spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

كريستيان مالانغا.. حين يدفن حلم “زائير” على أعتاب قصر الأمة

استيقظ الكونغوليون فجر اليوم الأحد على محاولة انقلابية فاشلة ضد نظام الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، المنتخب نهاية عام 2023 لولاية رئاسية ثانية، وسط رفض المعارضة الاعتراف بالنتائج.
وأعلن الجنرال سيلفان إيكينجي المتحدث باسم القوات المسلحة الكونغولية في بيان مقتضب بثه التلفزيون الرسمي أن المحاولة الانقلابية “أحبطت في مهدها”.
وأوضح المسؤول العسكري أن المحاولة الانقلابية شارك فيها كونغوليون وأجانب، وقد تم اعتقالهم، فيما قتل من ينظر إليه على نطاق واسع كقائد لهذه المحاولة، وهو كريستيان مالانغا.
وجاءت محاولة الانقلاب، عقب هجوم استهدف مقر إقامة فيتال كاميرهي – المقرب من الرئيس والمرشح لرئاسة البرلمان – في حي “غومبي” الواقع على مقربة من “قصر الأمة” حيث مقر الرئيس فيليكس تشيسيكيدي.
وقد ظهر كريستيان مالانغا في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي – وتحدثت وسائل إعلام عن أنه أجرى بثا مباشرا على فيسبوك – وهو يتكلم بالفرنسية والإنجليزية، إضافة إلى لغة “لينغالا” التي يُتحدث بها على نطاق واسع في الكونغو الديمقراطية، ولها حضور نسبي في بعض دول شرق ووسط إفريقيا.
ومن ضمن المقاطع المتداولة كذلك، مقطع يظهر مالانغا ورفاقه في قصر الأمة، حيث أنزلوا العلم الكونغولي، وأحلوا مكانه علم “زائير”، وهي الإسم السابق للبلاد في عهد موبوتو سيسي سيكو، الذي أطيح به عام 1997.
وردد مالانغا في مقطع مصور، حيث ظهر خلفه عدد من الأشخاص يرتدون زيا عسكريا، شعارات بينها “الوقت قد حان” و”تحيا زائير، ويحيا أبناء موبوتو”، كما قال أيضا: لقد “سقط فيليكس، وانتصرنا”.
وقد تم تداول صورة لمالانغا وهو ميت، حيث قتل في مواجهة مع القوات المسلحة الكونغولية، فيما ألقي القبض على آخرين، وبينهم نجله.
ويعتبر كريستيان مالانغا الإسمُ الأكثر تداولا حاليا في الكونغو الديمقراطية، من مواليد 2 من يناير عام 1983، وهو رجل سياسة وأعمال وعسكري سابق.
أسس كريستيان حزب الاتحاد الكونغولي الموحد عام 2013، بعدما ترشح للانتخابات البرلمانية سنة 2011، وقد اشتهر برفعه شعار العودة إلى اسم وعلم “زائير” بل إنه سبق أن شكل عام 2017 حكومة بالمنفى في بروكسيل باسم حكومة “زائير”.
وبحسب السيرة المنشورة على مواقع محلية كونغولية لكريستيان مالانغا، فإنه أمضى فترة كلاجئ سياسي في مملكة سوازيلاند سابقا، المعروفة حاليا بمملكة إسواتيني عام 1993، قبل أن يتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1998.
وهناك أسس مالانغا شركات ومنظمات غير ربحية، تهتم إحداها بالأطفال الأيتام في الكونغو الديمقراطية، وابتداء من سنة 2006 عاد كريستيان إلى بلاده لأداء الخدمة العسكرية، وقد حصل على رتبة نقيب في الجيش، وشغل مناصب مختلفة بينها ضابط لواء، وقائد سرية تدريب.
وبعد انتهاء خدمته العسكرية، أسس مالانغا شركته الخاصة، “مالانغا كونغو”، والتي تعمل في مجال الأشغال العامة والصفقات، وقد قاده مجال المال والأعمال إلى ولوج عالم السياسة، لكن مساره لم يكن سالكا، فخلال ترشحه مستقلا للانتخابات النيابية عام 2011، ألقت عليه قوات الأمن الحكومية القبض، وظل معتقلا لعدة أسابيع، وبعد إطلاق سراحه، رفض مالانغا عرضا حكوميا ليصبح رئيسا وطنيا للشباب، وبدلا من ذلك اختار إنشاء حزبه السياسي الخاص.
ثم عاد كريستيان مجددا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخاض حملة في أوساط الجالية الكونغولية ببلدان مختلفة، وكانت له خرجات عديدة مناهضة للرئيس فيليكس ونظامه، وقبل ذلك ناهض جوزيف كابيلا.
الآن وقد قتل كريستيان مالانغا على مقربة من مقر إقامة فيليكس، واعتقل ابنه وبعض رفاقه، فإن من الوارد التساؤل حول ما إذا كان هذا سيشكل نهاية حلم العودة إلى “زائير”؟ وكيف سيتعامل فيليكس مع الأزمات المتعددة في البلاد، والتي ليس أقلها الفشل في تشكيل حكومة منذ نحو 5 أشهر على الانتخابات الرئاسية؟

spot_img