مختصون عرب لـ «الرياض»: نفوذ المملكة العالمي يتوازى ومكانتها الإسلامية

أكد مختصون عرب، بأن تصنيف المملكة كتاسع أقوى دولة في العالم، حسب دراسة أميركية أجرتها مجلة «US News and World Report»، بأنها غير مستغربة على المملكة، فهي منذ عقود -وليس اليوم- تحتل المشهد في تأثيرها السياسي المميز، وحضورها الاقتصادي المتين، ومبادراتها الإنسانية على مستوى العالم، كأول دولة تتفاعل مع دعم جميع الشعوب دون النظر للجنس أو أي خلافات سياسية، دولة تمتلك إمكانيات عالية في التعامل مع الأزمات.

وقال السياسي والباحث الاستراتيجي السوري د. محمد خالد الشاكر لـ «الرياض»: يعود اختيار المملكة كتاسع أقوى دول العالم لما حققته من نفوذ يتوازى ومكانتها كأهم المقدسات الإسلامية، إضافة إلى موقعها المهم كمنتج للنفط، إذ تمتلك ربع الاحتياطي العالمي المعروف للنفط الخام، وتركيزها على فكرة الاعتمادية الدولية المتبادلة بينها وبين الغرب في الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية، ما جعلها قوة لا يمكن الاستغناء عنها في النظام الدولي، والذي وضعها وبسبب هذه المقومات داخل مجموعة العشرين، وهو ما أهلها إلى قيام علاقات سياسية وعسكرية توازى ذلك مع ميزة الدبلوماسية السعودية التي تميزت بالمرونة.

فتح قنوات جديدة للنفوذ

وتابع د. الشاكر: نجحت في السنوات الأخيرة التي لخصتها رؤى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، التي اشتغلت على نقل المملكة من فكرة «القوة» في العلاقات الدولية إلى فكرة النفوذ، وذلك من خلال ترشيد القوة وتحويلها إلى عوامل مؤثرة في السياسة الدولية، وبالتالي استطاعت المملكة أن تنتقل من مصادر القوة التقليدية في الخليج العربي بالاعتماد على النفط، إلى فتح قنوات جديدة للنفوذ تتعلق بتمتين البيت الداخلي، وحوكمة المؤسسات وشفافيتها، ناهيك عن سياسات الانفتاح على المحيط والعالم ثقافياً وسياسياً، وعلى هذا الأساس جاء تصنيف «US News and World Report» فيما يخص أفضل البلدان لعام 2019.

وذكر السياسي والباحث الاستراتيجي السوري، أن المملكة على مستوى العالم في الاقتصاد والنفط تحرص على خدمة العالم أجمع، وأكدت بأن سياستها النفطية لا تربطها علاقات سياسية حرصا على دعم المجتمعات والشعوب بعيدا عن من يرأسها، لذلك يشكل موقع المملكة التي تتربع على المرتبة التاسعة عشرة من بين أكبر اقتصادات العالم، أهمية قصوى بالنسبة لجميع دول العالم، فهي إحدى دول مجموعة العشرين، التي تمثل ثلثي التجارة وعدد السكان في العالم، وأكثر من 90 % من الناتج العالمي، وبالتالي المملكة هي من الدول المعنية داخل مجموعة العشرين التي تضطلع بحل القضايا الدولية وفي مقدمتها المشكلات في الاقتصاد العالمي.

وأضاف: تُعتبر السعودية من القوى المؤثرة سياسيًا واقتصاديًا في العالم، لمكانتها الإسلامية وثروتها الاقتصادية وتحكمها بأسعار النفط وإمداداته العالمية، إضافة بأن الاختيار لأهمية موقع المملكة العالمي، الذي يؤهلها لأن تكون في مقدمة الدول المعنية في محاربة الإرهاب، الذي أصبح التحدي الأهم في العالم، كما يؤهلها لأن تتصدر الإقليم والمنطقة العربية كقوة مركزية تقليدية في مواجهة آلة الدمار والفوضى الذي تروج له إيران، التي أصبحت باعتراف العالم بأنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب، وفي هذه المواجهة أصبحت المملكة في واجهة التحديات التي تحيق بالمنطقة بسبب المشروع التدميري الإيراني، الذي اشتغل على صناعة الدول الفاشلة، ودعم الميليشيات الطائفية، التي أصبحت دولة داخل الدولة، لا تهدد المنطقة العربية وحسب، بل تهدد الاستقرار العالمي، بسبب أدوار هذه الميليشيات في الإبقاء على حالة الفوضى، التي تشكل أرضاً خصبة لكل ما هو عنفي ومتطرف، وبالتالي شكلت الجولة التي قام بها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لباكستان والهند والصين معادلاً موضوعاً للربط بين ما هو سياسي واقتصادي، بما يؤمن تحالفات قادرة على إعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.

تأكيد عالمي واستحقاق معروف

بدوره، أكد الباحث السياسي العراقي باسل الكاظمي، أن هذا التصنيف ليس بجديد على المملكة، والتي تحتل المراكز الأولى منذ تأسيسها في الوقوف مع الشعوب ومساندتهم، وما جاء هذا التصنيف إلا ليؤكد بأن المملكة تستحق ذلك وبكثير، فهي واجهة السياسة العالمية، تمكنت من جمع قادة الدول لتكون تحالفا إسلاميا خلال ساعات وبحضور رئيس أقوى دولة في العالم الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب.

وأضاف أن دور المملكة في العالم دور فعال، فهي من تقف مع جميع شعوب الدول دون تمييز أو عنصرية، وهي صاحبة المواقف المشرفة، مثالاً على ذلك موقف المملكة اليوم مع الشعب العراقي من الجانب الاقتصادي والأمني والاجتماعي، ولا تهتم من يرأسها ونظام الدولة صديق أم عدو، المهم تقدم المساعدات من جميع الجوانب من جانب إنساني وأخوي وليس لأهداف ومصالح، فالمملكة أثبتت حسن النوايا مع جميع دول العالم، ومن هذا المنطلق المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان اليوم هم رمز للسلام والمحبة وحقوق الإنسان.

وأكد الكاظمي على أن جميع المؤشرات والمعطيات تشير أن المملكة أثبتت وبكل جدارة إلى جميع دول العالم وإلى العدو قبل الصديق من خلال الإنجازات، بأنها أول دولة حاربت الإرهاب والطائفية والعنصرية، وتسعى إلى السلام والأمان في العالم، والكثير من الدول تحمل شعار السلام، ولكن هذه الدول هي من تصدر الإرهاب باعتراف جميع الشعوب، فالمملكة هي مصدر السلام والمحبة اليوم الشمس لا يحجبها الغربال.

قائدة للعالمين العربي والإسلامي

وذكر الباحث السياسي العراقي، أن المملكة هي ذات التأثير السياسي العملاق في الشرق الأوسط، تمتلك المهنية والهدوء ولغة الحوار، وتمتلك رجال دولة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، والكثير من الدول حاولت أن تضعف المملكة، لكن دوماً الحق ينتصر والمملكة مع الحق، ومن الجانب الاقتصادي لا يوجد نظير على القدرة الاقتصادية وهي من تملك أكبر احتياطي نفط على مستوى المملكة، وتملك رؤية 2030 الطموحة التي تبني الإنسان وتسعى الدول للاستثمار في المملكة، وهذا لم يكن من فراغ بل المملكة تعمل بكل جدية ومصداقية، وحضور وتأثير في جميع الجوانب، ومن الجانب الأمني والقدرات العسكرية والجهد الاستخباراتي تعتبر من أقوى الدول على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وستكون رائدة أكثر وأكثر قادماً خاصة في ظل سياسة المملكة الحكيمة ورؤية المملكة 2030 لتطوير وزارة الدفاع السعودية، فهي صاحبة الفضل في محاربة الإرهاب وتنظيم «داعش» الإرهابي، وهي الدولة الوحيدة الذي تعطي من دون مقابل، والهدف من هذا توحيد الصفوف والأمن والأمان والسلام في العالم.

وأشار إلى أن جولة ولي العهد مؤخراً لدول آسيا باكستان والهند والصين رسمت اتفاقيات على مستوى كبير وعالٍ، تطمح المملكة من خلاله لمواصلة التطور والنهضة التي تشهدها، فهي القلب النابض للمسلمين باحتضانها قبلة المسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فالمملكة دولة تملك قرارا سياسيا وقائدة للعالم العربي والإسلامي، استطاعت التعامل مع الأزمات بشكل شفاف وبحنكة سياسية، دائماً تسعى للاستقرار العالمي وليس المحلي أو العربي فقط، لذلك لا يستغرب أن المملكة تقتحم دول الشرق الأوسط وتحقق المركز الأول والتاسع على العالم، دولة تملك سياسة مرنة واقتصادا قويا وتواجه الإرهاب وتجفف منابعه ليعيش العالم باستقرار وأمن وأمان.

د. محمد خالد الشاكر
باسل الكاظمي