أهلاً وسهلاً مرحبا وابدي سلام

أتحيةٍ قلبي أيرددها مديم

مني سلامٍ للملك ولد الامام

الحاكم اللي مع سعة حكمه حليم(1)

ملكٍ ترجاه الدول شرقٍ وشام

كلٍ يخاف ويرتجي فضلٍ عميم

لا معن لا البرمك ولا حاتم شمام(2)

ولا سمعنا بالعرب مثله كريم

ولاتجيب البيض مثلاته حرام

عز العرب ناموسهم حبرٍ فهيم

من حاربه عيت عيونه لا تنام

على العدا سمٍ وللصاحب سليم(3)

من سمع بفعاله عرف قولي تمام

ملك الملوك اكعام من هو له خصيم

حكمه عدل والكل مرغد في كمام

في ظل ملكٍ جعل عزه يستقيم

ما صار مثله من قديمات العوام

ولا تواريخ تذكر من قديم

حرٍ شهر حاش الفخر وعلا مقام

نال المعالي والمكارم والنعيم

هداه ربي يوم ولاه الاسلام

صحيح لا من قالوا الحاكم حكيم

واللي رفع رأسه وله قصد ومرام

باق العهد بلاه واغواه الرجيم

هذاك راح ادعاه ابو تركي عدام

جازاه في فعله بقا نسله يتيم

واللي سلم قادوه غصبٍ في خزام

بدايدٍ ربي جعلها حام حيم

ما فاد تقسيم الاصايل والجهام

ايضاً ويومر بالكساوي للحريم

كثر العطا مفاد فيهم والطعام

قالوا نبي مكة وحايل والقصيم

تقاسموا نجدٍ كلامٍ في كلام

والحكي مابين الفعل فرقٍ عظيم

الحكم جا فيما يقصن العظام

اسيوف هندٍ وام خمسٍ ياغشيم

الحكم ورث من جدود ومن عمام

وفعلٍ يشيب راس من توه فطيم

كم كون في كون تهيا وازدحام

لما حصل ذا الملك من فضل الكريم

عساه يسلم للعرب دوم الدوام

هو حرزهم هو عزهم ذخرٍ مقيم

والختم صلى الله على خير الانام

محمد اللي قام بالدين القويم


الفنان عبد اللطيف الكويتي بالزي السعودي

تقع هذه القصيدة والتي ألفها علي بن موسى بن عبدالمحسن السيف، المعروف "بالملا علي"، كأولى قصائد المدح في الملك عبدالعزيز "طيب الله ثراه" والتي انشدها نيابة عنه المطرب الكويتي الشهير عبداللطيف الكويتي أمام الملك عبدالعزيز خلال زيارته للمملكة في عام -1934م- واعجب بها الملك عبد العزيز ومنحه حينها هدية قيمة.

الملا علي من مواليد مدينة بريدة في عام- 1875م - ونشاء في بيت علم ودين، إلا أنه هاجر إلى الكويت مع والده واستقر فيها إلى ان توفي عام 1946م.

الفنان عبداللطيف الكويتي"رحمه الله" سافر إلى مدينة حلب بسوريا لتسجيل القصيدة كأغنية عبر "اسطوانة قار" في أستوديو الشركة الشرقية للاسطوانات، ويعتبرها المتابعون من أشهر الاسطوانات في ذلك الوقت، إذ قال عنها علي الصقعبي، والذي يعتبر من أكبر تجار الأسطوانات في الخليج العربي وصاحب شركة "بوزيدفون"، أن تلك الأسطوانة تعتبر من أغلى الاسطوانات في آنذاك، حيث بيعت بثلاثين روبية وهي عزيزة ولا تحصل".

الدراسة في النص:

وجدت أن محمد الثميري رحمه الله قد نشر خمسة أبيات من النص في كتاب "الفنون الشعبية في الجزيرة العربية" ولكنه لم ينسبها لشاعر معين.!؟ وعند البحث عن قائل هذا النص وجدت أن شاعره الملا علي، وقد نشر عنه حفيده الدكتور وليد السيف كتاباً بعنوان "الشاعر الملا علي الموسى السيف - سيرته وشعره" والذي تضمن النص كاملاً معتمداً على مخطوط بيد الشاعر نفسه وضمنه اسطوانة للقصيدة بأداء الفنان عبداللطيف الكويتي التي سجلها في عام- 1940م- وبمقارنة النص مع ما جاء عند الثميري تبين لنا مدى التغيير الذي حدث في الأبيات وقد أشرت له في الهوامش، والقصيدة تتكون من اثنين وعشرين بيتاً وقد بدأ الشاعر فيها مرحباً ومسلماً على الملك عبد العزيز مبيناً أن ذلك من قلب صادق في وده ومحبته ثم يمتدح الملك عبد العزيز سليل الملوك فقد صنع لنفسه مكانة عظيمة وهيبة لدى جميع الدول بل تجاوز ما وصل إليه العظماء من قبله في الدهاء والكرم والشجاعة، وقد أقام العدل ونشر الأمن والطمأنينة في ربوع الجزيرة العربية ، كما سلطه الله على أهل الفتنة والبغي الذين تنكروا له بعد أن قربهم ومنحهم الخيل الأصيلة والإبل وبذل لهم الغالي والنفيس وهو يشير إلى فتنة الإخوان ثم يؤكد أن انتصار الملك عبد العزيز عليهم فيه الخير والعز للإسلام والمسلمين ويدعو الله أن يطيل بعمره ويبقيه ذخراً وحرزاً للإسلام.

الهوامش:

1-عند الثميري(...الحاكم اللي ما سعت حكمه حليم).

2-عند الثميري(لا مع البرمك ولا حاتم تمام...).

3-عند الثميري(....ملك الملوك كعام من هو له خصيم)


مخطوط قصيدة الملا علي..تحت توقيعه