هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان

جدول المحتويات

هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان حيث تتهافت البركات ويعظم الأجر فيه من الله تبارك وتعالى، ويسعى المسلم فيه للوصول إلى درجات عظيمة عند ربه، لذلك إنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لهذا الفعل والتعريف بزكاة الفطر وحكمها ومقدارها وما وقت إخراجها وغير ذلك من الأحكام التي لا يسع المسلم جهلها مع بداية شهر رمضان المبارك.

زكاة الفطر

الزكاة تطهير للنفس والمال، وللزكاة أنواع كثيرة في الإسلام، ومنها زكاة الفطر، وهي زكاة واجبة على كل مسلم، ويتزامن دفعها مع نهاية شهر الصوم، ولزكاة الفطر غرض روحاني، فهي نوع من أنواع العبادة، لمساعدة فقراء المسلمين وتحقيق التكاتف والتعاضد بينهم، في هذا الشهر الذي يحرم الإنسان نفسه فيه من الطعام والشراب والشهوات، ويبتعد عن زلات اللسان، وتهدف زكاة الفطر، إلى تطهير الصائم مما قد يكون وقع فيه أثناء صيامه من رفث أو لغو، وهي تمنح فقراء المسلمين الفرحة والتوسعة، وتوفر لهم ما يحتاجونه، ويقوم بها المسلم كفريضة واجبة لتحقيق رضا الله عز وجل.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان

اختلف علماء الدين في وقت إخراج زكاة الفطر، فأقر المالكية والحنابلة، إخراجها قبل العيد بيومين، وذلك أسوة بعمر بن الخطاب الذي كان يخرجها في هذا الوقت، وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله، أما بالنسبة للحنفية والشافعية، فقد خالفوا ذلك الرأي وأجازوها من أول شهر رمضان، واعتمدوا في هذه الفتوى على أن سبب الصدقة هو الصوم والفطر عنه، فإذا وجد أحد السببين جاز تعجيلها.

وقد أجاز دفعها بعض من الأحناف الشافعية من أول الحول، وسندهم في ذلك أنها زكاة، فهي تشبه زكاة المال في جواز تقديمها، أما عن رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فهو أنها سميت بزكاة الفطر لأنها يجب أن تدفع عند الفطر في رمضان، وذلك لا يكون إلا في آخر يوم منه، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا مع غياب شمس آخر يوم من رمضان، وقد سُمح دفعها قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط، ولكن وقتها الحقيقي هو بعد غروب آخر يوم من رمضان، أو في صباح العيد لأن المسلم في هذين الوقتين، يكون قد تيقن من فطره.[1]

شاهد أيضًا: حكم إخراج زكاة الفطر ليلة السابع والعشرين من رمضان

حكم زكاة الفطر

أما عن حكمها فزكاة الفطر هي فرض عين على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين جميعاً، ويجب أن تؤدى قبل خروج المسلمين إلى الصلاة، والعبد يؤديها عنه سيده لأنّه ليس يملك شيئًا من المال فهو لا يقدر على تمليك غيره.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم ٢٨

مقدار زكاة الفطر في رمضان

مقدار زكاة الفطر كما فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي صاع من تمرٍ، أو صاع من شعير، ويجوز أن تؤدى صاعاً من الأقوات كلها، صاع من البر، أو صاع من الشعير، أو صاع من التمر، أو صاع من الحنطة، أو صاع من أي قوت من أقوات البلد، والصاع يعادل أربع حفنات باليدين المعتدلتين، أو أربعة أمداد، والمد حفنة، وقد أُمر بتأديتها قبل خروج الناس إلى الصلاة.[2]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر على الأقارب

يجوز إخراج زكاة الفطر على الأقارب ولكن بشرط أن لا يكونوا أصولا أو فروعاً، كالأب والأم والأجداد والأولاد، لأن هؤلاء تجب النفقة عليهم، ولا تجب عليهم الصدقة سواء كانوا من أبنائهم أو آبائهم وأمهاتهم، ولو كانوا معسرين وآباءهم أو أبناءهم ميسورين، أما باقي الأقارب، مثل الأعمام والأخوال والإخوة، فيجوز إخراج زكاة الفطر لهم، ولا ضير من ذلك، وبالعكس فهي محببة، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الصدقة على الفقير صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان، فهي على ذي الأرحام صدقة وصلة.[3]

شاهد أيضًا: ما المقدار الخارج من زكاة الذهب والفضة

فضائل العشر الأواخر من رمضان

إن شهر رمضان هو شهر التقى والتقرب إلى الله تعالى، بشتى أنواع العبادات، وهو شهر فُضِّل على بقية الشهور، في جميع أيامه ولياليه، وفيه عشرة أيام هي الفضلى فيه، وهي العشر الأواخر، التي تبدأ من ليلة الواحد والعشرين منه، وتنتهي بنهايته، فتعد هذه الليالي ليال العبادة والعمل الصالح والتقرب من الله عز وجل، وما ادخر الله تعالى لعباده في هذه الليالي يستحق الاجتهاد والاعتكاف، ومن فضائلها:

قبول الأعمال ومضاعفة الأجور، فهي ليال يختار الله تعالى فيها، العتقاء من النار والفائزين بالجنة.
تزكية النفوس من أثر الصيام حيث إن القلوب تعكف إلى ربها في تلك الليالي، ويُحدِث الصيام أثراً طيباً في النفس، ويوصلها إلى مراتب الكمال.
تحصيل عظيم الخيرات، والحسنات، والأجور، وذلك اقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يشد المئزر، ويحيي الليل، ويوقظ أهله، ويجتهد بالعبادات، إذا وافق هذه الليالي.
ثبوت سنة الاعتكاف في ليلة القدر، التي يصادف وقوعها في ذلك العشر الأخير، بالقرآن، والسنة، والإجماع، وهي ليلة خير من ألف شهر.
تمييزها من قبل الله عز وجل عن بقية أيام رمضان، بأن فيها ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن العظيم، والتي وصفت بأنها خير من ألف شهر، فكل عبادة فيها يتضاعف أجرها، وكأنها عُبدت في ألف شهر.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا مع ختام مقال هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان وذكرنا كيف يُمكن للمسلم أن يستفيد من ذلك العشر وما هو مقدار زكاة الفطر في الإسلام وغير ذلك من المسائل الشرعية الخاصة بزكاة الفطر.