“السيبراني”: نحمي ونتابع ونراقب أكثر من 90 مؤسسة حكومية

والأخطار التي تواجه الشركات داخل الاقتصاد

هلا أخبار – عقد منتدى الاستراتيجيات الأردني جلسة حوارية بعنوان “تعزيز الأمن السيبراني في عصر التحول الرقمي”، بمشاركة عدد من الخبراء وأصحاب العلاقة بحضور ممثلين عن القطاع العام والخاص والأكاديمي.

وبيَّن رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة إس تي ورئيس لجنة التحول الرقمي في منتدى الاستراتيجيات الأردني أيمن مزاهرة، أن هدف الجلسة هو مناقشة التحديات المتزايدة والمرتبطة بالأمن السيبراني في القطاعات كافة؛ وعلى مختلف المستويات، مشيرا إلى أن الجلسة تمثل فرصة لتبادل المعرفة والخبرات لتعزيز الأمن السيبراني في الأردن، ولتسليط الضوء على الأدوات والتكنولوجيات الحديثة التي تساهم في تعزيز الدفاع عن الأنظمة والبيانات ضد التهديدات السيبرانية المتنوعة.

وأضاف مزاهرة، أن موضوع الأمن السيبراني بات من المواضيع الهامة للشركات كافة، وعلى القطاع الخاص عدم تخطي هذا المفهوم او تأجيله نظرا للتأثير الخطير للهجمات السيبرانية على أعمال الشركات والأثر المترتب عليها.

وعرضت نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الأمن السيبراني ومدير إدارة شبكات وعمليات الأمن السيبراني في شركة آسياسيل للاتصالات في العراق عريب قراعين لأبرز المستجدات حول تطور أدوات الأمن السيبراني والهجمات المرتبطة به على مستوى العالم والإقليم، ومدى خطورة تلك الهجمات على استمرارية عمل الشركات باختلاف طبيعتها.

وأشارت قراعين إلى أن الأمن السيبراني يتخطى مفهوم أداة لحماية أعمال الشركات فقط، بل هو منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية للاتصالات، والشبكات وأنظمة الحماية، وبيئة العمل، والأفراد، والتكنولوجيا، والتشريعات، وغيرها.

وأضافت قراعين، أن الاستثمار في الأمن السيبراني وتحسين البنية التحتية الخاصة به بات ضرورة ملحة في ضوء الهجمات السيبرانية المتعددة التي تتعرض لها الحكومات والأعمال والأفراد، مؤكدةً أن الحوكمة أحد العناصر الرئيسية لدعم الأمن السيبراني في الاقتصاد، والتي تشمل السياسات والأنظمة والقوانين، والتوعية، والتعليمات، والمتابعة والتقييم، إضافة الى وجود فرص كبيرة للذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر المرتبطة بالأمن السيبراني وتعزيز كفاءته.

وبين وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق مروان جمعة الذي أدار الجلسة الحوارية، أن الافتقار الى الوعي والمعرفة حول أهمية الأمن السيبراني وتطبيقه في الشركات يشكل التحدي الأكبر والذي قد يهدد استمرارية عمل الشركات، ما يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية قبل توسع مشاكل الهجمات السيبرانية على الأعمال.

وأشار رئيس المركز الوطني للأمن السيبراني بسام محارمة خلال الجلسة، إلى أن المركز يعمل على حماية ومتابعة ومراقبة أكثر من 90 مؤسسة حكومية، بالإضافة إلى مراقبة الأخطار التي تواجه الشركات داخل الاقتصاد، لافتاً إلى ضرورة تعزيز المهارات الأساسية المتكاملة للأمن السيبراني في التعليم، وبما يمكّن من رفد المؤسسات والشركات بالكفاءات المطلوبة في هذا المجال.

وأضاف المحارمة، أن معظم الهجمات السيبرانية تتأثر بها الجهات التي لا تستثمر بشكل أساسي في حماية معلوماتها وشبكاتها ولا تتوفر لديها خطط وبرامج لإدارة مخاطر الامن السيبراني.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لوحدة الاستجابة لحوادث الأمن السيبراني للقطاع المالي والمصرفي في البنك المركزي الأردني المهندس إبراهيم الشافعي إن البنك المركزي وضع الأطر العامة للأمن السيبراني والتعليمات التي تشكل الحد الأدنى المطلوب الواجب على المؤسسات المالية والمصرفية في المملكة تطبيقها لتعزيز مستويات الأمن السيبراني لدى المؤسسات وحماية البيانات الشخصية للعملاء.

وأوضح أن البنك المركزي يعمل على تقييم مستويات الأمن السيبراني لمؤسسات القطاع من خلال عمليات التقييم الأمني ونشاط التدقيق على تلك المؤسسات لضمان التطبيق الأمثل للضوابط الأمنية.

وأضاف الشافعي، أن الأردن من البلدان المتقدمة على مستوى الإقليم في التحول الرقمي للخدمات المالية، الا أن هنالك عددا من عمليات الاحتيال المالي التي يتعرض لها مستخدمو تلك الخدمات، ويعمل البنك المركزي بشكل مستمر بالتعاون مع مؤسسات القطاع لنشر الوعي بتلك المحاولات من أجل تجنب التعامل أو اعطاء المعلومات لأي جهة غير موثوقة.

وأوضح مؤسس ومدير شركة روتوما للاستشارات مجدي العرموطي، أنه يجب على الشركات الوطنية ان تركز بشكل أكبر على اتباع سياسة صارمة في أمن المعلومات الداخلي، وضمان سرية المعلومات والبيانات عند الموظفين، وتوفر متخصصين داخل الشركة في الامن السيبراني، لحماية اعمال الشركة.

وفيما يتعلق بالإطار القانوني المرتبط بالأمن السيبراني قال محمد الفاعوري محام مشارك أول في مكتب “خليفة ومشاركوه محامون”، أن هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي القانوني لدى الشركات والأفراد حول الأمن السيبراني وأهميته، وبما يسهل تطبيق القوانين بصورة صحيحة لحماية الأعمال من أي تهديدات سيبرانية.

وفي ختام الجلسة، قالت المديرة التنفيذية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني نسرين بركات، إن هذه الجلسة تعد نقطة انطلاق هامة في الجهود المشتركة ما بين القطاع خاص والعام والأكاديمي من أجل تعزيز الأمن السيبراني في الأردن والمنطقة، مشيرةً الى أن المنتدى ملتزم بمتابعة نتائج هذا الحوار، وجميع الأفكار والتوصيات التي تمت مناقشتها والتوصل إليها خلال الجلسة.

ودار نقاش موسع ما بين الحضور والمتحدثين حول تحديات الأمن السيبراني التي تواجه الأردن بالتحديد والمنطقة بالعموم، والأدوات والوسائل التي يمكن تبنيها في هذا الإطار، مشددين على أهمية تعزيز مفهوم الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص في مواجهة الهجمات السيبرانية.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق