المطلب الثامن عشر: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق
جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة... شهادة الزور وكتمان شهادة الحق)) رواه أحمد (1/407) (3870). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/332): رجاله رجال الصحيح، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (5/333)، والألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (647) وقال: على شرط مسلم. .
وشهادة الزور هي الكذب متعمداً في الشهادة، فكما أن شهادة الزور سبب لإبطال الحق، فكذلك كتمان الشهادة سبب لإبطال الحق.
قال الله تعالى: وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [ البقرة: 283].
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر. ثلاثاً الإشراك بالله، وعقوق الوالدين, وشهادة الزور, أو قول الزور وكان متكئاً فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت)) رواه البخاري (2654)، ومسلم (87). .
وما أكثر شهادة الزور وكتمان شهادة الحق في هذا الزمن، ولعظم خطرها قرنها النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك وعقوق الوالدين، فإن شهادة الزور سبب للظلم والجور وضياع حقوق الناس في الأموال والأعراض، وظهورها دليل على ضعف الإيمان وعدم الخوف من الرحمن.أشراط الساعة ليوسف الوابل-ص: 150