-A +A
إبراهيم المتحمي (القنفذة)
تشكلت القنفذة بحسب رواية كبار السن منذ مئات السنين؛ وتشير بعض الأقاويل إلى أن أول من سكنها امرأة تسمى القنفذة وزوجها البندر؛ ولكن الصحيح والأرجح أنها باسم مدينة في حضرموت؛ وكان يطلق عليها سكان البادية البندر. ويذكر عبد الرحمن أحمد عثمان باوهاب ـ وكان مديرا لميناء القنفذة عام 1380هـ ـ أن القنفذة كانت الميناء الأهم على ساحل البحر الأحمر وقد اتخذت مديرية البريد القنفذة مركزا لتبادل الرسائل مع الخارج عبر مينائها؛ حيث ترسل الرسائل من القنفذة إلى موانئ سواكن ومصوع؛ و كانت ترسو فيه أكثر من 60 ساعية ـ أي سفينة ـ ومن أسمائها: الصبر ـ الفتح ـ كلبية ـ الغزالة ـ المريشة ـ الغتجة ـ فتح الخير.

وأضاف: كان القبطان في السفينة بمقام الحاكم؛ وإذا نزل من الميناء تعزف له البحارة الموسيقى وتدق الطبول حتى يصل إلى بيته ومن هؤلاء القباطنة: سعيد هبيلي ودري محمد فايز.
وتابع باوهاب: هذه السفن تجلب مختلف المواد الغذائية من موانئ عدن والهند؛ وكانت تستقبل كذلك قوافل الحجاج من شرق آسيا.
وأشار إلى أن معظم أهالي السراة والباحة وعسير يقدمون بالجمال المحملة بالعسل والسمن والجلود والفواكه إلى القنفذة؛ ويأخذون ما يحتاجونه من المواد الغذائية والملابس والمؤن؛ أي الأواني وأدوات المطبخ.
ويذكر عبد الرحيم محمد باسندوة ـ مدير المالية عام 1368هـ ـ أن طوابير قوافل الجمال والتي يبلغ عددها من 400 إلى 600 جمل يمتد إلى أكثر من كيلو متر؛ ويوجد المحناط؛ أي موقع بيع الحبوب بمختلف أنواعها من الذرة والدخن والسمسم والقمح والأرز .
فيما ذكر عبد الله سالم دحمان ـ كاتب الشرطة عام 1368هـ ـ أنه كان هناك المنطقة التاريخية والتي تضم نحو 200 دكان متراصة ومتجاورة على شكل مستطيل؛ وهي مبنية من الحجر المنقبي وأشجار الدوم وتغلق بأبواب خشبية كبيرة تعج بمختلف أنواع البضائع والأقمشة؛ و فيها ركن الصاغة ومخازن الأطعمة والأقمشة والحبوب يتوسطها قبان كبير للوزن و تسمى الصنج وكانت القنفذة سابقا تتكون من الحارة اليمانية وحارة الشام وغيرها.