غزوة بدر: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة] [نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 142.154.32.99 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة أبو حمزة
وسم: استرجاع
 
(814 مراجعة متوسطة غير معروضة أجراها أكثر من 100 مستخدم.)
سطر 1:
{{معلومات نزاع عسكري
{{مرشح كمقالة مختارة|20 سبتمبر 2012}}
| اسم_النزاع = غزوة بدر الكبرى
{{معلومات صراع عسكري
| جزء_من = [[غزوات الرسول محمد]]
|اسم_النزاع = غزوة بدر
| تاريخ = [[17 رمضان]] [[2 هـ|2هـ]] / [[13 مارس]] [[624]]م
|جزء_من = غزوات الرسول محمد
| مكان = آبار بدر، 130 كم جنوب غرب [[المدينة المنورة]]
| صورة = فيلم الرِّسالة - مشهد معركة بدر.jpg
| صورة = Siyer-i Nebi - Gabriel -dschabrail- und weitere Engel unterstützen die Muslime während der Schlacht von Badr (cropped).jpg
| تعليق = مشهد معركة بدر من فيلم الرِّسالة
| تعليق = مُنمنمة [[الدولة العثمانية|عثمانية]] تصور هجوم فرسان المسلمين في غزوة بدر
|تاريخ = يوم الأحد، 17 رمضان 2 هـ / 13 مارس 624 م
| إحداثيات = {{إحداثيات|23|44|N|38|46|E|region:SA_type:event|display=title}}
|مكان = عند آبار بدر، على بعد 130 كيلومتراً جنوب غربي المدينة المنورة
| خط_عرض = 23.733333
|نتيجة = انتصار المسلمين
| خط_طول = 38.766667
|خصم1 = {{المسلمون}}
| حجم_الخريطة = 270
|خصم2 = {{قريش}}
| نتيجة = انتصار [[مسلم|المسلمين]]
|قائد1 = رسول الإسلام محمد
| خصم1 = {{المسلمون}}
|قائد2 = عمرو بن هشام المخزومي القرشي (أبو جهل)
| خصم2 = {{قريش}}
|قوة1 = 313 رجلاً، وقيل 319، وقيل 340<br /> فَرَسان اثنان <br /> 70 جملاً
| قائد1 = [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[محمد|النبي محمد]]</small>
|قوة2 = 1000 رجل <br /> 200 فرس، وقيل 100 فرس
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[حمزة بن عبد المطلب]]</small><br />
|خسائر1 = 14 شهيداً، ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[أبو بكر الصديق]]</small><br />
|خسائر2 = 70 قتيلاً <br /> 70 أسيراً
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[عبد الله بن مسعود]]</small><br />
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[عمر بن الخطاب]]</small><br />
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[علي بن أبي طالب]]</small>
| قائد2 = [[ملف:Quraysh Flag.svg|23px]] <small>[[أبو جهل]]</small> {{قفم}}
[[ملف:Quraysh Flag.svg|23px]] <small>[[عتبة بن ربيعة]]</small> {{قفم}}<br />
[[ملف:Quraysh Flag.svg|23px]] <small>[[أمية بن خلف]]</small> {{قفم}}
| قوة1 = 313 - 340 مقاتل<br /> فرسان اثنان
| قوة2 = 1,000 مقاتل<br />200 - 100 فرس
| خسائر1 = 14 شهيداً<br /> 6 من [[المهاجرون|المهاجرين]]<br /> 8 من [[الأنصار]]
| خسائر2 = 70 قتيلاً<br />70 أسيراً
}}
{{غزوة بدر}}
'''غزوة بدر''' وتُسمى أيضاً '''غزوةَ بدرٍ الكبرى'''<ref>السيرة النبوية لابن هشام</ref> و'''بدرَ القتال'''<ref>نهاية الأرب في فنون الأدب، أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، شهاب الدين النويري (المتوفى: 733هـ)</ref> و'''يومَ الفرقان'''،<ref name="علي الصلابي" /> هي غزوةٌ وقعت يومَ الأحد 17 [[رمضان]] في [[2هـ|العام الثاني من الهجرة]]، الموافق 13 [[مارس]] [[624|624م]]، بين [[المسلمين]] بقيادة [[رسول الإسلام محمد]]، و[[قبيلة قريش]] ومن حالفها من [[العرب]] بقيادة [[عمرو بن هشام المخزومي| عمرو بن هشام المخزومي القرشي]]. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة،<ref name="الرحيق المختوم">الرحيق المختوم، صفي الرحمن المباركفوري (المتوفى: 1427هـ) دار الهلال - بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع) الطبعة: الأولى</ref> وقد سميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين [[مكة|مكَّة]] و[[المدينة المنورة]].<ref>معجم اللغة العربية المعاصرة</ref>
{{شريط جانبي غزوات الرسول}}
{{شريط جانبي سرايا الرسول}}
'''غَزْوَةُ بَدْرٍ''' (وتُسمى أيضاً '''غزوة بدر الكبرى''' و'''بدر القتال''' و'''يوم الفرقان''') هي غزوة وقعت في [[17 رمضان|السابع عشر من رمضان]] في [[2 هـ|العام الثاني من الهجرة]] (الموافق [[13 مارس]] [[624]]م) بين [[مسلم|المسلمين]] بقيادة [[محمد|الرسول محمد]] {{صلى الله عليه وسلم}}، و[[قريش|قبيلة قريش]] ومن حالفها من [[عرب|العرب]] بقيادة [[أبو جهل|عمرو بن هشام المخزومي القرشي]]. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك [[الإسلام]] الفاصلة،<ref name="الرحيق المختوم">[[الرحيق المختوم (كتاب)|الرحيق المختوم]]، [[صفي الرحمن المباركفوري]]، الناشر: دار الهلال - بيروت، الطبعة الأولى</ref> وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى [[محافظة بدر|منطقة بدر]] التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين [[مكة]] و[[المدينة المنورة]].<ref>معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1429هـ-2008م</ref>
 
بدأت المعركة بمحاولة [[مسلم|المسلمين ]] اعتراضَ عيرٍ [[قريش|لقريشٍ ]] متوجهةٍ من [[ بلاد الشام|الشام]] إلى [[مكة]] يقودها [[أبو سفيان بن حرب]]، ولكن [[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيان ]] تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً رسولًا إلى [[قريش ]] يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ [[قريش]]ٌ وخرجت لقتال [[مسلم|المسلمين ]]. كان عددُ [[مسلم|المسلمين ]] في غزوة بدر ثلاثمئة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، رجلًا، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، جملًا، وكان تعدادُ جيش [[قريش ]] ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش [[مسلم|المسلمين ]] من حيث العدد تقريباً تقريبًا. وانتهت غزوة بدر بانتصار [[مسلم|المسلمين ]] على [[قريش ]] وقتل قائدهم [[أبو جهل|عمرو بن هشام، هشام]]، وكان عدد من قُتل من [[قريش ]] في غزوة بدر سبعين رجلاً رجلًا وأُسر منهم سبعون آخرون، أما [[مسلم|المسلمون ]] فلم يُقتل منهم سوى أربعة عشر رجلاً، رجلًا، ستة منهم من [[ المهاجرون|المهاجرين]] وثمانية من [[الأنصار]]. تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة للمسلمين، [[مسلم|للمسلمين]]، منها أنهم أصبحوا مهابين في [[المدينة المنورة|المدينة]] وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو [[غنيمة (إسلام)|غنائم المعارك]]، وبذلك تحسّن حالُ [[مسلم|المسلمين ]] الماديّ والاقتصاديّ و[[اقتصاد|الاقتصاديّ]] والمعنويّ.
 
== قبل المعركة ==
=== سبب المعركة ===
خرج رسول الإسلام الرسول [[محمد ]] (في شهري [[جمادى الأولى ]] وجمادى و[[جمادى الآخرة ]] سنة [[2 هـ ) ]] في مئة وخمسين أو مئتين من [[المهاجرون|المهاجرين ]] لاعتراض عير [[قريش|لقريش ]] ذاهبة من [[مكة ]] إلى الشام، [[بلاد الشام|الشام]]، فلما وصل الرسول محمد مكاناً يسمى يُسمى «[[غزوة العشيرة|ذا العشيرة ]]» وجد العير قد فاتته بأيام فصالح بها [[بنو مدلج|بني مدلج]] وحلفاءهم من [[بني ضمرة]] وكلهم من قبيلة [[كنانة]].<ref name="الرحيق المختوم" /><ref>كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري: شمس الدين الذهبي (2/ 47)</ref> ولما فلما اقترب رجوع العير من [[بلاد الشام |الشام]] إلى [[مكة ]]، بعث [[محمد|الرسول محمدٌ ]] [[طلحة بن عبيد الله]] و[[سعيد بن زيد]] إلى الشَّمال، الشَّمال ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى منطقة تسمى [[ الحوراء زينب بنت علي|الحوراء]]، ومكثا حتى مر بهما [[أبو سفيان بن حرب]] بالعير، فأسرعا إلى المدينة، [[المدينة المنورة|المدينة]] وأخبرا الرسول محمداً بالخبر، بالخبر.<ref name="الرحيق المختوم" /> وقد كانت هذه العير قافلةً تجاريةً كبيرةً قادمةً من [[بلاد الشام |الشام]] تحمل أموالاً عظيمةً لقريش، [[قريش|لقريش]]، وكان يقودها [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]]، ويقوم على حراستها بين ثلاثين وأربعين رجلاً.<ref>جوامع السيرة السيرة، لابن [[ابن حزم ص الأندلسي|علي (107) بن حزم الأندلسي]]، تحقيق الدكتور إحسان عباس والدكتور ناصر الدين الأسد، دار إحياء السنة، طبعة سنة [[1368 هـ]]، باكستان، ص107</ref>
 
لقدأرسل [[محمد|الرسول محمدٌ ]] [[بسبسة بن عمرو|بَسْبَس بن عمرو ]] لجمع ليقوم بجمع المعلومات عن القافلة، فلما عاد [[بسبسة بن عمرو|بسبس ]] بالخبر اليقين، ندب [[محمد|الرسول محمدٌ ]] أصحابه للخروج وقال لهم: {{ مض اقتباس مضمن|هذه عير [[قريش ]] فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل [[الله ]] ينفلكموها}}،<ref> [[السيرة ابن النبوية هشام لابن هشام|السيرة (2/ النبوية]]، 61 [[ابن هشام (توضيح) |أبو محمد عبد الملك بن هشام]]، دار الفكر، بدون تاريخ، ج2 ص61، بسند صحيح إلى ابن [[عبد عباس الله رضي بن الله عباس|ابن عنهما عباس]]</ref> ولكن [[محمد|الرسول محمداً ]] لم يعزم على أحد بالخروج، لأنه لم يكن يتوقع عند هذا الخروج أنه خارج للقتال في معركة مع قريش، [[قريش]]، ولذلك تخلف تخلَّف كثير من [[الصحابة]] في المدينة، [[المدينة المنورة|المدينة]]، ولم يُنكِر على أحد تخلفه في هذه الغزوة،<ref name="الرحيق المختوم" /> ومن المؤكد أنه حين خروج خرج [[محمد|الرسول محمدٍ محمد]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] لم يكن في نيته قتال، وإنما كان قصده عير عيرَ قريشٍ [[قريش]]ٍ التي كانت فيها أموال أموالٌ كان جزء جزءٌ منها [[المهاجرون|للمهاجرين ]] [[مسلم|المسلمين ]] من أهل [[مكة ]]، قد وقد استولت عليها [[قريش ]] ظلمًا وعدوانًا.<ref name="علي الصلابي" />
 
=== خروج المسلمين من المدينة المنورة ===
خرج [[محمد|الرسول محمدٌ]] [[مسلم|والمسلمون]] من [[المدينة المنورة]] في [[12 رمضان|اليوم الثاني عشر من شهر رمضان]] في [[2 هـ|السنة الثانية للهجرة]]،<ref name="علي الصلابي">السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، [[علي الصلابي|علي محمد الصلابي]]، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة السابعة، [[1429 هـ|1429هـ]]-[[2008]]م</ref> وعندما خرج [[مسلم|المسلمون]] إلى [[بئر بدر|بدر]] كلّف الرسولُ [[عبد الله بن أم مكتوم|عبدَ الله بنَ أم مكتوم]] بالصلاة بالناس في [[المدينة المنورة]]، ثم أعاد [[أبو لبابة الأنصاري|أبا لبابة الأنصاري]] من منطقة تسمى الروحاء إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وعيَّنه أميرًا عليها.<ref name="البداية والنهاية 3/ 260">[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي]]، دار الريان للتراث، ج3 ص260</ref><ref>[[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك على الصحيحين]]، [[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري|محمد الحاكم النيسابوري]]، ج3 ص632</ref> وأرسل الرسول اثنين من أصحابه إلى [[بئر بدر|بدر]]، وهما [[عدي بن أبي الزغباء|عدي بن أبي الزغباء الجهني]] و[[بسبسة بن عمرو|بسبس بن عمرو الجهني]]<ref>الطبقات لابن سعد (2/ 24)</ref> طليعةً للتعرف على أخبار القافلة، فرجعا إليه بخبرها.<ref>[[كتاب الطبقات الكبير]]، [[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]، ج2 ص42، بإسناد صحيح</ref>
{{إسلام}}
خرج الرسول محمدٌ والمسلمون من المدينة المنورة في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة،<ref name="علي الصلابي">السيرة النبوية، عرض وقائع وتحليل أحداث، عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة: السابعة، 1429 هـ - 2008 م</ref> وعندما خرج المسلمون إلى بدر كلّف الرسولُ [[عبد الله بن أم مكتوم|عبدَ الله بن أم مكتوم]] بالصلاة بالناس في المدينة المنورة، ثم أعاد أبا لبابة من منطقة تسمى الروحاء إلى المدينة وعينه أميرًا عليها.<ref>البداية والنهاية (3/ 260) </ref><ref>المستدرك للحاكم (3/ 632)</ref> وأرسل الرسول اثنين من أصحابه إلى بدر، وهما عدي بن الزغباء الجهني و[[بسبس بن عمرو الجهني]]<ref>الطبقات لابن سعد (2/ 24)</ref> طليعةً للتعرف على أخبار القافلة، فرجعا إليه بخبرها.<ref>الطبقات لابن سعد (2/ 42) بإسناد صحيح</ref>
 
وقد كان عدد عددُ [[الصحابة ]] الذين رافقوا الرسول محمداً في غزوته هذه إلى بدر، [[بئر بدر|بدر]] بضعة بضعةَ عشر وثلاثمئة رجل،<ref>هذه رواية البخاري، [[محمد بن إسماعيل البخاري|الإمام البخاري]]، [[فتح الباري |فتح (7/ الباري 290 شرح - صحيح البخاري]]، [[ابن حجر العسقلاني]]، ج7 ص290-292 )</ref> وقيل بأنهم ثلاثمئة وتسعة عشرة رجلا، رجلاً،<ref>هذه رواية مسلم، [[مسلم بن الحجاج|الإمام مسلم]]، شرح [[يحيى بن شرف النووي |النووي]]، (12/ ج12 84) ص84</ref> وقيل أن عدد الصحابة البدريين ثلاثمئة وأربعون صحابياً،<ref> [[البداية والنهاية ]]، (3/ [[ابن 314) كثير الدمشقي|ابن كثير]]، ج3 ص314</ref> وقيل هم ثلاثمئة وثلاثة عشر أو أربعة عشر أو سبعة عشر، واحد وستون منهم من الأوس، [[الأوس (قبيلة)|الأوس]]، ومئة وسبعون من الخزرج، [[الخزرج (قبيلة)|الخزرج]]، والباقي من [[المهاجرون|المهاجرين ]].<ref name="الرحيق المختوم" /> وكانت قوات [[مسلم|المسلمين ]] في غزوة بدر لا تمثل القدرة العسكرية القصوى للدولة الإسلامية، ذلك أنهم إنما خرجوا لاعتراض قافلة واحتوائها، ولم يكونوا يعلمون أنهم سوف يواجهون قوات [[قريش ]] وأحلافها مجتمعة للحرب.<ref name="علي الصلابي" /> فلم يكن معهم إلا فَرَسان، فرس [[الزبير بن العوام|للزبير بن العوام]]، وفرس [[المقداد بن الأسود عمرو|للمقداد بن الأسود الكندي]]، وكان معهم سبعون بعيراً،<ref name="الرحيق المختوم" /> ونظراً لقلة عدد البعير مقارنة بعدد المسلمين، [[مسلم|المسلمين]]، فإن [[مسلم|المسلمين ]] كانوا يتناوبون ركوب البعير، قال [[ عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]]: "كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلَي رسول الله صلَّى {{صلى الله عليه وسلَّم، وسلم}}، وكانت عقبة رسول الله، فقالا: " «نحن نمشي عنك " »، فقال: {{ مض اقتباس مضمن|ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما}}.<ref> المسند [[مسند (1/ 411) أحمد]]، برقم ج1 (3901) ص411، وصحح رقم: إسناده 3901، الشيخ وصحّح إسناده أحمد شاكر</ref>
 
وقد كتم النبي خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى بدر، [[بئر بدر|بدر]]، حيث قال: ( {{اقتباس مضمن|إن لنا طلبةً فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا ) }}.<ref> مسلم، [[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1972م، كتاب الإمارة (3/ ج3 1510) ص1510، رقم : (1901 )</ref> وبعد خروج [[مسلم|المسلمين ]] من [[المدينة المنورة|المدينة]] في طريقهم إلى ملاقاة عير [[أبو سفيان بن حرب|أبي سفيان، سفيان]]، وصلوا إلى منطقة تسمى تُسمى " «بيوت السقيا " » خارج المدينة، [[المدينة المنورة|المدينة]]، فعسكر فيها المسلمون، [[مسلم|المسلمون]]، واستعرض [[محمد|الرسول محمدٌ ]] من خرج معه فَرَدَّ من ليس له قدرة على المضي والقتال من جيش المسلمين، [[مسلم|المسلمين]]، فَرَدَّ ومنهم [[البراء بن عازب]]، و[[ عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله بن عمر]] لصغرهما، وكانا قد خرجا مع جيش [[مسلم|المسلمين ]] راغبين وعازمين على الاشتراك في [[ جهاد|الجهاد]].<ref>السيرة النبوية النبوية، لأبي أبو شهبة شهبة، (2/ ج2 124) ص124</ref>
 
ودفع [[محمد|الرسولُ محمدٌ ]] لواءَ القيادة العامة إلى [[مصعب بن عمير |مصعب بن عمير العبدري القرشي]]، وكان هذا اللواء أبيض اللون، وقسم جيشه إلى كتيبتين: كتيبة المهاجرين، [[المهاجرون|المهاجرين]]، وأعطى علمها [[علي بن أبي طالب]]، وكتيبة الأنصار، [[الأنصار]]، وأعطى علمها [[سعد بن معاذ|سعداً بن معاذ]]، وجعل على قيادة الميمنة [[الزبير بن العوام، العوام]]، وعلى الميسرة [[المقداد بن عمرو]] -وكانا هما الفارسين الوحيدين في الجيش- وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة، صعصعة]]، وظلت القيادة العامة في يده هو.<ref name="الرحيق المختوم" />
 
وفي أثناء سير [[محمد|الرسول محمدٍ ]] وصحبه، التحق أحد المشركين راغبًا بالقتال مع قومه، فرده فردّه الرسول وقال: {{ مض اقتباس مضمن|ارجع فلن أستعين بمشرك}} ، وكرر وكرّر الرجل المحاولة فرفض الرسولُ حتى أسلم الرجل والتحق بالمسلمين.<ref>السيرة النبوية الصحيحة الصحيحة، أكرم ضياء للعمري العمري، (2/ ج2 355) ص355</ref>
 
=== خروج قريش من مكة ===
{{إسلام}}
بلغ أبا سفيانَ خبرُ مسير الرسول محمدٍ بأصحابه من المدينة المنورة بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فبادر إلى تحويل مسارها إلى طريق الساحل، كما أرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى قريش يستنفرهم لإنقاذ أموالهم ويخبرهم أن محمدا عرض لها في أصحابه ،<ref>موسوعة نضرة النعيم (1/ 287)</ref> فقد كان أبو سفيان يتلقط أخبار المسلمين ويسأل عن تحركاتهم، بل يتحسس أخبارهم بنفسه، فقد تقدم إلى بدر بنفسه، وسأل من كان هناك: "هل رأيتم من أحد؟" قالوا: "لا، إلا رجلين"، قال: "أروني مناخ ركابهما"، فأروه، فأخذ البعر ففته فإذا هو فيه النوى، فقال: "هذا والله علائف [[يثرب]]"،<ref>السيرة النبوية لابن هشام (2/ 230)</ref> فقد استطاع أن يعرف تحركات عدوه، حتى خبر السرية الاستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذي خلفته الإبل، إذ عرف أن الرجلين من المدينة أي من المسلمين، وبالتالي فقافلته في خطر، فأرسل [[ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] وغيَّر طريق القافلة، واتجه نحو ساحل البحر الأحمر.<ref>غزوة بدر الكبرى لأبي فارس، ص33، 34</ref>
بلغ [[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيانَ]] خبرُ مسير [[محمد|الرسول محمدٍ]] بأصحابه من [[المدينة المنورة]] بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فبادر إلى تحويل مسارها إلى طريق الساحل، كما أرسل [[ضمضم بن عمرو|ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] ليستنفرهم لإنقاذ أموالهم وليخبرهم أن [[محمد|النبي محمداً]] عرض لها في أصحابه،<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287">موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم {{صلى الله عليه وسلم}}، فريق كبير من المتخصصين بإشراف: صالح بن حميد وعبد الرحمن بن ملوح، ج1 ص287</ref> فقد كان [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] يتلقط أخبار [[مسلم|المسلمين]] ويسأل عن تحركاتهم، بل يتحسس أخبارهم بنفسه، فقد تقدم إلى [[بئر بدر|بدر]] بنفسه، وسأل من كان هناك: «هل رأيتم من أحد؟»، قالوا: «لا، إلا رجلين»، قال: «أروني مناخ ركابهما»، فأروه، فأخذ البعر ففته فإذا هو فيه النوى، فقال: «هذا والله علائف [[يثرب]]»،<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج2 ص230</ref> فقد استطاع أن يعرف تحركات عدوه، حتى خبر السرية الاستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذي خلفته الإبل، إذ عرف أن الرجلين من [[المدينة المنورة|المدينة]] أي من [[مسلم|المسلمين]]، وبالتالي فقافلته في خطر، فأرسل [[ضمضم بن عمرو|ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] وغيَّر طريق القافلة، واتجه نحو ساحل [[البحر الأحمر|بحر القلزم]] ([[البحر الأحمر]] حالياً).<ref>غزوة بدر الكبرى لأبي فارس، ص33-34</ref>
 
وصل [[ ضمضم بن عمرو|ضمضم بن عمرو الغفاري]] إلى مكة، [[مكة]]، وقد حول رحله وجدع أنف بعيره، وشق قميصه من قُبُل ومن دُبُر، ودخل [[مكة ]] وهو ينادي بأعلى صوته: " «يا معشر [[قريش]]، اللطيمةَ، اللطيمةَ، أموالكم مع [[أبو سفيان بن حرب|أبي سفيان ]] قد عرض لها [[محمد ]] في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوثَ، الغوثَ " ».<ref> [[السيرة النبوية لابن هشام |السيرة (2/ النبوية]]، 221 [[ابن هشام (توضيح) |ابن هشام]]، ج2 ص221</ref> فتحفز الناس سراعا، سراعاً، وقالوا: " «أيظن [[محمد ]] وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك " »، فكانوا بين رجلين: إما خارج، وإما باعث مكانه رجلاً، وأوعبوا في الخروج، فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى [[ أبي أبو لهب| أبو أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي]]، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دين، دَين، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون [[قريش ]] إلا [[ بنو عدي|بني عدي]]، فلم يخرج منهم أحد.<ref name="الرحيق المختوم" />
 
ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت [[قريش]] ما كان بينهم وبين بني [[بكر بن عبد مناة ]] بن [[كنانة]] من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا: " «إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا " »، وكانت الحرب بين قريش وبني [[بكر بن عبد مناة ]] لدماء بينهم، ويعتقد [[مسلم|المسلمون ]] أن [[إبليس]] تمثل لهم على صورة [[سراقة بن مالك المدلجي]] الكناني، وكان سراقة أحد أشراف [[كنانة]]، وقال لهم: " «لا غالب لكم اليوم من الناس وأنا جار لكم من أن تأتيكم [[كنانة]] بشيء تكرهونه " »، فخرجوا سراعا سراعاً. <ref> [[تاريخ الطبري ]]، لابن [[محمد بن جرير الطبري ]]، ج 2 ج2 ص 138 ص138</ref> <ref>الجماع لأحكام القرآن ص القرآن، 385 ص385</ref> وقد نزل قول [[الله (إسلام)|الله تعالى]] في [[القرآن ]] يصف هذه الحادثة: {{قرآن مصور|الأنفال|48 |لا تخريج=1}}.<ref>سورة الأنفال الأنفال، - الآية: 48</ref>
 
وكان قوام جيش [[قريش]] نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع، وجِمال كثيرة لا يُعرف عددُها بالضبط، وكان قائده العام [[أبو جهل|أبا جهل ]] وهو [[ أبو جهل|عمرو بن هشام]] المخزومي القرشي، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف [[قريش]]، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل.<ref name="الرحيق المختوم" /> وقيل أن عدد جيش [[قريش ]] كان ألفاً ألفاً،<ref> مسلم، شرح بشرح [[يحيى بن شرف النووي |النووي]] (12/ على 84) [[صحيح مسلم]]، ج12 ص84</ref> وكان معهم مائتا مئتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم، ومَعَهُمُ ومعهم القيان يضربون بالدفوف، ويغنين بهجاء [[مسلم|المسلمين ]].<ref > name="البداية والنهاية (3/ 260 )< "/ ref>
 
وعندما أمن تأكد [[أبو سفيان على بن حرب|أبو سفيان]] من سلامة القافلة أرسل إلى زعماء [[قريش ]] وهو بالجحفة برسالة أخبرهم فيها بنجاته والقافلة، وطلب منهم العودة إلى مكة، [[مكة]]، إلا أن [[أبو جهل|أبا جهل ]] قام فقال: " «والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا [[عرب|العرب ]] وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً " »،<ref name="الرحيق المختوم" /> ولكنَّ [[ بنو زهرة|بني زهرة]] عصوه وانشقوا عن الجيش وعادوا إلى مكة، [[مكة]]،<ref> [[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام ( 2/ 231 توضيح) |ابن هشام]]، ج2 ص231</ref> وكانت [[بنو عدي ]] قبلهم قد تخلفت عن الخروج، أما غالبية قوات [[قريش]] وأحلافهم فقد تقدمت حتى وصلت [[بئر بدر|بدرًا ]].<ref > name="موسوعة نضرة النعيم (1/ 287 )< "/ ref>
 
=== وصول خبر خروج قريش للمسلمين ===
{{غزوات الرسول2}}
{{سرايا الرسول2}}
لما بلغ الرسولَ محمداً خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء مكة على قتال المسلمين استشار أصحابَه في الأمر،<ref>صحيح البخاري رقم (3952)</ref> وحينئذ تزعزعت قلوب فريق من الناس، وخافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم آيات من [[سورة الأنفال]] تصف أمرهم: {{قرآن مصور|الأنفال|5|6|7|8}}.<ref>سورة الأنفال 5-8</ref><ref name="الرحيق المختوم" /> وقد أجمع قادة المهاجرين على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو،<ref>موسوعة نضرة النعيم (1/ 288)</ref> ومنهم [[أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب]] و[[المقداد بن الأسود]]، فقد قال المقداد بن الأسود (وهو من الصحابة المهاجرين) للرسول محمد: "يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) ولكن امضِ ونحن معك".<ref>البخاري، كتاب التفسير (8/ 273)</ref> ، وفي رواية أخرى عن [[عبد الله بن مسعود]] قال: "شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليَّ مما عُدلَ به: أتى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يدعو على أعدائه فقال: "لا نقول كما قال قوم موسى: {{قرآن مصور|المائدة|24}}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك وخلفك"، فرأيت الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أشرق وجهه وسرَّه".<ref>البخاري، كتاب المغازي (7/ 287)</ref>
 
لما بلغ [[محمد|الرسولَ محمداً]] خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء [[مكة]] على قتال [[مسلم|المسلمين]] استشار أصحابَه في الأمر،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، دار الفكر، الطبعة الأولى، [[1411 هـ|1411هـ]]-[[1991]]م، رقم: 3952</ref> وحينئذ تزعزعت قلوب فريق من الناس، وخافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم آيات من [[سورة الأنفال]] تصف أمرهم: {{قرآن|الأنفال|5|إلى آية=8|لا تخريج=1}}.<ref name="الرحيق المختوم"/><ref>سورة الأنفال، الآيات: 5-8</ref> وقد أجمع قادة [[المهاجرون|المهاجرين]] على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص288</ref> ومنهم [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب]] و[[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]]، فقد قال [[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]] (وهو من [[الصحابة]] [[المهاجرون|المهاجرين]]) للرسول [[محمد]]: «يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت [[بنو إسرائيل]] [[موسى|لموسى]]: {{قرآن|المائدة|24|لا تخريج=1}}<ref>سورة المائدة، الآية: 24</ref> ولكن امضِ ونحن معك».<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب التفسير، ج8 ص273</ref>، وفي رواية أخرى عن [[عبد الله بن مسعود]] قال:
إلا أن هؤلاء القادة الثلاثة الذين تكلموا كانوا من المهاجرين، وهم أقلية في الجيش، فأحب الرسول أن يعرف رأي قادة الأنصار، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن [[بيعة العقبة|بيعة العقبة الثانية]] لم تكن في ظاهرها ملزمةً لهم بحماية الرسول خارج المدينة، فقال: {{مض|أشيروا عليَّ أيها الناس}}،<ref name="علي الصلابي" /> وقد أدرك الصحابي الأنصاري [[سعد بن معاذ]] (وهو حاملُ لواء الأنصار) مقصد الرسول من ذلك فنهض قائلاً: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله"، فقال الرسول: {{مض|أجل}}، قال: "لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصَبْر في الحرب، صِدْق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله".<ref>رواه ابن هشام (2/ 63، 64) عن ابن إسحاق بدون إسناد</ref> وقام [[سعد بن عبادة]]، فقال: "إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا"،<ref> صحيح مسلم: ح رقم (1779) كتاب الجهاد والسير - باب غزوة بدر</ref> فقال الرسول: {{مض|سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم}}.<ref>البداية والنهاية (3/ 262) بإسناد صحيح، المسند (5/ 259) رقم (3698)</ref>
{{اقتباس|شهدت من [[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]] مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليَّ مما عُدلَ به: أتى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} وهو يدعو على أعدائه فقال: "لا نقول كما قال قوم [[موسى]]: {{قرآن|المائدة|24}}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك وخلفك"، فرأيت الرسول {{صلى الله عليه وسلم}} أشرق وجهه وسرَّه.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي ج7 ص287</ref>}}
 
إلا أن هؤلاء القادة الثلاثة الذين تكلموا كانوا من [[المهاجرون|المهاجرين]]، وهم أقلية في الجيش، فأحب الرسول محمد أن يعرف رأي قادة [[الأنصار]]، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن [[بيعة العقبة|بيعة العقبة الثانية]] لم تكن في ظاهرها مُلزمةً لهم بحماية الرسول محمد خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فقال: {{اقتباس مضمن|أشيروا عليَّ أيها الناس}}،<ref name="علي الصلابي"/> وقد أدرك الصحابي الأنصاري [[سعد بن معاذ]] (وهو حاملُ لواء [[الأنصار]]) مقصد الرسول من ذلك، فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أجل}}، قال:
{{اقتباس خاص|لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصَبْر في الحرب، صِدْق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله".<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج2 ص63-64، رواه عن ابن إسحاق بدون إسناد</ref>}}
 
وقام [[سعد بن عبادة]]، فقال: «إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا»،<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 1779، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر</ref> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، ج3 ص262، بإسناد صحيح</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج5 ص259، رقم: 3698</ref>
 
== المعركة ==
=== مسير المسلمين إلى بدر ===
{{صندوق اقتباس|اقتباس=«اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،< /br /> اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدًا .»<ref> رواه[[ مسلم صحيح بن الحجاج|مسلم]] في ، [[ صحيحمسلم |صحيحه بن الحجاج]]، رواه مسلم عن [[بريدة بن الحصيب]]، رقم: 1731 .</ref>|المصدر= '' رسول الإسلام [[محمد|الرسول محمد بن عبد الله ]]''}}
[[ملف:Badr campaign-ar.png|تصغير|يمين|خارطة تُظهر مسير الجمعين إلى بدر .]]
ارتحل [[محمد|الرسول محمدٌ ]] من «ذفران » فسلك على ثنايا ثناياً يقال لها الأصافر الأصافر، ثم انحط إلى بلد يقال لها الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب كالجبل العظيم العظيم، ثم نزل قريبا قريباً من بدر بدر، فركب هو و[[أبو بكر الصديق]] حتى وقفا على شيخ من [[عرب|العرب ]] يقال له سفيان الضمري الكناني، فسأله عن [[قريش]]، وعن [[محمد ]] وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: " «لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟ " »، فقال له [[محمد|الرسول محمد ]]: {{ مض| اقتباس مضمن|إذا أخبرتنا أخبرناك}}، قال: " «أذاك بذاك؟ " »، قال: {{ مض| اقتباس مضمن|نعم}}، قال الشيخ: " «فإنه بلغني أن محمدا [[محمد]]اً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي به فيه الرسول [[محمد ]])، وبلغني أن قريشا [[قريش]]اً خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا (للمكان الذي فيه [[قريش]]) »، فلما فرغ من خبره، خبره قال: " «ممن أنتما؟ " »، فقال له [[محمد|الرسول محمد ]]: {{ مض اقتباس مضمن| نحن من ماء}}، ثم انصرف عنه والشيخ يقول: " «ما من ماء، أمن ماء العراق؟ " ». <ref> [[السيرة النبوية لابن هشام |السيرة ص النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، 616 ص616</ref>
 
ونظم الرسول [[محمد|الرسولُ محمدٌ ]] جنده بعد أن رأى طاعة [[الصحابة ]] وشجاعتهم واجتماعهم على القتال،<ref name="علي الصلابي" /> وعقد اللواء الأبيض وسلَّمه إلى [[مصعب بن عمير، عمير]]، وأعطى رايتين سوداوين إلى [[سعد بن معاذ]] ، و[[علي بن أبي طالب]]، وجعل على الساقة [[قيس بن أبي صعصعة|قيساً بن أبي صعصعة، صعصعة]]،<ref> [[زاد المعاد (3/ في 172) هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص172</ref> وأرسل [[علي بن أبي طالب|عليًّا بن أبي طالب، طالب]] والزّبيرَ و[[الزبير بن العوام، العوام|الزّبيرَ وسعداً بن العوام]] و[[سعد بن أبي وقاص، وقاص|سعداً بن أبي وقاص]] في نفر من أصحابه إلى ماء [[بئر بدر |بدر]]، ليأتوا له بالأخبار عن جيش قريش، [[قريش]]، فوجدوا غلامين [[قريش|لقريش ]] يستقيان للجيش، فأتوا بهما إلى الرسول محمد وهو يصلي، فسألوهما، فقالا: " «نحن سقاة قريش؛ [[قريش]]؛ بعثونا لنسقيهم من الماء " »، فكره القوم خبرهما، ورجوا أن يكونا [[أبو سفيان بن حرب|لأبي سفيان، سفيان]]، فضربوهما، فلما أذلقوهما قالا: " «نحن لأبي سفيان " »، فتركوهما، وركع الرسول، وسجد سجدتين، ثم سلَّم، فقال: {{ مض اقتباس مضمن|إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش}}، وقال لهما: {{ مض اقتباس مضمن|أخبراني عن جيش [[قريش ]]}}، فقالا: " «هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى " »، فقال لهما الرسول: {{ مض اقتباس مضمن|كم القوم؟}}، قالا: " «كثير " »، قال: {{ مض اقتباس مضمن|ما عدتهم؟}}، قالا: " «لا ندري " »، قال الرسول: {{ مض اقتباس مضمن|كم ينحرون كل يوم؟}}، قالا: " «يومًا تسعًا ويومًا عشرًا " »، فقال الرسول محمد: {{ مض اقتباس مضمن|القوم ما بين التسعمائة والألف}}، ثم قال لهما: {{ مض اقتباس مضمن|فمن فيهم من أشراف قريش؟}}، فذكرا [[عتبة بن ربيعة]]، و[[شيبة بن ربيعة]]، وأبو و[[أبو جهل|أبا جهل بن هشام، هشام]]، و[[أمية بن خلف]]، وأبو [[أبو البختري بن هشام، هاشم|وأبا البختري بن هشام]]، و[[حكيم بن حزام]]، ونوفل و[[نوفل بن خويلد، خويلد]]، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة و[[طعيمة بن عدي |طعيمة بن نوفل، عدي بن نوفل]]، و[[النضر بن الحارث ]] |النضر بن كلدة، الحارث بن كلدة]]، وزمعة بن الأسود الأسود، ونبيه و[[نبيه بن الحجاج، الحجاج]]، ومنبه و[[منبه بن الحجاج، الحجاج]]، و[[سهيل بن عمرو]]، و[[عمرو بن عبد ود]]، فأقبل الرسول إلى أصحابه قائلاً: {{ مض اقتباس مضمن|هذه [[مكة ]] قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها}}.<ref> [[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام ( 2/ 229 توضيح) |ابن هشام]]، ج2 ص229</ref><ref> [[تاريخ الرسول الطبري]]، والملوك [[محمد للطبري بن ص جرير الطبري]]، 443 ص443</ref> وبعد أن جمع الرسول محمد المعلومات عن جيش [[قريش ]] سار مسرعًا ومعه أصحابه إلى [[بئر بدر|بدرٍ ]] ليسبقوا قريشاً [[قريش]]اً إلى مائها، وليَحُولوا بينهم وبين الاستيلاء عليه.<ref name="علي الصلابي" />
 
=== وصول المسلمين إلى بدر والتخطيط للمعركة ===
[[ملف:Battle of Badr2.jpg|تصغير|يسار|رسم [[فرس (قوم)|فارسي ]] يصور غزوة بدر]]
نزل الرسول والمسلمون محمد و[[مسلم|المسلمون]] عند أدنى ماء من مياه بدر، [[بئر بدر|بدر]]، فقال [[الحباب بن المنذر ]] للرسول: " «يا رسول الله: الله، أرأيت هذا المنزل؟ أمنزلاً أنزلكه [[الله ]] ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ " »، قال: {{ مض اقتباس مضمن|بل هو الرأي والحرب والمكيدة}}، قال: " «يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار الآبار، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماء ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون " »، فأخذ الرسول محمد برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار.<ref>مرويات غزوة بدر، ص165، قصة الحباب تتقوى وترتفع إلى درجة الحسن ص165</ref>
 
بعد وبعد نزول [[محمد|الرسول والمسلمين محمد]] و[[مسلم|المسلمين]] على أدنى ماء [[بئر بدر |بدر]] من قريش، [[قريش]]، اقترح [[سعد بن معاذ ]] على الرسول بناء عريش له يكون مقرّاً لقيادته ويأمن فيه من العدو،<ref name="علي الصلابي" /> وكان مما قاله [[سعد بن معاذ|سعد]] في اقتراحه: " «يا نبي الله الله، ألا نبني لك عريشًا تكون فيه ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلف عنك أقوام، يا نبي الله، ما نحن بأشد لك حبًا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم، ويناصحونك، ويجاهدون معك " »، فأثنى عليه الرسول محمد خيرًا ودعا له بخير، ثم بنى [[مسلم|المسلمون ]] العريش للرسول محمد على تل مشرف على ساحة القتال، وكان معه فيه [[أبو بكر، بكر الصديق]]، وكانت ثلة من شباب [[الأنصار ]] بقيادة [[سعد بن معاذ ]] يحرسون عريش الرسول محمد.<ref> سيرة [[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام ( 2/ 233 توضيح) |ابن هشام]]، ج2 ص233</ref> ثم بات [[مسلم|المسلمون ]] تلك الليلة، التي هي ليلة المعركة، ويعتقد [[مسلم|المسلمون ]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى ]] قد أنزل على [[مسلم|المسلمين ]] في تلك الليلةِ النعاسَ والطمأنينة، فقد جاء في [[سورة الأنفال]]: {{قرآن مصور|الأنفال|11 |لا تخريج=1}}.<ref>سورة الأنفال الأنفال، الآية: 11</ref> قال [[القرطبي]]: ( «وكان هذا النعاس في الليلة التي كان القتال من غدها، فكان النوم عجيبًا مع ما كان بين أيديهم من الأمر المهم، وكأن الله ربط جأشهم ) ».<ref name="علي الصلابي" /> أما الرسول محمد فقد ظل يصلي ويبكي حتى أصبح، قال [[علي بن أبي طالب ]]: " {{اقتباس مضمن|ما كان فينا فارس يوم بدر غير [[المقداد بن عمرو|المقداد]] على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله صلَّى {{صلى الله عليه وسلَّم وسلم}} تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح " }}.<ref name="علي الصلابي" />
 
وبدأ الرسول بالتخطيط للمعركة، فصفَّ [[مسلم|المسلمين ]] فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبل أعداؤه الشمس،<ref>القيادة العسكرية، ص453</ref> أي جعل الشمس في ظهر جيشه وفي وجه أعدائه حتى تؤذي أشعتها أبصارهم. كما أخذ يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه [[سواد بن غزية، غزية]]، وقد خرج من الصف فطعنه فضربه في بطنه، وقال له: {{ مض اقتباس مضمن|استوِ يا سواد}}، فقال: " «يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني " »، فكشف الرسول محمد عن بطنه وقال: {{ مض اقتباس مضمن|استقد}}، فاعتنقه فقبل سواد فقبّل بطنه، فقال: {{ مض اقتباس مضمن|ما حملك على هذا يا سواد سواد؟}}، قال: " «يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك " »، فدعا له الرسول محمد بخير.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص236</ref>
 
ثم بدأ الرسول بإصدار الأوامر والتوجيهات لجنده، ومنها أنه أمرهم برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم، وليس وهم على بعد كبير، فقد قال: {{ مض اقتباس مضمن|إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل}}،<ref>صحيح السيرة النبوية برواية أخرى ونفس المعنى، ص239</ref> كما نهى عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف،<ref>غزوة بدر الكبرى، ص63، أبو 64، فارس، لأبي فارس ص63-64</ref> قال: {{ مض اقتباس مضمن|ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم}}،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص239</ref> كما أمر الصحابةَ بالاقتصاد في الرمي، <ref>غزوة بدر الكبرى، لأبي فارس، ص63، 64</ref> قال: {{ مض اقتباس مضمن|واسْتَبْقُوا نَبْلَكم}}.<ref> البخاري، [[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدرا، بدراً، رقم : 3984، 3985</ref>
 
وقد كان لتشجيع الرسول لأصحابه أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ومعنوياتهم، فقد كان يحثهم على القتال ويحرضهم عليه،<ref name="علي الصلابي" /> ومن ذلك قوله لأصحابه: {{ مض اقتباس مضمن|قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض}}، فقال [[عمير بن الحمام |عمير بن الحمام الأنصاري]]: " «يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ " »، قال: {{ مض اقتباس مضمن|نعم}}، قال: " «بخٍ بخٍ " »، فقال الرسول محمد: {{ مض اقتباس مضمن|ما يحملك على قول: بخٍ بخٍ؟}}، قال: " «لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها " »، قال: {{ مض اقتباس مضمن|فإنك من أهلها}}، فأخرج تمرات من قرنه (جعبة النشاب) فجعل يأكل منه، ثم قال: " «لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة " »، فرمى بما كان معه من [[تمر|التمر ]] ثم قاتلهم حتى قُتل.<ref> مختصر صحيح مسلم مسلم، للمنذري زكي (2/ الدين 70) عبد العظيم المنذري، ج2 ص70، رقم : (1157 )</ref> ومن تشجيعه أيضاً أنه كان يبشر أصحابه بقتل صناديد قريش، [[قريش]]، ويحدد مكان قتلى كل واحد منهم،<ref> [[جامع الأصول (8/ في 202) أحاديث الرسول]]، [[ابن الأثير أبو السعادات|ابن الأثير]]، ج8 ص202</ref> كما كان يبشر [[مسلم|المسلمين ]] بالنصر قبل بدء القتال فيقول: {{ مض اقتباس مضمن|أبشر أبا بكر}}، ووقف يقول [[الصحابة|للصحابة ]]: {{ مض اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة}}.<ref> سيرة [[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام ( 1/ 239 توضيح) |ابن هشام]]، ج1 ص239</ref> وقد دعا الرسول [[مسلم|للمسلمين ]] بالنصر فقال: {{ مض اقتباس مضمن|اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني}}.<ref> [[البداية والنهاية ]]، (3/ [[ابن 267) كثير الدمشقي|ابن كثير]]، ج3 ص267</ref>
 
=== وصول قريش إلى بدر ===
قبل وصول [[قريش ]] إلى [[بئر بدر|بدر ]] بعثت [[عمير بن وهب |عمير الجمحي، بن وهب الجمحي]]، للتعرف على مدى قوة جيش المدينة، [[المدينة المنورة|المدينة]]، فدار [[عمير بن وهب|عمير]] بفرسه حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: " «ثلاثمئة رجل، يزيدون قليلاً أو ينقصون، ولكن أمهلوني حتى أنظر انظر أللقوم كمين أو مدد " »، فضرب في الوادي حتى أبعد، فلم ير شيئاً، فرجع إليهم فقال: " «ما وجدت شيئاً، ولكني قد رأيت يا معشر قريشٍ البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتل رجلٌ منهم حتى يَقتلَ رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادكم، فما خير العيش بعد ذلك، فروا رأيكم " »، ولكن [[أبو جهل|أبا جهلٍ ]] رفَضَ العودة إلى [[مكة ]] بدون قتال وأصر على المضي لقتال [[مسلم|المسلمين ]].<ref name="الرحيق المختوم" />
 
ولما وصل جيش [[مكة ]] إلى [[بئر بدر|بدر ]] دب فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية،<ref name="علي الصلابي" /> فعن [[عبد الله بن عباس|ابن عباس ]] أنه قال: "لما نزل [[مسلم|المسلمون ]] وأقبل المشركون، [[شرك بالله|المشركون]]، نظر رسول الله صلَّى {{صلى الله عليه وسلَّم وسلم}} إلى [[عتبة بن ربيعة ]] وهو على جمل أحمر، فقال: {{ مض اقتباس مضمن|إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا}}، وكان عتبة يقول: " «يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه، فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا " »، فقال [[أبو جهل ]]: " «انتفخ والله سحره (أي جَبُنَ) حين رأى محمدًا [[محمد]]ًا وأصحابه، إنما [[محمد ]] وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا " »، فقال [[عتبة بن ربيعة|عتبة]]: " «ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجههم السيوف " ».<ref>مجمع الزوائد (6/ ومنبع 76) الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص76، وقال: رواه البزار ورجاله ثقات</ref> واستفتح [[أبو جهل ]] في ذلك اليوم فقال: " «اللهم أقطعُنا للرحم، وآتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم " »، فنزلت في ذلك الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|19 |لا تخريج=1}}. <ref>سورة الأنفال -19</ref><ref name="الرحيق المختوم" / ><ref>سورة الأنفال، الآية: 19</ref>
 
=== بداية المعركة ===
[[ملف: Muhammad غزوة at بدر Badr الكبري. jpg png|تصغير| يسار|رسم تركي عثماني يصور تخطيط غزوة بدر، بدر يظهر فيه جيش المسلمين الكبرى.]]
بدأت المعركة بخروج رجل من جيش [[قريش ]] هو [[الأسود بن عبد الأسد|الأسود بن عبد الأسد المخزومي ]] قائلاً: " «أعاهد الله لأشربن من حوضهم، أو لأهدمنه، أو لأموتن دونه " »، فخرج إليه [[حمزة بن عبد المطلب]]، فلما التقيا ضربه حمزة فأطَنَّ قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، فوقع على ظهره تشخُب رجلُه دما دماً نحو أصحابه، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، يريد أن تُبَرَّ يمينُه، ولكن حمزة ثنى عليه بضربة أخرى أتت عليه وهو داخل الحوض.<ref name="الرحيق المختوم" />
 
ونتيجةً وردّاً لذلك، على ذلك، خرج من جيش [[قريش ]] ثلاثة رجال هم: [[عتبة بن ربيعة ]] وأخوه [[شيبة بن ربيعة ]] وابنه الوليد، [[الوليد بن عتبة]]، وطلبوا المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة من [[الأنصار ]] وهم: [[عوف بن الحارث|عوف]] و[[معوذ بن الحارث|معوذ]] ابنا الحارث (وأمهما عفراء) و[[عبد الله بن رواحة]]، ولكن الرسول أرجعهم؛ لأنه أحب أن يبارزهم بعض أهله وذوي قرباه،<ref name="علي الصلابي" /> وقيل أن رجال [[قريش ]] هم من رفضوا مبارزة هؤلاء الأنصار، [[الأنصار]]، فقالوا لهم: " «من أنتم؟ " »، قالوا: " «رهط من [[الأنصار ". ]]»، قالوا: " «أكفاء كرام، ما لنا بكم حاجة، وإنما نريد بني عمنا " »، ثم نادى مناديهم: " «يا محمد، [[محمد]]، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا " »،<ref name="الرحيق المختوم" /> فقال الرسول محمد: {{ مض اقتباس مضمن|قم يا [[عبيدة بن الحارث، الحارث]]، وقم يا حمزة، [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]]، وقم يا [[علي بن أبي طالب|علي]]}} ، وبارز [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] [[شيبة بن ربيعة|شيبة]] فقتله، وبارز [[علي بن أبي طالب|علي]] [[الوليد بن عتبة|الوليد]] وقتله، وبارز [[عبيدة بن الحارث]] [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فضرب كل واحد منهما الآخر بضربة موجعة، فكر فكرَّ [[حمزة وعليَّ بن عبد المطلب|حمزة]] [[علي بن أبي طالب|وعلي]] على [[عتبة بن ربيعة|عتبة]] فقتلاه، وحملا [[عبيدة بن الحارث|عبيدة]] وأتيا به إلى الرسول، الرسول محمد، ولكن ما لبث أن استُشهد تُوفّي متأثرا متأثراً من جراحته، وقد قال عنه الرسول محمد: {{ مض اقتباس مضمن|أشهد أنك شهيد}}،<ref>المستفاد من قصص القرآن (2/ للدعوة 126) والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص126</ref> وفي هؤلاء الستة نزلت هذه الآيات من [[سورة الحج]]: {{قرآن مصور|الحج|19| 20|21|22|23| إلى آية=24 |لا تخريج=1}}. <ref>سورة الحج 19-24</ref><ref name="علي الصلابي" / ><ref>سورة الحج، الآيات: 19-24</ref>
 
ولما شاهد جيش [[قريش ]] قتل الثلاثة الذين خرجوا للمبارزة غضبوا وهجموا على [[مسلم|المسلمين ]] هجومًا عامًا، صمد فصمد وثبت له المسلمون، [[مسلم|المسلمون]]، وهم واقفون موقف الدفاع، ويرمونهم بالنبل كما أمرهم الرسول، الرسول محمد، وكان شعارُ [[مسلم|المسلمين ]]: " {{اقتباس مضمن|أَحَد أَحَد " }}،<ref name="علي الصلابي" /> ثم أمرهم الرسول بالهجوم قائلا قائلاً: {{ مض اقتباس مضمن|شدوا}} ، وواعدًا من يُقتل صابرًا محتسبًا بأن له الجنة، [[جنة|الجنة]]، ومما زاد في نشاط [[مسلم|المسلمين ]] واندفاعهم في القتال سماعهم قول الرسول محمد: {{قرآن مصور|القمر|45 |لا تخريج=1}}.<ref>سورة القمر القمر، الآية: 45</ref>
 
ويؤمن [[مسلم|المسلمون ]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى ]] قلل [[شرك بالله|المشركين ]] في أعين [[مسلم|المسلمين ]] وقلل و أكثر [[مسلم|المسلمين ]] في أعين [[شرك بالله|المشركين ]].<ref > name="الرحيق المختوم، ص116: 118">الرحيق المختوم، ص116-118</ref> فقد كان الرسول قد رأى في منامه ليلة اليوم الذي التقى فيه الجيشان، رأى [[شرك بالله|المشركين ]] عددهم قليل، وقد قص رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرًا، جاء في [[القرآن ]]: {{قرآن مصور|الأنفال|43| إلى آية=44 |لا تخريج=1}}.<ref>سورة الأنفال الأنفال، الآيتان: 43-44</ref> ومعنى الآيتين أن الرسول رأى [[شرك بالله|المشركين ]] في منامه قليلاً، فقص فقصّ ذلك على أصحابه فكان ذلك سببًا لثباتهم.<ref name="علي الصلابي" /> ووجه الحكمة في تقليل [[مسلم|المسلمين ]] في أعين [[شرك بالله|المشركين ]] هو أنهم إذا رأوهم قليلاً أقدموا على قتالهم غير خائفين ولا مبالين بهم، ولا آخذين الحذر منهم، فلا يقاتلون بجد واستعداد ويقظة وتحرز، ثم إذا ما التحموا بالقتال فعلاً تفجؤهم الكثرة فيبهتون ويهابون، وتُكسَر شوكتهم حين يرون ما لم يكن في حسابهم وتقديرهم، فيكون ذلك من أسباب خذلانهم وانتصار [[مسلم|المسلمين ]] عليهم .<ref> [[الكشاف (تفسير)|تفسير الزمخشري ]]، (2/ 225) [[الزمخشري]]، ج2 ص225</ref><ref>[[تفسير ابن كثير ]]، (2/ [[ابن 315) كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص315</ref>
 
لقد ابتكر الرسول في قتاله مع أعدائه يوم بدر أسلوبًا جديدًا في مقاتلة الأعداء، لم يكن معروفًا من قبلُ عند العرب، [[عرب|العرب]]، فقاتل بنظام الصفوف،<ref>القيادة العسكرية، د. محمد الرشيد الرشيد، ص401</ref> وهذا الأسلوب أشار إليه [[القرآن ]] في [[سورة الصف]] في هذه الآية: {{قرآن مصور|الصف|4 |لا تخريج=1}}،<ref>سورة الصف الصف، الآية: 4</ref> وصفة هذا الأسلوب: أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف الصلاة، [[الصلاة في الإسلام|الصلاة]]، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم، وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء،<ref name="علي الصلابي" /> واتبع الرسولُ أسلوب الدفاع ولم يهاجم قوة قريش، [[قريش]]، وكانت توجيهاته التكتيكية التي نفذها جنوده سببًا في زعزعة مركز العدو، وإضعاف نفسيته، وبذلك تحقق النصر على العدو برغم تفوقه.<ref>مقومات النصر، د. أحمد أبو الشباب الشباب، (2/ ج2 154) ص154</ref>
 
ويؤمن [[مسلم|المسلمون ]] أن [[الله (إسلام)|الله تعالى ]] قد ألقى في قلوب أعدائهم الرعب في غزوة بدر، كما يؤمنون أنه تعالى قد أنزل [[ ملاك|الملائكة]] تقاتل معهم أعداءهم، وأن إمداده للمؤمنين [[ملاك|بالملائكة ]] أمر قطعي ثابت لا شك فيه،<ref name="علي الصلابي" /> فقد جاء في [[سورة الأنفال ]]: {{قرآن مصور|الأنفال|12 |لا تخريج=1}}،<ref>سورة الأنفال الأنفال، الآية: 12</ref> وفي [[سورة آل عمران]]: {{قرآن مصور|آل عمران|123| إلى آية=124 |لا تخريج=1}}،<ref>سورة آل عمران عمران، الآيتان: 123-124</ref> وقال كما قال الرسول محمد يوم بدر: {{ مض اقتباس مضمن|هذا جبريل آخذُ برأس فرسه عليه أداة الحرب}}،<ref> [[صحيحالبخاري ]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب -المغازي، باب فضل من شهد بدرًا، رقم : (3995 )</ref> وروي عن [[علي بن أبي طالب ]] أنه قال: " «فجاء رجل من [[الأنصار ]] قصير [[العباس بن عبد المطلب|بالعباس بن عبد المطلب]] أسيرًا، فقال [[العباس بن عبد المطلب]]: " «يا رسول الله الله، إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم " »، فقال الأنصاري: " «أنا أسرته يا رسول الله " »، فقال: {{ مض اقتباس مضمن|اسكت فقد أيدك الله بملك كريم}} ».<ref>صحيح السيرة النبوية، ص247</ref>
 
وبدأت أمارات الفشل والاضطراب تظهر في صفوف قريش، [[قريش]]، واقتربت المعركة من نهايتها، وبدأت جموع [[قريش ]] تفِرُّ وتنسحب، وانطلق [[مسلم|المسلمون ]] يأسرون ويقتلون حتى تمت على [[قريش ]] الهزيمة.<ref > name="الرحيق المختوم، ص116: 118 < "/ ref>
 
وقُتل القائد العام لجيش [[قريش]]، وهو [[أبو جهل|عمرو بن هشام المخزومي]] المعروف عند [[مسلم|المسلمين]] باسم [[أبو جهل|أبي جهل]]، فقد قتله غلامان من [[الأنصار]] هما [[معاذ بن الحارث|معاذ بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح]]، ويروي الصحابي [[عبد الرحمن بن عوف]] قصة مقتله فيقول:
وقُتل القائد العام لجيش قريش، وهو عمرو بن هشام المخزومي، المعروف عند المسلمين باسم أبي جهل، فقد قتله غلامان من الأنصار هما [[معاذ بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح]]، ويروي الصحابي [[عبد الرحمن بن عوف]] قصة مقتله فيقول: {{اقتباس خاص|بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟» فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟» قالا: لا. فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله»، وقضى بسَلَبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وكانا معاذاً بن عفراء ومعاذاً بن عمرو بن الجموح.<ref>البخاري، كتاب المغازي، باب من شهد بدرًا، رقم (3988)</ref>}}
{{اقتباس خاص|بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: «يا عم هل تعرف أبا جهل؟»، قلت: «نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟»، قال: «أُخبرت أنه يسب رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا»، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: «ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه»، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟»، فقال كل واحد منهما: «أنا قتلته»، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟»، قالا: «لا»، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله»، وقضى بسَلَبِه [[معاذ بن عمرو بن الجموح|لمعاذ بن عمرو بن الجموح]]، وكانا [[معاذ بن الحارث|معاذاً بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح|معاذاً بن عمرو بن الجموح]].<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدرًا، رقم: 3988</ref>}}وقيل بل جرحاه<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (ت ٢٧٩ هـ)|مسار= https://shamela.ws/book/9773/370|عنوان=كتاب أنساب الأشراف - ط الفكر|ناشر=دار الفكر - بيروت|صفحة=358|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221014203050/https://shamela.ws/book/9773/370|تاريخ أرشيف=2022-10-14}}</ref> حتى وقع على الأرض فأتاه [[عبد الله بن مسعود]] حين أرسله النبي ليلتمس [[أبو جهل|أبا جهل]] في الجرحى فوجده حيا به رمق فقتله بسيفه وقطع رأسه وقدم به الى النبي ويروي في ذلك عد روايات عن [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]] فقال {{اقتباس خاص| مَرَرْتُ فإذا أبو جَهلٍ صَريعٌ قد ضُرِبَت رِجْلُه، فقُلتُ: يا عَدُوَّ اللهِ، يا أبا جَهلٍ، قد أخزى اللهُ الأَخِرَ، قال: ولا أهابُه عند ذلك، فقال: أبعَدُ مِن رَجُلٍ قَتَله قَومُه! فضَرَبْتُه بسَيفٍ غَيرِ طائِلٍ، فلم يُغْنِ شَيئًا حتى سَقَط سَيفُه مِن يَدِه فضَرْبَتُه به حتَّى بَرَد}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني (٢٠٢ - ٢٧٥ هـ)|مسار= https://shamela.ws/book/117359/2232|عنوان=كتاب سنن أبي داود - ت الأرنؤوط|ناشر=دار الرسالة العالمية|المجلد=4|صفحة=343|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240328000443/https://shamela.ws/book/117359/2232|تاريخ أرشيف=2024-03-28}}</ref>
ويروى في ذلك عن [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]] أيضا فقال {{اقتباس خاص|وجدت أبا جهل، لعنه الله، في قتلى بدر وبه رمق فحززت رأسه، فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا والذي لا إله إلا هو رأس أبي جهل، فقال: «هذا والذي لا إله إلا هو رأس أبي جهل؟» ، قال وكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نعم، فوضعته بين يديه فحمد الله}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله العتكي المعروف بالبزار (ت ٢٩٢ هـ)|مسار= https://shamela.ws/book/12981/1818|عنوان=كتاب مسند البزار = البحر الزخار|ناشر=مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة|المجلد=4|صفحة=267|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230527140907/https://shamela.ws/book/12981/1818|تاريخ أرشيف=2023-05-27}}</ref>
 
== بعد المعركة ==
[[ملف:شهداء بدر.jpg|تصغير|جدارية أسماء شهداء غزوة بدر.]]
انتهت معركة بدر بانتصار المسلمين على قريش، وكان قتلى قريش سبعين رجلاً، وأُسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة قريش وزعمائهم، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً.
انتهت معركة بدر بانتصار [[مسلم|المسلمين]] على [[قريش]]، وكان قتلى [[قريش]] سبعين رجلاً، وأُسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة [[قريش]] وزعمائهم، وقُتل من [[مسلم|المسلمين]] أربعة عشر رجلاً.
 
منهم ستة من [[المهاجرون|المهاجرين ]] هم:
# [[عبيدة بن الحارث]] المطلبي القرشي
# [[عمير بن أبي وقاص]] الزهري القرشي
# [[صفوان|صفوان بن وهب]] الفهري القرشي
# [[عاقل بن البكير]] الليثي الكناني
# [[ذو الشمالين بن عبد عمرو]] الخزاعي
# [[مهجع بن صالح]] العكي
وثمانية من الأنصار هم:
# [[سعد بن خيثمة]] الأوسي
# [[مبشر بن عبد المنذر]] العمري الأوسي
# [[يزيد بن الحارث]] الخزرجي
# [[عمير بن الحمام]] السَلَمي الخزرجي
# [[رافع بن المعلى]] الزرقي الخزرجي
# [[الحارث بن سراقة|حارث بن سراقة]] النجاري الخزرجي
# [[معوذ بن الحارث]] النجاري الخزرجي
# [[عوف بن الحارث]] النجاري الخزرجي
 
# [[عبيدة بن الحارث]] المطلبي القرشي.
ولما تم النصر وانهزم جيش قريش أرسل الرسول [[عبد الله بن رواحة]] و[[زيد بن حارثة]] ليبشرا المسلمين في المدينة بانتصار المسلمين وهزيمة قريش.<ref>المستفاد من قصص القرآن (2/ 133)</ref>
# [[عمير بن أبي وقاص]] الزهري القرشي.
# [[صفوان بن بيضاء|صفوان بن وهب]] الفهري القرشي.
# [[عاقل بن البكير]] الليثي الكناني.
# [[ذو الشمالين بن عبد عمرو]] الخزاعي.
# [[مهجع بن صالح]] العكي.
 
وثمانية من [[الأنصار]] هم:
ومكث الرسول في بدرٍ ثلاثة أيام بعد المعركة، فعَنْ [[أنس]] أنه قال: "إنه صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليال".<ref>صحيح السيرة النبوية، ص250</ref> ودُفن من استُشهد من المسلمين في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يدفن أحد منهم خارج بدر،<ref>موسوعة نضرة النعيم (1/ 291)</ref> ووقف الرسول على القتلى من قريش فقال: {{مض|بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس}}<ref>زاد المعاد (3/ 187)</ref> ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطُرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال: {{مض|يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا، فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا}}، فقال عمر بن الخطاب: "يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟" فقال: {{مض|والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم}}.<ref>البخاري المغازي، باب قتل أبي جهل رقم (3976) ومسلم: ح (2873، 2874)</ref>
 
# [[سعد بن خيثمة]] الأوسي.
=== أسرى قريش ===
# [[مبشر بن عبد المنذر]] العمري الأوسي.
[[ملف:غزوه بدر.ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر موقعَ مُخيميّ المُسلمين والمُشركين وقبورَ كلٍّ من قتلى الفريقين]]
# [[يزيد بن الحارث]] الخزرجي.
[[ملف:Muhammad 12.jpg|تصغير|يسار|رسم تركي عثماني، يَظهر فيه النضرُ بن الحارث بعد أن قتله المسلمون]]
# [[عمير بن الحمام]] السَلَمي الخزرجي.
لما انتصر المسلمون يوم بدر ووقع في أيديهم سبعون أسيراً، قال الرسول: {{مض|ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟}}، فقال أبو بكر: "يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم"، وقال عمر: "يا رسول الله أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم"، وقال عبد الله بن رواحة: "يا رسول الله انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا"، فقال العباس: "قطعت رحمك"، فدخل الرسول ولم يَرُدَّ عليهم شيئًا، فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة، فخرج عليهم الرسول فقال: {{مض|إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مَثَلَكَ يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام قال: (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: {{قرآن مصور|المائدة|118}} وإن مثلك يا عمر كمثل نوح إذ قال: {{قرآن مصور|نوح|26}}، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال: {{قرآن مصور|يونس|88}}}}، ثم قال: {{مض|أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق}}، قال عبد الله بن مسعود: "يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام"، فسكت الرسول، يقول ابن مسعود: "فما رأيتُني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم"، حتى قال الرسول: {{مض|إلا سهيل بن بيضاء}}، فنزلت الآية: {{قرآن مصور|الأنفال|67}}.<ref>سورة الأنفال 67</ref><ref>مسند الإمام أحمد (1/ 373)، تفسير ابن كثير (2/ 325)</ref>
# [[رافع بن المعلى]] الزرقي الخزرجي.
# [[حارثة بن سراقة|حارث بن سراقة]] النجاري الخزرجي.
# [[معوذ بن الحارث]] النجاري الخزرجي.
# [[عوف بن الحارث]] النجاري الخزرجي.
 
ولما تم النصر وانهزم جيش [[قريش]] أرسل الرسول محمد [[عبد الله بن رواحة]] و[[زيد بن حارثة]] ليبشرا [[مسلم|المسلمين]] في [[المدينة المنورة|المدينة]] بانتصار [[مسلم|المسلمين]] وهزيمة [[قريش]].<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص133</ref>
كانت معاملة الرسول للأسرى بأساليب متعددة، فهناك من قتله، وبعضهم قبل فيهم الفداء، والبعض الآخر منَّ عليهم، وآخرون اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء المسلمين مقابل المنِّ عليهم.<ref name="علي الصلابي" /> وكان الذين قتلهم المسلمون من الأسرى في بدر: عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث، ويرى المسلمون أن قتلهم ضرورة تقتضيها المصلحة العامة لدعوة الإسلام الفتية<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، ص162</ref> فقد كانا من أكبر دعاة الحرب ضد الإسلام، فبقاؤهما يعد مصدر خطر كبير على الإسلام،<ref name="علي الصلابي" /> فقد كان النضر بن الحارث يؤذي الرسول وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم وإسفنديار، فكان إذا جلس الرسول مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب قبْلَهم من الأمم من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: "أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه، فهلم إليَّ فأنا أحدثكم أحسن من حديثه"، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وإسفنديار، ثم يقول: "بماذا محمد أحسن حديثًا مني؟".<ref>السيرة النبوية لابن هشام (1/ 439، 440)</ref> فلما أسره المسلمون أمر الرسول بقتله، فقتله علي بن أبي طالب.<ref>السيرة النبوية لابن هشام (2/ 255)</ref>
 
ومكث الرسول محمد في [[بئر بدر|بدرٍ]] ثلاثة أيام بعد المعركة، فقد روي عن أنس أنه قال: {{اقتباس مضمن|إنه {{صلى الله عليه وسلم}} كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليال}}.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص250</ref> ودُفن من قُتل من [[مسلم|المسلمين]] في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يُدفن أحد منهم خارج [[بئر بدر|بدر]]،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص291</ref> ووقف الرسول محمد على القتلى من [[قريش]] فقال: {{اقتباس مضمن|بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس}}،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص187</ref> ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطُرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال: {{اقتباس مضمن|يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا}}، فقال [[عمر بن الخطاب]]: «يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟»، فقال: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل رقم: 3976</ref><ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 2873، 2874</ref>
ولما رجع الرسول إلى المدينة المنورة فرَّق الأسرى بين أصحابه، وقال لهم: {{مض|استوصوا بهم خيرًا}}،<ref>البداية والنهاية (3/ 306)</ref> وقد روي عن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير أنه قال: "كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: {{مض|استوصوا بالأسارى خيرًا}}، وكنت في نفر من الأنصار، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر، وأطعموني البُرَّ لوصية رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم".<ref>مجمع الزوائد (6/ 86) وقال: رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن</ref>
 
=== أسرى قريش ===
وقال [[أبو العاص بن الربيع]]: "كنت في رهط من الأنصار جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا التمر، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ"، وكان [[الوليد بن الوليد بن المغيرة]] يقول مثل ذلك ويزيد: "وكانوا يحملوننا ويمشون".<ref>المغازي للواقدي (1/ 119)</ref>
[[ملف:غزوه بدر.ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر موقعَ مُخيميّ [[مسلم|المسلمين]] و[[شرك بالله|المشركين]] وقبورَ كل من قتلى الفريقين]]
[[ملف:Ali Beheading Nadr ibn al-Harith in the Presence of the Prophet Muhammad. Miniature from volume 4 of a copy of Mustafa al-Darir’s Siyar-i-Nabi. Istanbul; c. 1594 The David Col..jpg|تصغير|يسار|رسم [[تركيا|تركي]] [[الدولة العثمانية|عثماني]] يَظهر فيه [[النضر بن الحارث|النضرُ بن الحارث]] بعد أن قتله المسلمون]]
لما انتصر [[مسلم|المسلمون]] يوم بدر ووقع في أيديهم سبعون أسيراً، قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟}}، فقال [[أبو بكر الصديق]]: «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم»، وقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم»، وقال [[عبد الله بن رواحة]]: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا»، فقال [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]: «قطعت رحمك»، فدخل الرسول محمد ولم يَرُدَّ عليهم شيئاً، فقال ناس: «يأخذ بقول [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عمر بن الخطاب|عمر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عبد الله بن رواحة]]»، فخرج عليهم الرسول محمد فقال: {{اقتباس مضمن|إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا [[أبو بكر الصديق|أبا بكر]] كمثل [[إبراهيم]] عليه السلام قال: «فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» ومثلك يا [[أبو بكر الصديق|أبا بكر]] كمثل [[عيسى بن مريم|عيسى]] قال: {{قرآن|المائدة|118|لا تخريج=1}}،<ref>سورة المائدة، الآية: 118</ref> وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[نوح]] إذ قال: {{قرآن|نوح|26|لا تخريج=1}}<ref>سورة نوح، الآية: 26</ref>، وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[موسى]] قال: {{قرآن|يونس|88|لا تخريج=1}}<ref>سورة يونس، الآية: 88</ref>}}، ثم قال: {{اقتباس مضمن|أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق}}، قال [[عبد الله بن مسعود]]: «يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام»، فسكت الرسول محمد، يقول [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]]: «فما رأيتُني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم»، حتى قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|إلا سهيل بن بيضاء}}، فنزلت الآية: {{قرآن|الأنفال|67|لا تخريج=1}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 67</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص373</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص325</ref>
 
لقد كانت معاملة الرسول محمد للأسرى بأساليب متعددة، فهناك من قتله، وبعضهم قبل فيهم الفداء، والبعض الآخر منَّ عليهم، وآخرون اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء [[مسلم|المسلمين]] مقابل المنِّ عليهم.<ref name="علي الصلابي" /> وكان الذين قتلهم [[مسلم|المسلمون]] من الأسرى في بدر: [[عقبة بن أبي معيط]] و[[النضر بن الحارث]]، ويرى [[مسلم|المسلمون]] أن قتلهم ضرورة تقتضيها المصلحة العامة لدعوة [[الإسلام]] الفتية،<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، ص162</ref> فقد كانا من أكبر دعاة الحرب ضد [[الإسلام]]، فبقاؤهما يعد مصدر خطر كبير على [[الإسلام]]،<ref name="علي الصلابي" /> فقد كان [[النضر بن الحارث]] يؤذي الرسول محمداً وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك [[فرس (قوم)|الفرس]] وأحاديث [[رستم]] و[[إسفنديار]]، فكان إذا جلس الرسول محمد مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب قبْلَهم من الأمم من نقمة [[الله (إسلام)|الله]]، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: «أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه، فهلم إليَّ فأنا أحدثكم أحسن من حديثه»، ثم يحدثهم عن ملوك [[بلاد فارس|فارس]] و[[رستم]] و[[إسفنديار]]، ثم يقول: «بماذا محمد أحسن حديثًا مني؟».<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج1 ص439-440</ref> فلما أسره [[مسلم|المسلمون]] أمر الرسول محمد بقتله، فقتله [[علي بن أبي طالب]].<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج2 ص255</ref>
وبعثت قريش إلى الرسول في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قوم أسيرَهم بما رضوا،<ref name="علي الصلابي" /> وكان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل الرسول فداءهم أن يعلِّموا أولاد الأنصار الكتابة،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص261، رواه ابن عباس</ref> وبذلك شرع الأسرى يعلِّمون غلمان المدينة القراءة والكتابة، وكل من يعلِّم عشرة من الغلمان يفدي نفسه.<ref>التربية القيادية (3/ 74)</ref>
[[ملف:Umar Farrukh's Prisoner teaching Muslim Children.png|تصغير|أحد أسرى قُريش وهو يُعلِّم أولاد المُسلمين لقاء حُريَّته.]]
ولما رجع الرسول محمد إلى [[المدينة المنورة]] فرَّق الأسرى بين أصحابه، وقال لهم: {{اقتباس مضمن|استوصوا بهم خيرًا}}،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، ج3 ص306</ref> وقد روي عن [[أبي عزيز بن عمير]] أخي [[مصعب بن عمير]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: {{اقتباس مضمن|استوصوا بالأسارى خيرًا}}، وكنت في نفر من [[الأنصار]]، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا [[تمر|التمر]]، وأطعموني البُرَّ لوصية رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}}}.<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص86، وقال: رواه [[الطبراني]] في الصغير والكبير وإسناده حسن</ref>
 
وقال [[أبو العاص بن الربيع]]: «كنت في رهط من [[الأنصار]] جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا [[تمر|التمر]]، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ»، وكان [[الوليد بن الوليد بن المغيرة]] يقول مثل ذلك ويزيد: «وكانوا يحملوننا ويمشون».<ref>المغازي، [[الواقدي]]، ج1 ص119</ref>
 
وبعثت [[قريش]] إلى الرسول محمد في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قوم أسيرَهم بما رضوا،<ref name="علي الصلابي" /> وكان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل الرسول فداءهم أن يعلِّموا أولاد [[الأنصار]] الكتابة،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص261، رواه [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]]</ref> وبذلك شرع الأسرى يعلِّمون غلمان [[المدينة المنورة|المدينة]] القراءة والكتابة، وكل من يعلِّم عشرة من الغلمان يفدي نفسه.<ref>التربية القيادية، ج3 ص74</ref> وكان [[أبو وداعة السهمي|أَبُو وَدَاعَةَ]] أول من افْتُدِىَ من الأسرى<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار= https://ketabonline.com/ar/books/62990/read?part=6&page=2297&index=6226596|عنوان=الطبقات الكبرى - ط الخانجي {{!}} مجلد 6 {{!}} صفحة 105 {{!}} ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب {{!}} التراجم والطبق|لغة=ar|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231202213015/https://ketabonline.com/ar/books/62990/read?part=6&page=2297&index=6226596|تاريخ أرشيف=2023-12-02}}</ref>
 
=== نتائج المعركة ===
كان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة المسلمين، [[مسلم|المسلمين]]، وأصبحوا مرهوبين في [[المدينة المنورة|المدينة ]] وما جاورها،<ref name="علي الصلابي" /> كما أصبح للدولة الإسلامية الجديدة مصدرٌ للدخل من غنائم الجهاد؛ [[جهاد|الجهاد]]؛ وبذلك انتعش حال [[مسلم|المسلمين ]] المادي والاقتصادي بما غنموا من غنائم بعد بؤس وفقر شديدين داما تسعة عشر شهرًا.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، د. علي معطي، ص274، ص274-275</ref>
 
أما نتائج الغزوة بالنسبة [[قريش|لقريش ]] فكانت خسارة فادحة، فقد قُتل فيها [[أبو جهل|أبو جهل عمرو بن هشام ]] وأمية و[[أمية بن خلف ]] وعتبة و[[عتبة بن ربيعة ]] وغيرهم من زعماء [[قريش ]] الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعة شجاعةً وقوة وقوةً وبأسًا، ولم تكن غزوة بدر خسارة حربية [[قريش|لقريش ]] فحسب، بل خسارة معنوية أيضاً، ذلك أن [[المدينة المنورة|المدينة]] لم تعد تهدد تجارتها فقط، بل أصبحت تهدد أيضاً سيادتها ونفوذها في [[الحجاز ]] كله.<ref>التاريخ السياسي والعسكري، ص375، ص375-376</ref>
 
== موقع بدر ==
[[ملف:Battle of Badr 1.jpg|تصغير|موقع غزوة بدر في الوقت الحالي]]
تقع بدر جنوب غرب المدينة المنورة، والمسافة بينها وبين المدينة بطرق القوافل القديمة التي سلكها الرسول حوالي 257.5 كيلومتراً (160 ميلاً)، كما أنها تقع شمالي مكة، والمسافة بينها وبين مكة بطرق القوافل القديمة التي سلكها جيش قريش حوالي 402.3 كيلومتراً (250 ميلاً). أما المسافة اليوم بين مكة وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين المدينة وبدر بهذا الطريق فهي 153 كيلومتراً، أما المسافة بين بدر وساحل البحر الأحمر الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً.<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، ص17، طبعة دار الفكر</ref>
{{مفصلة|بئر بدر}}
تقع بدر جنوب غرب [[المدينة المنورة]]، والمسافة بينها وبين [[المدينة المنورة|المدينة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها الرسول حوالي 257,5 كيلومتراً (160 ميلاً)، كما أنها تقع شمالي [[مكة]]، والمسافة بينها وبين [[مكة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها جيش [[قريش]] حوالي 402,3 كيلومتراً (250 ميلاً).
 
أما المسافة اليوم بين [[مكة]] وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين [[المدينة المنورة|المدينة]] وبدر بهذا الطريق هي 153 كيلومتراً، وأما المسافة بين بدر وساحل [[البحر الأحمر]] الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً.<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، طبعة دار الفكر، ص17</ref>
 
== غزوة بدر في الأدب والثقافة ==
يَعُدّ [[مسلم|المسلمون ]] غزوةَ بدرٍ مصدرَ فخرٍ لهم ولتاريخهم، ولذلك فقد تعددت القصائد التي تتناول هذه الغزوة قديماً وحديثاً، ومن أشهر هذه القصائد قصيدة الصحابي [[حسان بن ثابت]] التي يقول فيها:<ref>أحكام القرآن، [[أبو بكر بن العربي|القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الاشبيلي الإشبيلي المالكي (المتوفى: 543هـ) ]]، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان</ref>
{{أبيات|
{{قصيدة|'''عَرَفْت دِيَارَ زَيْنَبَ بِالْكَثِيبِ'''|'''كَخَطِّ الْوَحْيِ فِي الْوَرَقِ الْقَشِيبِ'''}}
'''عَرَفْت دِيَارَ زَيْنَبَ بِالْكَثِيبِ'''\\'''كَخَطِّ الْوَحْيِ فِي الْوَرَقِ الْقَشِيبِ'''
{{قصيدة|'''تَدَاوَلَهَا الرِّيَاحُ وَكُلُّ جَوْنٍ'''|'''مِنْ الْوَسْمِيِّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ'''}}
'''تَدَاوَلَهَا الرِّيَاحُ وَكُلُّ جَوْنٍ'''\\'''مِنْ الْوَسْمِيِّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ'''
{{قصيدة|'''فَأَمْسَى رَبْعُهَا خَلِقًا وَأَمْسَتْ'''|'''يَبَابًا بَعْدَ سَاكِنِهَا الْحَبِيبِ'''}}
'''فَأَمْسَى رَبْعُهَا خَلِقًا وَأَمْسَتْ'''\\'''يَبَابًا بَعْدَ سَاكِنِهَا الْحَبِيبِ'''
{{قصيدة|'''فَدَعْ عَنْك التَّذَكُّرَ كُلَّ يَوْمٍ'''|'''وَرَوِّ حَرَارَةَ الصَّدْرِ الْكَئِيبِ'''}}
'''فَدَعْ عَنْك التَّذَكُّرَ كُلَّ يَوْمٍ'''\\'''وَرَوِّ حَرَارَةَ الصَّدْرِ الْكَئِيبِ'''
{{قصيدة|'''وَخَبِّرْ بِاَلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ'''|'''بِصِدْقٍ غَيْرَ أَخْبَارِ الْكَذُوبِ'''}}
'''وَخَبِّرْ بِاَلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ'''\\'''بِصِدْقٍ غَيْرَ أَخْبَارِ الْكَذُوبِ'''
{{قصيدة|'''بِمَا صَنَعَ الْمَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ'''|'''لَنَا فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ النَّصِيبِ'''}}
'''بِمَا صَنَعَ الْمَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ'''\\'''لَنَا فِي [[شرك بالله|الْمُشْرِكِينَ]] مِنْ النَّصِيبِ'''
{{قصيدة|'''غَدَاةَ كَأَنَّ جَمْعَهُمْ حِرَاءٌ'''|'''بَدَتْ أَرْكَانُهُ جُنْحَ الْغُرُوبِ'''}}
'''غَدَاةَ كَأَنَّ جَمْعَهُمْ حِرَاءٌ'''\\'''بَدَتْ أَرْكَانُهُ جُنْحَ الْغُرُوبِ'''
{{قصيدة|'''فَلَاقَيْنَاهُمْ مِنَّا بِجَمْعٍ'''|'''كَأُسْدِ الْغَابِ مُرْدَانٍ وَشِيبِ'''}}
'''فَلَاقَيْنَاهُمْ مِنَّا بِجَمْعٍ'''\\'''كَأُسْدِ الْغَابِ مُرْدَانٍ وَشِيبِ'''
{{قصيدة|'''أَمَامَ مُحَمَّدٍ قَدْ وَازَرُوهُ'''|'''عَلَى الْأَعْدَاءِ فِي لَفْحِ الْحُرُوبِ'''}}
'''أَمَامَ [[محمد|مُحَمَّدٍ]] قَدْ وَازَرُوهُ'''\\'''عَلَى الْأَعْدَاءِ فِي لَفْحِ الْحُرُوبِ'''
{{قصيدة|'''بِأَيْدِيهِمْ صَوَارِمُ مُرْهَفَاتٌ'''|'''وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِ'''}}
'''بِأَيْدِيهِمْ صَوَارِمُ مُرْهَفَاتٌ'''\\'''وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِ'''
{{قصيدة|'''بَنُو الْأَوْسِ الْغَطَارِفُ وَازَرَتْهَا'''|'''بَنُو النَّجَّارِ فِي الدِّينِ الصَّلِيبِ'''}}
'''[[الأوس (قبيلة)|بَنُو الْأَوْسِ]] الْغَطَارِفُ وَازَرَتْهَا'''\\'''بَنُو النَّجَّارِ فِي الدِّينِ الصَّلِيبِ'''
{{قصيدة|'''فَغَادَرْنَا أَبَا جَهْلٍ صَرِيعًا'''|'''وَعُتْبَةَ قَدْ تَرَكْنَا بِالْجَبُوبِ'''}}
'''فَغَادَرْنَا [[أبو جهل|أَبَا جَهْلٍ]] صَرِيعًا'''\\'''وَ[[عتبة بن ربيعة|عُتْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا بِالْجَبُوبِ'''
{{قصيدة|'''وَشَيْبَةَ قَدْ تَرَكْنَا فِي رِجَالٍ'''|'''ذَوِي حَسَبٍ إذَا نُسِبُوا حَسِيبِ'''}}
'''وَ[[شيبة بن ربيعة|شَيْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا فِي رِجَالٍ'''\\'''ذَوِي حَسَبٍ إذَا نُسِبُوا حَسِيبِ'''
{{قصيدة|'''يُنَادِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ لَمَّا'''|'''قَذَفْنَاهُمْ كَبَاكِبَ فِي الْقَلِيبِ'''}}
'''يُنَادِيهِمْ [[محمد|رَسُولُ اللَّهِ]] لَمَّا'''\\'''قَذَفْنَاهُمْ كَبَاكِبَ فِي الْقَلِيبِ'''
{{قصيدة|'''أَلَمْ تَجِدُوا كَلَامِي كَانَ حَقًّا'''|'''وَأَمْرُ اللَّهِ يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ'''}}
'''أَلَمْ تَجِدُوا كَلَامِي كَانَ حَقًّا'''\\'''وَأَمْرُ [[الله (إسلام)|اللَّهِ]] يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ'''
{{قصيدة|'''فَمَا نَطَقُوا، وَلَوْ نَطَقُوا لَقَالُوا'''|'''صَدَقْت، وَكُنْت ذَا رَأْيٍ مُصِيبِ'''}}
'''فَمَا نَطَقُوا، وَلَوْ نَطَقُوا لَقَالُوا'''\\'''صَدَقْت، وَكُنْت ذَا رَأْيٍ مُصِيبِ'''}}
 
وكان أيضاً مما قيل من الشعر في يوم بدر، وترادَّ به [[مسلم|المسلمون]] بينهم لِما كان فيه، قول الصحابي [[حمزة بن عبد المطلب]]:<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، تحقيق: مصطفى السقا و[[إبراهيم الأبياري]] وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية، 1375هـ-1955م، ج2 ص8-9</ref>
 
{{أبيات|
وكان مما قيل من الشعر في يوم بدر، وترادَّ به المسلمون بينهم لما كان فيه، قول الصحابي [[حمزة بن عبد المطلب]]:<ref>سيرة ابن هشام، ج2 ص8-9، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة: الثانية، 1375هـ - 1955م.</ref>
{{قصيدة|'''ألم تر أمراً كان من عجب الدهر الدهرِ''' | \\'''وللحين أسباب مبينة الأمر الأمرِ''' }}
{{قصيدة|'''وما ذاك إلا أن قوماً أفادهم''' | \\'''فحانوا تواص بالعقوق وبالكفر وبالكفرِ''' }}
{{قصيدة|'''عشية راحوا نحو بدر بجمعهم''' | \\'''فكانوا رهوناً للركية من بدر بدرِ''' }}
{{قصيدة|'''وكنا طلبنا العير لم نبغ نبغِ غيرها''' | \\'''فساروا إلينا فالتقينا على قدر قدرِ''' }}
{{قصيدة|'''فلما التقينا لم تكن مثنوية مثنويةٌ''' | \\'''لنا غير غيرَ طعن بالمثقفة السمر السمرِ''' }}
{{قصيدة|''' وضرب وضربٍ ببيض يختلي الهام حدها حدّها''' | \\'''مشهرة الألوان بينة الأثر الأثرِ''' }}
{{قصيدة|'''ونحن تركنا [[عتبة الغي بن ربيعة|عتبة]] الغيّ ثاوياً''' | \\''' وشيبة و[[شيبة بن ربيعة|شيبة]] في القتلى تجرجم في الجفر''' }}
{{قصيدة|''' وعمرو و[[أبو جهل|عمرو]] ثوى فيمن ثوى من حماتهم''' | \\'''فشقت جيوب النائحات على [[أبو جهل|عمرو ]]''' }}
{{قصيدة|'''جيوب نساء من [[لؤي بن غالب |لؤي]] بن [[غالب بن فهر|غالب]]''' | \\'''كرام تفرعن الذوائب من [[فهر بن مالك|فهرِ]]''' }}
{{قصيدة|'''أولئك قوم قتلوا قُتلوا في ضلالهم''' | \\'''وخلوا لواءً غير محتضر النصر النصرِ''' }}
{{قصيدة|'''لواء ضلال قاد [[إبليس ]] أهله''' | \\'''فخاس بهم، إن [[إبليس|الخبيث ]] إلى غدر غدرِ''' }}
{{قصيدة|'''وقال لهم، إذ عاين الأمر واضحاً''' | \\'''برئت إليكم ما بي اليوم من صبر صبرِ''' }}
{{قصيدة|'''فإني أرى ما لا ترون وإنني''' | \\'''أخاف عقاب [[الله ]] والله و[[الله]] ذو قسر قسرِ''' }}
{{قصيدة|'''فقدمهم للحين حتى تورطوا''' | \\'''وكان بما لم يخبر القوم ذا خبر خبرِ''' }}
{{قصيدة|'''فكانوا غداة البئر ألفاً وجمعنا''' | \\'''ثلاث مئين كالمسدمة الزهر الزهرِ''' }}
{{قصيدة|'''وفينا [[ملاك|جنود الله ]] حين يمدنا''' | \\'''بهم في مقام ثم مستوضح الذكر الذكرِ''' }}
{{قصيدة|'''فشد بهم [[جبريل ]] تحت لوائنا''' | \\'''لدى مأزق فيه مناياهم تجري'''}}
 
== غزوة بدر في السينما والتليفزيون ==
كمامُثِّلت غزوة بدر في [[ الرسالة (فيلم)|فيلم الرسالة]] الذي أخرجه المخرج [[سوريا|السوري ]] [[مصطفى العقاد]]، ولعب فيه دورَ [[حمزة بن عبد المطلب ]] الممثلُ [[عبد الله غيث]] (والممثل [[أنتوني كوين]] في النسخة الإنجليزية من الفيلم)، ولعب دورَ [[أبو جهل|أبي جهل ]] الممثلُ [[ محمد حسن الجندي|حسن الجندي]]. ومثلت غزوة بدر أيضاً في [[ عمر (مسلسل)|مسلسل عمر بن الخطاب]] الذي عرض لأول مرة في [[رمضان (شهر)|شهر رمضان ]] عام [[2012 ]]م.
 
== المصادر ==
<br />
{{مراجع}}
 
== وصلات خارجية ==
{{تصنيف كومنز|Battle of Badr}}
* [http://islamstory.com/غزوة-بدر-الكبرى-يوم-الفرقان غزوة بدر الكبرى.. يوم الفرقان - موقع قصة الإسلام.]
* [http://www.4muhammed.com/serah/84-غزوة-بدر-الكبرى-أول-معركة-من-معارك-الإسلام-الفاصلة- غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة - موقع الرحيق المختوم.]
* [http://www.saaid.net/mohamed/276.htm غزوة بدر الكبرى.. وعلاقة القائد بجنده - موقع صيد الفوائد.]
{| border="2" align="center" width="60%"
|-
|width="30%" align="center"|'''قبلها:'''<br />'''[[ غزوة سفوان|غزوة بدر الأولى]]'''
|width="40%" align="center"|[[ غزوات الرسول محمد|غزوات الرسول]]<br /> {{اسم_الصفحة}} <br /> غزوة بدر
|width="30%" align="center"|'''بعدها:'''<br />'''[[غزوة بني سليم]]'''
|}
{{Coord|23|44|N|38|46|E|region:SA_type:event|display=title}}
 
== المصادر ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
{{ثبت_المراجع|2}}
</div>
 
== المراجع الأساسية ==
* السِّيرةُ النّبوية - عرضُ وقائع وَتحليل أحدَاث. المؤلف: [[علي الصلابي|عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي]]. الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان. الطبعة: السابعة، 1429 هـ - 2008 م.
* [[الرحيق المختوم]]. المؤلف: [[صفي الرحمن المباركفوري]] (المتوفى: 1427هـ). الناشر: دار الهلال - بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع). الطبعة: الأولى.
* [[سيرة ابن اسحاق|السير والمغازي لابن إسحاق]]، تحقق سهيل زكار، دار الفكر، طبعة أولى 1978م.
* [[البداية والنهاية]]، أبو الفداء ابن كثير الدمشقي. دار الريان للتراث.
* [[سيرة ابن هشام|السيرة النبوية، لأبي محمد بن عبد الملك بن هشام]]، دار الفكر، بدون تاريخ.
* السيرة النبوية، لابن كثير، للإمام أبي الفداء إسماعيل، تحقيق مصطفى عبد الواحد، الطبعة الثانية، 1398هـ، دار الفكر بيروت، لبنان.
* [[صحيح البخاري]]، محمد إسماعيل البخاري، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1411هـ - 1991م.
* [[صحيح مسلم]]، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان الطبعة الثانية، 1972م.
* جوامع السيرة لابن حزم، المتوفى 456هـ، تحقيق الدكتور إحسان عباس والدكتور ناصر الدين الأسد، طبع دار إحياء السنة باكستان 1368هـ.
* السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، محمد أبو شهبة، دار القلم، دمشق، الطبعة الثالثة، 1417هـ - 1996م.
 
== وصلات خارجية ==
{{كومنز|Category:Battle of Badr}}
{{ويكي مصدر|غزوة بدر}}
* [http://islamstory.com/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%86 غزوة بدر الكبرى .. يوم الفرقان، موقع قصة الإسلام.]
* [http://www.4muhammed.com/serah/84-%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%84%D8%A9- غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة، موقع الرحيق المختوم.]
{{غزوات الرسول}}
{{مواضيع الإسلام}}
{{شريط سفلي محمد}}
{{محمد2}}
{{شخصيات وأسماء مذكورة في القرآن}}
{{شريط بوابات|إسلام|محمد|جهاد|تاريخ إسلامي}}
{{شهر رمضان}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الحرب|محمد}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=9870590|تاريخ=28 نوفمبر 2012}}
 
[[تصنيف: إسلام غزوة بدر|*]]
[[تصنيف:معارك العصر النبوي]]
[[تصنيف:غزوات الرسول محمد]]
[[تصنيف:تاريخ قريش]]
[[تصنيف:محمد بن عبد الله]]
[[تصنيف:عصر نبوي]]
[[تصنيف:تاريخ إسلامي]]
[[تصنيف:2 هـ]]
[[تصنيف:624]]
[[تصنيف:تاريخ قريش]]
 
[[تصنيف:غزوات الرسول محمد]]
{{وصلة مقالة جيدة|cs}}
[[تصنيف:محمد في المدينة]]
{{وصلة مقالة مختارة|en}}
[[تصنيف:معارك أبو عبيدة بن الجراح]]
{{وصلة مقالة مختارة|fa}}
{{وصلة مقالة مختارة|id}}
{{وصلة مقالة مختارة|ur}}
[[av:Бадруялъул гъазават]]
[[bn:বদর যুদ্ধ]]
[[bs:Bitka na Bedru]]
[[ca:Gran campanya de Badr]]
[[ce:Бадруна гIазот]]
[[cs:Bitva u Badru]]
[[de:Schlacht von Badr]]
[[en:Battle of Badr]]
[[eo:Batalo de Badro]]
[[es:Batalla de Badr]]
[[fa:غزوه بدر]]
[[fi:Badrin taistelu]]
[[fr:Bataille de Badr]]
[[hi:बद्र की लड़ाई]]
[[hu:Badri csata]]
[[id:Pertempuran Badar]]
[[it:Battaglia di Badr]]
[[ja:バドルの戦い]]
[[jv:Perang Badar]]
[[kk:Бадр шайқасы]]
[[ml:ബദ്ർ യുദ്ധം]]
[[ms:Perang Badar]]
[[mzn:غزوه بدر]]
[[nl:Slag bij Badr]]
[[no:Slaget ved Badr]]
[[pl:Bitwa pod Badrem]]
[[pnb:بدر دی لڑائی]]
[[pt:Batalha de Badr]]
[[ru:Битва при Бадре]]
[[sh:Bitka na Bedru]]
[[simple:Battle of Badr]]
[[sq:Beteja e Bedrit]]
[[sv:Slaget vid Badr]]
[[ta:பதுருப் போர்]]
[[tr:Bedir Muharebesi]]
[[tt:Бәдер сугышы]]
[[uk:Битва при Бадрі]]
[[ur:غزوۂ بدر]]
[[uz:Badr jangi]]