غزوة بدر: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 142.154.32.99 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة أبو حمزة
وسم: استرجاع
|
|||
(814 مراجعة متوسطة غير معروضة أجراها أكثر من 100 مستخدم.) | |||
سطر 1:
{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = غزوة بدر الكبرى
| جزء_من = [[غزوات الرسول محمد]]
| تاريخ = [[17 رمضان]] [[2 هـ|2هـ]] / [[13 مارس]] [[624]]م
| مكان = آبار بدر، 130 كم جنوب غرب [[المدينة المنورة]]
| صورة = Siyer-i Nebi - Gabriel -dschabrail- und weitere Engel unterstützen die Muslime während der Schlacht von Badr (cropped).jpg
| تعليق = مُنمنمة [[الدولة العثمانية|عثمانية]] تصور هجوم فرسان المسلمين في غزوة بدر
| إحداثيات = {{إحداثيات|23|44|N|38|46|E|region:SA_type:event|display=title}}
| خط_عرض = 23.733333
| خط_طول = 38.766667
| حجم_الخريطة = 270
| نتيجة = انتصار [[مسلم|المسلمين]]
| خصم1 = {{المسلمون}}
| خصم2 = {{قريش}}
| قائد1 = [[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[محمد|النبي محمد]]</small>
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[حمزة بن عبد المطلب]]</small><br />
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[أبو بكر الصديق]]</small><br />
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[عبد الله بن مسعود]]</small><br />
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[عمر بن الخطاب]]</small><br />
[[ملف:BlackFlag.svg|23px]] <small>[[علي بن أبي طالب]]</small>
| قائد2 = [[ملف:Quraysh Flag.svg|23px]] <small>[[أبو جهل]]</small> {{قفم}}
[[ملف:Quraysh Flag.svg|23px]] <small>[[عتبة بن ربيعة]]</small> {{قفم}}<br />
[[ملف:Quraysh Flag.svg|23px]] <small>[[أمية بن خلف]]</small> {{قفم}}
| قوة1 = 313 - 340 مقاتل<br /> فرسان اثنان
| قوة2 = 1,000 مقاتل<br />200 - 100 فرس
| خسائر1 = 14 شهيداً<br /> 6 من [[المهاجرون|المهاجرين]]<br /> 8 من [[الأنصار]]
| خسائر2 = 70 قتيلاً<br />70 أسيراً
}}
{{غزوة بدر}}
{{شريط جانبي غزوات الرسول}}
{{شريط جانبي سرايا الرسول}}
'''غَزْوَةُ بَدْرٍ''' (وتُسمى أيضاً '''غزوة بدر الكبرى''' و'''بدر القتال''' و'''يوم الفرقان''') هي غزوة وقعت في [[17 رمضان|السابع عشر من رمضان]] في [[2 هـ|العام الثاني من الهجرة]] (الموافق [[13 مارس]] [[624]]م) بين [[مسلم|المسلمين]] بقيادة [[محمد|الرسول محمد]] {{صلى الله عليه وسلم}}، و[[قريش|قبيلة قريش]] ومن حالفها من [[عرب|العرب]] بقيادة [[أبو جهل|عمرو بن هشام المخزومي القرشي]]. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك [[الإسلام]] الفاصلة،<ref name="الرحيق المختوم">[[الرحيق المختوم (كتاب)|الرحيق المختوم]]، [[صفي الرحمن المباركفوري]]، الناشر: دار الهلال - بيروت، الطبعة الأولى</ref> وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى [[محافظة بدر|منطقة بدر]] التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين [[مكة]] و[[المدينة المنورة]].<ref>معجم اللغة العربية المعاصرة، أحمد مختار عبد الحميد عمر بمساعدة فريق عمل، عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1429هـ-2008م</ref>
بدأت المعركة بمحاولة
[[مسلم|المسلمين
]] اعتراضَ عيرٍ
[[قريش|لقريشٍ
]] متوجهةٍ من [[
بلاد الشام|الشام]] إلى [[مكة]] يقودها [[أبو سفيان بن حرب]]، ولكن
[[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيان
]] تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل
== قبل المعركة ==
=== سبب المعركة ===
خرج
لقدأرسل
[[محمد|الرسول محمدٌ
]]
[[بسبسة بن عمرو|بَسْبَس بن عمرو
]]
=== خروج المسلمين من المدينة المنورة ===
خرج [[محمد|الرسول محمدٌ]] [[مسلم|والمسلمون]] من [[المدينة المنورة]] في [[12 رمضان|اليوم الثاني عشر من شهر رمضان]] في [[2 هـ|السنة الثانية للهجرة]]،<ref name="علي الصلابي">السيرة النبوية - عرض وقائع وتحليل أحداث، [[علي الصلابي|علي محمد الصلابي]]، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة السابعة، [[1429 هـ|1429هـ]]-[[2008]]م</ref> وعندما خرج [[مسلم|المسلمون]] إلى [[بئر بدر|بدر]] كلّف الرسولُ [[عبد الله بن أم مكتوم|عبدَ الله بنَ أم مكتوم]] بالصلاة بالناس في [[المدينة المنورة]]، ثم أعاد [[أبو لبابة الأنصاري|أبا لبابة الأنصاري]] من منطقة تسمى الروحاء إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] وعيَّنه أميرًا عليها.<ref name="البداية والنهاية 3/ 260">[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي]]، دار الريان للتراث، ج3 ص260</ref><ref>[[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك على الصحيحين]]، [[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري|محمد الحاكم النيسابوري]]، ج3 ص632</ref> وأرسل الرسول اثنين من أصحابه إلى [[بئر بدر|بدر]]، وهما [[عدي بن أبي الزغباء|عدي بن أبي الزغباء الجهني]] و[[بسبسة بن عمرو|بسبس بن عمرو الجهني]]<ref>الطبقات لابن سعد (2/ 24)</ref> طليعةً للتعرف على أخبار القافلة، فرجعا إليه بخبرها.<ref>[[كتاب الطبقات الكبير]]، [[محمد بن سعد البغدادي|محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري]]، ج2 ص42، بإسناد صحيح</ref>
وقد كان
وقد كتم النبي خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى
ودفع
[[محمد|الرسولُ محمدٌ
]] لواءَ القيادة العامة إلى [[مصعب بن عمير
وفي أثناء سير
[[محمد|الرسول محمدٍ
]] وصحبه، التحق أحد المشركين راغبًا بالقتال مع قومه،
=== خروج قريش من مكة ===
{{إسلام}}
بلغ [[أبو سفيان بن حرب|أبا سفيانَ]] خبرُ مسير [[محمد|الرسول محمدٍ]] بأصحابه من [[المدينة المنورة]] بقصد اعتراض قافلته واحتوائها، فبادر إلى تحويل مسارها إلى طريق الساحل، كما أرسل [[ضمضم بن عمرو|ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] ليستنفرهم لإنقاذ أموالهم وليخبرهم أن [[محمد|النبي محمداً]] عرض لها في أصحابه،<ref name="موسوعة نضرة النعيم 1/ 287">موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم {{صلى الله عليه وسلم}}، فريق كبير من المتخصصين بإشراف: صالح بن حميد وعبد الرحمن بن ملوح، ج1 ص287</ref> فقد كان [[أبو سفيان بن حرب|أبو سفيان]] يتلقط أخبار [[مسلم|المسلمين]] ويسأل عن تحركاتهم، بل يتحسس أخبارهم بنفسه، فقد تقدم إلى [[بئر بدر|بدر]] بنفسه، وسأل من كان هناك: «هل رأيتم من أحد؟»، قالوا: «لا، إلا رجلين»، قال: «أروني مناخ ركابهما»، فأروه، فأخذ البعر ففته فإذا هو فيه النوى، فقال: «هذا والله علائف [[يثرب]]»،<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج2 ص230</ref> فقد استطاع أن يعرف تحركات عدوه، حتى خبر السرية الاستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذي خلفته الإبل، إذ عرف أن الرجلين من [[المدينة المنورة|المدينة]] أي من [[مسلم|المسلمين]]، وبالتالي فقافلته في خطر، فأرسل [[ضمضم بن عمرو|ضمضم بن عمرو الغفاري]] الكناني إلى [[قريش]] وغيَّر طريق القافلة، واتجه نحو ساحل [[البحر الأحمر|بحر القلزم]] ([[البحر الأحمر]] حالياً).<ref>غزوة بدر الكبرى لأبي فارس، ص33-34</ref>
وصل [[
ضمضم بن عمرو|ضمضم بن عمرو الغفاري]] إلى
ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت [[قريش]] ما كان بينهم وبين بني
[[بكر بن عبد مناة
]] بن [[كنانة]] من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا:
وكان قوام جيش [[قريش]] نحو ألف وثلاثمئة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع، وجِمال كثيرة لا يُعرف عددُها بالضبط، وكان قائده العام
[[أبو جهل|أبا جهل
]] وهو [[
أبو جهل|عمرو بن هشام]] المخزومي القرشي، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف [[قريش]]، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل.<ref name="الرحيق المختوم"
وعندما
=== وصول خبر خروج قريش للمسلمين ===
لما بلغ [[محمد|الرسولَ محمداً]] خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء [[مكة]] على قتال [[مسلم|المسلمين]] استشار أصحابَه في الأمر،<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، دار الفكر، الطبعة الأولى، [[1411 هـ|1411هـ]]-[[1991]]م، رقم: 3952</ref> وحينئذ تزعزعت قلوب فريق من الناس، وخافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم آيات من [[سورة الأنفال]] تصف أمرهم: {{قرآن|الأنفال|5|إلى آية=8|لا تخريج=1}}.<ref name="الرحيق المختوم"/><ref>سورة الأنفال، الآيات: 5-8</ref> وقد أجمع قادة [[المهاجرون|المهاجرين]] على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص288</ref> ومنهم [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب]] و[[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]]، فقد قال [[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]] (وهو من [[الصحابة]] [[المهاجرون|المهاجرين]]) للرسول [[محمد]]: «يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت [[بنو إسرائيل]] [[موسى|لموسى]]: {{قرآن|المائدة|24|لا تخريج=1}}<ref>سورة المائدة، الآية: 24</ref> ولكن امضِ ونحن معك».<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب التفسير، ج8 ص273</ref>، وفي رواية أخرى عن [[عبد الله بن مسعود]] قال:
{{اقتباس|شهدت من [[المقداد بن عمرو|المقداد بن الأسود]] مشهدًا لأن أكون صاحبه أحب إليَّ مما عُدلَ به: أتى النبي {{صلى الله عليه وسلم}} وهو يدعو على أعدائه فقال: "لا نقول كما قال قوم [[موسى]]: {{قرآن|المائدة|24}}، ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك وخلفك"، فرأيت الرسول {{صلى الله عليه وسلم}} أشرق وجهه وسرَّه.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي ج7 ص287</ref>}}
إلا أن هؤلاء القادة الثلاثة الذين تكلموا كانوا من [[المهاجرون|المهاجرين]]، وهم أقلية في الجيش، فأحب الرسول محمد أن يعرف رأي قادة [[الأنصار]]، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن [[بيعة العقبة|بيعة العقبة الثانية]] لم تكن في ظاهرها مُلزمةً لهم بحماية الرسول محمد خارج [[المدينة المنورة|المدينة]]، فقال: {{اقتباس مضمن|أشيروا عليَّ أيها الناس}}،<ref name="علي الصلابي"/> وقد أدرك الصحابي الأنصاري [[سعد بن معاذ]] (وهو حاملُ لواء [[الأنصار]]) مقصد الرسول من ذلك، فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله»، فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|أجل}}، قال:
{{اقتباس خاص|لقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصَبْر في الحرب، صِدْق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله".<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج2 ص63-64، رواه عن ابن إسحاق بدون إسناد</ref>}}
وقام [[سعد بن عبادة]]، فقال: «إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده، لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا»،<ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 1779، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر</ref> فقال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم}}.<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، ج3 ص262، بإسناد صحيح</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج5 ص259، رقم: 3698</ref>
== المعركة ==
=== مسير المسلمين إلى بدر ===
{{صندوق اقتباس|اقتباس=«اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،<
[[ملف:Badr campaign-ar.png|تصغير|يمين|خارطة تُظهر مسير
ارتحل
[[محمد|الرسول محمدٌ
]] من
«ذفران
» فسلك على
ونظم
=== وصول المسلمين إلى بدر والتخطيط للمعركة ===
[[ملف:Battle of Badr2.jpg|تصغير|يسار|رسم
[[فرس (قوم)|فارسي
]] يصور غزوة بدر]]
نزل الرسول
وبدأ الرسول بالتخطيط للمعركة، فصفَّ
[[مسلم|المسلمين
]] فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبل أعداؤه الشمس،<ref>القيادة العسكرية، ص453</ref> أي جعل الشمس في ظهر جيشه وفي وجه أعدائه حتى تؤذي أشعتها أبصارهم. كما أخذ يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه
[[سواد بن
ثم بدأ الرسول بإصدار الأوامر والتوجيهات لجنده، ومنها أنه أمرهم برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم، وليس وهم على بعد كبير، فقد قال: {{
وقد كان لتشجيع الرسول لأصحابه أثرٌ كبيرٌ في نفوسهم ومعنوياتهم، فقد كان يحثهم على القتال ويحرضهم عليه،<ref name="علي الصلابي" /> ومن ذلك قوله لأصحابه: {{
=== وصول قريش إلى بدر ===
قبل وصول
[[قريش
]] إلى
[[بئر بدر|بدر
]] بعثت
[[عمير بن وهب
|عمير
ولما وصل جيش
[[مكة
]] إلى
[[بئر بدر|بدر
]] دب فيهم الخلاف وتزعزعت صفوفهم الداخلية،<ref name="علي الصلابي" /> فعن
[[عبد الله بن عباس|ابن عباس
]] أنه قال:
=== بداية المعركة ===
[[ملف:
بدأت المعركة بخروج رجل من جيش
[[قريش
]] هو
[[الأسود بن عبد الأسد|الأسود بن عبد الأسد المخزومي
]] قائلاً:
ولما شاهد جيش
[[قريش
]] قتل الثلاثة الذين خرجوا للمبارزة غضبوا وهجموا على
[[مسلم|المسلمين
]] هجومًا عامًا،
ويؤمن
[[مسلم|المسلمون
]] أن
[[الله (إسلام)|الله تعالى
]] قلل
[[شرك بالله|المشركين
]] في أعين
[[مسلم|المسلمين
]]
لقد ابتكر الرسول في قتاله مع أعدائه يوم بدر أسلوبًا جديدًا في مقاتلة الأعداء، لم يكن معروفًا من قبلُ عند
ويؤمن
[[مسلم|المسلمون
]] أن
[[الله (إسلام)|الله تعالى
]] قد ألقى في قلوب أعدائهم الرعب في غزوة بدر، كما يؤمنون أنه تعالى قد أنزل [[
ملاك|الملائكة]] تقاتل معهم أعداءهم، وأن إمداده للمؤمنين
[[ملاك|بالملائكة
]] أمر قطعي ثابت لا شك فيه،<ref name="علي الصلابي" /> فقد جاء في
[[سورة الأنفال
]]: {{قرآن
وبدأت أمارات الفشل والاضطراب تظهر في صفوف
وقُتل القائد العام لجيش [[قريش]]، وهو [[أبو جهل|عمرو بن هشام المخزومي]] المعروف عند [[مسلم|المسلمين]] باسم [[أبو جهل|أبي جهل]]، فقد قتله غلامان من [[الأنصار]] هما [[معاذ بن الحارث|معاذ بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح]]، ويروي الصحابي [[عبد الرحمن بن عوف]] قصة مقتله فيقول:
{{اقتباس خاص|بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: «يا عم هل تعرف أبا جهل؟»، قلت: «نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟»، قال: «أُخبرت أنه يسب رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا»، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس فقلت: «ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه»، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟»، فقال كل واحد منهما: «أنا قتلته»، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟»، قالا: «لا»، فنظر في السيفين فقال: «كلاكما قتله»، وقضى بسَلَبِه [[معاذ بن عمرو بن الجموح|لمعاذ بن عمرو بن الجموح]]، وكانا [[معاذ بن الحارث|معاذاً بن عفراء]] و[[معاذ بن عمرو بن الجموح|معاذاً بن عمرو بن الجموح]].<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب من شهد بدرًا، رقم: 3988</ref>}}وقيل بل جرحاه<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (ت ٢٧٩ هـ)|مسار= https://shamela.ws/book/9773/370|عنوان=كتاب أنساب الأشراف - ط الفكر|ناشر=دار الفكر - بيروت|صفحة=358|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221014203050/https://shamela.ws/book/9773/370|تاريخ أرشيف=2022-10-14}}</ref> حتى وقع على الأرض فأتاه [[عبد الله بن مسعود]] حين أرسله النبي ليلتمس [[أبو جهل|أبا جهل]] في الجرحى فوجده حيا به رمق فقتله بسيفه وقطع رأسه وقدم به الى النبي ويروي في ذلك عد روايات عن [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]] فقال {{اقتباس خاص| مَرَرْتُ فإذا أبو جَهلٍ صَريعٌ قد ضُرِبَت رِجْلُه، فقُلتُ: يا عَدُوَّ اللهِ، يا أبا جَهلٍ، قد أخزى اللهُ الأَخِرَ، قال: ولا أهابُه عند ذلك، فقال: أبعَدُ مِن رَجُلٍ قَتَله قَومُه! فضَرَبْتُه بسَيفٍ غَيرِ طائِلٍ، فلم يُغْنِ شَيئًا حتى سَقَط سَيفُه مِن يَدِه فضَرْبَتُه به حتَّى بَرَد}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني (٢٠٢ - ٢٧٥ هـ)|مسار= https://shamela.ws/book/117359/2232|عنوان=كتاب سنن أبي داود - ت الأرنؤوط|ناشر=دار الرسالة العالمية|المجلد=4|صفحة=343|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20240328000443/https://shamela.ws/book/117359/2232|تاريخ أرشيف=2024-03-28}}</ref>
ويروى في ذلك عن [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]] أيضا فقال {{اقتباس خاص|وجدت أبا جهل، لعنه الله، في قتلى بدر وبه رمق فحززت رأسه، فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا والذي لا إله إلا هو رأس أبي جهل، فقال: «هذا والذي لا إله إلا هو رأس أبي جهل؟» ، قال وكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نعم، فوضعته بين يديه فحمد الله}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله العتكي المعروف بالبزار (ت ٢٩٢ هـ)|مسار= https://shamela.ws/book/12981/1818|عنوان=كتاب مسند البزار = البحر الزخار|ناشر=مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة|المجلد=4|صفحة=267|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230527140907/https://shamela.ws/book/12981/1818|تاريخ أرشيف=2023-05-27}}</ref>
== بعد المعركة ==
[[ملف:شهداء بدر.jpg|تصغير|جدارية أسماء شهداء غزوة بدر.]]
انتهت معركة بدر بانتصار [[مسلم|المسلمين]] على [[قريش]]، وكان قتلى [[قريش]] سبعين رجلاً، وأُسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة [[قريش]] وزعمائهم، وقُتل من [[مسلم|المسلمين]] أربعة عشر رجلاً.
منهم ستة من
[[المهاجرون|المهاجرين
]] هم:
# [[عبيدة بن الحارث]] المطلبي القرشي.
# [[عمير بن أبي وقاص]] الزهري القرشي.
# [[صفوان بن بيضاء|صفوان بن وهب]] الفهري القرشي.
# [[عاقل بن البكير]] الليثي الكناني.
# [[ذو الشمالين بن عبد عمرو]] الخزاعي.
# [[مهجع بن صالح]] العكي.
وثمانية من [[الأنصار]] هم:
# [[سعد بن خيثمة]] الأوسي.
# [[مبشر بن عبد المنذر]] العمري الأوسي.
# [[يزيد بن الحارث]] الخزرجي.
# [[عمير بن الحمام]] السَلَمي الخزرجي.
# [[رافع بن المعلى]] الزرقي الخزرجي.
# [[حارثة بن سراقة|حارث بن سراقة]] النجاري الخزرجي.
# [[معوذ بن الحارث]] النجاري الخزرجي.
# [[عوف بن الحارث]] النجاري الخزرجي.
ولما تم النصر وانهزم جيش [[قريش]] أرسل الرسول محمد [[عبد الله بن رواحة]] و[[زيد بن حارثة]] ليبشرا [[مسلم|المسلمين]] في [[المدينة المنورة|المدينة]] بانتصار [[مسلم|المسلمين]] وهزيمة [[قريش]].<ref>المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، عبد الكريم زيدان، ج2 ص133</ref>
ومكث الرسول محمد في [[بئر بدر|بدرٍ]] ثلاثة أيام بعد المعركة، فقد روي عن أنس أنه قال: {{اقتباس مضمن|إنه {{صلى الله عليه وسلم}} كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليال}}.<ref>صحيح السيرة النبوية، ص250</ref> ودُفن من قُتل من [[مسلم|المسلمين]] في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يُدفن أحد منهم خارج [[بئر بدر|بدر]]،<ref>موسوعة نضرة النعيم، ج1 ص291</ref> ووقف الرسول محمد على القتلى من [[قريش]] فقال: {{اقتباس مضمن|بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس}}،<ref>[[زاد المعاد في هدي خير العباد]]، [[ابن قيم الجوزية]]، ج3 ص187</ref> ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطُرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال: {{اقتباس مضمن|يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا}}، فقال [[عمر بن الخطاب]]: «يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟»، فقال: {{اقتباس مضمن|والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم}}.<ref>[[صحيح البخاري]]، [[محمد بن إسماعيل البخاري]]، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل رقم: 3976</ref><ref>[[صحيح مسلم]]، [[مسلم بن الحجاج]]، رقم: 2873، 2874</ref>
=== أسرى قريش ===
[[ملف:غزوه بدر.ar.png|تصغير|يمين|خريطة تُظهر موقعَ مُخيميّ [[مسلم|المسلمين]] و[[شرك بالله|المشركين]] وقبورَ كل من قتلى الفريقين]]
[[ملف:Ali Beheading Nadr ibn al-Harith in the Presence of the Prophet Muhammad. Miniature from volume 4 of a copy of Mustafa al-Darir’s Siyar-i-Nabi. Istanbul; c. 1594 The David Col..jpg|تصغير|يسار|رسم [[تركيا|تركي]] [[الدولة العثمانية|عثماني]] يَظهر فيه [[النضر بن الحارث|النضرُ بن الحارث]] بعد أن قتله المسلمون]]
لما انتصر [[مسلم|المسلمون]] يوم بدر ووقع في أيديهم سبعون أسيراً، قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟}}، فقال [[أبو بكر الصديق]]: «يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم واستأْنِ بهم لعل الله أن يتوب عليهم»، وقال [[عمر بن الخطاب|عمر]]: «يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم»، وقال [[عبد الله بن رواحة]]: «يا رسول الله، انظر واديًا كثير الحطب، فأدخلهم فيه ثم اضرم عليهم نارًا»، فقال [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]: «قطعت رحمك»، فدخل الرسول محمد ولم يَرُدَّ عليهم شيئاً، فقال ناس: «يأخذ بقول [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عمر بن الخطاب|عمر]]»، وقال ناس: «يأخذ بقول [[عبد الله بن رواحة]]»، فخرج عليهم الرسول محمد فقال: {{اقتباس مضمن|إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا [[أبو بكر الصديق|أبا بكر]] كمثل [[إبراهيم]] عليه السلام قال: «فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» ومثلك يا [[أبو بكر الصديق|أبا بكر]] كمثل [[عيسى بن مريم|عيسى]] قال: {{قرآن|المائدة|118|لا تخريج=1}}،<ref>سورة المائدة، الآية: 118</ref> وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[نوح]] إذ قال: {{قرآن|نوح|26|لا تخريج=1}}<ref>سورة نوح، الآية: 26</ref>، وإن مثلك يا [[عمر بن الخطاب|عمر]] كمثل [[موسى]] قال: {{قرآن|يونس|88|لا تخريج=1}}<ref>سورة يونس، الآية: 88</ref>}}، ثم قال: {{اقتباس مضمن|أنتم عالة، فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق}}، قال [[عبد الله بن مسعود]]: «يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام»، فسكت الرسول محمد، يقول [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]]: «فما رأيتُني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم»، حتى قال الرسول محمد: {{اقتباس مضمن|إلا سهيل بن بيضاء}}، فنزلت الآية: {{قرآن|الأنفال|67|لا تخريج=1}}.<ref>سورة الأنفال، الآية: 67</ref><ref>[[مسند أحمد]]، ج1 ص373</ref><ref>[[تفسير ابن كثير]]، [[ابن كثير الدمشقي|إسماعيل بن عمر بن كثير]]، ج2 ص325</ref>
لقد كانت معاملة الرسول محمد للأسرى بأساليب متعددة، فهناك من قتله، وبعضهم قبل فيهم الفداء، والبعض الآخر منَّ عليهم، وآخرون اشترط عليهم تعليم عشرة من أبناء [[مسلم|المسلمين]] مقابل المنِّ عليهم.<ref name="علي الصلابي" /> وكان الذين قتلهم [[مسلم|المسلمون]] من الأسرى في بدر: [[عقبة بن أبي معيط]] و[[النضر بن الحارث]]، ويرى [[مسلم|المسلمون]] أن قتلهم ضرورة تقتضيها المصلحة العامة لدعوة [[الإسلام]] الفتية،<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، ص162</ref> فقد كانا من أكبر دعاة الحرب ضد [[الإسلام]]، فبقاؤهما يعد مصدر خطر كبير على [[الإسلام]]،<ref name="علي الصلابي" /> فقد كان [[النضر بن الحارث]] يؤذي الرسول محمداً وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك [[فرس (قوم)|الفرس]] وأحاديث [[رستم]] و[[إسفنديار]]، فكان إذا جلس الرسول محمد مجلسًا فذكَّر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب قبْلَهم من الأمم من نقمة [[الله (إسلام)|الله]]، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: «أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثًا منه، فهلم إليَّ فأنا أحدثكم أحسن من حديثه»، ثم يحدثهم عن ملوك [[بلاد فارس|فارس]] و[[رستم]] و[[إسفنديار]]، ثم يقول: «بماذا محمد أحسن حديثًا مني؟».<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج1 ص439-440</ref> فلما أسره [[مسلم|المسلمون]] أمر الرسول محمد بقتله، فقتله [[علي بن أبي طالب]].<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، ج2 ص255</ref>
[[ملف:Umar Farrukh's Prisoner teaching Muslim Children.png|تصغير|أحد أسرى قُريش وهو يُعلِّم أولاد المُسلمين لقاء حُريَّته.]]
ولما رجع الرسول محمد إلى [[المدينة المنورة]] فرَّق الأسرى بين أصحابه، وقال لهم: {{اقتباس مضمن|استوصوا بهم خيرًا}}،<ref>[[البداية والنهاية]]، [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، ج3 ص306</ref> وقد روي عن [[أبي عزيز بن عمير]] أخي [[مصعب بن عمير]] أنه قال: {{اقتباس مضمن|كنت في الأسرى يوم بدر، فقال رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}: {{اقتباس مضمن|استوصوا بالأسارى خيرًا}}، وكنت في نفر من [[الأنصار]]، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا [[تمر|التمر]]، وأطعموني البُرَّ لوصية رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}}}}.<ref>مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي نور الدين، ج6 ص86، وقال: رواه [[الطبراني]] في الصغير والكبير وإسناده حسن</ref>
وقال [[أبو العاص بن الربيع]]: «كنت في رهط من [[الأنصار]] جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا [[تمر|التمر]]، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم، حتى إن الرجل لتقع في يده كسرة فيدفعها إليَّ»، وكان [[الوليد بن الوليد بن المغيرة]] يقول مثل ذلك ويزيد: «وكانوا يحملوننا ويمشون».<ref>المغازي، [[الواقدي]]، ج1 ص119</ref>
وبعثت [[قريش]] إلى الرسول محمد في فداء أسراهم، ففدى كلُّ قوم أسيرَهم بما رضوا،<ref name="علي الصلابي" /> وكان ناس من الأسرى يوم بدر ليس لهم فداء، فجعل الرسول فداءهم أن يعلِّموا أولاد [[الأنصار]] الكتابة،<ref>صحيح السيرة النبوية، ص261، رواه [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]]</ref> وبذلك شرع الأسرى يعلِّمون غلمان [[المدينة المنورة|المدينة]] القراءة والكتابة، وكل من يعلِّم عشرة من الغلمان يفدي نفسه.<ref>التربية القيادية، ج3 ص74</ref> وكان [[أبو وداعة السهمي|أَبُو وَدَاعَةَ]] أول من افْتُدِىَ من الأسرى<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار= https://ketabonline.com/ar/books/62990/read?part=6&page=2297&index=6226596|عنوان=الطبقات الكبرى - ط الخانجي {{!}} مجلد 6 {{!}} صفحة 105 {{!}} ومن بنى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب {{!}} التراجم والطبق|لغة=ar|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231202213015/https://ketabonline.com/ar/books/62990/read?part=6&page=2297&index=6226596|تاريخ أرشيف=2023-12-02}}</ref>
=== نتائج المعركة ===
كان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة
أما نتائج الغزوة بالنسبة
[[قريش|لقريش
]] فكانت خسارة فادحة، فقد قُتل فيها
[[أبو جهل|أبو جهل عمرو بن هشام
]]
== موقع بدر ==
[[ملف:Battle of Badr 1.jpg|تصغير|موقع غزوة بدر في الوقت الحالي]]
{{مفصلة|بئر بدر}}
تقع بدر جنوب غرب [[المدينة المنورة]]، والمسافة بينها وبين [[المدينة المنورة|المدينة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها الرسول حوالي 257,5 كيلومتراً (160 ميلاً)، كما أنها تقع شمالي [[مكة]]، والمسافة بينها وبين [[مكة]] بطرق القوافل القديمة التي سلكها جيش [[قريش]] حوالي 402,3 كيلومتراً (250 ميلاً).
أما المسافة اليوم بين [[مكة]] وبدر بطرق السيارات فهي 343 كيلومتراً، والمسافة بين [[المدينة المنورة|المدينة]] وبدر بهذا الطريق هي 153 كيلومتراً، وأما المسافة بين بدر وساحل [[البحر الأحمر]] الواقع غربيها فهي حوالي ثلاثين كيلومتراً.<ref>غزوة بدر الكبرى، محمد أحمد باشميل، طبعة دار الفكر، ص17</ref>
== غزوة بدر في الأدب والثقافة ==
يَعُدّ
[[مسلم|المسلمون
]] غزوةَ بدرٍ مصدرَ فخرٍ لهم ولتاريخهم، ولذلك فقد تعددت القصائد التي تتناول هذه الغزوة قديماً وحديثاً، ومن أشهر هذه القصائد قصيدة الصحابي [[حسان بن ثابت]] التي يقول فيها:<ref>أحكام القرآن،
[[أبو بكر بن العربي|القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري
{{أبيات|
'''عَرَفْت دِيَارَ زَيْنَبَ بِالْكَثِيبِ'''\\'''كَخَطِّ الْوَحْيِ فِي الْوَرَقِ الْقَشِيبِ'''
'''تَدَاوَلَهَا الرِّيَاحُ وَكُلُّ جَوْنٍ'''\\'''مِنْ الْوَسْمِيِّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ'''
'''فَأَمْسَى رَبْعُهَا خَلِقًا وَأَمْسَتْ'''\\'''يَبَابًا بَعْدَ سَاكِنِهَا الْحَبِيبِ'''
'''فَدَعْ عَنْك التَّذَكُّرَ كُلَّ يَوْمٍ'''\\'''وَرَوِّ حَرَارَةَ الصَّدْرِ الْكَئِيبِ'''
'''وَخَبِّرْ بِاَلَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ'''\\'''بِصِدْقٍ غَيْرَ أَخْبَارِ الْكَذُوبِ'''
'''بِمَا صَنَعَ الْمَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ'''\\'''لَنَا فِي [[شرك بالله|الْمُشْرِكِينَ]] مِنْ النَّصِيبِ'''
'''غَدَاةَ كَأَنَّ جَمْعَهُمْ حِرَاءٌ'''\\'''بَدَتْ أَرْكَانُهُ جُنْحَ الْغُرُوبِ'''
'''فَلَاقَيْنَاهُمْ مِنَّا بِجَمْعٍ'''\\'''كَأُسْدِ الْغَابِ مُرْدَانٍ وَشِيبِ'''
'''أَمَامَ [[محمد|مُحَمَّدٍ]] قَدْ وَازَرُوهُ'''\\'''عَلَى الْأَعْدَاءِ فِي لَفْحِ الْحُرُوبِ'''
'''بِأَيْدِيهِمْ صَوَارِمُ مُرْهَفَاتٌ'''\\'''وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الْكُعُوبِ'''
'''[[الأوس (قبيلة)|بَنُو الْأَوْسِ]] الْغَطَارِفُ وَازَرَتْهَا'''\\'''بَنُو النَّجَّارِ فِي الدِّينِ الصَّلِيبِ'''
'''فَغَادَرْنَا [[أبو جهل|أَبَا جَهْلٍ]] صَرِيعًا'''\\'''وَ[[عتبة بن ربيعة|عُتْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا بِالْجَبُوبِ'''
'''وَ[[شيبة بن ربيعة|شَيْبَةَ]] قَدْ تَرَكْنَا فِي رِجَالٍ'''\\'''ذَوِي حَسَبٍ إذَا نُسِبُوا حَسِيبِ'''
'''يُنَادِيهِمْ [[محمد|رَسُولُ اللَّهِ]] لَمَّا'''\\'''قَذَفْنَاهُمْ كَبَاكِبَ فِي الْقَلِيبِ'''
'''أَلَمْ تَجِدُوا كَلَامِي كَانَ حَقًّا'''\\'''وَأَمْرُ [[الله (إسلام)|اللَّهِ]] يَأْخُذُ بِالْقُلُوبِ'''
'''فَمَا نَطَقُوا، وَلَوْ نَطَقُوا لَقَالُوا'''\\'''صَدَقْت، وَكُنْت ذَا رَأْيٍ مُصِيبِ'''}}
وكان أيضاً مما قيل من الشعر في يوم بدر، وترادَّ به [[مسلم|المسلمون]] بينهم لِما كان فيه، قول الصحابي [[حمزة بن عبد المطلب]]:<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|السيرة النبوية]]، [[ابن هشام (توضيح)|ابن هشام]]، تحقيق: مصطفى السقا و[[إبراهيم الأبياري]] وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الثانية، 1375هـ-1955م، ج2 ص8-9</ref>
{{أبيات|
== غزوة بدر في السينما والتليفزيون ==
== المصادر ==
{{مراجع}}
== وصلات خارجية ==
{{تصنيف كومنز|Battle of Badr}}
* [http://islamstory.com/غزوة-بدر-الكبرى-يوم-الفرقان غزوة بدر الكبرى.. يوم الفرقان - موقع قصة الإسلام.]
* [http://www.4muhammed.com/serah/84-غزوة-بدر-الكبرى-أول-معركة-من-معارك-الإسلام-الفاصلة- غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة - موقع الرحيق المختوم.]
* [http://www.saaid.net/mohamed/276.htm غزوة بدر الكبرى.. وعلاقة القائد بجنده - موقع صيد الفوائد.]
{| border="2" align="center" width="60%"
|-
|width="30%" align="center"|'''قبلها:'''<br />'''[[
غزوة سفوان|غزوة بدر الأولى]]'''
|width="40%" align="center"|[[
غزوات الرسول محمد|غزوات الرسول]]<br />
|width="30%" align="center"|'''بعدها:'''<br />'''[[غزوة بني سليم]]'''
|}
{{غزوات الرسول}}
{{مواضيع الإسلام}}
{{شريط سفلي محمد}}
{{شخصيات وأسماء مذكورة في القرآن}}
{{شهر رمضان}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الإسلام|التاريخ الإسلامي|الحرب|محمد}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=9870590|تاريخ=28 نوفمبر 2012}}
[[تصنيف:
[[تصنيف:2 هـ]]
[[تصنيف:624]]
[[تصنيف:تاريخ قريش]]
[[تصنيف:غزوات الرسول محمد]]
[[تصنيف:محمد في المدينة]]
[[تصنيف:معارك أبو عبيدة بن الجراح]]
|