عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها من الأمور المهمّة التي ينبغي على كلّ مسلم أن يتعلّمها؛ لا سيّما قبيل شهر رمضان المبارك الذي تعظم فيه الأجور وتكثر الحسنات، وفي هذا المقال سيسلّط موقع مقالاتي الضوء على بيان ما هي صلاة التراويح وكيف نصليها، فضلًا عن توضيح كيفية صلاة التراويح بالتفصيل لمن يقرأ من حفظه أو يقرأ من القرآن الكريم، وأخيرًا سيتم بيان فضل صلاة التراويح.

ما هي صلاة التراويح

التراويح في اللغة جمع كلمة ترويحة، وهي الراحة، وصلاة التراويح في المعنى الشرعي قيام الليل في رمضان، والمعنى اللغوي هو الأصل في تسميتها بالتراويح، حيث كان المسلمون يطيلون في صلاة التراويح من القراءة، ويستريحون بين كلّ أربع ركعات منها يقرأون فيها القرآن الكريم، ثمّ يستأنفون الصلاة، وهكذا إلى أن ينهوها كاملةً.[1]

عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

عدد ركعات صلاة التراويح من الأمور التي فيها خلاف، لكن ما عليه جمهور العلماء من المذاهب الأربعة؛ الحنفيّة والمالكية والشافعية والحنابلة أنّ التراويح عشرون ركعة غير الوتر يسلّم بعد كل ركعتين منها ويؤديها كما يؤدي الصلاة عادةً، وقد كانت تؤدى على زمن عمر بن الخطاب أيضًا عشرون ركعة، فمن أداها أتى بالسنّة، ومن قام ببعضها قام ببعض السنّة، ولها الأجر على ما صلّى، ولا يجوز أن ينهى غيره عن إتمام العشرين كاملة.[2]

وفي قول للإمام مالك إنّ صلاة التراويح ست وثلاثون ركعة، لكن رأى بعض العلماء أنّ صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة؛ ثمانية منها للتراويح وثلاثة للوتر، أو ثلاث عشرة ركعة؛ عشرة منها للتراويح وثلاثة للوتر، وذلك بناءً على أحاديث ورد فيها فعل الرسول -صلى الله عليه وسلّم- لها بهذا القدر، والأمر في ذلك فيه سعة ولا يُنكَر على أحد، فمن أراد صلّى العشرين كاملةً، ومن أراد صلى أقل من ذلك.[3]

شاهد أيضًا: من اول من جمع الناس لصلاة التراويح

كيفية صلاة التراويح والشفع والوتر

تؤدى صلاة التراويح ركعتين ركعتين مهما كان عدد الركعات الذي يرد المسلم أن يصليه، بحيث يتوجّب عليه أن يسلّم بعد كلّ ركعتين فيكون في العشرين ركعة عشرة سلامات، وفي الثماني ركعات أربعة، وفي العشر ركعات خمسة.[4] ويبدأ المسلم صلاته بعد أن يتطهّر ويستر العورة التي يجب سترها في الصلاة ويستقبل القبلة وينوي فعل الصلاة، ثمّ يكبّر تكبيرة الإحرام، ويشرع بدعاء الاستفتاح والفاتحة ويقرأ ما تيسّر له من القرآن الكريم.[5]

بعد إنهاء القراءة يركع المسلم ويسجد سجدتين كالمعتاد، ثمّ ينهض لأداء الركعة الثانية بنفس الطريقة، وأخيرًا يجلس للتشهّد والصلاة الإبراهيمية ويسلّم عن يمينه وعن يساره،[5] وبعد أن ينهي جميع ركعات القيام يصلي ثلاث ركعات للوتر يقرأ في الأولى الأعلى وفي الثانية الكافرون ثمّ يسلّم، ويصلي الأخيرة ويقرأ فيها الإخلاص ويقنت قبل الركوع أو بعده ويسلّم في آخرها، ويسمي البعض الركعتين الأوليين الشفع والركعة الأخيرة الوتر.[6]

وتكون قراءة المنفرد في صلاة الجماعة متوسّطة في الجهر، أمّا الإمام فيجهر في صلاته والمأموم يسرّ بها، ولا يجوز للمنفرد أو الإمام أن يتعجّل في صلاته بل يجب أن يحصل الخشوع والطمأنينة، وفي الوقت ذاته يتوجّب على الإمام مراعاة همم المصلين فيقرأ ويطيل قدر ما يطيقون.[7]

القراءة في صلاة التراويح

يقرأ المسلم من القرآن في صلاة التراويح ما تيسّر له، والأفضل أن يطيل القراءة لأن ذلك ما كان عليه فعل السول الكريم -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام، ويفضّل أن يختم القرآن الكريم إن قدر على ذلك، فقد كان جبريل -عليه السلام- يدارس النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- القرآن كاملًا في رمضان، لكن إن لم يقدر يقرأ من القرآن قدر ما يستطيع.[8]

شاهد أيضًا: أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان

كيفية القراءة من المصحف في صلاة التراويح

يجوز في صلاة التراويح القراءة من المصحف، على أن يراعي المسلم أن لا يكثر من الحركات وأن يحصل له الخشوع في الصلاة، ويكون بأن يحمله في يده أثناء القيام وإذا أراد الركوع والسجود وضعه على كرسي مرتفع أو حاملة بجانبه، أو يضعه في جيبه، وعندما ينهض يمسكه ويكمل صلاته.[9]

ولا يجوز له وضعه على الفراش بحيث يهوي لوضعه ثمّ ينهض لأنّ ذلك من الحركة الكثيرة التي تبطل الصلاة. ويقلّب المصلي الصفحات مراعيًا أن تكون حركته يسيرة، كما يجوز للمصلي أن يضعه على حاملة أمامه ويقرأ منها. والأولى للمأموم أن لا يحمل المصحف في التراويح لمتابعة الإمام؛ لأنّ ذلك قد يفوّت عليه الخشوع والنظر لموضع السجود فضلًا عن التحرّك أثناء الصلاة.[9]

شاهد أيضًا: متى تبدا صلاة التراويح ومتى تنتهي

فضل صلاة التراويح

صلاة التراويح من السنن المؤكّدة المخصوصة بشهر رمضان الكريم ولا تؤدى في غيرها، وقد ورد في العديد من الأحاديث النبويّة المطهّرة ما يدل على فضلها، وهي كما يأتي:[10]

• سبب لأن يغفر ما تقدّم من ذنب المسلم؛ فقد ورد عن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غير أنْ يأمرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقولُ: مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه).[11]
• تحصيل أجر قيام ليلة كاملة إن بقي مع الإمام حتى ينصرف؛ فقد ورد عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: (قلت: يا رسول اللهِ، لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه اللَّيلةِ)؟ فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ).[12]
• إذا مات فاعلَها وهو يداوم عليها كان مِن الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ؛ فعن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ، قال: (جاءَ رجلٌ من قُضاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنِّي شهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمسَ، وصُمتُ رَمضانَ وقُمتُه، وآتيتُ الزكاةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن ماتَ على هذا كانَ من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ).[13]

وفي نهاية هذا المقال، نكون قد بيّنا عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها بالتفصيل، مع ذكر ما ينبغي على المسلم مراعاته عندما يقرأ من المصحف خلال الصلاة حتى لا يقوم بحركة مبطلة.