فرار الاسرى يرفع سقف توقعات حماس لاتمام صفقة لتبادل الاسرى

متظاهرون عرب في إسرائيل يرفعون العلم الفلسطيني والملاعق خلال مظاهرة في ام الفحم . 10 سبتمبر 2021
(Photo by JACK GUEZ / AFP)
متظاهرون عرب في إسرائيل يرفعون العلم الفلسطيني والملاعق خلال مظاهرة في ام الفحم . 10 سبتمبر 2021 (Photo by JACK GUEZ / AFP)

نجاح الاسرى الستة في الهروب من سجن جلبوع يشكل مفاجأة كبيرة لم يتخيلها الاسرائيليون ولم يحلم بها الفلسطينيون. برغم من اعادة القبض على بعض الاسرى الفارين، الا ان الرواية التي يتمسك بها الفلسطينيون بأن عملية الهروب تشكل انتصارا على دولة عظيمة واختراقا لمنظوماتها الامنية.

لقد تحول القائد الفتحاوي زكريا الزبيدي من رمز الى اسطورة ويوصف باقي الاسرى الخمسة التابعين لمنظمة الجهاد الاسلامي بانهم ابطال حيث تمكنوا من فعل المستحيل وما يظهر فقط بالافلام، مما جعل البعض يشعر أن مقولة الدولة التي لا تقهر، باتت تتلاشى. فالكثيرون ما زالوا يتباهون بأسطورة هروب الاسرى رغم اعادة اربعة منهم الى السجن. هذا ما يتداول في شبكات التواصل الاجتماعية الفلسطينية ويعكس الشعور لدى الرأي العام، سواء في الضفة او قطاع غزة.

اذا كان البعض من الجمهور الاسرائيلي قد قلل من قضية الاسرى في السنوات الاخيرة، فإنه يدرك الان أنها ما زالت تشكل محورا اساسيا في حياة الفلسطينيين.

أما حركة حماس، يرفع حدث هروب الاسرى الستة توقعات الحركة حول امكانية اتمام صفقة تبادل مع اسرائيل تشمل اطلاق سراح عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين. وسنشاهد في الفترة المقبلة ضغوطا متزايدة من قبل الحركة على الوسطاء بهدف حلحلة ملف الأسرى. وعليه فإن ما حدث يعزز من موقف حماس المصر على فصل ملف الاسرى عن مسألة اعادة اعمار قطاع غزة.

تراكم الاحدات التي حصلت مؤخرا تسببت في تراجع قوة الردع الاسرائيلية، لا سيما عدم الرد الاسرائيلي على مقتل الجندي بارئيل حادريت شموئيلي على حدود غزة، وكذلك طريقة تعاطي اسرائيل مع ايران وميليشياتها حيث لم ترد على استهداف السفينة الاسرائيلية في البحر العربي، والصواريخ التي اطلقها حزب الله تجاه المنطقة الشمالية. هذا يعطي الانطباع كأن اسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لضبط النفس ولا تعمل وفقا لحسابات تكتيكية.

اذا ارادت اسرائيل تصحيح هذا الانطباع واستعادة سمعتها وقوة الردع، عليها القيام باجراءات سريعة وحكيمة ضد اهداف ايرانية على المستوى الاقليمي لأن ذلك قد يساعدها في زيادة هيبتها على المشهد الفلسطيني أيضا.

عن الكاتب
دانا بن شمعون هي صحفية اسرائيلية . متخصصة بالمجال الفلسطيني, محللة للشؤون الاسرائيلية وباحثة في "منتدى التفكير الاقليمي"
تعليقات