| إعداد - حمود العنزي |
شهدت فترة الثمانينات ظهور العديد من الممثلات اللواتي سطع نجمهن بذلك الوقت بما ان، نسبة وجود العنصر النسائي قليلة بالخليج عدا دولة الكويت، وجدناهن بالكثير من الأعمال رغم قلة وجود الممثلات لذلك كان الطلب عليهن عاليا والعروض المقدمة لهن كثيرة، بعضهن استأنفن مسيرتهن الفنية وبعضهن قررن الاعتزال وترك الوسط الفني لعدة أسباب، وكل واحدة منهن لها أسبابها أو ظروف اجبرتها ومنهن احتجبن عن قناعة، البعض نسي تلك الوجوه التي شاركت بالعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، والبعض ما زال يتذكرهن... اليوم سنسلط الضوء على بعض تلك الوجوه النسائية ونذكر عنهن نبذة بسيطة عن بداياتهن وأبرز مشاركاتهن وأسباب الاعتزال.
نذكر في البداية الفنانة صاحبة الوجه الطفولي والصوت الحنون رجاء محمد التي برزت امكاناتها التمثيلية والغنائية أيضا، حيث شاركت رجاء محمد بالعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية الخاصة بالطفل... ظهرت في تلك الاعمال مجسدة أدوار البطولة بذلك الوقت، حيث قدمت أوبريت (سندريلا) سنة 1983 وجسدت دورها، شاركها بالاوبريت الفنان محمد المنصور، منى عيسى، ابراهيم الصلال... كما شاركت بمسلسل (احلام صغيرة) وكان دورها هو المحرك للأحداث حول شخصية الفتاة الحالمة المراهقة التي تعشق بجنون رغم ان حبها كان من طرف واحد شاركها بالعمل القديرة حياة الفهد، سعاد عبدالله، خالد العبيد، ابراهيم الحربي، وقدمت ايضا مسلسل (خالتي قماشة، وغدا قالت لي امي) هذا بالاضافة لسهرات تلفزيونية عديدة لم تعد موجودة بالاسواق بسبب اعمال السلب التي تعرضت لها اثناء الغزو. وقدمت اشهر المسرحيات الخاصة بالطفل وهي مسرحية (الزرزور وطرزان، السندباد) بجانب عبدالرحمن العقل، وبصوتها الشجي اعادت اغنية (شيوخ من أرض مكناس) من خلال أحد السهرات التلفزيونية مع عدد من نجوم الفن الكويتي وكذلك اغنية (صغيرة جنت يوم حبيت) بأحد المقابلات التلفزيونية... رجاء لم تستمر طويلا بالفن رغم نجاحها وسطوع نجمها بسبب الارتباط والزواج الذي سرقها من أجوائها الفنية... ومن قريباتها اللاتي سلكن طريق الفن والغناء خصوصا المطربة المعتزلة العنود التي قدمت العديد من الأغاني العاطفية منها (دقت الساعة وسيد القبيلة ويما).
ومن بين الفنانات البارزات أيضا الممثلة العراقية ميعاد عواد التي اشتهرت بأدوار الحزن والشجن وكذلك أدت بعض الادوار الشريرة وليس لاحد ان ينسى دورها المميز في مسلسل (الغرباء) بدور (هند الفارس الملثم) ذلك المسلسل الذي كان بداية التنبيه للشعب الكويتي لقدوم الغزو الغاشم لأراضينا. خاصة ان العمل قدم عام 1986... وهو آخر عمل شاركت به قبل خروجها من الكويت، وشاركت ميعاد في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية منها «الاسوار، مغارة علي بابا، ناس من زجاج»، ومسرحية «دقت الساعة» ومن السهرات التلفزيونية «الوهم، الحرمان، الصفعة، حب ومطب» بجانب الكثير من المشاركات وأكثر ما قدمته كان بمشاركة القديرة حياة الفهد. خرجت ميعاد من الكويت في أواخر الثمانينات منتقلة الى دولة قطر، ثم ارتدت الحجاب واختفت ميعاد عواد عن الأضواء والأنظار ولكنها ظهرت في بداية سنة 2000 بأحد المجلات متمنية العودة لزيارة الكويت لأن لها أهلا وأقرباء ما زالوا في الكويت، ويبدو ان الحنين قد اجتاحها لملاقاة أهلها وقد حدثت ضجة اعلامية في حينها بسبب هجوم احدى المجلات عليها ونشر معلومات وأقاويل عنها دون حق، وكل ما نشر كان عبارة عن افتراءات غير مبررة.
حاولت أم عبدالرحمن الدفاع عن نفسها متسائلة عن سبب الهجوم بعد سنوات طويلة من الاعتزال وترك الكويت خاصة وانها متزوجة ولديها أبناء... ميعاد تعيش حياتها الاسرية بقطر مودعة الاضواء والشهرة مكتفية بمتابعتها عن بعد.
أما الممثلة استقلال أحمد التي تقيم حاليا في دولة البحرين... غادرت الكويت عام 1985 بعد ان تزوجت واستقرت هناك برفقة زوجها، اعتزلت التمثيل واتجهت إلى التقديم الاذاعي في مملكة البحرين، ارتدت الحجاب وكونت لنفسها حياة اجتماعية بعيدا عن التمثيل، زارت الكويت في أواخر التسعينات وتمت استضافتها على شاشة تلفزيون الكويت في برنامج حمل اسمها (عودة استقلال) تحدثت عن مشوارها وحياتها قبل وبعد الاعتزال، قرار اعتزالها اتخذته بقناعة، اشتهرت في السابق بتقديمها لمسرحيات الاطفال وكانت محبوبة لديهم، قدمت الكثير من الاعمال منها مسرحية «ضحية بيت العز، فرسان المناخ، عنتر بن شداد، السندباد» ومن الأعمال التلفزيونية «خالتي قماشة» لعبت دور ابنة «قماشة» التي أدت شخصيتها القديرة حياة الفهد وشكلت «دويتو» مع الفنانة رجاء محمد بالمواقف الكوميدية بالمسلسل وكذلك لها مشاركة في مسلسل «درب الزلق» بجوار نخبة من الفنانين الكويتيين حيث لعبت دور حبيبة «حسين» الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، بالاضافة الى أعمال عديدة نجحت وما زالت تعرض، قدمت استقلال العديد من الأغاني الوطنية بمسرحياتها التي ما زالت عالقة بالاذهان منها «حب الوطن غالي» التي غناها العديد من المطربين بعد ذلك «الأغنية صارت ويف بالهواتف النقالة». منى عيسى كويتية الأصل، شاركت بالكثير من الأعمال وأكثرها للطفل سواء في المسرح أو في التلفزيون، تركت الفن فجأة وبعد اعتزالها انقطعت كل أخبارها بخلاف بعض زميلاتها المعتزلات اللاتي نصادفهن احيانا أو يظهرن بين فترة واخرى... اما منى عيسى فقد اختفت تماما وانقطعت كل اخبارها «اعتزال حقيقي» لعبت منى العديد من الادوار التي تتناسب مع عمرها في ذلك الحين، فكانت تؤدي ادوار الفتاة المراهقة المشاغبة ولكنها تحولت الى نمط آخر من الادوار خصوصا حين شاركت في مسلسل «عايلة بومرزوق» في عام 1993، بجانب القديرة حياة الفهد وأحمد الصالح وهيفاء عادل وجسدت دور زوجة الفنان ابراهيم الصلال التي تسعى لتكون صاحبة «بوتيك» وشاركت قبل هذا العمل مع الفنان سعد الفرج والمصرية بوسي والراحلة عائشة ابراهيم في مسلسل «الماضي وخريف العمر» بدور بسيط كما شاركت بمسلسل «على الدنيا السلام، العائلة، الطماعون، الى الشباب مع التحية»، وآخر مسرحية قدمتها هي «سالي» مع باسمة حمادة وزهرة الخرجي... منى عيسى تفرغت لحياتها الاجتماعية تاركة الأضواء وعالم الشهرة رغم تميزها بذلك الوقت خاصة تمسكها باللهجة الكويتية البحتة.
الفنانة أنوار أحمد (سورية) الأصل كويتية المنشأ درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، اعتزلت الفن بشكل مفاجئ أيضا ولا أحد يعرف اذا كانت داخل الكويت أو خارجها، اختفت مودعة الفن في أواخر عام 1995 وآخر ما قدمته مسلسل «أحلام نيران» كضيفة شرف، تميزت أنوار ببحة صوتها، واتقانها للهجة الكويتية، قدمت بعض الأعمال التي ما زالت تعرض وهناك أعمالها الأخرى اختفت اثناء فترة الغزو الغاشم.
من أعمال أنوار المميزة والتي جسدت بها البطولة «النصيب» مع مريم الصالح، محمد جابر، عبدالله الحبيل، جسدت دور الشابة المتمسكة بالعادات الكويتية القديمة، رغم صغر سنها و«بيتوتية» ملازمة لوالدتها. يأتيها النصيب في الزواج من ابن خالتها ولم يستمر معها بسبب جهلها بالحياة وعدم الاهتمام بنفسها كونها متمسكة بالعادات القديمة، وكذلك شاركت بدور البطولة في مسلسل «العقاب» مع سعد الفرج ومريم الصالح وغانم الصالح ومنى عبدالمجيد، لعبت دور الفتاة المظلومة الفقيرة التي تعاني من ذل وجور زوجة أبيها، وبعد زواجها تستغل كبر زوجها وثروته وينتابها الشعور بالطمع وتغيرت حياتها وأصبحت ظالمة على نفسها وعلى والدة زوجها ان تقع بشر أعمالها، وشاركت أنوار في «على الدنيا السلام، ظلال الماضي»، وأعمال أخرى عديدة، اختفت أنوار الممثلة وبقيت أعمالها الفنية التي شاركت فيها.
سحر حسين، لا يمكن نسيانها وأعمالها ما زالت تعرض ومشاركاتها المسرحية خالدة بين الأجيال الى يومنا هذا، غابت سحر عن الساحة الفنية ولكن أعمالها مستمرة خاصة عندما قدمت اروع المسرحيات مع شقيقتها الفنانة هدى حسين، انتقلت سحر الى دولة قطر اثناء الغزو مكرهة على ذلك واستقرت هناك، قدمت أثناء الغزو بقطر مسرحية تتحدث عن معاناة الشعب الكويتي وقدمت أغنية هناك اسمها «أنا كويتية»، لم تتنكر يوما الى الكويت التي احتضنت ترابها أقرب الناس لها و«والدتها وشقيقتها ابتسام وابنها مقداد»، بدأت سحر حسين مشوارها الفني مبكرا وقد شاهدناها وهي طفلة في المسلسل الناجح «الى أبي وأمي مع التحية» تميزت بالعفوية والجرأة والأداء المقنع، وقفت بجانب نجوم الفن الكويتي أمثال عبدالحسين عبدالرضا والقديرة حياة الفهد والراحل خالد النفيسي ومريم الغضبان والعديد غيرهم، أكثر اعمالها كانت مع شقيقاتها هدى ونجاة وسعاد حسين، شاركت في «العتاوية والى أبي وأمي مع التحية وأحلام البسطاء وشكرا أبي»، والكثير من السهرات التلفزيونية، ومن أعمالها المسرحية «فدولك، ليلى والذيب، العصابة، البنات والساحر، الواوي وبنات الشاوي، سندس، شمس الشموس، قفص الدجاج، عروسة البحر»، زارت سحر الكويت في مطلع سنة 2000 وتمت استضافتها في جريدة «الراي» والتقت بجمهورها، رغم استقرارها في دولة قطر وزواجها هناك الا انها مخلصة لبلدها الاول الكويت هذا ما تردده دوما، عملت كمذيعة لبرنامج أطفال في قطر وهي محجبة يبث كل يوم جمعة قبل فترة، لكنها قررت اعتزال الساحة الفنية بارادتها وتتفرغ لحياتها الاسرية وتربية أبنائها.
ومن الممثلات اللواتي اشتهرن في منتصف الثمانينات ايضا الممثلة كوثر الدخيل، كويتية الأصل، أعمالها لم تكن كثيرة لكنها أدوار بطولة، قررت ترك الفن رغم امكانياتها الفنية، تميزت بشعرها الاسود الكثيف الطويل وبرزت في مسلسل «النصيب» مع مريم الصالح وعبدالله الحبيل وزميلتها المعتزلة أنوار أحمد، حيث جسدت دور الزوجة الثانية لابن عمها. لم تكن كوثر من الفنانات اللاتي يظهرن بوسائل الاعلام، والصحف كثيرا بتلك الفترة، كانت تهتم بالتمثيل أكثر من الضجة الاعلامية وهذا ما جعلها غير معروفة رغم قدراتها الفنية... فقد اختفت بهدوء دون ان يشعر بها الكثيرون.
أما الفنانة البحرينية فرح العلي التي تميزت بأدوار الحزن والبكاء والمظلومة تركت الفن وارتدت الحجاب قبل اعتزالها فقد قدمت آخر عمل لها «البيت الكبير» وهي مرتدية الحجاب وفجأة صرحت لوسائل الاعلام عن قرار اعتزالها، فرح اشتهرت في الكويت ولها الكثير من الأعمال بالبحرين، ودول الخليج... عرفناها بادوار الحزن حتى اطلق عليها «فنانة الحزن» ولقب «ام دمعة»، شاركت في «قاصد خير، آخر العنقود، الناس أجناس، الدردور، خطوات على الجليد، برنامج سلامتك، زحف العقارب»، وأعمال تلفزيونية ومسرحية أخرى، قررت فرح بعد اعتزالها الدخول بعالم التجارة حيث يقال انها اصبحت صاحبة صالون للتجميل. ولو كانت مستمرة في الفن لكان لها شأن كبير في عالم الفن حيث صرحت القديرة حياة الفهد لجريدة «الراي» بأحد اللقاءات بانها تتمنى لو لم تعتزل فرح العلي لكانت طلبتها للمشاركة بأعمالها، وهذا خير دليل على ان فرح تركت التمثيل وهي بقمة نجوميتها ونجاحها.
وكذلك الممثلة سماح (سورية) الأصل كويتية المنشأ... كان قرار اعتزالها مشابه لزميلتها فرح العلي حيث تركت سماح التمثيل فجأة وارتدت الحجاب وهي بقمة نجاحها حيث لعبت بآخر أعمالها ادوار البطولة وشاركت في «خطوات على الجليد، لا يا عمر الزهور، الدردور، أنا حر، بيوت من ثلج»، والكثير من السهرات والمسرحيات الخاصة بالطفل حيث كانت محبوبة لدى الأطفال وكانت مميزة بين ممثلات جيلها.
وهناك ايضا ممثلات قدمن للساحة الفنية الكثير من الاعمال واشتهرن بتلك الفترة لكنهن فضلن حياتهن الشخصية والكف عن التمثيل ولكل منهن اسبابها وظروفها لتوديع الفن بأكمله... ومن الممثلات اللاتي تركن المجال بهدوء «ايمان العبيدي، رشا مصطفى، هالة النجار، نبيلة العلي، صباح الدقاق، هدى أحمد، نوف شداد وآخرهن الممثلة أسماء قبل اربع سنوات بسبب ظروف عائلية اجبرتها على ذلك، وفي العام الماضي اعتزلت رجاء عبدالله وجواهر مودعة المجال الفني دون توضيح الأسباب»، وأصبحن جميعهن مجرد ذكرى ولكن اعمالهن باقية ومتداولة... ولن تنسى.
|