ref> إذ إنه لم يَثق بمن في الشام، وكانت ثقته محصورة بمساعديه وقادته الذين عرفهم وتعامل معهم لسنوات طويلة خلال ولايته على أرمينية وأذربيجان،<ref name="الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985 308-309"/> غير أن هذا التصرف جاء بعواقب وخيمة؛ حيثُ ثار عليه أهل الشام، فبدأت الثورة من [[فلسطين]]، ثم زحفت إلى [[دمشق]] [[حمص|فحمص]]، وبذلك خسرَ تأييد أهل الشام أنفسهم، وهم أنصار الأمويين الأساسيين، مع أنه سُرعان ما سار وقمع الثورة،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان|1985|p=309}}</ref> لكن لم تستكن الأمور؛ فقامت الثورات واحدة تلو الأخرى، مرة في الجزيرة واليمن سنة 127هـ، وأخرى في [[الموصل]] سنة 129هـ، ثم في إفريقية في سنتي 131هـ و132 هـ،<ref name="خلافة بني أمية"/> فضلًا عن الانقسامات الداخلية بين القبائل العربية المختلفة وداخل البيت الأمويّ نفسه. وقد أنهكت هذه الثورات المتتالية مروان؛ فأخذ يَتنقل من منطقة إلى أخرى يُحاول السيطرة على الدولة ومنْعَها من الانهيار،<ref name="مولد تلقائيا2">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص20-21.</ref> ولكنه تفاجأ، وهو غارق في صراعاته الداخلية يَقمعها واحدًا تلو الآخر، [[الثورة العباسية|بالمدّ العباسي]] يأتي من المشرق، فيكتسح خراسان [[عراق العرب|فالعراق]]،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 68">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط|2006|p=68}}</ref> فسار إليهم ووقعت [[معركة الزاب|معركة الزاب الكبير]] في شهر جمادى الآخرة، سنة 132 هـ / فبراير 750 م،<ref name="الزاب الكبير">كتاب «[[سير أعلام النبلاء]]» [[شمس الدين الذهبي|للذهبي]]، فصل «مروان بن محمد».</ref> وقد كانت هذه المعركة هي نهايةَ الدولة الأموية وسُقوطها،<ref name="الدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط 2006 68"/> وقُتلَ مروان بعدها ببضعة شهور.<ref name="الزاب الكبير"/> أخذ [[الدولة العباسية|العبَّاسيُّون]] بعدَ قيام [[الدولة العباسية|دولتهم]] بمُلاحقة بني أمية وقتلهم، ولذلك فرَّ الكثير منهم بعيدًا، محاولين النجاة بأنفسهم. وقد كان من بين هؤلاء [[عبد الرحمن الداخل]]، الذي فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها،<ref name="عهد الولاة">{{استشهاد ويب | الأخير = السرجاني | الأول =راغب | مؤلف-وصلة = راغب السرجاني | مسار = http://www.islamstory.com/عهد_الولاة_في_الأندلس | عنوان = قصة الإسلام | عمل = عهد الولاة - قصة الأندلس | تاريخ الوصول =18 يوليو 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160305173544/http://islamstory.com/عهد_الولاة_في_الأندلس|تاريخ أرشيف=2016-03-05}}</ref> وتأسيس إمارة أموية في [[قرطبة]] سنة 138 هـ / 755 م.<ref name="الداخل">{{استشهاد ويب | الأخير = السرجاني | الأول =راغب | مؤلف-وصلة =راغب السرجاني | مسار = http://www.islamstory.com/عبد_الرحمن_الداخل_صقر_قريش | عنوان =قصة الإسلام | عمل =عبد الرحمن الداخل صقر قريش - قصة الأندلس | تاريخ الوصول = 18 يوليو 2011|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20161013111151/http://islamstory.com:80/عبد_الرحمن_الداخل_صقر_قريش|تاريخ أرشيف=2016-10-13}}</ref> وقد تمكَّن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة؛ فأسسوا [[الدولة الأموية في الأندلس]]، وظلُّوا يحكمونها زهاء ثلاثة قرون، غير أن مصيرها في النهاية كان السُّقوط سنة 422 هـ / 1031 م، بعد أن تفككت الأندلس إلى إمارات صغيرة مستقلة.<ref name="أمويو الأندلس1">[http://www.reefnet.gov.sy/reef/index.php?option=com_content&view=article&id=1670&Itemid=275 دولة الأمويين في الأندلس]. تاريخ الولوج: 09-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150525161012/http://www.reefnet.gov.sy/reef/index.php?option=com_content&view=article&id=1670&Itemid=275 |date=25 مايو 2015}}</ref><ref name="أمويو الأندلس2">[https://www.yabeyrouth.com/pages/index2552.htm تاريخ الدولة الأندلسية]. تاريخ الولوج: 09-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150107004302/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index2552.htm |date=07 يناير 2015}}</ref>
== المجتمع ==
[[ملف:Anjar vu du palais.jpg|تصغير|340بك|بقايا وآثار مدينة [[عنجر]] الأموية، التي تقع اليوم في [[لبنان]].]]
يُمكن القول بأن المجتمع في عهد الدولة الأموية -على الرغم من عدم امتلاكه تدرجًا اجتماعيًّا دقيقًا أو صارمًا- قد تألف من خمس طبقات أساسية؛ هي: الخلفاء والولاة والعلماء والأثرياء والعامة، فالطبقة الأولى هي الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا في الدولة، ولهم الصلاحيات المطلقة بها، ثم يليهم كبار الولاة والقادة وكاتبو [[الديوان]] فالعلماء، وقد كان احترام العامة للعلماء يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم، على الرغم من أنهم يأتون في الطبقة الثالثة، ثم كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر، وأخيرًا تأتي الطبقة الخامسة وهي عامة الناس؛ مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم.<ref name="سفير233">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص73.</ref>
لقد عاش العرب عمومًا حياة بسيطة في أيام الإسلام وقبله؛ فكان طعامهم على سبيل المثال يتألف من بضعة أصناف فحسب، أفخرها على الإطلاق هو [[لحم|اللحم]] مع [[ثريد|الثريد]]، ولكنهم مع توسع الفتوحات في العصر الأموي، وترامي أطراف الدولة وازدهارها، اختلفوا حالا، واقتبسوا عادات الكثير من الثقافات التي احتكوا بها نتيجة الفتوحات؛ فأصبحوا يستخدمون أدواتٍ فخاريةً وخشبية لتناول الطعام، كانت تأتيهم من [[الصين|الصين؛]] مثل الشوك والملاعق، وأصبحوا يتناولون طعامهم على موائدَ وكراسٍ خشبية بدلًا من أن يجلسوا على الأرض ويتناولوه بأيديهم كما في السّابق، وقد أسهم في نقل مثل هذه العادات الحياتية والاجتماعية إلى العرب إحضارهم الكثيرَ من الجواري إلى بلادهم، فنقلن إلى العرب عاداتٍ وتقاليدَ شعوبهن.<ref name="سفير243">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص78-79.</ref>
[[ملف:20100922 qasr amra14.JPG|تصغير|270بك|يمين|[[قصر عمرة]] الصحراوي، شرق [[الأردن]]. كان يُستخدم لرحلات الصيد التي يقوم بها خلفاء وأمراء بني أمية.]]
كانت المناسبات الإسلامية، وأبرزها عيدا [[عيد الفطر|الفطر]] و[[عيد الأضحى|الأضحى]]، ذاتَ صدى كبير في أنحاء الدولة الأموية؛ فكان يَخرج الخليفة في موكب مهيب وسط رجال الدولة الكبار، يتقدمهم الجند لأداء صلاة العيد. كما أن الأعراس والأفراح، بعد أن كانت بسيطة جدًا في عهود الخلفاء الراشدين وما قبل الإسلام، باتت مترفة جدًّا، وتُنفق عليها أموال طائلة؛ فكانوا يقيمون ولائم عظيمة في الأعراس، ثم يلعب الفتيان بالرماح ويتسابقون بالخيل، فيما يجلس النساء يتحدث بعضهن إلى بعض، وأما العروس فكانت تزين بزينة عظيمة، ويُحيط بها خدمها يُغنون لها حتى تذهب إلى بيت زوجها.<ref name="سفير244">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص80.</ref> وقد كان من وسائل الترفيه والتسلية الشائعة في تلك الحقبة جلب المغنين أو «المضحكين» الذين يلقون النكات ويُضحِكون الناس. كما كانت ألعاب النرد و[[شطرنج|الشطرنج]] شائعة أيضًا، وقد أخذهما العرب من [[فرس (قوم)|الفرس]]. كما كانوا يرفهون عن أنفسهم بالصيد والرياضة، وقد أقامت الدولة في عهد هشام بن عبد الملك سباقات كبيرة للخيل، بلغ عدد المشاركين فيها 4,000 حصان في إحداها.<ref name="سفير2(44">موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص81.</ref>
عمومًا امتاز المجتمع في العصر الأموي بالترف الكثير، على النقيض من عهود الإسلام السابقة، ولم ينعكس ذلك على المناسبات والعادات الاجتماعية فحسب؛ فقد انعكس على ملابس العامة أيضًا، فتنافس الناس وخصوصًا الخلفاء وكبار رجال البلاط في شراء الملابس الجديدة والفاخرة والمتميزة، وأصبحَ الجميع يرتدون جِبابًا وأردية وسراويل وعمائم وقلانس، ومع ازدياد الإسراف أصبح التجار يجلبون معهم إلى البلاد الإسلامية مختلف أنواع [[حرير|الحرير]] و[[صوف|الصوف،]] بين موشّى ومطرّز، ومحاك [[ذهب|بالذهب]] و[[فضة|الفضة]]، ومرصع بالأحجار الكريمة.<ref name="الملابس1">[https://wakae3.com/2019/04/24/%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84/ في ذكري سقوطها …”الوقائع اليوم” تحوم بالدولة الأموية]. بقلم: منار الأزهري. موقع جريدة الوقائع. تاريخ النشر: 24 أبريل 2019. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201001223306/https://wakae3.com/2019/04/24/في-ذكري-سقوطها-الوقائع-اليوم-تحوم-بال/ |date=1 أكتوبر 2020}}</ref> وكان خلفاء بني أمية يرتدون ملابس بيضاء على الأغلب، ومن أفخر أنواع القماش المطرز.<ref name="الملابس4">[https://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/f7f60988-1070-4841-8f0b-472eff368794 الملابس تحكي سيرة التمدن]. جريدة الخليج. تاريخ النشر: 30-08-2015. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200224101235/http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/f7f60988-1070-4841-8f0b-472eff368794 |date=24 فبراير 2020}}</ref> وكان من قطع الملابس التي ارتداها الأمويون: القباء (رداء أو زي خارجي مفتوح عند الرقبة، أو يقفل بأزرار، وهو ضيق الكمين، وفي بعض الأحيان متوسط الاتساع)، والدُّرَّاعة (جبة مشقوقة من الأمام)، والطيلسان (الطرح التي تغطي الرأس)، والغلالة (ثوب رقيق شفاف يشبه القميص الذي ترتديه المرأة)، والملحفة (ملاية)، والإزار (لباس لستر العورة)، والشاشية (قبعة)، والتكة (رباط السروال).<ref name="الملابس2">د. سامية إبراهيم لطفي السمان ود. عزة إبراهيم علي، ''«تاريخ وتطور الملابس عبر العصور»''، [[الإسكندرية]]: [[جامعة الإسكندرية]]، 1992، ص 84- 85.</ref> كما أن أسلوب إنتاج [[نسيج (قماش)|الأقمشة]] الخاصة المطرزة في المناسج الملكية قد ولد في العصر الأموي، ثم تطور لاحقًا وساد في أنحاء الدولة الإسلامية خلال [[العصور الوسطى]]، وكان أول خليفة أموي يؤسس مصانع خاصة للنسيج المطرز هو هشام بن عبد الملك. وقد كان من الظواهر المهمة في العصر الأموي أن أصبحَ غير المسلمين يرتدون ملابس العرب الفاخرة، حتى جاء عهد عمرَ بنِ عبد العزيز الذي حَرّم على أهل الذمة ارتداء لباس الرأس العربي، ومنه العمامة والعصب والطيلسان والملابس العسكرية العربية والأردية الخاصة مثل القبعة، وكان على هؤلاء أن يرتدوا حزامًا متميزًا يسمى المِنْطَق وأحيانًا الزُنّار.<ref name="الملابس4"/>
== العلوم والفنون ==
=== الحركة العلمية ===
{{
[[ملف:Al Andalus dirham 76119.jpg|تصغير|260بك|يمين|شملت حركة التعريب في العصر الأموي تعريب سك النقود، وتظهر في الصورة دراهم أندلسية من القرن الهجري الثاني.]]
على
[[ملف:Umayyad Bowl.jpg|تصغير|280بك|آنية أموية تعود إلى سنة 96 هـ، صنعت في مدينة الحيرة.]]
كان أول من أنشأ مدارس منظمة تعمل برعاية الدولة وتحتَ إشرافها في [[
تاريخ إسلامي|التاريخ الإسلامي]] هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك،
كانت حركات تدوين تاريخ العصر النبوي
=== فن العمارة ===
[[ملف:Bab al Mardum. Cristo de la Luz. MPLC 01.jpg|تصغير|يمين|280بك|[[مسجد باب المردوم]] في مدينة [[طليطلة]] [[إسبانيا|بإسبانيا]]، التي عمّرها الأمويون في أيام سيطرتهم على الأندلس.]]
قبل العصر الأمويِّ كان [[عمارة عربية|فن العمارة العربي]] بسيطًا جدًّا، ولم يتسم بالكثير من المعالم والمميزات، ولم تبدأ [[عمارة إسلامية|العمارة الإسلامية]] باكتساب نمط مختلف أكثر تعقيدًا حتى العهد الأموي،<ref name="العمارة الأموية1"/> غير أن العمارة الأموية جاءت متأثرة كثيرًا، وشديدة الشبه [[عمارة بيزنطية|بالعمارة البيزنطية]] التي كانت سائدة قبلها في [[بلاد الشام]]، بل إنها استنسخت تقريبًا معالم الفن المعماريّ البيزنطي في كثير من الأحيان، دون تغيير كبير، أو إضفاء صبغة مميزة عليه.<ref name="العمارة الأموية2">[http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=print&sid=21945 العمـــارة فــي العصـــر الأمــــوي*] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20141204202848/http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=print&sid=21945 |date=4 ديسمبر 2014 }}. قراءة في كتاب «العمارة الأموية: الإنجازات والتآويل» (لـ«خالد السلطاني»)، في مقال لـ«آزاد أحمد علي». جريدة الاتحاد. تاريخ الولوج: 30-04-2012. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{استشهاد ويب |مسار=http://alitthad.com/paper.php?file=print&name=news&sid=21945 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=15 يوليو 2017 |تاريخ أرشيف=6 مارس 2016 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160306192115/http://alitthad.com/paper.php?file=print&name=news&sid=21945 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>
[[ملف:DomeOfTheRock053011.jpg|تصغير|280بك|مسجد قبة الصخرة في القدس، الذي بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهو أحد أبرز المنجزات المعمارية في العصر الأموي.]]
ويُمكن ملاحظة هذا التأثير على سبيل المثال في [[قبة الصخرة|مسجد قبة الصخرة]]؛ فنمطه المعماريّ يشبه إلى حد بعيد النمط البيزنطي المسيحي، ولو أنه مع ذلك يتسم ببعض المميزات الإضافية المستمدَّة من العمارة الإسلامية؛ فقد أضيفت إليه بعض المعالم الإسلامية، مثل: [[قبة|القبة]] و[[مئذنة|المئذنة،]] فضلًا عن [[آية|الآيات]] [[القرآن]]ية و[[الحديث النبوي|الأحاديث النبويَّة]] التي أضيفت إلى زخرفاته، وبهذا مزجَ الأمويون الطراز المعماريّ البيزنطي بالعربي فيما أصبحَ (''الطرازَ المعماريَّ الأمويَّ)،''<ref name="العمارة الأموية1">[http://www.landcivi.com/new_page_484.htm أسس ومبادئ العمارة الإسلامية]. موقع «أرض الحضرات»، مقال لـ«محمد هشام النعسان». تاريخ الولوج: 30-04-2012. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160803081811/http://landcivi.com:80/new_page_484.htm |date=03 أغسطس 2016}}</ref> وقد تميَّز هذا الطراز المعماريُّ [[زخرفة|بالزخارف]] و[[فسيفساء|الفسيفساء]]. وقد اهتمَّ بالعمارة من الخلفاء الأمويين خصوصًا هشامُ بنُ عبد الملك، الذي كان النشاط العمرانيّ في عهده في ذروته.<ref name="العمارة الأموية5">[https://www.greatsciences.com/19710/aldwlt-alamwyt دولة بني أمية]. تاريخ النشر: 31-5-2020. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20201001224126/https://www.greatsciences.com/19710/aldwlt-alamwyt |date=1 أكتوبر 2020}}</ref>
يُعد
كل من [[
قبة الصخرة|مسجد قبة الصخرة]] في مدينة [[القدس]] (المبنيّ في عهد عبد الملك بن مروان) و[[
الجامع الأموي (دمشق)|جامع بني أمية الكبير]] في [[دمشق]] (المبنيّ في عهد الوليد بن عبد الملك) اثنين من أشهر وأهم الإنجازات المعمارية الأموية على
{{
[[ملف:Al-Walid ibn Abdul-Rahman - Inscribed Pound Weight - Walters 476 - Three Quarter Left.jpg|تصغير|
{{
[[ملف:Model.JPG|تصغير|300بك|يمين|مجسم يصور ''قصر الحير الغربي'' عند اكتشافه، وهو يقع في [[بادية الشام]] على بعد 80 كم جنوب غرب [[تدمر]]. يُعد القصر واحداً من 36 قصراً أموياً أقيم في ضواحي وأرياف وصحاري بلاد الشام، وقد بني في أيام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. هذا المجسم محفوظ في [[المتحف الوطني بدمشق|متحف دمشق الوطني]].]]
يعتقد بعض الباحثين أن [[الشريعة الإسلامية]] لم تُطبَّق في الأنظمة القضائية والقانونية في الدولة الإسلامية إلا في عهد [[الخلافة الراشدة]]؛ حيث يعتقدون أنها توقفت مع مطلع العصر الأموي، بينما يرى آخرون؛ منهم: [[راغب السرجاني]]، أن تطبيق الشريعة الإسلامية في القضاء قد استمرَّ لأكثر من ذلك بكثير، خلال العصر الأموي كله؛ بل وما بعده أيضًا.<ref name="القضاء والقانون1">[http://islamstory.com/ar/الدولة-الاموية-وتحكيم-الشريعة الدولة الأموية وتحكيم الشريعة الإسلامية]. موقع قصة الإسلام، ل[[راغب السرجاني]]. تاريخ النشر 14-10-2010. تاريخ الولوج 05-05-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160317005720/http://islamstory.com/ar/الدولة-الاموية-وتحكيم-الشريعة |date=17 مارس 2016}}</ref> ومن أبرز التطوُّرات، على الصعيد القضائي والقانوني، التي شهدها العهد الأموي أن الخلفاء قد توقفوا عن التدخل بأنفسهم في شؤون القضاء؛ فلم يفعلوا كما كان النبي [[محمد]] والخلفاء الراشدون من بعده يفعلون، فقد كان النبي محمدٌ مشرعا بوصفه نبيا، فكان لذلك يصدر الأحكام القضائية بنفسه، ويؤسس لها، بينما كان الخلفاء الراشدون من بعده كثيرا ما يُصدرون الأحكام القضائية بأنفسهم، أو يضعون أسسها، وعلى الرَّغم من توقف الخلفاء الأمويين عن التدخل بأنفسهم في شؤون القضاء، نجد أنهم قد استمرُّوا في توجيه قضاء الدولة في ثلاثة أمور، لأهميتها الكبيرة، وهذه الأمور الثلاثة هي: تعيين القضاة مُباشرة في عاصمة الدولة دمشق، وتعيين وعزل قضاة الدولة، والإشراف على أعمالهم والأحكام التي يُصدرونها، والتأكد من التزام القضاة بالأسلوب القضائي القويم. كما مارس الخلفاء الأمويون، بالإضافة إلى ذلك، قضاء المظالم وقضاء [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|الحسبة]].<ref name="القضاء والقانون2">[http://islamstory.com/ar/مؤسسة-القضاء-ابتكارها-وتطويرها مؤسسة القضاء.. ابتكارها وتطويرها]. موقع قصة الإسلام، ل[[راغب السرجاني]]. تاريخ النشر 16-05-2010. تاريخ الولوج 05-05-2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200511204601/http://islamstory.com/ |date=11 مايو 2020}}</ref>
وقد كان للقضاة دورٌ كبيرٌ في ضمان سير العدل في الدولة الأموية، وقد خالفوا الخلفاء والولاة أنفسهم عندما لزمَ ذلك، ووجهوهم إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية؛ مثلما حدثَ عندما أراد والي مصر [[عبد العزيز بن مروان]] (65 - 85هـ) أخذ الجزية من المسلمين الأَجِدَّاء، فعارضه قاضي مصر آنذاك «ابن حجيرة» قائلاً: ''«أعيذك بالله أيها الأمير أن تكون أول من سنَّ ذلك بمصر»''. وقد تحقَّق عدل شبه كامل في كل الجوانب المالية بالدولة عندما جاء عهد عمرَ بنِ عبد العزيز،<ref name="سفير23">موسوعة سفير، المجلد الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص76.</ref> وعلى الرغم من أن دخول المال إلى [[بيت المال|بيت مال المسلمين]] كان يَخضع لرقابة كبيرة من طرف القضاة، لم يكن خروجها منه بالمثل؛ إذ إن خلفاء بني أمية لم يَبعوا الخلفاء الراشدين في هذا الأمر؛ فقد امتنع الخلفاء الراشدون تمامًا عن الاقتراب من بيت المال أو لمس ما فيه، وأما الخلفاء الأمويون فلم يعد في عهدهم فرق بين بيت مال الدولة وأموالهم الخاصة، وأصبحوا يأخذون منه ما يشاؤون، ويغدقون المال على أغراضهم الخاصة، وأصبحوا أثرياء، هم وأبناؤهم وعائلاتهم، ولم يتغير هذا الوضع حتى جاء عهد [[عمر بن عبد العزيز|عمرَ بنِ عبد العزيز]]، الذي كبحَ جماح بني أمية، ومنعهم من لمس بيت المال، وردَّ الأموال إلى أصحابها، وتحرَّى العدل في مختلف جوانب الدولة، وعلى الرغم من ذلك انحرف أواخر الخلفاء الأمويين مجددًا؛ فحادوا عن هذا الطريق، وأسرفوا في امتلاك أموال الدولة كثيرًا.<ref name="سفير24">موسوعة سفير، المجلد الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص76-77.</ref>
اتَّبعَ الأمويون نفس أسلوب الخلفاء الراشدين في تعيين القضاة؛ حيث يَقوم الخلفاء بتعيين قاضٍ على كل إقليم من أقاليم الدولة، حسبَ كفاءته وأهليته للعمل. وقد دوَّن بعض هؤلاء القضاة أحكامهم؛ مثل قاضي مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان «سليم التجيبي»، الذي كان أوَّل قاض يدون أحكامه، وقد أصبحت بعض هذه الأحكام، فيما بعد، قواعد فقهية عندَ تدوين [[فقه إسلامي|الفقه]] في العصر العباسي. ومن أبرز القضاة الأمويين: [[عامر الشعبي|عامر بن شراحيل الشعبي،]] وعبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي، وأبو إدريس الخولاني، وعبد الرحمن بن حجيرة، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وعبد الرحمن بن أذينة، وهشام بن هبيرة، وآخرون غيرهم.<ref name="سفير22">موسوعة سفير، المجلد الثاني «العصر الأموي»، مرجع سابق، ص69.</ref>
== نظام الحكم ==
=== جدول الخلفاء والحكام الأمويين ===
{{مفصلة|قائمة الخلفاء الأمويين}}
{|style=font-size:100%;text-align:center;width:100% class="wikitable"
|- align="center"
! الحاكم || فترة الحكم
|-bgcolor="#C0C0C0"
|align="center"|'''الخلفاء في دمشق'''<ref>تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ [[محمد فريد
</ref>||
|-
السطر 308 ⟵ 286:
| [[مروان بن محمد]] (تولى الحكم في [[حران (تركيا)|حران]] [[الجزيرة الفراتية|بإقليم الجزيرة الفراتية]]) || [[744]] – [[750]]
|-bgcolor="#C0C0C0"
|align="center"|'''أمراء قرطبة'''<ref name="أمراء وخلفاء قرطبة">{{
|-
| [[عبد الرحمن الداخل]] || [[756]] – [[788]]
السطر 316 ⟵ 294:
| [[الحكم بن هشام]] || [[796]] – [[822]]
|-
| [[
عبد الرحمن الأوسط|عبد الرحمن بن الحكم]] || [[822]] – [[852]]
|-
| [[
محمد بن عبد الرحمن|محمد بن عبد الرحمن الأوسط]] || [[852]] – [[886]]
|-
| [[المنذر بن محمد]] || [[886]] – [[888]]
السطر 326 ⟵ 304:
| [[عبد الرحمن الناصر لدين الله]] || [[912]] – [[929]]
|-bgcolor="#C0C0C0"
|align="center"|'''الخلفاء في قرطبة'''<ref name="أمراء وخلفاء قرطبة"
|-
| [[عبد الرحمن الناصر لدين الله]]، بصفته خليفة || [[929]] – [[961]]
السطر 342 ⟵ 320:
| [[سليمان المستعين بالله]]، أُعيد تنصيبه || [[1012]] – [[1017]]
|-
| [[
عبد الرحمن المرتضي بالله|عبد الرحمن المرتضى]] || [[1021]] – [[1022]]
|-
| [[
عبد الرحمن المستظهر بالله|عبد الرحمن بن هشام المستظهر بالله]] || [[1022]] – [[1023]]
|-
| [[
محمد المستكفي بالله|محمد المستكفي]] || [[1023]] – [[1024]]
|-
| [[
هشام المعتد بالله|هشام بن محمد المعتد بالله]] || [[1027]] – [[1031]]
|}
=== الخلافة ===
[[ملف:الأمويون.png|تصغير|خلفاء بني أمية.]]
كان [[الخلفاء الراشدون]] يعيشون حياةً بعيدة عن
=== الوالي أو العامل ===
{{
كانت الدولة الأموية مقسمة إلى [[
=== الكاتب ===
ترجع مهنة الكتابة إلى عهد الرسول [[محمد]]، عندما كان يتخذ كتابًا يدونون له آيات [[القرآن|القرآن الكريم]]. ولمّا توسعت الدولة الإسلامية في العهد الأموي، وبلغت مشارف [[الصين]] شرقًا و[[فرنسا]] غربًا، أخذ كل خليفة يعتمد على كاتبه لإنشاء الرسائل التي يبعث بها إلى الولاة والقادة والملوك الآخرين، وأن يتلقى الرسائل التي ترد إلى الخليفة. ولمّا تشعبت أمور الدولة
== طالع
* [[
الدولة الأموية في الأندلس|الخلافة الأموية في الأندلس]]
* [[الدولة العباسية]]
* [[قائمة الخلفاء]]
* [[قائمة السلالات الحاكمة الإسلامية السنية|قائمة السلالات الإسلامية السنية]]
* [[جيش الدولة الأموية]]
== المراجع ==
=== باللغة العربية ===
{{مراجع}}
=== بلغاتٍ أجنبيةٍ ===
{{مراجع|مجموعة="la"|2|محاذاة=نعم}}
== الكتب ==
*
{{
*
{{
*
{{
*
{{
*
{{
*
{{
*
{{
*
{{
*
{{
*
{{
== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [https://web.archive.org/web/20170817121144/http://islam-call.com/records/viewGroup/Id/66 التاريخ السياسي للدولة الأموية].
* [http://www.hukam.net/family.php?fam=14 الأمويون].
{{مواضيع الدولة الأموية}}
{{معارك الدولة الأموية}}
{{الدول التاريخية الإسلامية}}
{{مواضيع الإسلام}}
{{السلالات الإسلامية الحاكمة لمنطقة المشرق العربي}}
{{أجناد الشام}}
{{مواضيع إيران|state=autocollapse}}
{{غزوات ومعارك القرن الأول الهجري}}
{{مواضيع المغرب}}
{{مواضيع السعودية}}
{{إمبراطوريات}}
{{تاريخ الإسلام}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الدولة الأموية|دمشق}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=9734009|التاريخ=24 أكتوبر 2012}}
{{لا للتصنيف المعادل}}
{{لا لربط البوابات المعادل}}
[[تصنيف:الدولة الأموية| ]]
[[تصنيف:
[[تصنيف:
[[تصنيف:إمبراطوريات عربية]]
[[تصنيف:تأسيسات القرن 7 في آسيا]]
[[تصنيف:تأسيسات القرن 7 في إفريقيا]]
[[تصنيف:تاريخ الحجاز الإسلامي]]
[[تصنيف:دول سابقة في العالم الإسلامي]]
[[تصنيف:دول وأقاليم أسست في عقد 660]]
[[تصنيف:دول عظمى سابقة]]
|